درويش محمى
الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 07:30
المحور:
حقوق الانسان
رغم صمت الرصاص الكثيف واختفاء قنابل الفوسفور الاسرائيلية وندرة اطلاق صواريخ "حماس" البدائية, تبقى غزة مثلها مثل جرائم الانفال ودارفور ومجازر سربرنيتشا البوسنية جرحاً لا يندمل, وتبقى الكلمات تائهة امام وحشية المشهد, والكلام يبقى مجرد هراء في حضور همجية الحدث .
التعاطف مع قطاع غزة لا يجدي ولا المعونات تجدي ولا فتح المعابر, لا غضبة اردوغان تنفع ولا التصريحات المتطرفة للنفيسي ولا تهديدات نصر الله الحماسية, لا القمم العربية تنفع ولا مؤتمرات شرم الشيخ وبلايينها الاربعة, لا شيء سيغير من المأساة التي خلفتها حرب غزة, والمشهد الدموي الحزين لاطفال غزة سيبقى وصمة عار تلاحق اسياد حرب غزة ومدبريها .
فتاة صغيرة قد تكون في العاشرة من عمرها, تبحث بين فوضى الاحجار المغبرة عن دمية مفعمة بالحياة من الماضي القريب, تتقاسم معها الاحزان وتشاطرها وحدتها في القادم من الايام, وهي تبكي بصمت فاجعة فقدانها لوالدتها واخوتها واخواتها اجمعين, تبكي على انقاض عشها المفقود وطفولتها الضائعة. فتاة فلسطينية اخرى تصرخ من ألم فقدانها لجميع افراد عائلتها, تبكي البحور من الدموع على شاطئ غزة المفعم برائحة الموت الكريهة وبقايا اشلاء بشرية كانت لعائلة واحدة, ومشهد اخر... واخر... واخر لاطفال ابرياء كانوا ضحايا لعبة قذرة للكبار تسمى الحرب, الا ان المشهد الاكثر حزنا على الاطلاق, كان ظهور السيد خالد مشعل على التلفاز متحمساً وواعداً ضحايا حرب غزة بالتعويض عن كل ما فقدوه, والشيخ مشعل يعلم كما نعلم وتعلمون, ان لا احد الا هو عز وجل الحي القيوم يحيي العظام وهي رميم, استغفر الله العظيم .
#درويش_محمى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