أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - تعقيب على توصيات مؤتمر أربيل رفض (اجتثاث البعث) وصفة لإفشال الديمقراطية وإعادة الكوارث















المزيد.....

تعقيب على توصيات مؤتمر أربيل رفض (اجتثاث البعث) وصفة لإفشال الديمقراطية وإعادة الكوارث


عبدالخالق حسين

الحوار المتمدن-العدد: 790 - 2004 / 3 / 31 - 08:47
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


كانت دعوة الأستاذ مسعود البارزاني بعقد مؤتمر للمصالحة في أربيل للفترة 26 ـ 27 (آذار)2004، مبادرة جيدة جداً يشكر عليهاً، وقد حضر المؤتمر ممثلون عن مختلف شرائح المجتمع العراقي للتباحث في المشاكل التي تواجه الشعب والعمل لوضع حد لدورات العنف والعنف المضاد ونشر روح التسامح من أجل إرساء قواعد الديمقراطية والعيش بسلام في العراق الجديد. ففي الوقت الذي نرحب فيه بالبيان الختامي للمؤتمر في دعوته لنبذ الطائفية والعنصرية والفئوية في التعامل مع العراقيين في الوظائف وغيرها.. إلا إن التوصيات التي نشرت قبل البيان كانت تتضمن فقرات أثارت استغربنا لأنها ركزت على المطالبة بإلغاء قرار (اجتثاث البعث) وإعفاء المجرمين الصغار من العقاب وحصره على عدد قليل من المجرمين الكبار فقط. وقد بدت التوصيات وكأن المؤتمر قد عقد خصيصاً لتأهيل حزب البعث في العراق، المسؤول الأول والأخير عن جميع الكوارث التي حلت بهذا الوطن الجريح خلال الأربعين عاماً الماضية أي منذ انقلابهم الأول في 8 شباط 1963 الأسود ولحد الآن.



تقول الحكمة، (لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين). فشعار (عفا الله عما سلف والعفو عند المقدرة) لم يكن جديداً على العراقيين، إذ أول من رفعه ومارسه هو الزعيم الوطني الشهيد عبدالكريم قاسم وكانت نتيجته أن تمادى المجرمون في جرائمهم ضد الشعب والوطن وأدى بالتالي إلى ذبح ثورة 14 تموز وقيادتها وعشرات الألوف من الوطنيين الديمقراطيين المخلصين وإغراق البلاد في بحر من الدماء وفي موجات متلاحقة من القتل والتنكيل والحروب والدمار لأربعة عقود. فهل سيعيد التاريخ نفسه بعد كل هذه الكوارث؟



إن إعفاء المجرمين البعثيين، صغاراً وكباراً، الذين ارتكبوا الجرائم البشعة بحق الملايين من العراقيين لا يمكن شمولهم بقائمة عفا الله عما سلف بهذه السهولة وإلا ضاعت حقوق الشهداء والضحايا الأحياء وذويهم. فهذه أوربا الديمقراطية مازالت تلاحق المجرمين النازيين حتى بعد مرور نصف قرن على سحق النازية وذلك لحماية الحقوق، لأن الالتزام بحقوق الضحايا تعتبر مسألة مبدئية لا يمكن التنازل عنها ومن أجل عدم تكرار هذه المآسي في المستقبل,



لقد تطرقنا إلى هذا الموضوع قبل فترة في مقالنا الموسوم (نعم للمصالحة والمسامحة والاجتثاث)[1] أكدنا فيه أن الاجتثاث لا يعني مطلقاً قتل أو الانتقام من أحد، بل يعني خلاص المجتمع العراقي من تركة البعث الفاشي وفكره الشمولي الذي عرَّض المواطن العراقي إلى غسيل دماغ وشحنه بأفكار شريرة وتحويله من إنسان مسالم يساهم في بناء وطنه والعيش بسلام مع الآخرين إلى أداة عنف عدواني يرتكب أبشع الجرائم ضد شعبه. فالمقصود باجتثاث البعث هو إعادة تثقيف المتورطين من البعثيين وتخليصهم من الآيديولوجية الفاشية وتحويلهم إلى مواطنين صالحين ومنع عودة الحزب إلى النشاط السياسي. ونحن نعرف أن معظم الذين انتموا إلى البعث لم ينتموا عن قناعة فكرية.. ولذلك فالعمل على تأهيلهم ليس صعباً. ومن هنا فإن قرار (اجتثاث البعث) ليس عقوبة للبعثيين بقدر ما هو إعادة تثقيفهم وتحويلهم إلى مواطنين صالحين.



