|
-القاسم- في التواد المشترك مع أمريكا
علي شايع
الحوار المتمدن-العدد: 790 - 2004 / 3 / 31 - 08:35
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
في كتابه الاستشراق وفي غيره من التنظيرات ،كان الباحث ادوارد سعيد يردد سؤالا ملحّا :"ماذا فعل الآخرون لنا ؟ "،مشيرا الى الغرب بهذا الاستفهام. وأجد كلماته الان تتكرر سؤالا احتجاجيا في رسالة الدكتور فيصل القاسم الى الأمريكان (التي نشرتها صحيفة الشرق القطرية، وموقع إيلاف الالكتروني)،في المنوال ذاته لإلقاء اللوم على أمريكا،بدءاً من اعتبارات المواددة المفترضة كشيء سالف لأنها لم تستعمر شعوب المنطقة استيطانيا، وهو امر كان "سعيد" يرى فيه ما يصعّب مهمة المحاجج باستيضاح مخاطر الاستعمار الجديد دون العينية في شكل الاستيطان. لذا فالألم الاستعماري يسكن الفكرة لحظة تستحيل بلدان المنطقة الى منتدبات جديدة للمستعمر الذي منح أقصى الدعم للأنظمة المستبدة،و أنتج شرخا ثقافيا في فسحة الاتصال الثقافي مع الآلية التي لم نفهمها في سياقات السياسة الأمريكية والتي نبه اليها "سعيد" واستشهد بقوله الدكتور فيصل القاسم في التأكيد على وجود مشكلة الاتصال تلك، لأننا و على مدى السنين "لم نتعرف على الآلية التي تحكم أمريكا كي نعرف كيف نتعامل معها ونستفيد منها بما يخدم مصالحنا"، وهنا أتساءل: ترى لو تحقق لنا مبكرا مثل هذا التعرف، هل كان بإمكاننا ان نأخذ الدعم منها أكثر مما تحوزه إسرائيل الآن؟،هل كان بالامكان افضل من حالها الآن كمحتلة للعراق مما يشكل ثالثة الأثافي اذا اعتبرنا ان دعمها للحكومات المستبدة كان ثانيها القاصم؟. يقول الكاتب: " فكما أننا أخطئنا كثيراً في التعامل مع أمريكا وأسئنا فهمها وعاديناها زوراً وبهتاناً بشكل أعمى".و هنا أتساءل ايضا: من نحن، في كلمة "اخطأنا" الإنسان العربي ام السلطة؟. واستمر بقراءة الكاتب: " فالأمريكيون، وللأسف الشديد، لم يحسنوا حتى الآن الاتصال أو التواصل معنا بشكل مجد وفعال"، و" أننا " في الجملة السابقة توحي الى ضمير عربي إعلامي بالضرورة هو الان حر وغير منتم الى أي سلطة غير رابعة الضمير الإعلامي،اذن فحديث الدكتور "عن قصور ليس من طرف واحد" هو حديث عن واقع حال ومشكلة يقتسم ذنب حضورها الكبير جميع الاطراف الان،وتصاعدت بشكل كبير يوما بعد آخر. وإذا ابتدأنا من آخر الأحداث لقراءة هذه المشكلة فسنصل الى مجمل حقائق حربية تخندق فيها الإعلام العربي الذي ادعى الاستقلالية من جهة،والأمريكي في جهة الضد، له فيها ما يبرر لجوئه وحلفاءه الأخير الى استحداث اقنية إعلامية للتواصل مع الإنسان العربي، وكما يصفه الكاتب: " من حق أمريكا كدولة عظمى لها مصالحها الكبرى في العالم أجمع أن تنشئ قنوات تلفزيونية وإذاعات موجهة للعرب وإصدار مجلات سياسية وفنية ودعم إصدارات ووسائل إعلام عربية واستمالة صحفيين ومثقفين عرب لإيصال صوتها للعالم العربي". وبالقطع ان ما يدفعها لهذا هو تحصيل حاصل عن آخر الأحداث، كمثلٍ تصب في سياقاته تواترات الأخبار منذ أحداث 11 سبتمبر،والتي أضيف لها 11"آذاري" الألم ،قال عنه رئيس