أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!














المزيد.....

لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!


حامد حمودي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 10:41
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدأت منذ أيام فضاءات الشوارع الرئيسية والازقة وساحات البيوت تمتليء بأصوات المفرقعات النارية استعدادا لميلاد النبي الكريم ، وتشتد تلك الاصوات عنفا كلما اقتربنا من حلول المناسبة السعيده .. الاطفال اتخذوا من أرصفة الشوارع منصات لاطلاق النار ، والكبار نشطين في عمليات التمويل المستمرة بحيث لا تنقطع الانفجارات فيحل المكروه ويسجل ملك السيئات في سجله ما لا يليق بالمسلم .
قدر لي ومن سوء طالعي أن أسكن شقة مستأجرة في الطابق الثاني ، بحيث أصبح من السهل استهدافي واسرتي باكثر المفرقعات المنطلقة من حولي ، وكلما ظهرت على شرفة بيتي محاولا استجداء عطف ابناء ديني بأن يرأفوا بحالي ويبتعدوا عني بضعة أمتار كي استطيع الركون الى الهدوء ، كان الرد بأيصال الانفجارات الى المكان الذي اقف فيه فاتراجع مخذولا لانا صر لي ولا معين .
لا أحد ممن يدخلون قسرا على نفوسنا من خطباء الجمعة سمعته يوما ولو عن بعد وهو ينزع في خطبه لنصح اخوانه في الدين ، ليقول لهم بأن اقتحام بيوت الناس بالضرر حرام كحرمة دخولها بلا استأذان .. ولم اقرأ لاحد من رواد الفتوى ما يفيد بأن نبي الاسلام لا يليق به وبنا أن نحيي يوم مولده بصخب يقتل المرضى ويعيق التفكير عن الاصحاء ، فالكل مهووس هذه الايام باختراع طريقة تناسبه لاثارة الضجيج كي يعلن احتفاله بعيد الميلاد السعيد .
لقد كنت وعن طريق الصدفة اسير مع مجموعة من زملاء العمل من الاجانب وسط المدينة التي اقيم فيها ،ونحن نتجول حيث كنت أنا مرافقا لهم اتميز عنهم بمعرفتي لغة الناس وطباع الناس كونهم قومي وممن أنا على دينهم ، وفجأة هاجمتنا زمرة من الصبيه لتحرق اقدامنا وملابسنا بكرات ما ان تسقط على الارض حتى تنفجر كالقنابل محدثة دويا مزعجا ومخيفا في بعض الاحيان ، تناثر من معي في الشارع وسط ضحكات المارة ، استدارت لي الوجوه مستفسرة عما حدث ، لم أستطع أن ابين لهم بأنه مجرد احتفال بميلاد رسول المسلمين وعلى طريقة المسلمين أنفسهم ، وتمكنت بعد طول عناء من تجاوز الامر والعودة بهم الى مقرات استراحتهم .
ترى .. ما تفسير هذا السلوك المشبع بروح العنف في كل شيء حتى عندما نريد احياء ذكرى موتانا ، لماذا كل هذه الصخب المزروع في كل خلايانا فلا نحسن أن نتحاور الا صراخا ولا نستطيع التواصل الا باصوات نشاز ولا نعلن أوقات صلاتنا الا ونحن في أشد التحفز لاثارة سمع الاخرين ، ما سر أن يكون فضاء حياتنا دون بقية ملل الارض مشوب بغبرة تختلط فيها كل مزايا الحرب ضد المخيلة الانسانية ومنعها من أن تبدع وتتأمل وتنتج ما ينفع ؟؟ ..
اما مبعث عتبي على الصين ، فقد كان مرده لكون أن اغلب المفرقعات الواردة الى شعوب المسلمين للاحتفال بميلاد نبيهم هي من صنع الصين ، ولا أدري هل أن الصينيين هم على دراية بما تفعله مفرقعاتهم بنفوس الناس ، هل يعلمون بأن المئات من الاطفال تنشر صورهم سنويا ومع كل مناسبة للميلاد الميمون وقد احترقت أجسادهم أو أصابتهم اعاقات جزئية وأحيانا يؤدي بهم العبث بانفسهم دون قصد الى الموت ؟؟ .. أم أنهم – وأعتقد بانها الحقيقه – غير مسؤولين عن سيرة وسلوك الاخرين حينما يقررون سبل بناء حياتهم كما يريدون وتريد لهم أعرافهم وتعاليم فقهائهم ، وكما تحدده لهم أعراف أسلافهم ؟؟ .. انها كارثة بكا ما تحمله كوارث الارض تلك التي نعيشها في أوطاننا ونحن محاصرون من ألمهد الى أللحد بشتى صنوف ألقهر النفسي ، يقف لنا كبار قومنا من أصحاب المعرفة بخفايا ديننا الحنيف دوما بالمرصاد ، لا يبيحون لنا أن نستفسر أو أن نعترض أو حتى نختار طقوس نكاحنا لنسائنا بالحلال ، لا ندري كيف نخلص أنفسنا من خيوط هذا الشرك الكبير والواسع من الاعراف المهلهلة والتي لم ينزل بها كتاب ولم يبشر بها دين ، رؤوسنا تدور وعقولنا تدمرها أمواج الضجيج المتواصل بلا انقطاع ، عبر المآذن ومكبرات الصوت ، في الاعراس وقنوات التلفزيون والشوارع والازقة وأسطح البنايات ، صراخ وعويل وكوابح لا أول لها ولا آخر لعقول البشر ومحاولات القتل العمد لاية حالة من الابداع الانساني مهما كان مجردا من الرذيله .
فمتى ترحمنا حكومة الصين من هذا الويل الذي نحن فيه .. ومتى ترعوي أصوات خطباؤنا فيحدثوننا بهدوء ما دام الهدف هو ايصال الفكرة لا غير ، ومتى يتوقف هذا الهيجان العارم من التلوث البيئي والنفسي تحت وطأة تأثير الضجيج المزمن ؟؟ .



