أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح السرورى - الاسلام و الحداثة














المزيد.....

الاسلام و الحداثة


محمد عبد الفتاح السرورى

الحوار المتمدن-العدد: 2583 - 2009 / 3 / 12 - 10:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


(اتجاه فكري أشد خطورة من اللبرالية والعلمانية والماركسية ، وكل ما عرفته البشرية من مذاهب واتجاهات هدامة ، ذلك أنها تضمن كل هذه المذاهب الفكرية ، وهي لا تخص مجالات الإبداع الفني ، والنقد الأدبي ، ولكنها تخص الحياة الإنسانية في كل مجالاتها المادية والفكرية على حد سواء )
السطور السابقة هى جوهر ولب المأسه التى تتضح من خلالها ملامح الحالة العامة التى تعيشها العقلية العربية والاسلامية فما ان تشرع فى البحث عن معنى او مرادف لمصطلح الحداثة الا و تجد امامك هذا الكم الهائل من التعريفات التى تأخذك بعيدا عن واقع الحياة و مجريات الاحداث
يمكن لأى انسان ان يدخل على شبكة الانترنت و يحاول البحث عن مفهوم الحداثة و ان فعل ذلك فلن يجد امامه الا هذة النوعية من التعريفات التى تغيب العقل و تلغى الواقع وتستبيح المستقبل لصالح التيار السلفى الغنى عن الوصف والهدف ان العالم الان يسبح فى بحر من الحداثة و المفارقة ان جميع منجزات هذه الحداثة يرتع فى خيراتها هؤلاء الذين يرمونها بأبشع النعوت وليس هذا فحسب بل ان اصحاب الفكر الغير حداثى يستخدمون كل منجزات الفكر الحداثى ليس فقط الوسائل التكنولوجية الحديثة ولكن ايضا فى اساسيات ومنطلقات الاقناع فى الحوار واعنى بذلك ان جوهر الحوار الدينى هو التلقى من مستوى اعلى (رسول- عالم – فقيه) الى مستوى ادنى اما جوهر الحوار الانسانى هو المناقشة يتساوى فيها الجميع فى خطوط متوازية حتى وان كانوا يمثلون مستويات مختلفة من الطبقات الثقافية حيث لا يستطيع احد من هؤلاء المتحاوريين ان يدعى انه الاكثر وعيا وفهما والا اعتبره الاخرين تجاوزا فى حقهم و المفارقة التى اعنيها هنا ان استخدام اساليب القناع من برهنة عقلية وخلافة هو بالفعل ما يستخدمة اصحاب التيار الضد حداثى على الرغم انه يخالف فى جوهرة متن وارضية فكرهم القائم على التلقى والتأمين (امين) دون اعمال للعقل فى المسموع
ان الدافع من كتابة مقالى هذا هو اننى كثيرا ما اطلع على موضوعات قد لا يكون لها علاقة مباشرة بالدين وكثيرا ما يلفت نظرى هو حاله التحول الحوارى التى يصاب بها المتحاورون عندما يشرعون فى ربط كلامهم بالدين على الرغم من ان الموضوع المطروح قد لا يكون له اى علاقة بالدين والكارثة الحق هى هذه الحالة العجيبة من النفور من كل شكل من اشكال التحديث فى اى مجال من المجالات ولقد اثار انتباهى المقولة التى قال بها الدكتور فتحى سرور فى الحوار الذى اجراه فى صحيفة الاهرام حين قال ان هناك قوى فى المجتمع تقاوم التحديث اللافت للانتباه هنا ان الذى قال هذه المقوله ليس محسوبا على المعارضة بمعنى انه لو كان قائل هذه العبارة من التيار المعارض لتم فهم الامر ولكنه غير ذلك وهذا معناه ان التيار (الثباتى) متغلغل فى صميم حياتنا والذى يعضد هذا التيار ليست السلطات الحاكمة حفاظا على مكانتها ولكن الذى يدعم هذا التيار هو الثقافة العامة للمجتمع ككل
الفكر الاسلامى الذى يتسيد الساحة الان هو فكر سلفى يقدس العودة لما كان علية الاقدمون وهذا معناه انه ضمنيا يرفض فكرة الحداثة شكلا وموضوعا لان فى ذلك هدما لمشروعة المطروح
