أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حمزه الجناحي - البيئة العراقية : تلوث مع سبق الإصرار















المزيد.....

البيئة العراقية : تلوث مع سبق الإصرار


حمزه الجناحي

الحوار المتمدن-العدد: 2576 - 2009 / 3 / 5 - 07:48
المحور: الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر
    


ربما يتبادر عند أذهان البعض ان الحديث عن التلوث البيئي في العراق هو مجرد من الكثير من الملفات اللذي تضمه تسمية التلوث ولعل البعض منا ايضا يعتقد ان التلوث محصور في الهواء او في عنصر حياتي واحد...
لكن بمجرد ان تذكر اسم تلوث البيئة العراقية عليك ان تستحضر ملفات شائكة ومعقدة فيزيائيا وكيميائيا ,,فلا يعني التلوث بالمرة ان الهوء اللذي نشمه هو محمل ببعض الذرات الكيمياوية التي تؤثر على رئتي الانسان ومرضى الربوا او وجود بعض النظائر الذرية في الاجواء العراقية نتيجة الحروب التي عاشها العراق ...
فلو بدأنا بالحديث عن البيئة العراقية المتميزه والتي هي فعلا متميزة وعرضة للدراسات في ارقى الجامعات العالمية لذا صار لزاما علينا اذ اردنا نغطي ببعض من الموضوع علينا اولا ان نحصر معنى البيئة على خريطة الدولة من جهاتها الاربعة زائدا التربة زائدا الاجواء (اجواء البلد السماوية) ,,
حقيقة اذاتحدثنا عن هذا الموضوع لابد ان يفوتنا الكثير مما يعانيه العراق من الملوثات التي اصبحت متأصله فيه دونا عن باقي الدول وحتى المجاوره له وعلى مقربة من حدوده ولا نستطيع الحديث عنها كاملة وبعلمية لكنا اردنا ان نوجه عناية المجتمع العراقي اولا للانتباه لهذه الظاهرة ومحاولة الخلاص منها او التعامل معها بعلمية تقلل من مضارها عليه وكذالك لنصرح للعالم ان العراقيون يعيشون في كنتون مغلق عليهم تحيط به كل انواع الملوثات وما على الرأي العام والمتخصصين المساهمة في انقاذ هذا المجتمع اللذي قدم للأنسانية كل ادوات الخلاص يوم كان بني البشر يعيشون في الكهوف وهي يعيش في مجتمعات حضرية تكتب وتقرأ ..
لنبدأ من على الارض العراقية والتي كانت في يوما ما تسمى ارض السواد لكثرة عروق الاشجار ودائمة الخضرة الكثيفة التي تعطي للناظر لها السواد والمياه الصالحة للأستعمالات الحيوانية والبشرية ولحد السبعينات من القرن الماضي يوم كان العراقيون يتمتعون بخيرات بلدهم ومواردهم ويعتبرون سلة العرب التي تقدم لهم كل انواع المأكولات الطازجة النظيفة والغنية بعناصرها الغذائية السليمة وعند دخول هذا البلد عقد الثمانينات بدأت المعانات وخاصة في الحرب العراقية الايرانية والتي طالت الكثير من مكونات العراق ابتداءا بالبشر اللذي صار ضحية للقتل بالاسلحة الحديثة وكذالك قتل التربة وما عليها من نبات بالمدافع والقنابل والطائرات فأصبحت الارض جرداء على طول حدود 1400كم وبعمق تقريبا 100متر ارضا وماءا واصبحت مخلفات وعناصر الحرب تعبث بهذه الارض وعلى طول المساحة المترامية بين الدولتين الجارتين وصار الانسان وقود والارض المحرقة وفي داخل العراق اصبحت المعامل والمصانع ايضا تصنع الادوات القاتلة لديمومة هذه المحرقة واكيد ان تلك الادوات لصناعتها تحتاج للكثير من المعاملات الكيمياويه لتهيئتها واعطاءها الصفة التدميرية القصوى وحدد اليوم في العراق من تلك الحقبة اكثر من (25)موقع شديد التلوث بحاجة ماسة للتطهير كونها كانت مصانع حربية كيمياوية وقصفت خلال الحروب ولغاية انتهاء تلك الحرب مع ايران تركت تلك الارض بدون اصلاح وعلى سطحها اكثر من 25مليون لغم ارضي بحاجة لأزالتها وهذه كل يوم تفعل فعلتها بالاطفال والرعاة وأصحاب الأراضي ولغاية يومنا هذا وفي حقبة الحرب تلك استورد النظام العراقي معامل كيمياوية ونووية وما حادثة مفاعل تموز اللذي دمره الاسرائليون الا واحد من تلك المعامل واللذي ابقى النظام العراقي وضع المفاعل على ماهو عليه ولم يقدم على معالجة التلوث الناجم من وجود المواد المشعة ومصانعه الكيمياوية المدمرة مثل مصنع القادسية في جنوب العراق ومصنع الصويرة للمخصبات والامر يحتاج الى مليارات الدولارات وحسب تصريحات المسئوليين العراقيين في البيئة الى ان الاسلحة الكيماوية وذخائر اليورانيوم المستنفد ادت الى خلق 105 مواقع ملوثة وهذه ادت الى خلق ايضا بيئة مائية ملوثة حيث عدم وجود محطات وشبكات الصرف الصحي ونقل عن بعضهم ان نسبة التلوث في المياه العراقية يصل الى 35% نتيجة المواد الكيمياوية والنظائر المشعة وتحطيم شبكات الصرف الصحي ورمي المخلفات الصناعية في الانهار وعدم معالجتها وأستبدالها..
حقيقة القول والحديث عن البيئة يعني الحديث عن الصحة العامة للمواطن العراقي لذا لا بد لنا عدم مفارقة الامراض التي تصيب المواطن العراقي بسبب تلك المخلفات وبالفعل ادت تلك المخلفات الى زيادة عدد المصابين بأمراض السرطان وخاصة في المناطق القريبة على تلك المشاءات نتيجة الاشعاعات ...
