حرية الإعلام هي الأساس لكل مجتمع ديمقراطي متطور

سلام خماط

الحوار المتمدن-العدد: 2576 - 2009 / 3 / 5 - 08:11
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

الإعلام من الوسائل التي تسهم في رفع مستوى الوعي في المجتمع ,فكلما تمتع بالاستقلالية كلما أصبح شريكا حقيقيا للسلطات الثلاث التشريعية والتنفيذية والقضائية وعمل على استمرارها ونجاحها من باب التكامل وليس من باب التبعية , فليس من حق احد أن يهمش هذه السلطة (الرابعة) أو يحولها إلى بوق ينفخ به كما كان علية زمن النظام السابق وبسبب العقلية الحزبية الأحادية التي سيطرن على جميع مكونات المشهد العراقي ومنه المشهد الإعلامي مما جعل من الإعلام بعيدا عن الاستقلالية .
والآن فعندما تدعي الكثير من وسائل الإعلام بأنها حرة ومستقلة فإنها لا تدرك حقيقة الحرية الإعلامية أو استقلاليتها ,فالحرية أن تكتب وتقول كي توصل صوتك أو صوت الحقيقة بدون أن يقف أمام هذا الصوت العشرات من الحواجز والتي تتمثل في مصالح وأجهزة سلطوية سواء كانت سلطة الدولة أو سلطة الوسيلة الإعلامية ,والتي قد يخنع لها الإعلامي أو الصحفي لمتطلبات السياسة من جانب أو لشروط الممول بسبب ضرورات العيش من جانب آخر .
إن الأعداد الكبيرة من الصحف والمجلات والفضائيات التي أعقبت 9///4/2003 قد اخذ بالانخفاض لأسباب عديدة , فكلما تقدمنا خطوة الى الأمام في مجال التطوير الإعلامي كلما غاب عن المشهد العديد من الصحف والمجلات الهامشية ,لان الكم العددي يخلف كما نوعيا في أكثر الأحيان ,وهذا الأمر ينعكس على الفضائيات كذلك فالعديد منها قد فقدت مصداقيتها من خلال ما كرسته من ثقل لتزييف الحقائق والابتعاد عن شرف المهنة وتاكيها على تعميق الطائفية البغيضة واختلاق الأكاذيب من اجل تمزيق وحدة الصف الوطني حتى حصل القائمون عليها على جوائز المؤتمر الصهيوني العالمي والتي تمنح لأصدقاء (إسرائيل )سنويا والتي تبلغ قيمتها 500 ألف دولار ومن هؤلاء العرب الأكثر صهينة من الصهاينة أنفسهم مدير قناة العربية ورئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السعوديتين حسب ما نشرته جريدة الشرق العراقية قبل أيام .
ان لوسائل الإعلام هذه دورا مهما من خلال هيمنتها على عقلية المجتمع وثقافته ومن ثم التأثير على قراراته اتجاه ما تطرحه هذه الوسائل من تضليل تخفي ورائه بعض الحقائق والمعلومات التي تتعلق ببعض الأزمات والفضائح السياسية وغيرها من الأحداث الأخرى .
من هنا نستطيع القول ان الإعلام ممكن ان يكون حرا لكنه لن يكون مستقلا وخاصة في هذه المرحلة عدا بعض الفضائيات والصحف التي تمول نفسها ذاتيا وبعيدا عن تبعية الممول .
إن تطور المجتمعات قد انعكس على أداء وسائل إعلامها حتى نقلها هذا التطور إلى نوع من التخصص فنجد هنالك فضائيات مخصصة للرياضة وأخرى مخصصة للثقافة ولكل حقل من حقول الحياة وللإنسان الحرية في مشاهدة القناة او الفضائية التي يرغب مشاهدتها ,لكن إذا كانت وسيلة الإعلام تابعة للدولة وممولة من المال العام فإنها بلا شك سوف تكون ملك للجميع فلا يجوز ان تقدم او تنشر ما يخص فئة دون أخرى ويجب ان تكون هذه الوسائل الإعلامية (وسائل الدولة ) ان تكون وسائل الشعب بجميع تمظهراته المتنوعة .
وأخيرا نقول ان حرية الإعلام واستقلاليته تبقى الأساس لكل مجتمع ديمقراطي متطور .

#سلام_خماط (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات