أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - بوابة السلام الاقتصادي















المزيد.....

بوابة السلام الاقتصادي


جهاد الرنتيسي

الحوار المتمدن-العدد: 2582 - 2009 / 3 / 11 - 10:47
المحور: القضية الفلسطينية
    


لنظرية المؤامرة ملامح التفكير الحمائي ، فهي تنتعش في غياب التفسيرات العلمية للظواهر، ويلازمها في تجلياتها شعور بالظلم والاستهداف ، ويتسع حضورها في اوساط نخب العالم الثالث او ما بات يعرف بدول الجنوب .

ورغم اتهام اصحابها بالكسل الذهني ، والبحث عن النتائج السريعة دون تفكير ، وابتعادها عن المنهج العلمي في التحليل ، تبقى هذه النظرية قادرة على افراز رؤى عامة حمالة اوجه ، تحتمل الخطأ والصواب .

ففي السياسات الدولية المتعلقة بالمنطقة ، وفي طرق ادارة دول المنطقة لشؤونها الداخلية والخارجية ، اعتاد السياسي ورجل الشارع العربي على وجود ما هو مخفي ، مما يدفعه للنظر بعين ناقدة للمعلن .

محاولة قراءة " الممحي " و" ما بين السطور " دفعت النخب العربية الى التعاطي مع مؤتمر الدول المانحة الذي عقد في شرم الشيخ لاعمار قطاع غزة انطلاقا من ارضية المؤامرة .

وترك الغموض الذي يكتنف مواقف المشاركين ، والتطورات غير المفهومة التي جاءت في سياق المؤتمر ، ما يكفي من المبررات لجدل طويل حول السياقات التي جاء فيها المؤتمر ، واشكال توظيفه .

شكل المشاركة الاميركية في المؤتمر كان الدافع الاقوى لاستحضار نظرية المؤامرة .

فقد تم ربط الانخراط الفعلي لسيدة الدبلوماسية الاميركية في عملية السلام بالمشاركة في المؤتمر .

ولمثل هذه البداية دلالاتها لدى قراء الخط البياني المتعرج للسياسة الاميركية في المنطقة ، فهي تعني من بين ما تعنيه ، ان مهمة ادارة الرئيس اوباما بدات من نقطة ازالة ما خلفه العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة ، مما يثير الزوابع حول جدية الادارة الجديدة في القيام بدور فاعل لتحريك عملية السلام ، وصولا الى حل الدولتين .

امام هذه الشبهة تلاشت المؤشرات الايجابية التي التقطتها النخب العربية لدى شروع المبعوث الاميركي جورج ميتشل بجولاته في المنطقة .

فلم تعد جولات المبعوثين الاميركيين مقنعة للشارع والحكومات العربية ما لم تترافق مع تغييرات ملموسة تنتقل بالسياسة الاميركية من شراء الوقت الى بدء خطوات عملية لتحقيق السلام .

والتصريحات التي ادلت بها كلنتون في رام الله لا توحي بنقلة من هذا النوع ، فالحديث عن حل شامل على كل المسارات يمكن ان يستغله نتنياهو في اللعب على المسارات التفاوضية، وتحركات زعيم الليكود لتشكيل حكومة جديدة لا تبرر تردد الوزيرة الاميركية في الاعلان عن موقف حاسم من الاستيطان .

مساحة تردد الادارة الاميركية في الخروج من مربع جس النبض الى دائرة اتخاذ مواقف محددة تجاه قضايا الحل النهائي تكفي لقيام الجانب الاسرائيلي بتحركات لطمس خيار الدولتين الذي اكدت كلنتون التزامها به خلال زيارتها للمنطقة .

والمشهد السياسي الاسرائيلي لا يخلو من بوادر تحركات في هذا الاتجاه ستقوم بها حكومة نتنياهو قيد التشكيل .

من بين هذه البوادر تضحية نتنياهو في امكانيات التحالف مع كاديما اذا كان ثمنه القبول بدولة فلسطينية الى جانب اسرائيل ، وحرصه على تجاهل خيار الدولتين حين تحدثت عنه كلنتون لدى لقائهما ، واعلانه المفاجئ من قبل عن تفهم الرئيس الاميركي باراك اوباما لافكاره.

والاعلان عن تشكيلة يمينية للحكومة الاسرائيلية خلال الايام المقبلة يعني انتقالا تلقائيا من حالة الترقب الى محاولة التاثير في العملية السياسية .

اول خطوة يمكن ان يتخذها نتنياهو المدعوم من قوى اليمين في هذا الاتجاه هي محاولة تسويق مشروع " السلام الاقتصادي " ليكون بديلا عن خيار الدولتين الذي ورثت ادارة اوباما الحديث عنه من ادارات اميركية سابقة حرصت على ابقاء عملية السلام دون ان تبذل جهودا حقيقية للخروج بنتائج .

جعبة رئيس الوزراء الاسرائيلي المقبل لا تخلو من حجج لاقناع الادارة الاميركية بخياره ، واول هذه الحجج التطرف الاسلامي المسيطر على قطاع غزة ، والانقسام الفلسطيني الذي يحول دون التوصل الى اتفاق قابل للدوام .