وبعد انتهاء حرب الخليج الاولى ودخول مرحلة اخرى في عالم التلوث وبدات عاصفة الصحراء وشن الطيران الاممي هجومه على المنشاءات والجسور والالة العسكرية مستخدما قنابر وقذائف تم معاملتها باليورانيوم المنضب والمعروف عن هذا العنصر ان اثره يبقى الى مئات السنين وهو يؤثر تاثيرا مباشرا على صحة الارض والانسان والنبات والهواء وبان تاثيره واضحا بأمراض التشوهات الخلقية للمواليد الجدد وامراض السرطان والامراض المعدية وخاصة في المجتمعات المحاذية لحدوث المعارك القريبة منها ويعتقد الباحثون ان استعادة العافية لتلك المناطق يستغرق قرون من الزمن وهذه ليس مبالغة وانما حقيقة ويبقى تأثيرها على الانسان كذالك لفترات طويلة حتى ان علماء العراق في البيئة اعطوا ارقام للتلوث مخيفة وصلت بالدقائق العالقة إلى 350 مايكرو غرام/ بارومتر مكعب والنسب في الدول الاوربية الصناعية لا يتجاوز 50 مايكرو غرام/ بارومتر مكعب وما تلوث الماء ومرور العراق بهجوم بمرض الكوليرة والحصبة الا جرس انذار على صحة معلومات التلوث المائي والبيئي في العراق وانتشار الامراض والاوبئة البيئية وفي العراق خاصة ...
وبعد حرب الخليج الثانية وانتقاما من الشعب العراقي في شماله ووسطه وجنوبه شن النظام السابق حمله شعواء منظمة لأزالة البساتين واشجار النخيل ولمساحات تقدر بآلاف الدونمات بحجة منع المناضلين واعداء النظام من استخدامها ملاذ لهم وازالة اهم بيئة منعشة للأجواء في جنوب العراق الا وهي الاهوار وتم تجفيفها في تصرف صارخ ومشين للأعتداء على الطبيعة العراقية التي وجدت مع وجود الخليقة وادى ذالك الى تشوه بيئي شديد بأعتبار تلك البساتين والاهوار هي مصدات للرياح ومنعشات للأجواء العراقية بالاضافة الى حدوث تعرية للتربة بأزالتها من جذورها وازالة الماء عنها المثبت للتربة وهذا يؤدي بالتأكيد الى تطاير الغبارالناجم من التيارات الهوائية وما نمر به اليوم من تعرية شديدة للتربة وعمل العواصف الرملية عملها على حياة المواطن فايام العراقيون كلها مغبرة وهذا يؤدي الى زيادة في عدد مرضى الجهاز التنفسي وامراض الرئة والقلب وكذالك مساهمة المواطن بأزالة الاشجار من على وجه البسيطة وأستخدامها وقود للطهي والتدفئة بسبب عدم توفر المنتجات النفطية له زاد من الطين بلة خاصة وقت الحصار الجائر ووقت احتلال العراق وكثرة العواصف الرملية والترابية والتي لايردعها الا اعادة الزراعة المكثفة وببرامج مدروسة للحد منها..
أي عراقي يزور أي دولة مجاورة وليس الدول الاوربية لتكن العربية او ايران فبمجرد الدخول على اراضي تلك الدولة تختلف لديه الاجواء وتصبح سليمة ومنعشة وغير ملوثة وانت مازلت على الحدود ولم تتوغل بعد الى داخل الاراض لتلك الدولة ...
بعد سقوط النظام عام 2003زادت معاناة العراقيين وزاد التلوث ابتداءا من مخلفات الحرب والانقاض وسقوط المباني وضرب البنى التحتية الصحية للعراق اصبح المواطن يعيش حالة من الهسترية الصحية فكثرت عمليات التفجيرات والمفخخات الخطف والقتل والتهجير والاعتداءت على قدسية المواطن والضغوط النفسية وكل ذالك له انعكاس سلبي على الصحة العامة فزاد عدد مرضى السكري الى ارقام مهولة بسبب الحالات النفسية والصدمات المفاجئة والانفجارات والخطف كل ذالك زاد العدد الى نسب مضاعفة وخاصة بين الاطفال اللذين يواجهون الانفعالات المفاجئة واصبح بالاضافة للكبار هناك مرضى بالسكري صغار نتيجة لهذه الانفعالات...
ان الانفجارات المتكررة والعبوات الناسفة بين الاحياء والاشخاص المفخخين والقريبة من المواطن ايضا لها تأثير بالاضافة الى الامراض الانفة الذكر ادت الى زيادة المرضى بالصمم وهذه الحالة واقعية فقد تزايد عدد المرضى بهذا المرض ومراجعاتهم الى المستشفيات وبعد العام 2003وتعرض العراق الى هجوم اخر وهذه المرة سببه المواطن ودخول الاف من السيارات المستوردة (المنيفست)زاد من واضاف الى التلوث الهوائي عناصر جديدة وخاصة عنصر الرصاص ودحول هذا الكم الهائل بدون التفات الدوله له ادى الى رفع نسبة التلوث في البيئة ... للاسف ان الحديث عن التلوث البيئي في العراق حديث طويل ومعقد ويجب على الدولة والحكومات العراقية الحالية واللاحقة الاهتمام بهذا الموضوع ومعالجته والاستعانة بالدول المتطورة وتوضيف خبراتها لأخراج العراق من هذه المحنة التي لا يمكن التغاضي عنها لما لها من تأثيرات مباشرة على المواطن وحتى تصرفاته العصبية والولادات الجديدة التي تولد مشوهه وربما اذا كانت سليمة ستخرج حاملة لجينات الغباء لتزيد التلوث العراقي تلوث جديد..
لاحظ ان هناك الكثير من الملوثات التي لم نتطرق لها لقلة اهميتها على الرغم من تأثيرها على صحة المواطن فنحن اخذنا فقط ما طرأ على البيئة العراقية من مستجدات منذ سبعينات القرن الماضي فنحن لم نتحدث عن التلوث الناجم من المصانع والمعامل القديمة المتهالكة مثل معامل الطابوق والاسمنت وبعض المعامل الحرفية الصغيرة التي تعبث بالبيئة أيما عبث دون استخدام الفلاتر والمسكتات الدخانية وكذالك لم نتطرق الى تلوث المياه من قبل الصيادين ولا سوء استخدام المبيدات الحشرية للزراعة ولا ارتفاع الارقام بالوزن للقمامة العراقية الخارجة من الدور السكنية وعدم معالجتها بصورة حضارية وبقاء تلك الجبال من القمامة بالقرب من المجمعات السكنية تلعب على قممها الاطفال وتتغذى على سفوحها الكلاب ..
لذا يرجى من كل المتخصصين في هذا المضمار المشاركة في رفد المؤسسات المنقذة للبيئة العراقية سواء اكانت تلك الاختصصات من منظمات المجتمع المدني او حكومية ولابد للحكومة العراقية تخصيص المبالغ اللازمة ومهما كانت طائلة من اجل انقاذ المواطن العراقي وجعله يعيش مثله مثل أي مواطن على وجه هذه الارض التي طالما كانت يوما ما تتغنى بها الشعراء كأرض للسواد وارض الحضارات واليوم اصبحت ارض خاوية يهرب منها الحيوان قبل الانسان...
حمزه—الجناحي
العراق—بابل
[email protected]




