أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - قمة (المشمش) العربية ... جامعة في مهب الريح !














المزيد.....

قمة (المشمش) العربية ... جامعة في مهب الريح !


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 790 - 2004 / 3 / 31 - 08:27
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


لم تكن التطورات الأخيرة والمتسارعة والتي توجت بتأجيل مؤتمر القمة العربي ( لأجل غير مسمى)!! ، لتنفصل عن العديد من المقدمات والعوامل والأسباب التي أدت لهذه النتيجة المعروفة سلفا منذ قمة العام الماضي في شرم الشيخ ومن ثم بروز مجموعة هائلة من المتغيرات الميدانية سياسيا وإقتصاديا وعسكريا وأبرزها سقوط النظام العراقي البائد والذي كان برغم كل جرائمه القومية الموثقة والمعروفة يشكل قوة لايستهان بها في النظام السياسي العربي القديم والذي تهاوى اليوم كورقة خريف يابسة أمام العالم المتجدد ورياح التغيير الهابة بعنف وقوة على العالم العربي وإن أبت نفوس قوم وصارعت الزمن ضد هذا الإتجاه ، فنهاية القمة ليست مجرد حدث عادي وروتيني بل هو تتويج لعقود طويلة من الفشل في بناء الذات وتحصين الجبهات الداخلية ، والإغراق في سياسات التخشب والجمود والإتكاء على العوامل والأسباب العاطفية في العمل السياسي بدلا من إتباع المناهج العلمية والواقعية والقراءة الدقيقة للمواقف والتطورات والإرهاصات السياسية بروح عصرية متقدمة عمادها وقوامها المصلحة وتبادل المنافع ، بعيدا عن لغة ( النخوة) الجاهلية!وتغطيةالأوساخ والقاذورات خلف السجادة بدلا من المبادرة للتنظيف الشامل والتخلص من كل الشوائب بشفافية وعمل صريح ، فمنذ الستينيات كانت مؤسسة القمة العربية ومؤتمراتها مجرد لقاءات بروتوكولية وتشريفية يتم خلالها إلتقاط الصور الجماعية التذكارية ، وتدبج البيانات الحماسية ، وتنشد أناشيد العروبة الملتهبة من أمثال ( وطني حبيبي وطني الأكبر) و( أمجاد ياعرب أمجاد) و ( أنا واقف فوق الأهرام وقدامي بساتين الشام)!!... برغم مخالفة صورة الخلافات العربية الحقيقية لحقيقة صور النفاق والخداع الإستراتيجي السائدة إعلاميا والتي بدلا من معالجتها وحلها على أسس من المصلحة القومية والوطنية يتم التغطية عليها لتترك للدوائر السرية تعقيد الأمور وفبركة المؤامرات وإستباحة الدماء فيما الصورة الخارجية ( عال العال)! ، فمثلا إستهلك النزاع حول اليمن في الستينيات طاقات هائلة إستغل الإسرائيليون الفرصة خلالها ليضربوا ضربتهم الإستراتيجية القاتلة في الخامس من حزيران 1967 ويحتلوا كل فلسطين التاريخية وأجزاء مهمة من مصر وسوريا ولبنان والأردن ومازلنا حتى اليوم نحاول ( إزالة آثار العدوان)!! ولم نوفق للأسف فمازال الرفاق في ( الشام) في حالة إنهماك مطلق للوصول لحالة ( التوازن الإستراتيجي) مع العدو الصهيوني وهم يحققون المنجزات التاريخية كل يوم عبر إحتلال لبنان أو عبر تصفية وتقتيل الأكراد أو عبر العصابات البعثية العراقية البائدة وحلفائهم الذين يثخنون في أجساد العراقيين ولحومهم المتعبة! ، أما الخلاف العراقي / السوري وهو أشهر خلاف على المستوى الدولي وليس الإقليمي فقد تسبب في قطيعة تامة بين البلدين المؤسسين لجامعة الدول العربية إستمرت لأكثر من عشرين عاما تخللتها حلقات دموية رهيبة من التآمر المتبادل والتخريب واللجوء لكافة الوسائل لحسمه دون جدوى! وكان خلافا منع حتى رسائل البريد والإتصالات الهاتفية من التواصل بين الشعبين اللذين لاعلاقة لهما بأصل وطبيعة الصراع الحزبي والشخصي بين حكومتي البلدين!! وكانت الجامعة العربية والنظام السياسي العربي في حالة عجز شامل عن إيجاد حالة توفيقية تهدأ وترطب من المواقف.. ولكن لاحياة لمن تنادي! ، أما مأساة وجريمة غزو النظام العراقي لدولة الكويت وإلغائها من الخريطة الدولية فكانت أكبر من الفضيحة وكانت بداية النهاية الحقيقية لمؤسسات العمل العربي المشترك رغم إشتراك أطراف عربية في مساندة الحق الكويتي إلا أن ذلك لم يتأت طوعيا بل نتيجة لسياسات وضغوط وإرادات دولية للأسف!! وهذه هي الحقيقة العارية بعيدا عن الرتوش التجميلية التي يصنعها الإعلام المجامل! ، ولولا الولايات المتحدة وحلفاؤها لظل الكويتيون حتى اليوم ينشدون الوطن المسلوب ولأضيفت للجاليات العربية اللاجئة في أوروبا والأمريكيتين شعب عربي آخر ولظل ( الحل العربي) المنشود والمطلوب هدفا ميتافيزيقيا تطارده الأجيال العربية المشردة؟ فأي نظام إقليمي عربي ؟ وأي جلمعة عربية !، ولعل حالة التوحد العربية الفريدة كانت في الموقف السلبي الشامل من مبادرة الرئيس الراحل أنور السادات والتي كانت رؤية متقدمة لم يفهمها الكثيرون للأسف ومن فهمها من القادة العرب تراجع عن دعمها نتيجة لإبتزاز وبلطجة الأنظمة العربية البائدة من أمثال النظام الصدامي المخلوع والذي تزعم الزفة التهريجية في قمة بغداد عام 1978 ليتم إرتكاب الخطيئة التي توحد حولها العرب للأسف!!.