وقد يضطر نتنياهو لخوض مواجهة جديدة مع حماس في قطاع غزة لاقناع الادارة الاميركية بوجهة نظره ، او نقل مركز الحدث من الاراضي الفلسطينية الى اماكن اخرى ، كشن حروب ذات طابع اقليمي ، تبعد الملف الفلسطيني عن واجهة الاهتمام .

المعايير المزدوجة التي ورثتها ادارة الرئيس اوباما عن الادارات السابقة توفر ارضية ملائمة لتحرك نتنياهو المقبل .

فالخطاب السياسي الاميركي يتركز حول الدعوة للضغط على حركة حماس لاجبارها على قبول خيار الدولتين ، رغم انها تقطع اشواطا واسعة للقبول بما هو اقل من هذا الخيار ، حيث اقترحت في وقت سابق اقامة دولة مؤقتة من خلال هدنة طويلة الامد .

وفي المقابل يتجاهل هذا الخطاب رفض بنيامين نتنياهو وتحالفاته اليمينية لخيار الدولتين .

الارقام التي جرى تداولها في اجتماع شرم الشيخ لعبت دورا في اثارة الريبة لدى النخب العربية وتعزيز نظرية المؤامرة .

فالمبلغ الذي طلبته السلطة الوطنية الفلسطينية لاعمار قطاع غزة يراوح حول المليوني دولار .

ومجموع المبالغ التي تبرعت بها الدول المانحة في المؤتمر يراوح حول خمسة ملايين دولار .

انفاق فائض مصاريف الاعمار على التنمية وسد الحاجات ، يساهم في تثبيت الفلسطينيين على ارضهم ، الا ان الوجه الاخر لمثل هذا التطور لم يكن غائبا عن قراء النوايا .

فالجانب الاسرائيلي قادر على استثمار الانتعاش الاقتصادي في حال حدوثه لترويج نظرية " السلام الاقتصادي " التي يتبناها رئيس الوزراء المكلف .

ومن شان السخاء المالي ان يعفي العواصم العربية من بعض التزاماتها الادبية تجاه المعاناة الفلسطينية .

كما يريح هذا السخاء الضمائر الغربية المتعبة امام معاناة الشعب الفلسطيني ويكرس اعتقاد الغربيين بامكانية وضع حد ـ او التخفيف ـ من بؤس الفلسطينيين بزيادة المبالغ الممنوحة لهم .

الرئيس الفلسطيني ادرك خطورة التحول المفاهيمي الذي قد ينجم عن مؤتمر شرم الشيخ ، ويعيد للاذهان الظروف التي تشكلت فيها وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ، قبل ما يزيد عن ستة عقود .

وحملت كلمته التي دعا فيها الى حل سياسي للقضية الفلسطينية بعض ملامح هذا الادراك .

الا ان التقاطة الرئيس عباس بقيت غائبة عن السجالات الفلسطينية التي تحكمها افاق ضيقة .

فمن ناحيتها تعاملت بعض اوساط السلطة الوطنية الفلسطينية مع المؤتمر باعتباره دعما دوليا مطلقا للرئيس محمود عباس في مواجهة حركة حماس ، و لم تبتعد حركة حماس عن هذا المنطق لدى انتقادها ما وصفته بتسييس المؤتمر .

ردود الفعل هذه وغيرها تظهر اجواء انعدام الثقة التي تخيم على تحركات المصالحة الفلسطينية لتحد من التعويل على تجاوز قريب لهشاشة الوضع الداخلي الفلسطيني .

وتضاف هذه الهشاشة الى عوامل اخرى تدفع الملف الفلسطيني الى الوراء في قمة الدوحة المقبلة وتقلل من مساعي ايجاد حل السياسي الذي تحدث عنه عباس في قمة شرم الشيخ .

ابرز هذه العوامل تفاقم ازمات النظام الرسمي العربي بشكل مضطرد مع تحول رموزه من مشكوك في شرعيتهم الى مشاريع مطلوبين للمحاكم الدولية .

كما تسعى ايران الى تاجيج الخلاف الفلسطيني تحت شعار فشل خيار الواقعية الذي تحدث عنه علي خامنئي خلال مؤتمر طهران الذي صور باعتباره ردا على مؤتمر شرم الشيخ وشارك فيه ممثلون عن القوى الفلسطينية .



#جهاد_الرنتيسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تسونامي الغموض الاميركي
- قبل اطلاق رصاصة الرحمة على خيار الدولتين
- سلام مشوه ... وازمات برسم التصدير
- ايران تخطف القطار الفلسطيني
- ازمة الخيارات الفلسطينية مع تلاشي حل الدولتين
- ضيق الخيال الايراني
- في نهج الاقصاء الحمساوي
- افق عربي ... لعراق مختلف
- حول صورة العربي في فضائية العالم
- ازمات المركز ...ومأزق الاطراف
- قلة الاستيعاب في صحافة الاعراب
- عار الصحافة العربية
- حماس تواجه الواقع باختزال التاريخ
- ديمقراطية الامعاء الخاوية
- خطاب -التخريف- السياسي
- علمانيون برسم الاسلمة
- من اجل فايز .... ورفاقه
- صراع الهويات الشرق اوسطية
- الخطيب يحاكم التجربة القومية
- حين يبحث -الغريق- عن قشته في -طبخة حصى-


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - جهاد الرنتيسي - بوابة السلام الاقتصادي