|
الدبلوماسية المغربية من الجمود إلى التسرع
إدريس ولد القابلة
(Driss Ould El Kabla)
الحوار المتمدن-العدد: 2584 - 2009 / 3 / 13 - 08:53
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
الدبلوماسية المغربية من الجمود إلى التسرع تتكرر الكبوات وما زالت على نفس الدرب سائرة
شكل الموقف الرسمي بخصوص الإعلان المبكر عن دعم البحرين في نزاعها مع إيران مناسبة أخرى لتناسل التساؤلات حول الدبلوماسية المغربية، وإلى أين هي سائرة؟ واحتدت هذه التساؤلات بفعل تطابق الموقف الرسمي المذكور مع الخطة الأمريكية لعزل إيران على صعيد العالمين العربي والإسلامي. وكان من الأولى حسب مجموعة من المتتبعين، عدم التسرع بهذا الخصوص، سيما وأنه سرعان ما تواصل الطرفان بخصوص النزاع بينهما، لكن المغرب بادر بدعمه للبحرين، علما أن الموقف الإيراني من قضيتنا الوطنية يسير في اتجاه الدعم وليس العكس. كما ان إيران تكاد تكون الدولة الإسلامية الوحيدة التي استطاعت الاعتماد على نفسها باستثمار العنصر البشري، حيث حققت نسبة نمو سنوية بين 8 و 10 بالمائة على امتداد العقدين الأخيرين، كما أن لها طموحات في أن تصبح عضوا في النادي النووي. وبذلك يرى البعض أن لا مصلحة للعرب وللمسلمين الدخول معها في حرب بالنيابة، وأيضا لا مصلحة لإيران في أن تكون لها أطماع في الوطن العربي. لقد دعم المغرب البحرين في نزاعها مع إيران، واستنكر التصريحات الصادرة عن بعض الدوائر الإيرانية، اعتبارا لمساسها بحرمة وسيادة البحرين، غير أنه سرعان ما حصل اتصال بين البلدين وذاب الجليد بينهما، كما جاء الرد الإيراني سريعا، حيث احتجت طهران بشدة على موقف الرباط الداعم للبحرين. وفي هذا الصدد تساءل البعض، لماذا لم تصدر مثل هذه المواقف ضد الكيان الصهيوني؟ وأيضا، كان قرار إغلاق السفارة المغربية في جمهورية فنزويلا ونقلها إلى جمهورية الدومينيكان، على إثر تأييد الحكومة الفنزويلية للانفصاليين، مناسبة لبروز انتقادات همت الدبلوماسية المغربية، خصوصا فيما تعلق بظرفية اتخاذ القرار، مما أوحى أنه مطبوع بالتسرع والارتجال، إذ تزامن مع التأييد الكبير الذي حظي به الرئيس الفنزويلي، هوغو شافيز، سواء بالمغرب أو على امتداد الدول العربية والإسلامية، عندما بادر، قبل القادة والزعماء العرب والمسلمين، بقطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وطرد سفيرها من بلاده بسبب هجومها الهمجي على قطاع غزة، كما أدان علانية قادة الكيان الصهيوني. وهذا ما دفع الكثيرين إلى الاعتقاد أن القرار المغربي بإقفال سفارة إسرائيل بكاراكاس، كان بإملاء من جهة خارجية أو نتيجة لضغوطاتها. وقد قيل آنذاك، لو كان قَطْعُ العلاقات الدبلوماسية بهذا الشكل مع من يدعم الانفصاليين في ملف الصحراء حلا مجديا، لكان من الأولى والأجدر قطعها مع الجزائر. وفي هذا الصدد، اعتبرت أكثر من جهة أن دبلوماسيتنا أضحت مولعة بالرهانات الخاسرة التي تراكمت خلال السنوات الأخيرة. هذا، علاوة على أن اتخاذ مثل هذا القرار، حسب العديد من المتتبعين، جاء في وقت غير مناسب، لذا بدا كأنه مجرد رد فعل غير مبني على تصور واضح المعالم ورؤية محددة المقاصد، فهل ما زالت دبلوماسيتنا تفتقد لمثل هذا التصور وهذه الرؤية؟ علما أن هذا التساؤل سبق وأن تم طرحه بمناسبة تمحيص نهج تعامل دبلوماسيتنا مع بلدان القارة السمراء والاتحاد الإفريقي، وهو النهج الذي لم نحصد منه إلا جملة من الإحباطات المتكررة والمستنسخة على امتداد عقود، ولم يتم الانتباه إلى الأمر إلا بعد فوات الأوان، علما أن المغرب ظل يعتبر أن عمقه الإفريقي يشكل ميزة وجب الاستفادة منها. تظل السياسة الخارجية المغربية، في عيون الكثير من المهتمين، تتمحور حول أولويتين اثنتين : مغربية الصحراء والاهتمام بالعلاقات الاستراتيجية مع الاتحاد الأوروبي والارتباط به، وينضاف إلى هاتين الأولويتين الدبلوماسيتين علاقة بلادنا بالدول العظمى، إذ يحرص القيمون على أمورنا على التمسك بخيوط التواصل والحوار المستمر مع الولايات المتحدة الأمريكية رغم كل ما