ولنستعرض سويا ما يقوله اصحاب الفكر السلفى و رأيهم فى الحداثة كمفهوم (فالحداثة إذن من منظور إسلامي عند كثير من الدعاة تتنافى مع ديننا وأخلاقنا الإسلامية ، وهي معول هدم جاءت لتقضي على كل ما هو إسلامي دينا ولغة وأدبا وتراثا ، وتروج لأفكار ومذاهب هدامة ، بل هي أخطر تلك المذاهب الفكرية ، وأشدها فتكا بقيم المجتمع العربي الإسلامية ومحاولة القضاء عليه والتخلص منه ، وإحلال مجتمع فكري عربي محله يعكس ما في هذه المجتمعات الغربية من حقد وحنق على العالم الإسلامي ، ويروجون بكل اهتمام وجديه من خلال دعاتها ممن يدعون العروبة لهذه المعتقدات والقيم الخبيثة بغرض قتل روح الإسلام ولغته وتراثه .)
ومن ارائهم ايضا (يذكر د . محمد خضر عريف في معرض حديثه عن الحداثة وتعليقه على بعض الدراسات التي صدرت حولها من غير مفكريها وروادها في الوطن العربي في كتابه الحداثة مناقشة هادئة لقضية ساخنة قائلا : " إننا بصدد فكر هدام يتهدد أمتنا وتراثنا وعقيدتنا وعلمنا وعلومنا وقيمنا ، وكل شيء في حاضرنا وماضينا ومستقبلنا ")
هذا غيض من فيض ومجرد استعراض بسيط لنوعية الكتابات المكتوبة عن الحداثة ويتضح فيها اضمار هذا الكم الهائل من الكراهيه للحداثة واهلها واعمال كل معاول الهدم لكل محاولات تجاوز الواقع لما هو افضل باستخدام اساليب هى فى حد ذاتها خلاصة تجارب بشرية و منتجات فكرية لعقليات سمح لها المناخ العام فى بلادها بأرتياد افاق اوسع مما سمح لنا ( هذا على افتراض انه قد سمح لنا بأى شىء)واذا بنا نحول القضية برمتها الى قضية دينية بدلا من ان نتعامل معها على انها اشكالية حضارية تخضع للمعايير الانسانية العامة من حيث النتائج والاهداف دون ان ندخلها فى غير سياقها الطبيعى وهذا ما كنت اقصده عندما تحدثت عن هذه الحاله من حالات التحول الحوارى الذى يصيب البعض
ان قضية الحداثة قضية انسانية عامه وهى متشعبة فى كل المجالات فى الفن و الادب و السياسة والفكر هى اسلوب و نهج وليست غاية فى حد ذاتها كما انها لا تمثل دينا بشريا مستقلا بل قد تأتى نصرة الاديان من خلال منهجها اذا برع المدافعين عن الاديان فى استخدام طرائقها
الحداثة مثل العولمة لا احد يستطيع ان يتجاهلها الا بتجاهل الحياة نفسها لا اقول انها مفروضة على الجميع ولكن الكل شاؤا ام ابوا يندرجون تحت لوائها فهى الواقع ذاته هل يستطيع احد ان يتجاهل الواقع ويحيا فى عالم موازى من صنعه الخاص –المؤسف ان الاجابة نعم والدليل القنوات الفضائية والمواقع الالكترونية والكتيبات والاشرطة التى خلقت عالم اخر غير الذى نحيا فبأى عقلية يمكن ان يفهم هؤلاء الكثر ان ما يحيون ليس الواقع وبأى طريقة يمكن اقناعهم ان يدخلوا فى عالم اليوم كما دخله السلف الصالح فى زمانهم –ياله من سؤال ؟

[email protected]



#محمد_عبد_الفتاح_السرورى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المخيال العربي في الاحاديث المنسوبة الي الرسول
- النقيضان
- هذا ردنا - الرد على الدكتور محمد عمارة
- البدونة
- العقلية المنبرية
- مدارس الصراخ السياسى
- نحو إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة/ ميراث المرأة..... بي ...
- نحو إلغاء (كافة) و(كل) و (جميع) أشكال التمييز ضد المرأة/استل ...
- حتى (بول المرأة) سامحكم الله


المزيد.....




- 144 مستعمرا يقتحمون المسجد الأقصى
- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - محمد عبد الفتاح السرورى - الاسلام و الحداثة