أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي السعيد - الدكتور علي الوردي وحليب السباع














المزيد.....

الدكتور علي الوردي وحليب السباع


علي السعيد

الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 06:18
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


الاستاذ الدكتور علي الوردي عالم الاجتماع والمؤرخ العراقي(1913-1996) صاحب التوجه العلماني الجريء , والذي تعرض للقتل من قبل المتشددين والاميين , والذي يشكل الان لدى الكثيرين , خوفا وألما,من سعي قوى الظلام من تحريف اراءه وافكاره وكتبه . حيث اعيدت طبع ونشر كتبه نفس قوى الظلام التي ارادت قتله . وجدت عند باعة الرصيف وبعض المكتبات (المرموقة) نسخ من مؤلفاته طبعت ونشرت من مكاتب ودور نشر ايرانية ومن قم بالذات !.كما نخشى ايضا على الكثير من نتاجات عقولنا العلمية والادبية وفي طليعتهم مؤلفات الراحل عبد الرزاق الحسني وغيرهم من رواد الفكر والثقافة والادب والتاريخ والذين تركوا ارثا علميا شامخا .جاهد الوردي بتحليل علمي لطبيعة المجتمع العراقي الحديث .مارا بعهود قديمة مؤثرة في سيكولوجية الانسان العراقي درس عهد العباسيين والمماليك والعثمانيين.تميز صفة كتاباته وابحاثه بالانثرولوجية, بحث في واقع المجتمع البغدادي خاصة والمجتمع العراقي عامة,واغنى في بحوثه المكتبة العربية بوجه العموم .درس وشخص الكثير من عاداته وتقاليده ذات الاصول العباسية ودخل في تشخيص وتفكيك الكثير من العلل والامراض المعاصرة ,في دراسة علمية حديثة كانت ولازالت تتأطر بالحداثة والتنوير .وقد جعلتني الايام أعيد قرائته بين فترة واخرى لحاجة ذاتية الى ذلك . تمتاز كتبه ومؤلفاته بسلاسة الاسلوب وبساطته وتواضعه .واخترت احد الابواب التي درسها وتطرق اليها وهو باب الخمر والخمارين مما جعلني انقل حرفيا وبدون تصرف جزءا منها ومن كتابه((دراسة في طبيعة المجتمع العراقي)) من منشورات المكتبة الوطنية - بغداد .يقول الاستاذ((يندر استعمال الخمر في الريف,وهو يكاد يكون غير موجود في البادية. اما في المدن فهو منتشر الى درجة كبيرة.والعامة من أهل المدن يطلقون عليه لقب(حليب السباع)والكثير منهم يفاخرون بشربه ويعدونه من مظاهر الرجولة فيهم .مما يلفت النظر أن الافيون والحشيش أو غيرها من المخدرات لم ينتشر استعمالها في العراق على نطاق واسع. ولايزال الخمر هو المشروب المحبب الى قلوب أهل المدن العراقية.ان الافيون منتشر انتشارا واسعا في ايران .وقد بدأ ينتقل الى العراق منذ عهد بعيد ,عن طريق الايرانيين الذين يأتون الى العراق للزيارة او السكن.ولكن العراقيين لم يألفوه ولم يميلوا الى تعاطيه الا في نطاق محدود .الشائع بين العراقيين أن الافيون يقلل من(الغيرة)ويضعف الرجولة.والظاهر أن هذا كان من أهم الاسباب في قلة ميلهم اليه.فهم يريدون شيئا يقوي من رجولتهم لا يضعفها. ولعلهم قد وجدوا في الخمر مطلوبهم.ولهذا نراهم يستأسدون عند شرب الخمر,وكثيرا ماتظهر عليهم امارات العربدة والميل الى المشاكسة والعراك.والمعروف عن بعض الافراد أنهم يتظاهرون بالعربدة ,دون أن يشربوا المقدار الكافي من الخمر, ولعلهم يقصدون منذلك اظهار قوتهم وشجاعتهم . من طبيعة السكر أنه يكشف عن دخائل النفس البشرية ,وما فيها من قيم أو عقد مكبوته ...الظاهر أن أهل المدن العراقية يجدون عند شرب الخمر مجالا ينفسون به عما يعانون من كبت في حياتهم الاجتماعية.فهم قد اعتادوا في طفولتهم على قيم(التغالب)ثم وجدوا في كبرهم أنهم غير قادرين على تحقيق تلك القيم احيانا,فيكبتونها في أعماق نفوسهم.وهم اذن ينتهزون فرصة الشراب لكي يعوضوا بها عما فقدوا في حياتهم الواقعية. مما يجدر ذكره في هذا الصدد أن البدو كانوا في أيام الجاهلية يتعاطون الخمرة,ويفاخرون بها. فكانو يرون ان الخمر لا يجدر به الا الشجاع المقدام,اما الرعديد الجبان فليس خليقا أن يشرب غير المرق.وقد شرب المسلمون الخمر في صباح يوم بدر ليزيدهم جرأة وشجاعة في قتال المشركين -احمد محمد الحوفي -الحياة العربية من الشعر الجاهلي .هناك قرائن تدل على ان البدو كانوا عند شرب الخمر يميلون الى العربدة الشديدة. ولعل ذلك كان من أهم الاسباب التي جعلت الاسلام يحرم الخمر على أتباعه.ومما يلفت النظر أن البدو استطاعوا,بعد دخولهم الاسلام ان يتركوا شرب الخمر . وهذا بخلاف مافعله أهل المدن,فهم قد استمروا يتعاطون الخمر.على الرغم من تحريم الاسلام له.فما هو السبب في ذلك ؟ يغلب على ظني أن شرب الخمر كان من العادات الطارئة على البداوة , وربما جاء الى البدو في الجاهلية من جراء احتكاكهم بالمدن,كمثل ماجاءت اليهم عبادة الاوثان وغيرها من العادات الحضرية.ان البدو لايحتاجون الى الخمر من اجل التنفيس عن رغباتهم المكبوته كما يحتاج اهل المدينة.فمن النادر ان يعيش في البادية أفراد جبناء أو أذلاء يتخذون من السكر مجالا لكي يظهروا فيه بمظهر الشجعان الاغراء على نمط ما رأيناه في أهل المدن .)) - انتهى الاقتباس . مما يجدر ذكره هنا انه طرق سمعي من احد الاصدقاء ان للراحل وصية في نشر بعض مؤلفاته بعد وفاته . وان تلك المؤلفات لازالت دون نشر لدى عائلته الكريمة .نتمنى من عائلته افادة المكتبة العراقية والعربية من مؤلفاته . واعتقد هذا الجانب قريب من الواقع , لان كيف تمر فترة حكم جائر ومستبد وحروب وقلاقل وحصار والدكتور الوردي يبقى بعيدا عن كل ذلك دون أن يتناوله بالتحليل والدراسة .