تحرير صحيفة عربية مستقلة( القدس العربي) ووصفه ب"الانتصار الكبير لتنظيم القاعدة"، مضيفا: "التحالف الأمريكي الذي غزا العراق، وخاض الحرب ضد الإرهاب في أفغانستان يواجه الانهيار قبل احتفاله بمرور السنة الأولي علي احتلال بغداد، فقد نجح تنظيم القاعدة في قلع احد أهم أضلاع مثلثه الأوروبي". لنكتشف بعد سطور تناقضا عجيبا في تحليل رئيس التحرير : "الشعب الأسباني لم يصوت للمعارضة بفعل تأثير التفجيرات، او خوفا منها، وانما غضبا من حكومته اليمينية التي ذهبت الي الحرب في العراق، دون احترام مشاعره"!!. ان رؤية مشوشة مثل هذه لا تقلق أمريكا وحدها بل ستضع تساؤلات أوربية عن مصداقية الإعلام العربي وجدواه في تناوله لجريمة مروعة مثل جريمة قطارات مدريد،فمجرد وصفها بالانتصار سيضع في هواجس الآخر منطقا معلنا لوسيلة إعلامية عربية يفترض لها الحياد في نقل الحدث ووضع الرأي الإنساني والحواري والحضاري عليه،وهو امر يقض مضاجع أمريكا بكل تأكيد من تشويش القارئ العربي بمثل هذه السلطات الرابعة،التي في الوقت الذي تعتبر القول بصدام الحضارات مثلبة على أوساط أمريكية وأوربية،تقول هي بصدّام الحضارات! كبطل، يرى رئيس تحرير صحيفة عربية آخر هو مصطفى بكري، من خلال فضائية عربية، في اعتقاله من قبل الأمريكان :" هذا يوم أسود في التاريخ العربي "، ويذهب صحفي عربي محابٍ ليحلل تلك الكلمات بالقول: خلال العقود الثلاثة الأخيرة من القرن الماضي، كان النظام البعثي العراقي يسعى الى ان يكون لاعبا أساسيا في كل المسائل الرئيسية المطروحة على الساحة العربية، من الصراع مع إسرائيل الى العمل العربي المشترك فضلا عن المطالب والطموحات الاجتماعية والسياسية. وفي داخل النظام الاقليمي العربي، لم يكن "البعث" مجرد حزب كأي حزب آخر. فبسبب بنيته الداخلية (القيادة القطرية) والخارجية (القيادة القومية)، كان الحزب يطمح أن يكون حزب العرب جميعا". فأين الأمانة الصحفية المجردة في قول الحقيقة الى المواطن العربي من اجل ان يشكل رأيا وموقفا، افيعقل ان يقبل العرب الان كحال لمعيشتهم وأوضاعهم السياسية ما انتهى اليه حال العراق؟،هل كان إلقاء القبض على صدام يوما اسودا في التاريخ العربي؟، هل يعني الإشراق العربي حضور صدام كقاتل جماعي لم يمنح الفرصة التي حلم له بها الكاتب لحظة يكون حزب البعث حزبا للعرب جميعا؟،هل هو هذا الحضور الإعلامي الذي ينتظره الإنسان العربي في جهة محايدة تدلّه بهدوء على الخبر والمعلومة، دون ان تشوش ذائقته وآرائه بأوهام قومية، سحق خلالها صدام حسين جميع فرص التعاون العربي المشترك،وأرسل بالقضية الفلسطينية الى مغاور الضعف والتيه؟، لم لا نقول ان أمريكا الان بطرحها لقنوات إعلامية تجد من قاسم مشترك للمصلحة والمصالحة في ان يتحقق الاتصال الذي كان الدكتور القاسم يرى فيه قصور الجانب العربي ايضا،فربما يتحقق الاتصال الان ويستطيع العرب بموجبه طرح بدائلهم بهدوء لسحب بساط الفرصة من تحت الراكض السياسي الإسرائيلي مثلا. من هنا ليكن وبشكل فاعل التواصل بالحوار لمصلحة الطرفين حتى لا يبقى الحوار إيماءات طرشان.