حققه المغرب مع الاتحاد الأوروبي. ويرى البعض أن الدبلوماسية المغربية ظلت تعتمد على فرضية أن العالم رهينة الولايات المتحدة الأمريكية، وكل من عاداها يكون داخل حساباتها لا خارجها، مما أدى ببعض الأصوات إلى الدعوة لفك هذا الارتباط. كما ساد الاعتقاد ـ في نظر هؤلاء ـ أنه كلما اقتربت بلادنا من واشنطن كلما أيدت دول العالم الثالث أو الدول النامية قضايانا المصيرية، وهو رهان كشف بجلاء عن ضعف الدبلوماسية المغربية في نظر العديد من المتتبعين. لذا يقول أصحاب هذا الرأي، حرصت دبلوماسيتنا على أن لا تزعج البيت الأبيض بخصوص أي موقف دبلوماسي تتخذه. وفيما يتعلق بنهج التدبير الدبلوماسي المعتمد، سبق للراحل عبد الله إبراهيم أن قال:"إن الدبلوماسية المغربية ضعيفة، لأنها محصورة في رأس واحد، أي أنها دبلوماسية شخصية وليست مؤسساتية". في حين ذهب آخرون إلى القول، إن العلاقات الخارجية المغربية مسؤولية محصورة في القصر الملكي. وهذا ما يفسر، في نظر هؤلاء، طابعها الارتجالي في كثير من الأحيان وجمودها أحيانا أخرى، مما أدى إلى المطالبة بضرورة دعم الدبلوماسية الرسمية بدبلوماسية موازية تضطلع بها الأحزاب السياسية والهيآت المنتخبة ومنظمات المجتمع المدني. إدريس ولد القابلة
#إدريس_ولد_القابلة (هاشتاغ)
Driss_Ould_El_Kabla#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رفع المستور عن مقتل هواري بومدين
-
الدولة تؤسس هيئة عمومية لمكافحة تبييض الأموال
-
هذا هو الخبر
-
كادت المكالمات المجانية خلق أزمة مغربية فرنسية
-
-سنعلن الدخول في مفاوضات مباشرة مع المغرب لأن القيادة الحالي
...
-
الحوار الاجتماعي لصالح من؟
-
فرع جمعية -لا عاهرات ولا خاضعات- بالمغرب
-
الجنرالات العجزة والجيش الذي يريده الملك؟
-
محمد الغماري / أستاذ جامعي خبير في الدراسات الاستراتيجية وال
...
-
-الملك هو الذي يحكم- نقطة إلى السطر
-
محمد السادس في الرتبة 89 و-أوباما- على رأس القائمة
-
إلى متى سنترك الحكومة تفعل بنا ما تريد؟
-
المغرب بعيون التقارير الدولية
-
رفض نتائج التقارير الدولية مثل حجب الشمس بالغربال
-
-تامسنا- المدينة الملكية الموعودة
-
الوجه الآخر للملك خارج المغرب
-
جور اجتماعي كرّسه المخزن ( النظام المغربي)
-
الملك الحسن الثاني عاش مخدوعا
-
-الميزانية الملكيةّ بالمغرب
-
سباق التسلح بين المغرب والجزائر لماذا وإلى أين؟
المزيد.....
-
لبنان: غارة مسيّرة إسرائيلية تودي بحياة صيادين على شاطئ صور
...
-
-لا تخافوا وكونوا صريحين-.. ميركل ترفع معنويات الساسة في مخا
...
-
-بلومبيرغ-: إدارة بايدن مقيدة في زيادة دعم كييف رغم رغبتها ا
...
-
متى تشكل حرقة المعدة خطورة؟
-
العراق يخشى التعرض لمصير لبنان
-
مقلوب الرهان على ATACMS وStorm Shadow
-
وزارة العدل الأمريكية والبنتاغون يدمران الأدلة التي تدينهما
...
-
لماذا تراجع زيلينسكي عن استعادة القرم بالقوة؟
-
ليندا مكمان مديرة مصارعة رشحها ترامب لوزارة التعليم
-
كيف يمكن إقناع بوتين بقضية أوكرانيا؟.. قائد الناتو الأسبق يب
...
المزيد.....
-
عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية
/ مصطفى بن صالح
-
بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها
/ وديع السرغيني
-
غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب
/ المناضل-ة
-
دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية
/ احمد المغربي
-
الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا
...
/ كاظم حبيب
-
ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1)
/ حمه الهمامي
-
برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب
/ النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
-
المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة
/ سعاد الولي
-
حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب
/ عبدالله الحريف
-
قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس
/ حمة الهمامي
المزيد.....
|