أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين














المزيد.....

بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين


محيي هادي

الحوار المتمدن-العدد: 791 - 2004 / 4 / 1 - 08:33
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


أول محاكمة لسياسيين في دولة العراق الحديث بدأت بكم.
و استمرت مقاصل جزاري العراق تقطع في رقابكم و حبالهم تخنق أنفاسكم، فأعدمت قياداتكم بِدأً بإعدام رفاقكم فهد و حازم و صارم، و قلعت عينا سلام عادل ثم أغتيل، و مُزِّقت بالرصاص أجساد آلاف آخرين.
"إنكم من طِينةٍ خاصة لا تحترق" قالها عنكم أحد أعدائكم، و إنكم كـ"الثيل، كلما أكثر القطع فيه يخرج أقوى و يصبح أكثر صلابة": قالها فيكم نوري السعيد، أحد طغاة العهد الملكي البائد. و خسأ المجرمون البعثييون عندما ظنوا أنهم قد أبادوكم، و لكنكم أثبتم للعالم بأنكم أقوى من الموت و أعلى من أعواد المشانق، و إنكم جزأ من شعبنا أفراحه أفراحكم و أحزانه أحزانكم.
و قد تنبت بينكم بين حين و آخر نبتة فاسدة تتعفن كلما ازدادت حيويتكم، و لكن هل تخلو الحدائق من العشب المتطفل؟ و هل تخلو الأوراد من الأشواك؟ و هل من طريق كفاح لا يخلو من سكاكين الغدر؟
من يدخل في مدرستكم يتعلم. يتعلم حب الوطن و حب الإنسان العراقي، و يتعلم السيرة الجيدة في الحياة و في المجتمع. تعرفت على أحد العراقيين، كان قد دخل السجن في المرة الأولى محكوما عليه كحرامي، و لكنه تعلم في مدرستكم فخرج من السجن وطنيا شيوعيا. و في المرة الثانية أدخلوه السجن لأنه كان شيوعيا، ثم خرج من السجن و لم يتنازل عن وطنيته و شيوعيته. و في المرة الثالثة عندما أدخلوه السجن لم يخرج، فقد أغتيل هناك، و قد يكون قد أصبح واحدا من مئات آلاف العراقيين الذين دفنوا أحياء في مقابر جماعية.
لا يريدكم أعداء العراق…
لا يريدكم من يريد أن يبقى العراق متفرقا بين طوائف و أديان و قوميات متحاربة، كل منها تعمل على حدة، تتناحر فيما بينها.
لا يريدونكم، لأنكم تمثلون حزبا وطنيا، قد يكون الحزب العراقي الوحيد الذي يجتمع فيه أناس من مختلف أطياف الشعب العراقي، فتحت لوائكم ينضم العربي و الكردي و الآشوري و …….و في أحضانكم يترعرع المسلم و المسيحي، و قبلها كان اليهودي العراقي أيضا.
كنتم من أوائل الذين كافحوا ضد الصهيونية، فأسستم عصبة مكافحة الصهيونية، و كان من بين أعضائها يهود شيوعيون عراقيون، و لكن هؤلاء اليهود كانوا يُسجنون ، و من سجن نقرة السلمان الرهيب كانوا يطردون مباشرة الى دولة العنصرية و الصهيونية: إسرائيل.
أعداءكم يصرخون بكل ما في أفواههم من كذب: "إنهم ضد الصهيونية لا ضد اليهود"، و لكن أفعالهم هي مع الصهيونية و ضد اليهود العراقيين. إنهم بدءوا في تحقيق أهداف الصهيونية في طرد اليهود العراقيين، ففجروا محلات تجمعهم و اضطر اليهود الى الهجرة و مغادرة وطنهم، فاحتلت بيوتهم و صودرت أملاكهم، تماما مثلما فعل الصهاينة في فلسطين، فطُرد الفلسطينيون من وطنهم و احتـُلت بيوتهم و صودرت أملاكهم. و تماما مثلما فعل البعثيون في الشمال و في الجنوب إذ طردوا العراقيون ليحل محلهم مجرمون بعثيون أو أعراب مرتزقة ومنافقون.
أجسادكم لم تسلم من السجون، و وقف البعض من أبناء شعبنا يتفرج على قضبان السجون و هي تقبض على حريتكم بل و يصفق لسجانيكم، و لكن الدور لم يقف عندكم بل وصل إليهم و إلينا جميعا، و إلى السجانين أنفسهم أيضا.
رقابكم لم تسلم من القطع، و لم يتوقف التقطيع عند أعناقكم بل استمر، استمر ليقطع كل رقبة و كل نخلة عراقية، فهل يتذكر الذي فرح لقطع رقابكم أن رقاب العراقيين كلهم لم تسلم أبدا من غدر سكاكين الدمويين؟ و هل يتذكر البعثيون أنه لا صهر المجرم الدموي صدام و لا أصدقاءه قد سلمت رقابهم من القطع و أرواحهم من الإزهاق.