يذكر الدكتور القاسم بعض من يتبع هذا النهج الحواري مع أمريكا( او الغرب كسياق للحديث) بأنهم :"أناس مكروهون ومحتقرون جداً لدى القارئ أو المتلقي العربي بشكل عام وخاصة أولئك الذين يكتبون في بعض الصحف العربية المهاجرة كي لا نجرح شعورها ونقول شيئاً آخر. حتى على المستوى الشخصي فهم أشخاص ممقوتون وسيئو السمعة بالنسبة للسواد الأعظم من القراء العرب". وهنا تحديدا أتساءل هل يكره الشعب العربي الى هذا الحد معارضته وصوت حريته الذي بلا رقيب يكتب في مهجره؟، هل سبى الغزو الغربي تلك العقول العربية في حملات انكشارية سيقاتل فيها الأهالي الذين يستعدون صحفهم وأقلامهم الآن؟، ام ان هذه الأقلام هـُجّرت عنوة الى منافيها،نجاةً من حتمية المقابر الجماعية العربية، و سعيا للقول، بعيدا عن الرقيب النظامي وسلطاته البوليسية المرعبة؟،بأي صوت يتحدث الدكتور القاسم الان عن الصحف المهجّرة؟،بصوت الإعلامي المستقل حقا؟،ام هي هواجس خوف طالما سمعناها من السلطات تثير غبارها وشبهاتها حول الخارجين عن عرف القطيع السلطوي؟،وأي سواد أعظم يمقت الوضوح والدقة والحياد في القول،بعد ان اصبح العالم الان كله صحف مهجر في انفتاحه على السعة الإعلامية في الانترنت وتبادل المعلومة،وذهبت أدراج وهمها صرخات من يعتبر جريمة مقتل المئات على أيدي الارهابين نصرا مؤزرا.هذا يادكتور من يستحق ما ادرجته من صفات السوء بامتياز، غير اننا لا نجدك تصفه بالتعالي والعجرفة والتغطرس، وان خطابه هذا منفر وعدائي كما لو كان موجها لهمجي يعيش في مجاهل الغابات، ليبرر للآخر ان يجد وسائل لتهذيبه وتربيته،في الوقت الذي يعرف الجميع ويدرك ان الإنسان العربي اكثر وعيا وتهذيبا وإنسانية من هذا الطرح العدواني الذي لا يتعاطى مع الحياة ويجافي انسانيتها. فهل سيضيف مثل هذا الخطاب غير الضغينة،والمشاحنات الرعناء مع طواحين الوهم،ليخندق الوعي العربي كسالف نبرته الأحمد سعيدية والصحّافية،التي بقيت تتمخض تمخض الجبل في المثل..، هذا الخطاب ومن يدافع عنه ومن لا يعرّيه هم من يزيد الطين بللا. الان ،لا يهم من ضرب بعصاه الحجر ما دام قد عرف كل أناس مشربهم، وصار بامكان الجميع ان يجدوا منبرا للقول بمظلوميتهم، وإعلانها للناس حتى لا يتكرر مثلها الصدامي في قبر جماعي عربي آخر،فأن كان ثمة من يرى في إعلان ذلك والتصريح به؛ ثأرية من نظام صدام،فهي بالقطع ثأرية الفضيلة الساعية الى وضع الإنسان العربي في المشهد بعد ان غيبه الإعلام العربي قسريا عن الحضور في صورة المضطهد العراقي بكل آلامه وما جرّه عليه النظام القمعي من ويلات،وان كان ثمة ما يحتذى من مثل عربي أصيل، بعد ان مرغ صدام