أما مطالبة توصيات مؤتمر أربيل ب(توجيه دعوة الى مجلس الحكم لاصدار قرار يلغي قراره السابق حول اجتثاث البعث وذلك لزوال الأسباب التي استدعت ذلك,,, الخ)، فنعتقد أنها دعوة لتأهيل حزب البعث سياسياً وفكرياً والعودة إلى نقطة البداية. ومن تجارب الشعب العراقي مع هذا الحزب الفاشي، فما أن يفسح له المجال حتى يعود إلى الساحة السياسية وهو أكثر شراسة وذلك لما يملكه من إمكانيات مالية وخبرة تنظيمية، وسيهيمن على الموقف ويعود إلى ذات السياسة التي مارسها في تصفية الخصوم جسدياً والسيطرة على السلطة من جديد عن طريق نشر الرعب والاغتيالات والانقلابات.



إن إعفاء المجرمين البعثيين من جرائمهم وإطلاق سراح الألوف منهم له عواقب وخيمة منها: يأس ذوي الضحايا من العدالة في معاقبة قتلة أبنائهم، مما يؤدي إلى قيامهم بمعاقبة المجرمين بأنفسهم خارج القانون. وهذا يعني تفاقم النزعات الانتقامية في المجتمع العراقي. كذلك نشاهد على شاشات التلفزة، عدد لا يستهان به من البعثيين في الموصل والفلوجة وتكريت وغيرها من المدن الشمالية يرددون هتافهم البغيض (بالروح بالدم نفديك يا صدام) ويمارسون الإرهاب ضد شعبنا الآمن مما يدل على تمادي البعثيين في دعم صدام. لذلك فمعظم البعثيين مازالوا موالين لصدام حسين وإطلاق سراح المتورطين منهم بالإجرام معناه تقوية جبهة الإرهاب. لذا نعتقد أن إلغاء قرار اجتثاث البعث سيكون له مردود معكوس وكارثي على البعثيين وعلى المجتمع العراقي على حد سواء.



ومن إيجابيات توصيات المؤتمر دعوته (العمل على أن يضمن قانون الاحزاب المزمع اصداره منع الاجازة عن الاحزاب التي تقوم على أساس طائفي بما يشيع روح التفرقة والتباين لدى المجتمع العراقي.) ونحن إذ نؤيد هذه التوصية بقوة ونطالب جميع الأحزاب العلمانية والإسلامية بالالتزام بها.



إلا إننا في نفس الوقت، نأسف لعدم إشارة المؤتمر في بيانه وتوصياته، إلى الانتهاكات الصارخة التي ترتكبها مجموعات إسلامية متطرفة ضد حقوق الإنسان وبالأخص ضد المرأة وفرض الحجاب عليها بالقوة وقتل باعة الخمور من المسيحيين والهيمنة على الجامعات وتحويلها إلى حسينيات وصمت الأحزاب الإسلامية ورجال الدين عن هذه الإنتهاكات. فكان المفروض بمؤتمر أربيل، وهو خاص بالمصالحة، أن يطالب رجال الدين والأحزاب الدينية ومجلس الحكم والإدارة المدنية لقوات التحالف بالوقوف الحازم ضد هذه الانتهاكات وإدانتها ومطالبة رجال الدين بإصدار الفتاوى ضدها. وليس مستبعداً أن تكون هذه المجموعات الإسلامية المتطرفة مخترقة من قبل البعثيين يقومون بهذه الانتهاكات باسم الإسلاميين وخاصة الشيعة منهم. فقبل أيام عثر على جثة عميد كلية العلوم في جامعة المستنصرية مذبوحاً لأنه طالب بعدم تحويل الجامعة إلى حسينية. هذه الجرائم وغيرها تتطلب من جميع الأطراف السياسية والدينية الوقوف بحزم ضدها وأخذ الإجراءات الحازمة واللازمة لمنعها.



