أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - القائد الضرورة مرة اخرى















المزيد.....

القائد الضرورة مرة اخرى


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 790 - 2004 / 3 / 31 - 08:30
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


ليس من قبيل الصدفة أن يتم الأحتفاء بالسيد الرئيس الأسبق ( عبد الرحمن محمد عارف ) ، فللرجل أفضال على العراق وشعب العراق ، ففي عهده تشكلت محاكم امن الدولة الأولى التي حصدت أعمار الوطنيين من أهل العراق ، وفي عهده تم فصل مئات الالاف من العراقيين من مصادر قوتهم اليومية وقوت أطفالهم ، وفي عهده الزاهر تمت اعادة البعثيين الى القوات المسلحة والوظائف المدنية دون سواهم ، وفي عهده الميمون انتشرت الطائفية التي أسسها المقبور شقيقه عبد السلام محمد عارف الذي أطلق عليه الشاعر الكبير الخالد الجواهري بيتا من الشعر ينم عن وصف دقيق له في ذاكرة العراقيين .
ايا عبد حرب وعدو السلام ياخزي من زكى وصلى وصام

وفي عهده السعيد لحقت بالجيش العراقي أول هزيمة له في معركة الأردن تحت القيادة العربية الموحدة عام 1967 ، وفي عهده الزاهر أعتمدت الطائفية في المراكز الوظيفية والقبول في الكليات العسكرية وكلية الشرطة والطيران .
عبد الرحمن عارف الذي يسمي أهل العراق عهده بدولة الخروف الأبيض ، حيث آالت السلطة اليه عن طريق الوراثة من شقيقه عبد السلام .
وعبد الرحمن عارف هو الذي جمع البطانة التي ظنها من عشيرته فخانته وضحكت عليه وفتحت ابواب القصر الجمهوري ليلاً لهم ليتم تهديدة بالهاتف فيرتعد ويرتجف ويسلم السلطة والعراق مقابل الحفاظ على حياته والخروج سالما الى أي مكان يريدون ، فيختارون له تركيا ليكون قريباً حتى لايحرك ذيله .
وعبد الرحمن محمد عارف هو نفسه الذي قدم عرائض الأسترحام للطاغية يطلب منه العفو عند المقدرة والسماح له باالعيش تحت قيادته الحكيمة ، وعبد الرحمن محمد عارف نفسه من كان يحضر أحتقالات يوم طرده من الرئاسة وأسقاط سلطته ليمتدح الطاغية ويضفي عليه صفات غير صفاته الحقيقية مقابل عطاياه .
وعبد الرحمن محمد عارف نفسه من عينه القائد الضرورة تأسيساً على الرجل المناسب في المكان المناسب ليكون مختاراً لمحلة السفينة في الأعظمية ببغداد ، يتابع الجرد السكاني وقوائم المتعاطفين مع المعارضة والحركات السياسية الأخرى ليرفعها الى جهاز الأمن مذيلة بتوقيعه الكريم .
وعبد الرحمن محمد عارف نفسه من كان يرفع التهاني والبرقيات التي تمجد القاتل الطاغية وتدعو الله ان يديم حكمه وسلطته التي أنهت عهد الظلم والأستغلال والعملاء .
عبد الرحمن محمد عارف أضاع العراق وضيع الناس وأفقر الشعب العراقي ولم تتم محاسبته ولامسائلته في محكمة عراقية عما ارتكب من خطايا وأخفاقات بحق شعبه ، وعما جنت يداه من مساهمة في تسليم العراق على طبق من الذهب الى عصابة من الأفاكين وعديمو الخلق والنسب ليحكموا العراق بالدم ويدمروا مابناه المجتمع العراقي مئات السنين .
عبد الرحمن محمد عارف يجب أن تتم مكافئته تنكيلاً بالشهداء الذين قضوا في المقابر الجماعية أو الذين انتهوا تحت القصف الكيمياوي أو البايلوجي ، وتحدياً لكل الأسماء العبقة التي قضت في ساحات الاعدام وفي زنازين عهده وعهد البعثيين ، وتحدياً للمناضلين الذين تحدوا الطاغية وأقدموا على محاولة قتل الطاغية الصغير المقبور عدي في وسط بغداد وضحوا بجميع أفراد عوائلهم أعداماً مقابل أن يتم ترقية وترفيع راتب السيد عبد الرحمن محمد عارف ، وتحدياً لكل الذين تركوا بيوتهم وهاجروا في الأنتفاضة بأتجاه المنافي يضيعون أكثر من عشرة سنوات من أعمارهم وتضيع معها أولادهم وعوائلهم ، وتحديا لكل السياسيين المعارضين الذين كانت حياتهم على كف عفريت تحت رحمة الأمن والمخابرات والأستخبارات .
عبد الرحمن محمد عارف لايكفي أن يتم تكريمه براتب متميز يليق بالأبطال من أمتنا العراقية ، بل يجب أن يتصدر في كل الأجتماعات الوطنية وكل الندوات السياسية بالنظر لما يتمتع به من رهافة الحس والحكمة التي يستعملها اليوم في محاولة حماية البعثيين من القانون مثلما حماهم منه في عهده الميمون .
في عهد عبد الرحمن عارف اكتظت السجون بالمثقفين والسياسيين والوطنيين ولم يتبق مكانا شاغراً في سجن نقرة السلمان .
لاشأن لي لمن يريد السيد عبد الرحمن محمد عارف رئيساً وقائداً للعراق ولكن على الأقل لتتم محاسبته عما أرتكب بحق العراق ، وعما يجري الان من حال جراء تخطيطه البعيد والقريب ، لاشأن لي أن تم اختيار السيد عارف قائداً رمزياً للوطن ، ولكن على الأقل ليتم التحقيق معه حول الخطايا والخفايا وأسباب الأحكام التي أكلت من عمر العراقيين وأنتزعت اللقمة من افواه أطفالهم وعوائلهم ، لاشأن لي أن تم اختيار عبد الرحمن محمد عارف قائداً للجيش أو رئيساً للعراق ، ولكن على الأقل أسألوا العراقيين ممن ضحى في سبيل هذا العراق فأنه ينافسهم في التكريم الذي يستحقون ويسلب منهم حقهم بعد أن كان سلبهم هذا الحق من قبل .
عبد الرحمن محمد عارف الذي بقي أمينا على سياسة شقيقه الطائفية والمعادية للحركة الوطنية في العراق ، والذي كان في تحالف سري مع المقبور أحمد حسن البكر حين كان يأخذ منه التعليمات والأوامر بأعادة الربع الى الوظائف والمراكز .
وعبد الرحمن محمد عارف جاء الى الرئاسة دون وجه حق وخرج منها دون وجه حق فبأي حق يتم تكريمه وعلى ماذا ؟
هل يشكل السيد عبد الرحمن محمد عارف القائد الضرورة الذي ينتظره اهل العراق ؟ هل حقاً يستطيع الرجل أن يتقدم الوطنيين من الذين قارعوا سلطة الجلاد ليتحدث بأسمهم ؟ هل يحق لعبد الرحمن عارف أن يختزل العراق كما أختزله شقيقه من قبل ؟
هل سيكون الواجهة البعثية مرة أخرى اسهاماًُ منه في رد الفضل الذي منحوه له حين كان له راتب تقاعدي ويتم حرمان الزعيم الشهيد عبد الكريم قاسم من الراتب التقاعدي والتكريم ؟
هل حقاً يتم نسيان الشهيد البطل حسن سريع الذي ارعب الجرذان في أوكارهم ليتم تكريم عارف ؟
هل تم نسيان كل العراقيين الذين اعطوا ارواحهم وعطلوا زمنهم وأجلوا مستقبلهم من أجل أن يتم تكريم عبد الرحمن محمد عارف ؟
هل المروءة تستدعي أن يتم تكريم عبد الرحمن محمد عارف ويتم نسيان البطل المجاهد سلمان شريف دفار والشهداء عبد الحسين عاشور – ابو سجاد الشطري وتحسين مجيد عبد ومؤيد راضي – ابو طارق البغدادي ، الذين ضحوا بأهلهم من اجل قتل أبن الطاغية ؟
هل الأنصاف من يدفع المسؤولين ليتذكروا عبد الرحمن عارف ويتناسون جثث الضحايا وجثث لم تظهر الى الوجود في العراق ؟
وأن كنا في زمن الأحتلال فهل لم يزل الزمن الأغبر يخيم علينا والقائد الضرورة بيننا .
فهل يعقل أن يكون السيد الرئيس الأسبق عبد الرحمن محمد عارف القائد الضرورة الآخر ؟