أصالة الأمة بعدوانه البغيض على الكويت.. ان كان ثمة مثل أصيل للرفض والتحدي والبطولة ؛فهو مثل الانتفاضة العراقية المجيدة بعد خنوع صدام في خيمة العار الصفوانية،وانبطاحه التام وفقدانه ابسط مقومات استقلال الوطن،ان كان ثمة مثل فهو ما تركه ابناء العراق من عظام عرف العرب حقيقتها قبل اشهر قليلة، وسيعلن كل صاحب قلم عربي شريف ثأره لها ابدا، ويناصر القائلين بها وعنها حتى لا تتكرر في خرائط عربية اخرى وحتى ينقب كل ذي قلم بقلمه عن مقابر ومجازر دون حاجة لسماع قول الكاتب توصيفا لحالهم هذا: " الحاجة النفسية لديهم لتفريغ شحناتهم المكبوتة والمحقونة ضد كل ما كان يمثله ذلك النظام الديكتاتوري".او وصف الأصوات التي رغبت بتعرية فضائح الكوبونات النفطية، والاصوات الداعية لمجابهة كل من حابى الدكتاتور اينما ثقف؛ بوجه آخر لعملة الصحاف. فهل كان الصحاف أمينا على الوجع العربي؟، أبمثل هذا يمكن ان يطرح سؤال، ام تثار سخرية عن حاجة نفسية؟، عجبا.. بل عجبتَ، ويسخرون. ويورد الدكتور فيصل القاسم مثالا لا يترك في نفس أي متابع الا الدهشة من توافق ما يطرحه مع أشياء سالفة كتب فيها بعض منظّري النظام البعثي الفاشي،وقاد في سياقها حملات تصفية وإثارة نعرات ، وتجريد من الجنسية العربية طالت شاعر الأمة الجواهري،ولا اعتقد ان الدكتور القاسم يقصد في هذا أي اتهام طائفي ربما يسببه ترديده لمصطلح لم يسمع به احد منذ غياب النظام العراقي وهو الشعوبية،التي كان صدام وزبانيته يسخرون القول بها كذبا دعائيا لحماية العروبة والإسلام، من شرور أناس قدموا من مجاهل ديانات وأعراق أخرى لهدم القومية العربية والإسلام، في ربط جاهل للثقافتين العربية والإسلامية وفي تجاهل لما أسسه الدين الإسلامي من اتساع وانفتاح على القوميات الأخرى سجلته أسماء علماء أصبح التاريخ العربي يفتخر بهم وينسبهم في كثير من الأحيان الى العروبة رغم قدومهم من جنسيات مختلفة. سأعجب ثانية ان يصدر مثل هذا القول من رجل أكاديمي احمل مثله جنسية أجنبية لدول ننتقدها و نتهم سياساتها بالقسرية والعدوانية، في الوقت الذي نفتخر معا بإمتلاكنا جوازات سفر تلك الدول بدل الوقوف لساعات طويلة بغية الدخول من بوابات ضيقة وخاصة ( ان سمح لنا ان ندخل) في المطارات العربية، دون ان يتهمنا مثقف من تلك الدول التي نحمل أوراقها الثبوتية بالشعوبية. بل ان رئيسا حتميا للسلفادور سيكون لا محالة بعد ايام من اصل مدينة القدس ومن جنين تحديدا، لأن منافسه الأخر من نفس المدينة، ولا يتردد احد أقاربه في مدينة القدس من إعلان فرحه أمام عدسة احد الفضائيات:" ذلك مصدر اعتزاز كبير لكل الأمة العربية"!!.