تريدون السلام، ونريد أن يعم في كافة أنحاء الوطن السلام و الأمان، فلا حرب و لا لتجار الحروب من مكان.
نريد أن تعمل كافة الأحزاب السياسية الوطنية بملأ الحرية، في خدمة الوطن و لصالح شعبه.
نريد أن نكون أحرارا و لا يمكن لنا أن نكون أحرارا إلا بما يكون ممتنعا على الآخرين أن يستفيدوا من تفوقهم الجسمي أو الاقتصادي أو أي تفوق آخر يتمتعون به، لفرض الاستعباد على حريتنا.
نريد أن يكون عنق العراقي سالما و مرفوعا فوق رأسه بشموخ و اعتزاز.
لقد مزقت أجسادنا الجراح، و حرقتنا الحروب، فهل ستلتئم الجراح ؟ و هل ستٌطفأ نيران الحروب ليكون وطننا حرا يعيش على وجه أرضه شعب سعيد ؟
لكم مني أمنيات قلبية طيبة في عيد ميلادكم السبعيني.

محيي هادي- أسبانيا
آذار 2004
[email protected]



#محيي_هادي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- احتلال و تحرير و سقوط لأبشع نظام دموي
- هل حال الزوجة غير المسلمة أفضل؟
- كُنت أعيش و أحلم قبل مجيء بعث الذل و الدم
- هُـم، هُـم، لا غيرهم
- نعم للحجاب، لا للحجاب
- إلى المهجَّرين و الغرباء
- عدالة أحكام السلف الطالح
- حلول قاضي القضاة لشبق الخليفة
- اللــون الأحمــــر
- القرضاوي يتزوج بابنة حفيدته
- قانون أحوالكِ الشخصية
- أتمنى أن يقاطعنا الإرهابيون
- وداعا يا عام الخلاص و أهلا بك يا عام الاستقرار
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم التاسع و الأخير
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم الثامن
- شيوعيو الغوطة يدا بيد مع إرهابيي العوجة
- عبدو، الصحاف الصغير
- في يوم أفراحي أقدم التعازي
- المستعصم المقامر الذي خسر بغداد أيضا-القسم السابع
- لن يغرق العراقيون مرة أخرى


المزيد.....




- بوتين: لدينا احتياطي لصواريخ -أوريشنيك-
- بيلاوسوف: قواتنا تسحق أهم تشكيلات كييف
- -وسط حصار خانق-.. مدير مستشفى -كمال عدوان- يطلق نداء استغاثة ...
- رسائل روسية.. أوروبا في مرمى صاروخ - أوريشنيك-
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 80 صاورخا على المناطق الشم ...
- مروحية تنقذ رجلا عالقا على حافة جرف في سان فرانسيسكو
- أردوغان: أزمة أوكرانيا كشفت أهمية الطاقة
- تظاهرة مليونية بصنعاء دعما لغزة ولبنان
- -بينها اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية -..-حزب ال ...
- بريطانيا.. تحذير من دخول مواجهة مع روسيا


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - محيي هادي - بأعناقكم يبدأ السفاحون قطع أعناق العراقيين