هفال زاخويي
الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 08:22
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
من خلال مسيرة عملي ومتابعاتي السياسية بحكم عملي الصحفي لم أسمع تصريحات متخمة بالمجاملات مثلما سمعتها – كما نقلتها اجهزة الاعلام – من فخامة رئيس الجمهورية مام جلال أثناء استقباله لرئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام الايراني هاشمي رفسنجاني ... كانت تصريحات خارجة عن حدود البروتوكولات ، وخارجة عن نطاق اللقاءات الرئاسية ، كان الافراط فيها واضحاً الى حد ان هذا الكم الهائل من جمل المدح والثناء التي اطلقها رئيس جمهوريتنا بحق رفسنجاني اثار غضباً شعبياً لدى كل الاوساط الشعبية والرسمية وشبه الرسمية في العراق .
لا نعلم ولا نفهم كيف ان هذه الزيارة نعمة وبركة حلت على العراق في وقت تقصف فيه المدفعية الإيرانية أراضينا العراقية في المناطق الحدودية في اقليم كردستان ويتعرض اهالي القرى الحدودية الى خطر الموت والتشرد وتدمير زراعتهم وموارد عيشهم ؟ اما كان بالأحرى ان تكون البركة والنعمة كامنة في جملة وامام انظار الشعب العراقي يقولها فخامة الرئيس لرفسنجاني مفادها : نطالبكم باحترام سيادة العراق والحفاظ على علاقات حسن الجوار والكف عن قصف قرانا الحدودية.كان من الأولى ان يقول رئيسنا لرئيس هيئة تشخيص مصلحة النظام الايراني ان مصلحة ايران لاتكمن في قصف القرى الآمنة في كردستان العراق ولا تكمن في التدخلات السافرة في الشأن العراقي.
نحن نتطلع الى علاقة جيدة وحسنة وصحية مع ايران كدولة جارة ولها ثقلها في المنطقة لكن لا نشعر ابداً بأن زيارة رفسنجاني نعمة وبركة ، النعمة والبركة تكمن في الحد من التدخلات الاقليمية في الشأن العراقي وبما في ذلك تدخلات الجمهورية الاسلامية... ثم ان عصر النعم والبركات الكامنة في ذوات الاشخاص قد انتهى منذ أمد بعيد... وهذا النوع من التصريحات التي اطلقها فخامة رئيس جمهوريتنا يمكن ان يطلقها احدهم في حضرة سلطان لكن لا ان يطلقها رئيس جمهورية في حضرة من لا يضاهيه في البرتوكولات الدولية.
ما أثار استغرابي أيضاً تصريح اخر لرئيس الجمهورية وهو يدعو الساسة العراقيين للاستفادة من الخبرة العظيمة لرفسنجاني ... في حين ارى رئيسنا اكبر خبرة من رفسنجاني وهو يعلم ذلك جيداًَ أقول : لاأرى بان الكثير من ساستنا بحاجة الى خبرة تؤدي الى عزل البلد عن العالم الخارجي وتعلن العداء والجهاد ضد اميريكا والغرب.
فخامة الرئيس اسمح لي بالقول ان تصريحاتك بحق رفسنجاني لم تكن في محلها ولا تصب في خدمة العراق وفي خدمة الشعب العراقي ولا في خدمة شخصكم الكريم أيضاً ... لقد أثرتم سخطاً كبيراً لدى ابناء شعبكم ... نرجو ايها الساسة العراقيون ان تضعوا مشاعر العراقيين في حساباتكم حينما تكيلون المدح والثناء على الآخرين من اصحاب النعم والبركات.
#هفال_زاخويي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