|
حينما يتحول الروزخون الى السياسة ..!!
سلام كوبع العتيبي
الحوار المتمدن-العدد: 791 - 2004 / 4 / 1 - 08:51
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ليس غريبا علينا أن نرى تحول بعض الروزخونية الى قيادات سياسية متسلطة وسط اللاف من الشيعة الطيبين .. وليس غريبا أيضا أن ترفع صور هؤلاء في المسيرات الوطنية التي يقوم بها العراقيين من خاصة وهم أصبح ( كالمستجير من الرمضاء بالنار ) . منذ الطف الحسيني ونحن نلطم الخدود ونشق الجيوب وننوح كما تنوح الناقة قبل الذبح على صوت هؤلاء الروزخونية ا(لاشاوس ) ولكنهم لاينوحون كما ننوح ولايلطمون الخدود مثلنا ولاتشق نسائهم الجيوب كأمهاتنا .. بل في نهاية كل عشرة عاشوراه يستلمون أجورهم التي أصبحت تسلم لهم ( بالدولار الكافر !!) هكذا هو حالنا , وحتى زوجات هؤلاء تعلمن المهنة وأصبحا قارئات للنساء المغلوب على أمرهن وحالهن كحال أزواجهن في التعامل المادي .. ومن المستحيل ان يتبرعوا يوما للقراءة على أرواح شهداء الطف لوجه الله بدون أجرا لكونهم يدركون أو أصبحوا يدركون حجم اللعبة العاشوراتية .. وأنا على يقين مطلق أن الحسين سيد الشهداء ( عليه السلام ) لوجاء اليوم لكانوا اول المحاربين ضده .. ولكان قطع رقابهم دون رحمة أو شفقة لعلمه الأكيد ان هؤلاء واخلاقياتهم والتي استغلوا شهادته وحولوها الى مكسب مادي صرف ..سوف يعاقبون عليها أمام ربهم يوما ما ..وكما يعلم الكثير منا أن هؤلاء لهم اصحابوجماعات كثيرة يستقبلونهم كل يوم في عدة مناسبات دينية وما أكثر هذه المناسبات لدينا ..!! وعندما ترنح صنم الدكتاتور المخلوع في ساحة الفردوس أمام أعين العراقيين وعدسات التلفزة العالمية وكيف تلاقفته الايادي العراقية لهذا الصنم المخلوع بالنعال العراقي المعروف عنه وعن قساوته .. خرجت علينا من الطرف الاخر مسيرة لرجال ( الروزخزنية ) الذين لم نعلم عنهم شيئا أو عن نضالهم ضد الكدتاتور صدام حسين لامن بعيد ولامن قريب سوى علمنا انهم كانوا يوما وعاضا للسلطان ..وبعد ان وقفوا أما م عدسات التلفزة هاتفين رادحين مطالبين خروج القوات الامريكية التي اسقطت النظام الذي عجز عن اسقاطه العراقيين الذين قدموا كوكبة من الشهداء على ايدي هذا الطاغوت . متصورين أنهم سوف يستغلون سقوط النظام وفقدان الامن الذي كان يجثهم من الوريد الى الوريد لكي يرتبوا حظيرة الروزخونية الجديدة تحت شعار اسلامي جديد لايتناسب مع ظروريات العصر والحياة السياسية والاجتماعية في الوقت الحاضر , بل تخدم مصالحهم وجشعهم وجوعهم الدائم الى ملذات الحياة .. طالب أحد هؤلاء من العراقيين أجمع سنة وشيعة عربا واكرادا مسلمين ومسيحيين اطالة لحاهم وعلى النساء التقيد بالحجاب الشرعي , ومن يتخلف عن ذلك يجلد مائة جلدة أمام اعين المارة ..!! ووزع من صوره الاف النسخ لتلصق على جدران بغداد بدلا من صور الدكتاتور المخلوع التي مازالت ترفع الى يومنا هذا في بعض مدن العراق التي كانت منتفعة منه مثل تكريت والفلوجة والرمادي وبعض قرى مدينة الموصل ..!! وهنا لااريد أن أعمم هذه الظاهرة على غالبية رجال الدين , ولكني أحدد شريحة معينة من هؤلاء الذين مازالوا يستعملون سيارات الدولة المنهوبة لاغراضهم الخاصة واثاث الدوائر العراقية لمكاتبهم السياسية الجديدة ..!! وبعد أقل من عشرون يوما على سقوط النظام تجمعوا في احد المدن العراقية لعقد مؤتمرهم الاول الذي أطلقوا عليه مؤتمر النصيحة ( الامر بالمعروف والنهي عن المنكر ) واصبحوا يصولون ويجولون في شوارع العراق مستغلين عدم وجود رجال الامن كما يفعل الوهابيون في السعودية أثناء اقامة الصلاة عندما يهاجمون المتخلفين عنها متجاوزين قول الله ( لااكراه في الدين )وهاجموا الشباب في بعض مدن الجنوب الذين يرتدون ملابس الجينز بدعوى انها من بلد الكفار , متناسين ايضا أن هؤلاء الذين يطلقون عليهم تسمية الكفار هم من انقذهم من قبضة صدام حسين الحديدية التي عجز عنها العراقيين طيلة الخمسة والثلاثين عاما من المحاولات .. مستغلين بذلك ثغرة الضوء الصغيرة التي منحتها ديموقراطية (الكفار ) كما يحلو لهم تسميتها . وهم ليس منحقهم ذلك حيث نصبوا انفسهم الناطقين الرسميين عن العراقيين لاغين بدورهم هذا الشخصية العراقية اكمالا لدور صدام حسين في تهميش المواطن العراقي في قراراته , والان وقع العراقي بين ( مطرقة الوهابي وسندان الروزخون ) وهنا يتسائل البعض . اذا كان هذا هو حال المواطن العراقي ماهو التغيير الذي حصل ..؟! هل تغيرة صورة صدام حسين وزبانيته البعثيين الى صور عمائم ولحى وهابية وروزخونية .. تطارد الشباب وتضطهد النساء وتظلم الشيوخ والاطفال بحجج بعيدة كل البعد عن الاسلام واخلاقيات الاسلام ..؟؟!! أم انهم يريدون منا أن ( نستغفر للحجاج بعد أن اشبعنا شتما ) او ليس هذا مايحصل الان بعد أن رأينا وسمعنا الكثير من قصص الاضطهاد التي يرددها العراقيين بسبب هؤلاء الروزخونية .. حيث لايسعني هنا أن أقول الاطهاد الديني لان الدين براءة من هؤلاء ومن لف لفهم .. الى متى نبقى نقتل ونجلد .؟ الى متى يبقى الانسان العراقي مسلوب الارادة والكبرياء في وطنه .؟ لماذا لانفيق من عواطفنا ونصحى يوما للنظر الى ماسينا وموتنا ولماذا نصدق هؤلاء الذين كانوا باستمرار سبب قتلنا وتخلفنا شراكة لدكتاتور العصر ..؟؟ لماذا نحاول السير خلف هؤلاء معصوبين العينين باتجاه التخلف والقمع ..؟؟ اليس من الافضل ان نترك هؤلاء للطم والنواح وأن نتعلم من الحسين ( عليه السلام ) قيم الرجول والتحرر من العبودية التي استشهد من أجلها ..؟؟!!!
#سلام_كوبع_العتيبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
فصل الدين عن الدولة هو الخيار الوحيد
-
ألأرهاب بأسم الحاكم بأمر الله أمير المؤمنين
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|