شهاب رستم
الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 09:07
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجمود السياسي والخلافات بين الاطراف السياسية كانت وما تزال أمرا يثير الدهشة لدى المواطن العراقي ، السياسيون يدعون انهم يتعاملون مع الاحداث والقضايا العامة باسلوب سياسي متحضر ، ومن هذا المنطلق لابد من حل كل الامور بالطرق الديمقراطية ولكن الذي حدث ويحدث ان الحكومة المركزية
يحاول الاستقواء على الاقاليم كما كان يمارسه الانظمة السابقة ، لفرض سلطة مركزية وربما يحالول الغاء الاقاليم التي اقر دستوريا وربما اعلان الاحكام العرفية
والامر معروفة الاسباب مسبقا الا هو التفرد في السلطة وابعاد الاخرين عن مركز القرار او المشاركة في السلطة السياسية .
الديمقراطية كانت معدومة بل مشنوقا على اعواد المشانق منذ تاسيس الدولة العراقية
في الربع الاول من القرن الماضي ، حيث كانت الديمقراطية مقبولة شرط ان يتلائم مصلحة الحاكم ( الملك ) . الاحزاب السياسية اليسارية والوسط كانت تحاول
ايجاد ارضية لزرع بذور الديمقراطية واساليبها للانتخابات البرلمانية والمجالس البلدية
الا ان المتنفذين في السلطة ابعدوا كوادر هذه الاحزاب وقادتهم من معترك الحياة السياسية، بل منعوهم من العمل السياسي ، كما حدث في الثلاثينات من القرن الماضي لاحزاب سياسية معروفة كالحزب الديمقراطي والاستقلال نموذجا لا حصرا .
اليوم وبعد كل المخاضات العسيرة التي مر بها شعبنا ، وبعد ان تخلصنا من النظام الكابوسي الجاثم على صدور العراقيين ، نرى ان الازمات القديمة ما زالت كما كانت بل زادت وتراكمت فوقها ازمات جديدة مستعصية رغم تغير الوجوه والاشكال السياسية والحزبية. وبدلا من ايجاد الحلول (وسطية على الاقل) نجد الابتعاد عن الحلول ومحاولة تطبيق الامر المطلق على الاطراف السياسية المشاركة (اسما) في العملية السياسية ، واستخدام اسلوب المصالح الفردية والحزبية والمحاولات من ايقاع الاخرين في فخ الاخطاء وايجاد القواعد الشرعية للتكالبات على هذا الطرف او ذاك . وبذلك لا يكون للديمقراطية مجال ولا مكان في الساحة السياسية ولن تكون الديمقراطية الا كلمة تستعمل من اجل زركشة الكلام وتنميقه والتعكز عليها عند الحاجة ولا بد ان يكون بوصلة اتجاه
الاستعمال لاجل المصالح العليا للقائمين على السلطة لتكون الديمقراطية مقبولة ومشروعة . والا فلا مكان لها ما دام لا يخدم هذه المصالح...
ورحمة الله عليك يا رديمقراطية
#شهاب_رستم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