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قمم .. قمم
- زمن كتبة التقارير والمخبرين
- رحيل الكاتب والباحث العراقي أدهام عبد العزيز حسن الولي
- الفرح في الزمن الحزين
- ولكن من يحاسب الأمم المتحدة ؟
- الشهداء يحضرون نوروز هذا العام
- القوات الامريكية تستخف بحقوق الأنسان في العراق
- تحية الى الشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي
- الى انظار السيد هوشيار الزيباري – وزير خارجية العراق المحترم
- الموت العراقي الجميل
- الذبح على الطريقة الأسلامية
- الدعوات المريضة للنيل من الأيزيدية
- الكتابة بعيداً عن الحقيقة
- ملاحظات سريعة على نصوص قانون أدارة العراق للمرحلة الأنتقالية
- وصايا أيلي زغيب الى صدام حسين
- من المسؤول عن الأرهاب في العراق ؟
- أصرار أم أسرار
- المسؤولية الجنائية في مذكرات حازم جواد
- مسيلمة العراقي وروائح النفط
- صكوك النفط التي لم تحترق


المزيد.....




- إيطاليا: اجتماع لمجموعة السبع يخيم عليه الصراع بالشرق الأوسط ...
- إيران ترد على ادعاءات ضلوعها بمقتل الحاخام الإسرائيلي في الإ ...
- بغداد.. إحباط بيع طفلة من قبل والدتها مقابل 80 ألف دولار
- حريق ضخم يلتهم مجمعاً سكنياً في مانيلا ويشرد أكثر من 2000 عا ...
- جروح حواف الورق أكثر ألمًا من السكين.. والسبب؟
- الجيش الإسرائيلي: -حزب الله- أطلق 250 صاروخا على إسرائيل يوم ...
- اللحظات الأولى بعد تحطم طائرة شحن تابعة لشركة DHL قرب مطار ا ...
- الشرطة الجورجية تغلق الشوارع المؤدية إلى البرلمان في تبليسي ...
- مسؤول طبي شمال غزة: مستشفى -كمال عدوان- محاصر منذ 40 يوم ونن ...
- إسرائيل تستولي على 52 ألف دونم بالضفة منذ بدء حرب غزة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - القائد الضرورة مرة اخرى