ايضا عن حديث الدكتور القاسم وقوله بالمؤامرة الأمريكية المراد منها ضرب الفكر القومي والإسلامي،وتجيشها الإعلاميين والمرتزقة لهذا الغرض( حسب قوله)، لي جملة ملاحظات سيطول تفصيلها،غير اني اكتفي بالتعريف عن ما طرحته القومية من نتاج نخاف على ارثه الفذ الان!!،وهو اخر المحاصيل العربية في الحصاد القومي الصدامي، وبقية الحكاية يعرفها الجميع. والتحصيل الآخر في الطرح الاسلاموي الثوري المواكب، و ما سجله لنا من تاريخ قريب في اعتداءات تنظيم القاعدة المشينة على سكان مدريد. بمناهج أأتلف معها صدام وأتباعه بالغرض فتحول عن علمانيته الى اسلاموية قاعدية. وأأتلف معها بعض الصحفيين العرب فصاروا يعتبرون حصادها الدموي نصرا مؤزرا. اما ما بقي عرضة للتضليل الإعلامي بين هذا وذاك فهم من يرددون مع السيد المسيح في كون الدين لله والوطن للجميع،مع إدراكهم واقع الشارع العربي الان بمرارة جلية لا يخدعها الشعار المتخندق، والذي يتجاوز طموحات الإنسان الى خارج حدود وطنه. ان تثوير الناس بافتراض أمريكا عدوة للإسلام؛ طروحات لا تتفق مع حتمية الإصلاحات التي من نتاجها حرية للفرد ستضمن له خياراته الدينية بوعي غير طاليباني. وهنا استحضر حكاية فيها دلالات كثيرة ،قيل ان صلاح الدين الايوبي لما خرج في حملاته ترك على الحكم الوزير بهاء الدين قاراقوش،ويكفي ما وصلنا في حكايا قاراقوش من سخرية يتداولها العرب من المشرق والمغرب، تداولهم الان لحكاية الصحاف.. عموما.. قيل ان قاراقوش هذا تفنن في الحكم بغرائب وعجائب ما سبقه اليها من احد،حدا وصل به الأمر لتطوير منجز الناصر في كل شيء حتى ما حفره من بئر لازالت معالمه حاضرة لحد الان،وهو بئر يوسف الذي كان ماءه أعذب ما يكون فأراد ان يوسعه من دون دراية، فأمر جنوده بالحفر حتى انفجرت في جوانبه عين ملح أجاج،أفسدته تماما. موارد الحكمة من تلك الحكاية وتأويلها على الواقع العربي الان كثيرة،فخروج القائد للفتح غنى له الفكر القومي وخرج عن حدود خارطة الوطن لينشغل بعيدا بطموحات قومية عابرة للحدود كانت سببا في فساد بئر الوطن،ولجوء (المواطن ) الى الماء المعلب أمريكيا، والقهوة الأمريكية!،ان كان في هذا ثمة ذكرى لمن يتذكر. وهو ذاته الخروج الطاليباني الى أقصى الوهم الجهادي والحفر العابث في جنبات الدين وصولا الى الملح،من اجل تسييد بداوة مدن الملح عالميا. الأمر ذاته بالإيحاء في تلك الحكاية عن الارتجال الشعاراتي حفرا مفسدا لعذوبة أي فكرة،ومحاولة الإساءة اليها بقصد او دون قصد،فما اكثر طرق جهنم المعبدة بالنوايا الطيبة.