#حمزه_الجناحي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزمة برلمان أم أزمة مصالح
- ب(65) صوت فقط يصبح ممثل للشعب
- الواصل (370) مليار دينار والطلب (489)مليار دينار
- نسب من وحي المفوضية
- في محافظة بابل ...باكوا الخيط وذبحوا العصفور
- by..by محمد ألعوضي
- نساء الطابوق ليست المهنة الأصعب التي مارستها المرأة العراقية
- أمنياتنا بطول العمر والله وفيتوا وكفيتوا
- العراق ليس ملك لحكومة او مكون بعينه
- أي امرأة في العالم مرت بمثل ما مرت به المرأة العراقية ؟؟
- فؤاد سالم وكريم منصور ...
- ثاري ألحجي خيطي ..بيطي
- التضمين هو التطمين
- الكوليرا تطيح بالعراقيين وكتابنا يتباكون على الالوسي
- تعتيم مع سبق الإصرار والترصد غزو الكوليرا لمدينة بابل مسالة ...
- لماذا اختار الموت اهل بابل
- في رمضان كيلو العدس ب(65)مليار دولار أمريكي
- الحق يقال ...الكهرباء الوطنية توفر فرص عمل للعاطلين وللشركات ...
- العكس هو الصحيح عدم الذهاب الى الانتخابات خطأ جسيم يتحمل مسؤ ...
- إذا نجحوا في كركوك سيقضمون الموصل وديالى وتكريت


