أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إكرام يوسف - أزمة .. وتعدي 22














المزيد.....

أزمة .. وتعدي 22


إكرام يوسف

الحوار المتمدن-العدد: 2579 - 2009 / 3 / 8 - 09:52
المحور: حقوق الانسان
    


قبل أيام، نشرت "الأهرام" أن لجنة النزاهة والشفافية ـ برئاسة الدكتور أحمد درويش وزير التنمية الإدارية استعرضت نتائج بحث حول سلوكيات المصريين والقيم الحاكمة لها‏,‏ وأظهر البحث أن غالبية المسئولين ‏,‏ عندما تتاح لهم فرصة عمل ‏,‏ يفضلون تعيين أقاربهم بغض النظر عن الكفاءة‏ . وبالطبع فإن كل من يعيش في المحروسة لا يمكن أن يساوره شك في صحة هذه النتائج الواضحة كالشمس. وكما يقولون "العينة بينة". وكنا حتى وقت قريب نردد أن المحسوبية والتعيين بالواسطة، من أسباب خراب القطاعين العام والحكومي. ولكن التعيينات في الحكومة متوقفة منذ 1985 بتوصية من صندوق النقد الدولي. و تخلت الحكومة فعلا عن دورها في تعيين الشباب، وصدعت رؤوسنا بأن كل ما تقدمه من تدليل لرجال الأعمال إنما من أجل سواد عيون المواطن الغلبان الذي يبحث عن فرصة عمل شريف، وسوف تفتح مشروعات الاستثمار بيوتا كثيرة. ولكن الحقيقة، أن الحكومة رفعت يدها بالفعل عن حماية رعاياها من المواطنين الفقراء وتركتهم لقمة سائغة للأغنياء يبيعون ويشترون فيهم. واستشرت المحسوبية على نحو أكثر توحشا في لقطاع الخاص. فمع هيمنة الفساد والإفساد، انتشرت المشروعات الاستثمارية التي لا تحقق سوى الربح السريع لأصحابها، فلم نسمع عن صناعات إنتاجية أو تحويلية حقيقية أو صناعة ثقيلة تسند ظهر اقتصاد البلاد، وتحمي سيادتها، وتدفع عنها غول العولمة، وتكفيها شر التبعية الذليلة. وكان لابد لهذه الاستثمارات أن تجد سندا لها داخل دوائر الحكم، فانتشر تعيين أبناء وبنات ذوي الحيثية، وتابعيهم وتابعي التابعين؛ إما طمعا في رضا يجلب المزيد من الامتيازات ـ التي تبدأ من الحصول على قروض ضخمة من بنوك الدولة دون ضمانات، ولا تنتهي بالحصول على قطع الأراضي الشاسعة بأثمان زهيدة مع تسهيلات في المرافق وفترات سماح ضريبية ـ وإما بقصد "كسر سم واتقاء شر" لإبعاد أعين جهات الرقابة والمساءلة. وكنت أراهن دائما، ونصحت ولدي أن يراهنا أيضا على أن من ليس له "ظهر" فعليه أن يكون هو نفسه واسطة نفسه. فإلى جانب المعينين بالواسطة لزوم التشهيلات، سيحتاج صاحب العمل إلى "شغيلة" من الكفاءات الذين لا واسطة لهم إلا حاجتهم الملحة للعمل، تدفعهم لتسليح أنفسهم بالمهارات فضلا عن الالتزام والجدية والتفاني. كنت أقول لولدي، ومن في مكانتهما، أن الضمان الوحيد لحصولك على العمل واستمرارك فيه أن يشعر صاحب العمل أنه لا يستطيع الاستغناء عنك لأنك تقوم ببيع قوة عملك على أكمل وجه، وإنه إذا كان أصحاب الواسطة سيضمنون له التسهيلات والحماية، فهو بحاجة لمن يقوم بالعمل الفعلي.
ولكن، مع ضيق سوق العمل، وانفراد أصحاب المال بافتراس الراغبين في اللقمة الحلال، لم يعد أمام الشباب اختيار، وانتفت الفكرة الأصلية لسوق العمل الحر، فليس باستطاعة الشاب أن يترك العمل الذي لا تروق له شروطه ليلتحق بعمل آخر. وصار أصحاب الأعمال في حل من امتصاص دم العاملين لديهم دون رادع؛ وتراجعت مكتسبات ضحى في سبيلها مفكرو الاشتراكية وشهداء العمال من جميع أنحاء العالم؛ فلم تعد قوانين تحديد ساعات العمل تحترم، ولا نظام الإجازات، ولا حتى التأمينات الاجتماعية. بل أن بعض المشروعات تشترط على الشاب أن يوقع على خطاب استقالته في نفس يوم تحرير عقد تشغيله، ومن لا يعجبه فأمامه الشارع! والمئات جاهزون للقبول. ويضطر الشاب لقبول أقسى الشروط تعسفا، وكلما قدم تنازلا كلما وجدها صاحب العمل فرصة لمزيد من الابتزاز؛ فالعمل الذي يقوم به شخصان أو ثلاثة يكلف به شخصا واحد، ولا مجال للشكوى أو التململ وإلا "باب الشارع مفتوح"، فإلى أين يلجأ الشاب وقد أوصدت الدولة عنه باب رحمتها؟ ووسط هذه الظروف أصبحت الفهلوة والتحايل على الرزق وإن كان عبر خطف "اللقمة" من فم زميل، أو تملق الرؤساء، وتابعيهم وتابعي التابعين، على حساب الزملاء بما يستتبعه ذلك من امتهان لكرامة الشخص نفسه، بعدما أصبح الخيار صعبا بين الكرامة وسد الرمق .
لاشك أن الأزمة الحالية سواء العالمية، أو في مصر، سوف تنتهي يوما ما، وهي كما يقول أولاد البلد "أزمة.. وتعدي"، أو كما يقولون "اشتدي يا أزمة تنفرجي"، وهاهي الأزمة تشتد، والمظلومون لن يصبروا طويلا، و قريبا جدا سوف يدفع كثيرون ثمن هذا الظلم.



