عباس النوري
الحوار المتمدن-العدد: 2581 - 2009 / 3 / 10 - 06:08
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
الخطاب الأخير للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي يوم الجمعة المصادف 2009-03-06 وكان له خصوصية بموضوع المصالحة الوطنية.
هذه الكلمة التي كانت مبهمة لدى الكثيرين ممن تساءل عن المصالحة بين من ومن؟
واليوم أعطاها السيد رئيس الوزراء التفسير الحقيقي وبصورة واضحة وبتحدي...وقد يكون التحدي لجميع العراقيين الذين ظلموا تحت سلطة حزب البعث...والذي بدأ المالكي ينصفهم قبل الذي ظلموا وكأنه...هو..والبعض ممن حصلوا على امتيازات بفضل الجيش الأمريكي الذي أنهى فترة الحكم الدكتاتوري.
ولهذا السبب يريد المالكي أن يبين أنه يجب عليه أن ينصف البعثيين من خلال خطابه الأخير...وكأنه نسى أو يتناسى موقعه الأول في الهيئة الوطنية لاجتثاث البعث...أو أنه يريد أن يسبق المرحوم عبد الكريم قاسم بمقولته الشهيرة: عفا الله عمى سلف...
والتاريخ لا ينسى ماذا حدث للعراق بسبب هذه المقولة.
الخطاب الأخير...أراه من أهم منجزات المالكي...وأعتبرها أيضاً آخر كلمة تقرر مستقبله السياسية كرئيس وزراء...أو أي منصب مهم.
كثير من السياسيين حاولوا التأكيد على عدم محاربة البعثيين...وطي صفحة الماضي وإلا لا استقرار للعراق ولا نجاح للعملية السياسية، فلم يكن المالكي الأول الذي دعا لطي صفحة الماضي...لكنه الأول الذي يطلب أمراً غريباً وخطيراً...حين قال: علينا نسيان الماضي...وعدم تذكره!!
أنها دعوة لتربية الأجيال القادمة لمحو تاريخ مهم ومظلم في حياة العراقيين...من قادر من نسيان المجازر والمذابح...من ما حدث في حلبجة..الأنفال..الأهوار..قطع الأذن واللسان..,اليد والرقبة..ومن ذاب في الأحواض...ومن أصبح طعماً للأسماك. وهذه الدعوة قالها بحضور العشائر...المعروفين بالثار.
وأنه أنتقد من ينتقد لجوء الحكومة للعشائر العراقية...ليس هناك من ينكر أهمية العشائر، لكننا نتطلع لمجتمع مدني متطور يحكمه القانون...وليس قانون المضايف.
أعتبر خطاب المالكي الورقة الأخيرة لكسب أصوات أخرى تحضيراً للانتخابات القادمة...التفاته ذكية...لكن ما هو رد فعل أهل المقابر الجماعية؟ ما هو رد الملايين من المهجرين منذ ثلاثون عاماً؟
ما حصل المواطنين الذي ضحوا طيلة تاريخ العراق ولم يزالوا يعدون من العراقيين الدرجة الأخيرة...!
#عباس_النوري (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