أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - عمر البشير وصدام حسين مستبدان من الطراز الهمجي والعاقبة واحدة!















المزيد.....

عمر البشير وصدام حسين مستبدان من الطراز الهمجي والعاقبة واحدة!


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 2578 - 2009 / 3 / 7 - 10:13
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


العالم الذي نعيش فيه غير العالم الذي عاش فيه أجدادنا وآباؤنا, ونحن من بلغ به العمر عتياً, بل عالم جديد فيه من المتناقضات ما يبعث على الدهشة والانبهار. لم تعد هناك حدود حقيقية بين الدول, رغم وجود الحدود. ولم تعد هناك قوانين محلية يمكن أن تحمي المجرمين من العقاب, فهناك محكمة الجنايات الدولية التي يفوق قوة قانونها القوانين المحلية للدول. ولم يعد هناك من يستطيع أن يحتمي بعساكره ومؤيديه من غضب المجتمع الدولي. فهذا أحد جوانب عالمنا المعولم. جانب مهم يرتبط بالعلاقة الجديدة بين الرأي العام العالمي والمجتمع الدولي وحقوق الإنسان وحقوق القوميات, وبرفض العالم لمعاناة الشعوب تحت وطأة الاستبداد والحروب والقتل الجماعي والإبادة ضد الإنسانية.
رغم كل التحذيرات التي وجهت إلى صدام حسين من مغبة غوصه في الجريمة ضد الشعب العراقي بكل مكوناته, ورغم التحذير بضرورة الكف عن الحروب والغزو ومعاقبة الناس بالحرمان والقتل الجماعي والقبور الجماعية والسلاح الكيماوي والأنفال, لم يجد هذا الدكتاتور طريقاً غير مواصلة التبختر والوقوف بالساحة الاستعراضية العسكرية ليوجه عدة طلقات نارية وبيد واحدة من بندقية, كما يبدو من الذهب, صوب السماء, ويهدد صاخباً بمنجزات العراق العسكرية وصورايخه وسعيه لامتلاك الأسلحة ذات الإبادة الجماعية. ولكن هذا الصعلوك ذهب "إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم" وانتهى به الأمر إلى مزبلة التاريخ. ولم تنفع عساكره وقواته المسلحة وفدائييه والأموال التي سرقها من أفواه الشعب العراقي. مات غير مأسوف عليه لأنه أذل شعبه, وبالتالي أذله الشعب أيما إذلال.
واليوم أمامنا عمر حسن البشير, رجل عسكري مهووس بالقوة والعنف والحلول العسكرية للقضايا الداخلية. رجل لا يختلف عن أشباه الرجال الذين لا يجدون ذلة في إذلال شعوبهم ولا يجدون رحمة في قلوبهم. مارس سياسات اقتل ودفع بقواته وجماعة الجنجويد إلى قتل المزيد من أهالي الجنوب في السابق, ومن ثم أهالي دار فور. لقد مات عشرات الألوف من الناس الأبرياء, من النساء والأطفال والشيوخ والشباب. وقد وجهت له تحذيرات كثيرة, ولكنه كأي مستبد عاهر لا يجد لغة في الرد على تلك التحذيرات بغير الشتائم والهوسات وهز العصا, تماماً كما كان صدام يرفع بندقيته ليهدد العالم بالويل والثبور, وأنه القائد المغوار الذي يقف وراءه الشعب السوداني كله, وهي فرية كبيرة لا تجاريها أي كذبة أخرى.
وكانت الاتهامات الصادقة التي رفعها المدعي العام ضد البشير في ضوء قرار مجلس الأمن الدولي بالتحقيق في قضية عمر البشير. وصدر أخيراً قراراً من محكمة الجنايات الدولية يقضي باعتقال هذا البشير. وجاء في نص القرار ما يلي:

"أصدرت الدائرة التمهيدية الأولى في المحكمة الجنائية الدولية أمرا بالقبض على الرئيس السوداني عمر حسن أحمد البشير لارتكابه جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية. ويُشتبه في أن عمر البشير مسؤول جنائيا، باعتباره مرتكبا غير مباشر أو شريكا غير مباشر، عن تعمد توجيه هجمات ضد جزء كبير من السكان المدنيين في دارفور بالسودان، وعن القتل والإبادة والاغتصاب والتعذيب والنقل القسري لأعداد كبيرة من المدنيين ونهب ممتلكاتهم. وأشارت الدائرة التمهيدية الأولى إلى أن منصب البشير الرسمي كرئيس دولة حالي لا يعفيه من المسؤولية الجنائية ولا يمنحه حصانة من المقاضاة أمام المحكمة الجنائية الدولية". [راجع: جريدة "الشرق الأوسط" الخميـس 09 ربيـع الأول 1430 هـ 5 مارس 2009 العدد 11055]
وقد وجهت للبشير 7 تهم، استنادا إلى مسؤوليته الجنائية الفردية بموجب المادة 25 (3 ـ أ) من نظام روما الأساسي، وهي كالتالي: خمس تهم متعلقة بجرائم ضد الإنسانية: القتل – المادة 7 (1- أ)، الإبادة – المادة 7 (1 - ب) (وهي ليست جرم الإبادة الجماعية المنصوص عليها في المادة 6)، النقل القسري – المادة 7 (1 - د)، التعذيب – المادة 7 (1 - و) والاغتصاب – المادة 7 (1 - ز). تهمتان متعلقتان بجرائم حرب: تعمد توجيه هجمات ضد سكان مدنيين بصفتهم هذه أو ضد أفراد مدنيين لا يشاركون مباشرة في الأعمال الحربية - المادة 8 (2 - هـ - 1)؛ والنهب - المادة 8 (2 - هـ - 5). * الاستنتاجات المتعلقة بالإبادة الجماعية رأت أغلبية قضاة الدائرة، وخالفتهم الرأي القاضية أنيتا أوشاسكا، أن المواد التي قدمها الادعاء دعما لطلبه لم توفر أسبابا معقولة للاعتقاد بأن حكومة السودان تصرفت بقصد جرمي خاص لإهلاك جماعات الفور والمساليت والزغاوة إهلاكا كليا أو جزئيا. لذا لا يتضمن أمر القبض على عمر البشير تهمة الإبادة الجماعية. مع ذلك، شدَّد القضاة على أنه إذا جمع الادعاء أدلة إضافية، فلن يحول هذا القرار دون قيام الادعاء بتقديم طلب لتعديل أمر القبض كي يتضمن جريمة الإبادة الجماعية...". [راجع نفس المصدر السابق].
وكعادة جميع المستبدين استهان بالقرار وأدانه وشتم من يؤيده وهدد وطرد فعلاً مجموعة من منظمات المجتمع المدني الدولية التي كانت تقدم الخدمة لناس الفقراء والمحاجين في السودان.
ولكن لن يستطيع هذا الحاكم القرقوشي أن يفلت من عقاب الرأي العام العالمي وسيجد موقعه عاجلاً أم آجلاً وراء القضبان يقضي بقية عمره.
ليس عدلاً أن يحكم الشعب السوداني الطيب مثل هذا المستبد بأمره الذي لا يحترم حتى نفسه حين لا يحتم شعبه وإرادة هذا الشعب, فالشعب لا يستحق حاكماً ومغتصباً للحكم من هذا النوع.
واحتجت الجامعة العربية على القرار وكأنها تخشى أن يكون قرار الاعتقال الأول من نوعه في العالم إزاء حاكم لا يزال بالسلطة, قد أرعب بقية الحكام باعتباره سابقة خطيرة, ولكنها سابقة عادلة ومصيبة, ودعت إلى عقد جلسة استثنائية لمجلس الأمن الدولي للنظر بتأجيل قرار الاعتقال. وأملي أن لا يصدر مثل هذا القرار, فهذا الحاكم يفترض أن يتخلى عن الحكم ويسلم نفسه ويدافع عنها في محكمة عادلة لن يجد مثيلاً لها في السودان وفي الكثير من الدول العربية والإسلامية, ومنها إيران.
أتمنى للشعب السوداني الخلاص السريع من هذا الدكتاتور البائس الذي مرغ جباه شعب السودان بالتراب. من يتابع أخبار السودان هذه الأيام سيدرك دون أدنى ريب بأن الدكتاتور قد اصيب بصدمة شديدة وفقد أعصابه وبدأت تهديداته توجه يمنة ويسرة. وأنه سيقيم علاقات قوية مع إيران ويعترف بحماس ... إلخ من أعمال تعتبر في مصاف ردود فعل هستيرية غير المحسوبة العواقب.
ومن الغريب حقاً أن يظهر بعض العرب ليدافعوا عن متهم بارتكاب جرائم حرب وضد الإنسانية, تماماً كما فعلوا مع الدكتاتور صدام حسين حين هللوا له وكبروا وسبحوا باسمه, ولكنه لم يكن سوى مجرم وقاتل كبيرين, وكأنهم اعتادوا الذل الذي يسلطه المستبد بأمره والعيش تحت مظلة قاتل.
5/3/2009 كاظم حبيب