#إكرام_يوسف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة .. وتعدي 1-2
- صعوبة ألا تكون سوى نفسك!
- المشتومون في الأرض!
- غزة قبل عشرة أعوام 2-2..البديل الثالث
- لا وقت للمزايدة.. الكل مدان
- قبل البكاء على لبن يسكب
- الآن، وليس غدا
- المثقف المخملي .. وأولاد الشوارع
- -الباشا-.. عريس
- سلمت يمينك يا فتى!
- سلمت يمينك يافتى!
- الفتى -الحي-.. وتجفيف المنابع!
- ألف رحمة ونور!
- بص.. شوف العصفورة!
- أعذر من أنذر!
- ارفع رأسك .. أنت سعودي!
- -كرسي في الكلوب-.. أو،عندما ينقلب السحر على الساحر
- الطفلة التي فضحتهم!
- -بهية- هذا الزمان!
- الدكتور محمد.. وأصحاب المولد!


المزيد.....




- جنوب إفريقيا: مذكرات المحكمة الجنائية الدولية خطوة نحو تحقيق ...
- ماذا قالت حماس عن قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتني ...
- بعد قرار المحكمة الجنائية الدولية باعتقال نتنياهو.. كندا: عل ...
- مدعي المحكمة الجنائية الدولية: نعول على تعاون الأطراف بشأن م ...
- شاهد.. دول اوروبية تعلن امتثالها لحكم الجنائية الدولية باعتق ...
- أول تعليق لكريم خان بعد مذكرة اعتقال نتانياهو
- الرئيس الإسرائيلي: إصدار الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق ...
- فلسطين تعلق على إصدار المحكمة الجنائية الدولية أوامر اعتقال ...
- أول تعليق من جالانت على قرار المحكمة الجنائية الدولية بإصدار ...
- فلسطين ترحب بقرار المحكمة الجنائية الدولية إصدار أوامر اعتقا ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - إكرام يوسف - أزمة .. وتعدي 22