أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد جعفر - مرتكزات التعددية والواقع العراقي














المزيد.....

مرتكزات التعددية والواقع العراقي


محمد جعفر

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 07:32
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


يعتبر مصطلح التعددية من المصطلحات التي أُقحمت على ثقافة المواطن العراقي بعد الأحتلال مع مجموعة من التغييرات والمتغيرات في عمق الثقافة والبنى الإجتماعية والسياسية . وبغض النظر عن من جاء بهذا المصطلح ومن اقحمه’ بدأ المواطن العراقي يتعامل معه بطريقة تنم عن امكانية التفاعل الإيجابي وبالذات بعد مرور ستة سنوات على التغييرات ونتائجها (السلبية والإيجابية) التي حصلت في ارض الرافدن .
ان مفهوم التعددية بكل أبعاده يقوم على مجموعة من المرتكزات التي تُنتج عمقا حقيقيا تستند عليه الدولة ونظامها السياسي وشعبها . ومن أهم المرتكزات لمفهود التعددية :
1- وجود القناعة الكاملة بتنوع المجتمع واختلاف توجهاته الدينية والفكرية والأخلاقية فهي الأساس الذي تقوم عليه بنية التعددية في كل المجتمعات ذات التنوع الديني والعرقي والأثني ’ وكل الأنظمة السياسية والدكتاتوريات التي حاربت التعددية من خلال قمع من يخالفها(وهو محور الدكتاتورية) كانت وما زالت تعرف ذالك ومقتنعة به تمام القناعة على المستوى الفكري على اقل تقدير ’ولكن بفقدانها للمرتكز الثاني اصبحت فردية بامتياز وبعيدة عن تطلعات شعوبها وهذا ما صنع لدى شعوبها رغبات الثورة والتغيير(وربما هذا من ايجابيات الدكتاتورية في الوطن العربي).
1- الإحترام الواقعي لهذا التنوع والأختلاف ونقصد بالأحترام الواقعي هو ما ويكون نابع من قبول كل ما يترتب عليه من الأختلافات على كل الصعد الفكرية والعقدية والأخلاقية والأولويات .. وربما هذه النقطة تحديدا هي المحور الذي كان اساس الخلاف مع الأنظمة الدكتاتورية والمتسلطة حيث انها لا تعترف باي مخالف لها وبطريقة تفكيرها ومعالجتها لما يدور في داخل الدولة ’مع انها مقتنعة بوجود التنوع والأختلاف كما ذكرنا في النقطة الأولى .
3- الإطار الذي يمكن فيه صناعة جسد يحمل كل مواصفات الأختلاف و يقننها لمصلحة الدولة من خلال دستور يتيح الأختلاف ضمن القوانيين والتشريعات التي تحمي النظام التعددي وتحمي الأختلاف وتصونه في نفس الوقت لأنه وقود البناء لأي دولة تريد النهوض والمسير. ولا يعني ان البحث عن مصلحة الدولة هو اغتيال لمصالح المختلفين كما يحلوا لبعض السياسيين ان يتغنوا بهذا بل على العكس فثقافة التعددية تنمي التركيز على مصالح الفئات المختلفة لكن بما يخدم المصلحة العامة وهذا امر بحاجة الى وعي كبير لمفاهيم الديمقراطية والتعددية من قبل كل الأطراف سياسيين او شعوب .
وبناء على هذه المرتكزات سيتبلور وعي التعددية من خلال ظهور الأحزاب السياسية وجماعات الضغط ومنظمات المجتمع المدني والتي ستأخذ حريتها وتدافع عن رايها ومصالحها وتصنع حراكا سياسيا ومجتمعيا يؤثر على صياغة القرارات السياسية لتكون اكثر توازنا وتخرج من اطار تفضيل الفئات المختلفة بعضها على بعض الى وعي التعددية الذي يرضى بألخر مع الحفاظ على خصوصيته .
من خلال نظرة لواقع العراق نجد ان المرتكز الأول قائم وموجود لدى المواطن والسياسي على حد سواء وهو ان الأختلاف امر مفروغ منه ولا نقاش بوجوده (ونشترك في هذه النقطة مع الأنظمة الدكتاتورية)
فهو حق يأبى الإنكار سنة وشيعة واكراد وعرب واسلاميون وعلمانيون ومسيحيون .
ولكن احترام هذا الأختلاف والتنوع امر بحاجة الى بناء وتوعية مكثفة ’فالشعب والأحزاب السياسية الحالية في العراق ورثت هجينا صنعته ثقافتها الموروثة ودكتاتورية النظام السياسي الذي حكم العراق وظهر هذا من خلال ردة الفعل في التعامل مع الواقع العراقي بعد الأحتلال حيث أظهرت ثقافة الغاء الأخر والثأر منه بطريقة همجية غير سوية.مع انني لا أنكر أن هناك بصيص من الأمل ظهر في الفترة الأخيرة بدأ يوحي بنهضة في الوعي وبداية بلورة فكرة احترام الأخر والرضى به بالذات بعد الدماء التي سالت على ارض الرافدين كنتيجة لانعدام وعي التعددية في مجتمعنا العراقي .
وبناء على كل ذالك سيكون الإطار(المرتكز الثالث) الذي يتبلور فيه مفهوم التعددية هو النتيجة الطبيعية والمحصلة النهائية ’بالذات ان هناك في العراق الكثير من أليات البناء التعددي قائمة (على الخلل الحاصل فيها) فالدستور والقانون والأحزاب السياسية وجماعات الضغط (التي بدات تبرز) كل ذالك لبنات حاضرة يمكننا ان نستند عليها ونقف شاخصين ملوحين بقرب قطاف ثمار التعددية في العراق.



#محمد_جعفر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هنا سأبدأ
- الحكومات وأسس الظاهرة السياسية
- مسؤولية البناء وعمق المعالجة ..هل نملكها ؟؟
- الموروث... وأمي ... ودراجتي
- من ركب الحصان في الفلوجة.. عقولنا ام الملائكة ؟؟!!


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - محمد جعفر - مرتكزات التعددية والواقع العراقي