#حامد_حمودي_عباس (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيد ألقمني وضرورة ألتحول للاسهام باحياء نهظة فكرية حديثه .
- تنين ألعرف ألبالي ... ومصير ألذبول لزهور ألشباب .
- في ألثامن من آذار ... أرفعوا أصواتكم من أجل ايقاف جرائم هدر ...
- ملاحظات حول تعليق السيد عدنان عاكف على دعوتي لتصحيح مسار الع ...
- مرة أخرى ... من أجل مسار جديد لسياسة ألحزب ألشيوعي ألعراقي .
- ألعراق لم يكن رحيما بأبنائه !
- صوت ... وصدى
- ألفضائيات ألعربية ليست لتسويق ألاعلام وبناء ألوعي .. بل هي ل ...
- أفكار حول تراجع أسهم الحزب ألشيوعي ألعراقي ضمن ألانتخابات أل ...
- قصيدتان من وحي ألانوثه
- ألخزي وألعار وألمصير الى مزابل ألتاريخ اولئك الذين قتلوا دعا ...
- طيارة ألموت
- ألحياة و ألموت .. بين ألحق وألباطل .
- ليسمع وعاظ ألمنابر وفقهاء ألفتوى ... قتلت ابنتها خوفا من ألط ...
- ثنائية ألسياسه ألغير عادله بالنظر لقضية ألاكراد في تركيا .
- أيها ألفقراء عامكم مبارك .. لقد حل عام جديد .. ألا تعلمون ؟؟ ...
- احتفلوا بالعام ألجديد .. ولن يدخلن أحد منكم ألنار .
- غزه تحترق ضمن لعبة لن تنتهي قريبا .
- عبد العال ألحراك صوت وطني يهدف لعراق حر وشعب سعيد .
- تحية للشاعره جمانه حداد .. ودعوة لمناصرة مجلتها ( ألجسد ) .


المزيد.....




- كيف حارب الشيخ محمد رشيد رضا انحطاط الأمة الإسلامية؟
- مستوطنون يقتحمون باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال
- برجر كينج توزع قسائم على جنود الاحتلال بعد تسوية دعوى طعام م ...
- اسلامي: قادرون على بناء مفاعلات بحثية ومفاعلات للطاقة محلية ...
- 368 انتهاكا ارتكبها الاحتلال والمستعمرون في سلفيت الشهر الما ...
- مصر.. هل يأثم مانع الصدقة عن المتسولين في الشارع؟.. أمين الف ...
- الأردن يسعى لإعادة الروح للخط الحديدي الحجازي وتسيير رحلات ا ...
- وزير الخارجية الإيراني: نأمل في تعاون الدول الإسلامية والمنط ...
- مؤتمر بالدوحة يوصي بتطوير التمويل والصيرفة الإسلامية
- محمد أسد المُهتدي اليهودي الذي غيرته سورة التكاثر


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حامد حمودي عباس - لماذا تحاربنا ألصين ونحن نحتفل بعيد ميلاد نبينا ألكريم ؟!