المزيد.....




- العثور على قط منقرض محفوظ بصقيع روسيا منذ 35 ألف عام.. كيف ب ...
- ماذا دار خلال اجتماع ترامب وأمين عام حلف -الناتو- في فلوريدا ...
- الإمارات.. وزارة الداخلية تحدد موعد رفع الحظر على عمليات طائ ...
- صواريخ حزب الله تقلق إسرائيل.. -ألماس- الإيرانية المستنسخة م ...
- كيف احتلّت إسرائيل جنوب لبنان عام 1978، ولماذا انسحبت بعد نح ...
- باكستان ـ عشرات القتلى في أحداث عنف قبلي طائفي بين الشيعة وا ...
- شرطة لندن تفجّر جسما مشبوها عند محطة للقطارات
- أوستين يؤكد لنظيره الإسرائيلي التزام واشنطن بالتوصل لحل دبلو ...
- زاخاروفا: -بريطانيا بؤرة للعفن المعادي لروسيا-
- مصر.. الكشف عن معبد بطلمي جديد جنوبي البلاد


المزيد.....

- ‫-;-وقود الهيدروجين: لا تساعدك مجموعة تعزيز وقود الهيدر ... / هيثم الفقى
- la cigogne blanche de la ville des marguerites / جدو جبريل
- قبل فوات الأوان - النداء الأخير قبل دخول الكارثة البيئية الك ... / مصعب قاسم عزاوي
- نحن والطاقة النووية - 1 / محمد منير مجاهد
- ظاهرةالاحتباس الحراري و-الحق في الماء / حسن العمراوي
- التغيرات المناخية العالمية وتأثيراتها على السكان في مصر / خالد السيد حسن
- انذار بالكارثة ما العمل في مواجهة التدمير الارادي لوحدة الان ... / عبد السلام أديب
- الجغرافية العامة لمصر / محمد عادل زكى
- تقييم عقود التراخيص ومدى تأثيرها على المجتمعات المحلية / حمزة الجواهري
- الملامح المميزة لمشاكل البيئة في عالمنا المعاصر مع نظرة على ... / هاشم نعمة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطبيعة, التلوث , وحماية البيئة ونشاط حركات الخضر - حمزه الجناحي - البيئة العراقية : تلوث مع سبق الإصرار