ختاما،و للإنصاف، اذكّر الدكتور بما قاله عن امريكا في مستهل مقاله: " لكن لو كنا منصفين وعقلانيين قليلاً لما انزعجنا كثيراً من اجتياحها للعراق، فعلى الأقل خلَّصت الشعب العراقي من نظام لم يشهد التاريخ الحديث له مثيلاً من حيث البشاعة والبطش والاستهتار بالقيم الإنسانية والاستبداد والوحشية والدموية والطغيان الأعمى".وهو ما احتفظت به بمودة المطمئن من رجاء ان لا أواجه في المقال هذا تناقضا كالذي قال به رئيس تحرير الجريدة في تحليلاته. واذكّر الدكتور ايضا بما قاله لاحقا في مدح الحسنة الأمريكية بإزالة صدام من باب دفع الله الظالمين بالظالمين: " فقد خلص العراقيين من الظالم الداخلي بظالم خارجي يمكن طرده وتحرير البلاد من رجسه بسهولة أكبر بكثير من طرد الطاغية المحلي الذي يعيث خراباً وفساداً في العديد من بلداننا بأشكاله المختلفة". وعند هذه الفقرة ليسمح لي ان افرح بأي مبادرة أمريكية جديدة من باب دفع الظالم بالظالم، لإزالة ركام إعلامي عربي بوسائل إعلامية جديدة تعلن حريتها في الاسم وتضع نفسها في رهان قول الحقيقة،ما دامنا قادرين على التحرر من هذا الاحتلال الإعلامي الجديد بسهولة اكبر بكثير من طرد الطاغية الإعلامي العربي الذي ينعق مع السلطة ويعيث في ما أفسدته إمعانا وتنكيلا وتزويرا في بلداننا وبأشكاله المختلفة. عند ذاك سيتحقق لنا الاتصال بالإعلام الآخر والتحاور مع أطرافه، وسيبتعد خطابنا عن زيفه وتشنجاته ومتاريس وهمه،وسيكون لنا رهاننا الجديد بلا حرب للقول بقوميتنا وإسلامنا، دون الحاجة الى اتهام الآخر بالشعوبية، ما دام بإمكان أي مواطن فلسطيني القول في الفضائية عن انتخاب الرئيس السلفادوري الجديد كمفخرة للأمة العربية!!. وحتى لا يدوم تفاخرنا بتصدير رؤساء الى الخارج بل انتخابهم في أوطاننا،فمن عجائب الزمن وسخرية الفضائيات ان يسمع كل هذا المواطن العربي، وتزيف له الواقع وزيرة المغتربين السورية في مؤتمر إعلامي تنقله الفضائيات والصحف من على الأرض الأمريكية( ربما يكون هذا سببا في أندافع أمريكا لإيجاد اقنية إعلامية مستقلة) ساعة ادعت الوزيرة ان سوريا بلد لا ينفي أبناءه ، فتتناقل فضائياتنا تصريحاتها عن المغتربين السورين البالغ عددهم 15 مليون سوري فقط، لا غير، من بينهم رئيس منتخب في الأرجنتين. نحن بلدان تصدر الرؤساء اذن، ولا تنفي احد. ما أحوجنا الى إعلام يذكر هذه النكتة بسخرية مريرة،لحظة يكون أول مواطن فلسطيني منتخب كرئيس في دولة السلفادور وليس في فلسطين او أي بلد عربي، واول مواطن سوري منتخب لمنصب رئيس جمهورية في الأرجنتين وليس في سوريا التي فيها أقدم سجين في العالم الان. فهل كان إعلامنا أمينا بالقول عن كل هذا. حقا اذا أردنا ان نعرف ماذا يحدث في الأرجنتين علينا ان نعرف ماذا يحدث في أفغانستان!.
#علي_شايع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قالها عكاشة ولم يسمعه من احد؟
-
عرب العراق،أم عراق العرب؟!
-
بئر سومري
-
صحيفة مضيئة
-
الانتفاضة الموسيقية !
-
بيضة الديك تاتور !
-
مقترح لمتحف جديد
-
صورة الدكتاتور في احتفاله الأخير
-
آلام المغني
-
الإرهاب الحميري!
-
حواس مخادعة
-
قيامة أيوب
-
بلاغة المثقف وبغلته
-
العودة الى العراق بعد غياب 4536 يوم
-
طوبى لمن يُمسك صغاركِ ويلقي بهم إلى الصخر!
-
11 نوفمبر و 11 سبتمبر !! وأعياد نستها الطفولة
-
رسالة إلى بغداد
-
لا ينقذ النخاس من نخاس
-
جذور العنف..في الحديث عن الشخصية العراقية
-
ايها العرب.. -تعالوا الى كلمة سواء بيننا وبينكم
المزيد.....
-
روبرت كينيدي في تصريحات سابقة: ترامب يشبه هتلر لكن بدون خطة.
...
-
مجلس محافظي وكالة الطاقة الذرية يصدر قرارا ضد إيران
-
مشروع قرار في مجلس الشيوخ الأمريكي لتعليق مبيعات الأسلحة للإ
...
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|