كذلك استغربنا من دعوات بعض الوفود بالمطالبة بإبقاء علم صدام حسين بحجة أنه رمز عراقي ومكتوب عليه (الله أكبر). إن هذا الإدعاء لا يخلو من قصد مريب، الغرض منه اتخاذه كمقدمة لعودة البعث، لا سامح الله. إن هذا العلَم هو رمز الفاشية وليس فيه أي رمز عراقي، بل يثير في نفوس العراقيين الرعب لمجرد مشاهدته. وعليه نقترح إلغائه بأسرع وقت ممكن والعودة إلى علم جمهورية 14 تموز لأنه يرمز إلى مكونات الشعب العراقي وحضارة وادي الرافدين وكان حصيلة مداولات مستفيضة شاركت فيها نخبة من خيرة السياسيين والمؤرخين والفنانين مثل الفنان العراقي الخالد جواد سليم.



خلاصة القول، إن الشعب العراقي اليوم بأمس الحاجة إلى شن حملة ثقافية لاستئصال الفكر البعثي الفاشي الشمولي وإزالة كل ما يذكرنا بالعهد البائد وتجفيف جميع منابع الإرهاب الذي يتعرض له شعبنا المسالم وذلك لمنع تكرار المآسي. وكل من ارتكب الجرائم بحق الشعب يجب أن ينال جزاءه العادل. كما نطالب بإعادة حكم الإعدام في هذه الظروف التي تصاعدت فيها موجة الإجرام. ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب لعلكم تتقون.

--------------------------------------------------------------------------------

[1] - عبدالخالق حسين نعم للمصالحة والمسامحة والاجتثاث!



#عبدالخالق_حسين (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ماذا يعني عندما يكون الإسلام المصدر الرئيسي للتشريع؟
- مجموعة مقالات
- مجموعة مقالات
- مراجعة بعد عام على حرب تحرير العراق
- التداعيات المحتملة لجريمة اغتيال الشيخ ياسين
- نعم للمصالحة والمسامحة والاجتثاث!
- هل إلغاء قانون الأحوال الشخصية أول الغيث... يا مجلس الحكم؟
- رسالة إلى آية الله السيستاني حول قتل المسيحيين في العراق
- حل الجيش العراقي... ضرر أم ضرورة؟
- حول تصريحات السيد الحكيم بشأن تعويضات إيران من العراق
- عذق البلح - وعقلية أيتام صدام التآمرية
- سقوط صدام... سقوط آيديولوجية القومية العربية
- تهنئة لشعبنا العراقي العظيم
- تهنئة حارة وباقة ورد للحوار المتمدن
- لماذا يخاف العرب من الشيعة والديمقراطية في العراق؟
- لا للملشيات الحزبية في العراق
- الانتخابات تحت سيف الإرهاب وسيلة لإجهاض الديمقراطية
- العرب والسياسة
- العراق غير قادر على دفع الديون والتعويضات؟
- فرنسا تسعى لعودة حكم البعث للعراق


المزيد.....




- بوتين يكشف عن معلومات جديدة بخصوص الصاروخ -أوريشنيك-
- هجوم روسي على سومي يسفر عن مقتل شخصين وإصابة 12 آخرين
- طالب نرويجي خلف القضبان بتهمة التجسس على أمريكا لصالح روسيا ...
- -حزب الله-: اشتباكات عنيفة بالأسلحة الرشاشة والصاروخية مع ال ...
- لبنان.. مقتل مدير مستشفى -دار الأمل- الجامعي وعدد من الأشخاص ...
- بعد 4 أشهر من الفضيحة.. وزيرة الخارجية الألمانية تعلن طلاقها ...
- مدفيديف حول استخدام الأسلحة النووية: لا يوجد أشخاص مجانين في ...
- -نيويورك تايمز- عن مسؤولين: شروط وقف إطلاق النار المقترح بين ...
- بايدن وماكرون يبحثان جهود وقف إطلاق النار في لبنان
- الكويت.. الداخلية تنفي شائعات بشأن الجنسية


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالخالق حسين - تعقيب على توصيات مؤتمر أربيل رفض (اجتثاث البعث) وصفة لإفشال الديمقراطية وإعادة الكوارث