أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هكذا نتصدى للفقر














المزيد.....

هكذا نتصدى للفقر


إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)


الحوار المتمدن-العدد: 2580 - 2009 / 3 / 9 - 09:47
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


يبدو أن لازمة التنمية البشرية، كشعار للعهد الجديد، لم تُمكّن بلادنا، إلى حد الآن، من جعلها تتجاوز صفوف مؤخرة ترتيب الدول في هذا المجال. فخطاب التنمية البشرية والتنمية الاقتصادية والاجتماعية فشل في الدفاع عن النظرة الوردية التي بدأت تنعش بصيص الأمل في انتظار الغد.
لقد قيل إن بلادنا اعتمدت "استراتيجية لتقليص الفقر" منذ نهاية سنة 2004، وهي في واقع الأمر وثيقة تحمل بصمات كل من صندوق النقد الدولي والبنك العالمي ومنظمة التجارة العالمية. وقد انطلقت من الفكرة القائلة إن تقليص الفقر والحد منه يستوجب رفع درجة ووتيرة النمو، لأنه لا يمكن التفكير في تقسيم "الكعكعة" قبل إعدادها.
ترى هذه الوثيقة أن الطريقة المثلى التي يمكن بواسطتها إطلاق "عفريت النمو" من "قمقمه" هي حرية السوق وتحرير الاقتصاد، أي فتح الأبواب على مصراعيها بحذف كل الحواجز أمام تداول ونقل السلع والخدمات والمال ـ ما عدا تنقل البشر في اتجاه الشمال، ما وراء البحر طبعا ـ مع ما يتطلبه ذلك من خوصصة شاملة وعامة، أي عرض ممتلكات الشعب للبيع في المزاد العلني ومنحها لمن يدفع أكثر، ونزع تقنين الشغل وإقباره، أي تجريد الشغيلة من كل حماية، مهما كان نوعها، واعتماد حماية اجتماعية ليبرالية حديثة، أي "تسليع" جميع الخدمات الاجتماعية ليصبح كل ما كان مجانيا مؤدى عنه وما هو مجاني مهمل إلى درجة الحكم عليه بالإعدام المحقق.
هذا المسار، في نظر القيمين على أمورنا، من شأنه أن يمكّن، لا محالة، الفقراء من جني نتائج إيجابية على المدى المنظور. وفي هذا الإطار، تم ربط الرهان لتحقيق المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، برفع نسبة ووتيرة النمو، لكن كيف كانت النتيجة على أرض الواقع؟
تقليص دعم المواد الأساسية وتقزيم دور صندوق المقاصة وموجات متتالية من ارتفاع الأسعار، اتساع دوائر الاحتجاج والغضب واشتداده بتزامنه مع انكشاف عجز الدولة في تدبير الأزمات الطارئة، وعوض أن يستفيد الفقراء من المسار ـ الذي قدمته الوثيقة الموصومة ببصمات المؤسسات المالية الدولية والمقدمة من طرف القيمين على أمورنا كاستراتيجية لتقليص الفقر ـ تم تحويل الموارد القليلة التي كانت بحوزتهم إلى مصلحة الرأسمال، وهذا إن دل على شيء، فإنه يدل ببساطة، على أن المسار الذي اعتمدته بلادنا لمكافحة الفقر والتصدي لأسبابه ومسبباته يؤدي حاليا، وبثبات إلى المزيد من التفقير والتهميش والإقصاء باسم اعتماد استراتيجية "شجاعة" للتصدي للفقر والتهميش. وهذا ليس افتراء وإنما تؤكده الأرقام، حتى الرسمية منها.
فلا زال 17 بالمائة من المغاربة يعيشون بأقل من 10 دراهم في اليوم لتغطية مصاريف التغذية والمسكن والملبس والتطبيب. ولا زال 40 بالمائة منهم يعيشون عرضة للفقر بدخل ما بين 3500 و 51000 درهم في السنة. وبذلك يتأكد مرة أخرى، إن كانت هناك حاجة للتأكيد، أن الفقر بالمغرب ليس نتيجة لسوء تدبير أو غياب اعتماد سياسات ناجعة، وإنما هو، في واقع الأمر، ليس سوى نتيجة لتحويل "الثروة" من الفقراء إلى الأثرياء وتمركزها بين أيديهم حتى في ظل عدم التمكن من تحقيق النمو، وبالتالي علينا أن نصارح أنفسنا بالحقيقة، إذ إن ما يتم تقديمه كـ "استراتيجية لتقليص الفقر" هي في واقع الأمر، "استراتيجية لتوسيع دوائره"، رغم كثرة المؤسسات والصناديق المهتمة بهذه الظاهرة العضوية وتناسل الجمعيات التي أعلنت الحرب عليها سرا وعلانية، وحث المغاربة المقيمين بالخارج على المشاركة في هذه الحرب.
هذا في وقت لم تعد الفئات الفقيرة وحدها المتضررة جراء استشراء فقرها واتساع دوائره، وإنما أضحت الطبقات الوسطى تستشعر أيضا بهذا الخطر المحدق بها وهي تعاين اندحارها في السلم الاجتماعي مع مرور الوقت.
إدريس ولد القابلة





#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)       Driss_Ould_El_Kabla#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الدبلوماسية المغربية من الجمود إلى التسرع
- رفع المستور عن مقتل هواري بومدين
- الدولة تؤسس هيئة عمومية لمكافحة تبييض الأموال
- هذا هو الخبر
- كادت المكالمات المجانية خلق أزمة مغربية فرنسية
- -سنعلن الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب لأن القيادة الحالي ...
- الحوار الاجتماعي لصالح من؟
- فرع جمعية -لا عاهرات ولا خاضعات- بالمغرب
- الجنرالات العجزة والجيش الذي يريده الملك؟
- محمد الغماري / أستاذ جامعي خبير في الدراسات الاستراتيجية وال ...
- -الملك هو الذي يحكم- نقطة إلى السطر
- محمد السادس في الرتبة 89 و-أوباما- على رأس القائمة
- إلى متى سنترك الحكومة تفعل بنا ما تريد؟
- المغرب بعيون التقارير الدولية
- رفض نتائج التقارير الدولية مثل حجب الشمس بالغربال
- -تامسنا- المدينة الملكية الموعودة
- الوجه الآخر للملك خارج المغرب
- جور اجتماعي كرّسه المخزن ( النظام المغربي)
- الملك الحسن الثاني عاش مخدوعا
- -الميزانية الملكيةّ بالمغرب


المزيد.....




- الصحة اللبنانية: مقتل 33 وإصابة 169 جراء الغارات الإسرائيلية ...
- صافرات الانذار تدوي في نهاريا شمال إسرائيل بعد تسلل مسيرات م ...
- روسيا تعدِّل عقيدتها النووية: قد أعذر من أنذر
- بالفيديو.. لحظة استهداف مواقع إسرائيلية في نهاريا بطائرات مس ...
- إسرائيل تغتال نصر الله.. كيف سترد إيران؟
- إعلام إسرائيلي: الجيش يشن هجمات واسعة في بلدة المغراقة وسط ق ...
- لافروف: إعادة بيع تركيا لأنظمة -إس 400- غير ممكنة بدون موافق ...
- لافروف: أنشطة الولايات المتحدة عائق أمام التطبيع بين تركيا و ...
- لندن.. وقفة عقب مقتل نصر الله
- نتنياهو: كلما رأى السنوار أن حزب الله لن يتواجد لمساعدته بعد ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - إدريس ولد القابلة - هكذا نتصدى للفقر