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تداعيات انتخابات مجالس المحافظات والتحضير للانتخابات العامة ...
- الحزب الوطني الديمقراطي ودوره الجديد المحتمل في السياسة العر ...
- رسالة مفتوحة إلى السيدين المحترمين نوري المالكي, رئيس وزراء ...
- محاولة للإجابة عن بعض الاستفسارات بشأن نتائج الانتخابات
- رسائل متبادلة حول فيدرالية الجنوب
- كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ ...
- كيف نقرأ نتائج انتخابات مجالس المحافظات في غرب وجنوب العراق؟ ...
- موضوعات حول انقلاب شباط الفاشي 1963, عواقبه على المجتمع العر ...
- نقاشاً فكرياً وسياسياً مع أراء المهندس المعماري عبد الصاحب ا ...
- هل إيران وقطر وخالد مشعل وحسن نصر الله يعملون لتمزيق وحدة ال ...
- ميسون المثقفة , الكفاءة , الديمقراطية والأنثى..
- لا تنتخبوا الأحزاب الإسلامية السياسية لأنها طائفية تمزق وحدة ...
- رسالة مفتوحة إلى السيد وزير الداخلية في العراق
- الأحزاب الإسلامية السياسية وانتخابات مجالس المحافظات والتجاو ...
- الانتخابات والطائفية السياسية في العراق !
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (6) ...
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (5)
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (4)
- جولة جديدة من النقاش الفكري والسياسي مع السيد سلامة كيله (3)
- حول المحاضرات التي ألقيتها في دورة تثقيفية لأجهزة الأمن العر ...


المزيد.....




- -لقاء يرمز لالتزام إسبانيا تجاه فلسطين-.. أول اجتماع حكومي د ...
- كيف أصبحت موزة فناً يُباع بالملايين
- بيسكوف: لم نبلغ واشنطن مسبقا بإطلاق صاروخ أوريشنيك لكن كان ه ...
- هل ينجو نتنياهو وغالانت من الاعتقال؟
- أوليانوف يدعو الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من امتثال ...
- السيسي يجتمع بقيادات الجيش المصري ويوجه عدة رسائل: لا تغتروا ...
- -يوم عنيف-.. 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية على ...
- نتنياهو: لن أعترف بقرار محكمة لاهاي ضدي
- مساعدة بايدن: الرعب يدب في أمريكا!
- نتانياهو: كيف سينجو من العدالة؟


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - عمر البشير وصدام حسين مستبدان من الطراز الهمجي والعاقبة واحدة!