#علي_السعيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- (مطرقة التهديم..في مملكة التحريم) تحية للمرأة في المملكة الس ...
- الاستاذة راندا وجبل الجليد..
- اللجنة المركزية وبرجها العاجي
- من على اطلال بابل شاهدت مردوخ البابلي وتلمست عذاب البشرية في ...
- الفوسفور ...واستعماله من قبل اعداء البشرية
- جو بايدن(السيءالصيت)..يتأبط شرا
- اللهم أكشف هذه الغمة عن هذه الامة....اللهم أغثنا..اللهم اغثن ...
- إدارة التوحش.. وصناعة الوحوش السلفية ..!!
- المدرسة التي ارادت ان تخرجني ...هي ذاتها التي خرجت بن لادن و ...
- ساعة واحدة في ضيافة خلية سلفية جهادية
- ...حتى عملاء الامس أشرف من عملاء اليوم ...!!!
- شاهدت أبشع جريمة شرف....!!!
- الحقيقة لاتحجب او تموت
- ما أجتمعت أمتي على باطل ...!!!
- يوم من احتلال البصرة (البصرة ...حريق ثم احتلال ) الجزء الاخي ...
- البصرة...حريق ثم احتلال ! -الجزء الثاني -
- أنا شيوعي ....شاذا جنسيا ومن عائلة سيئة السمعة !!!
- البصرة ... حريق ... ثم احتلال !! -الجزء الاول -
- متى استعبدتم الناس ؟... وقد ولدتهم امهاتهم احرارا
- المانيا الديمقراطية (الشرقية )من الداخل....الجزء الرابع والا ...


المزيد.....




- من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا ...
- ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا ...
- قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم ...
- مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل ...
- وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب ...
- واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب ...
- مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال ...
- -استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله- ...
- -التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن ...
- مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي السعيد - الدكتور علي الوردي وحليب السباع