واليوم حينما يتم الحديث عن التغيير وموجباته وضروراته للحفاظ على النفوس والأوطان ، فإن الصورة السوريالية من التردد والعجز تتكرر لتشكل مشهدا عربيا شاملا من العجز يجعل موعد القمة القادمة شبيها بالمستحيلات العربية كالغول والعنقاء والخل الوفي و.. التضامن العربي؟.. إنها قمة المشمش التي لوحت لجامعة الدول العربية المنتهية صلاحيتها قائلة:

{ باي .. باي .. ياباشا }

ولاعزاء للمهزومين



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بطانية الصحاف ؟
- حينما يكون الإعلامي .. مناضلا ومبشرا ونذيرا ؟ !
- نعال أبو تحسين ... سنة أولى حرية !
- ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !
- فرسان العروبة ... يخربون العراق ؟
- عواء (الجزيرة ) .. وأسطورة ذبح الشيعة للسنة في العراق ؟
- حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟
- الإسلام القذافي ... والكوتشينة الأميركية ! الطيور على أشكاله ...
- مصر والعراق .. من عانى من من ؟
- العراقيون والكويتيون ... ضحايا الجريمة .. ووحدة المأساة ؟
- ياقطر ... لماذا كل هذا الإنبطاح ؟
- إستئصال ( البعث ) .. ضرورة عراقية .. وقومية ؟
- مجازر البعث العراقي ... عار الإعلام العربي ؟
- إفلاس البعث ... نهاية لعبة ؟
- قناة الجزيرة ... وفضائح الوثائق ... بين الثورية والبعثية ؟
- بين ألبوم ( عثمان العمير ) .. ودبابة ( طارق عزيز ) .. نزاهة ...
- تراجيديا مابعد السقوط .. جردة حساب قومية ؟
- موت البعث ... وبقايا عفلق ؟
- هزيمة البعث التاريخية .. وإنتصارات ( القات ) القومية ؟
- في الدولة الدينية .. دمار حتمي للعراق ؟


المزيد.....




- من زاوية جديدة.. شاهد لحظة تحطم طائرة شحن في ليتوانيا وتحوله ...
- أنجلينا جولي توضح لماذا لا يحب بعض أولادها الأضواء
- مسؤول لبناني لـCNN: إعلان وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرا ...
- أحرزت -تقدمًا كبيرًا-.. بيان فرنسي حول وضع محادثات وقف إطلاق ...
- هجوم صاروخي روسي على خاركيف يوقع 23 جريحا على الأقل
- -يقعن ضحايا لأنهن نساء-.. أرقام صادمة للعنف المنزلي بألمانيا ...
- كيف فرض حزب الله معادلة ردع ضد إسرائيل؟
- محام دولي يكشف عن دور الموساد في اضطرابات أمستردام
- -توجه المحلّقة بشكل مباشر نحوها-.. حزب الله يعرض مشاهد من اس ...
- بعد -أوريشنيك-.. نظرة مختلفة إلى بوتين من الولايات المتحدة


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - قمة (المشمش) العربية ... جامعة في مهب الريح !