القضاء السعودي ينقل حكم الله من السماء إلى الأرض ..!!

جاسم المطير

الحوار المتمدن-العدد: 2587 - 2009 / 3 / 16 - 08:39
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    

مسامير جاسم المطير 1576
أقول للقراء الأعزاء أولا أن المملكة العربية السعودية هي الدولة الوحيدة بالعالم ترفع ، كل يوم ، أعلى درجات " الاستنفار الأيديولوجي " المتعلق بالموقف من ابسط حقوق المرأة فهذه الدولة منشطرة إلى شاطرين حيث نجد فيها في الشطر الأول جميع علامات "الونسة " المعروفة في الخلافة العباسية مثلما نجد في الشطر الثاني جميع علامات " النكسة " في تراث الإمام شيخ الإسلام احمد ابن تيمية رمز الفلسفة الإسلامية ..! . لذلك لا عجب ان نرى النبتة الدينية الهشة المسماة بـ "هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر " تمارس أبشع أعمال العنف في يوم المرأة العالمي بالذات وفي يوم ميلاد الرسول الكريم محمد عليه الصلاة والسلام وفي باقي أيام السنة السعودية المعتمة لحقوق المرأة . فقد جاءت الأخبار يوم أمس بان محكمة سعودية قد أصدرت قرارها القاضي بجلد امرأة سورية ، في السبعينات من عمرها ، 40 جلدة، وسجنها لمدة أربعة شهور، وإبعادها من البلاد، لوجود رجلين لا تربطها علاقة قرابة بهما في منزلها، أو ما يعرف بـ" الخلوة " غير الشرعية.
نعم أيها القراء الأعزاء نقلت وسائل إعلام سعودية يوم أمس 8 – 3 – 2009 المصادف يوم المرأة العالمي أن قضية السيدة السورية، واسمها خميسه محمد سوادي (75 عاماً)، بدأت في إبريل/ نيسان عام 2008، عندما ألقى عضو هيئة الأمر بالمعروف في مدينة الشملي جنوبي مدينة حائل القبض على الشابين فهد و"هديان"، إثر دخولهما منزل السيدة خميسه.
أكد فهد أنه ابن خميسه بالرضاعة، وأنه اصطحب معه الثاني لتوصيل خبز للمرأة، غير أن قاضي المحكمة، الشيخ فهد عبدا لله السويلمي، ووفقاً لما جاء في صك الحكم، اعتبر أن فهد ليس ابن "خميسه" من الرضاعة، حيث سبق ميلاده ميلاد ابنة المتهمة بثلاث سنوات ونصف، وحكم عليه بالسجن 4 شهور، وجلده 40 جلدة، حيث اعتبر القاضي في حكمه أنه ليس ابنها.
كذلك حكمت المحكمة على الشاب هديان، الذي قام بتوصيل فهد إلى منزل العجوز لإعطائها بعض الخبز الذي تسوقه لها بتكليف منها ، بالسجن 6 شهور و60 جلدة، فيما لم يتطرق النص الذي نشرت جريدة "الوطن" السعودية نسخة منه، إلى أسماء أعضاء الهيئة الآخرين المكلفين بنقل حكم الله من السماء إلى الأرض ..!! فلا شك أنهم جميعا من أصحاب طقوس خالصة يندر وجوده لا في مجتمعات الجاهلية ولا الإسلام . إنهم يعلنون بسفاهات فتاواهم دينا إسلاميا جديدا يقحمون فيه توليفتهم المتخلفة كي يذعن لها الناس المساكين الفقراء والفقهاء لينالوا نعيم الدنيا والآخرة ..!
لقد استند الحكم على المرأة، حسب قرار المحكمة، على إفادات " الهيئة " وبلاغ أحد المواطنين، وهو والد المتهم الثاني، بأن المرأة المدعى عليها تشتهر بالسوء والفساد، ونظراً لإقرارها بأنه ليس لها زوج، ولكونها غير سعودية.
سمعتُ صوتا احتجاجيا واحدا صادرا بصوت المرأة السعودية المتنورة المكافحة السيدة وجيهة الحويدر الناشطة في مجال حقوق المرأة وهي تستنكر قرار هذه المحكمة بالقول : "لقد أثارت هذه القضية غضب الجميع، لأن المرأة أقرب إلى جدته.. 40 جلدة، كيف يمكنها أن تتحمل الألم ..؟
هي و نحن وانتم ، يا سيدتي وجيهة الحويدر ، نظل نتحمل شتى أنواع الألم في القرن الحادي والعشرين طالما بقي نظام سياسي يبحث عن وكر ديني يختبأ فيه ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
• قيطان الكلام :
• صدقوني أن هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في البلاد السعودية تضم قضاة وفقهاء مزواجين مطلاقين مسيارين يخدعون الناس بلحاهم كمهنة دينية جديدة ..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بصرة لاهاي في 10 – 2 – 2009

#جاسم_المطير (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات