|
ارض قمعستان
سهام فوزي
الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 08:13
المحور:
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع
فرحنا جدا كنساء بيوم المرأة العالمي واعتبرناه بداية الطريق وتناسينا ان الايام تخصص للمهمشين كي تبقي المحافل الدولية قضاياهم علي طاولة النقاش وتمنع ان يطوي النسيان تلك الفئات ، واعتبرنا ان التعديلات السياسية والدستورية التي خصصت المقاعد للمراة هي انتصار عظيم لحريات المراه وتحقيقا لها ونسينا كما قال نزار قباني ان حرية النساء في بلدنا خرافة فلا حرية فيه سوي حرية الرجال . ان كانت تلك التعديلات الشكليه التي لا تعني في الواقع العملي شيئا هي الحرية السياسية فلله الحمد لم تحصل المراة منها سوي علي الفتات ولكن ماذا عن حقوق المراه الانسانية والتي نادت بها كل المواثيق والمعاهدات اليس اول بنود الاعلان العالمي لحقوق الانسان ان البشر متساوون في الكرامة والحقوق وقد وهبوا عقلا وضميرا فهل المراة في مجتمعنا مساوية للرجل في الكرامة والحقوق ويعترف الرجل لها بانها تمتلك مثله العقل والضمير ام اننا كما قال نزار قباني ولسمحوا لي ان استعين به كثيرا فهو رجل يعلم منطق الرجال وان اختلف عنهم مجتمع فقاقيع من الصابون والوحل فمازالت بداخلنا رواسب من ابي جهل ومازلنا نعيش بمنطق المفتاح والقفل نلف نساءنا بالقطن ندفنهن في الرمل ونملكهن كالسجاد كالابقار في الحقل ونهذا من قوارير بلا دين ولا عقل .اليس هذا هو وضع المراة علي ارض الواقع ،اليست المراة اليوم لا تزال تعيش في العديد من المجتمعات العربيه في ظلمات الجهل حتي وان حصلت علي اعلي الدرجات العلم وكانها مسئولة عن كل كوارث البشرية ، كم من امراة تعيش وكرامتها تهان في اليوم الواحد الف مرة ومرة تاره تضرب وكانها من قطيع الحيوانات او تسب ، كم من امراة قاست الخيانه من حبيب العمر او من شريك الحياة ، كم من امراة تجرعت كؤوس الخيانة وكانها سم زعاف ولم تقدر علي الاحتجاج فللرجل ان يخون وعندما تخون المراة فالقيامة تقوم ،لما لا تعامل الخيانه علي انها امر واحد له ذات العقوبة وذات الاستنكار ، كم من رجل وضع كرامة امراته امام ناظريه فلم يقبل ان يحولها الي امراة ككل النساء في حياته ، كم رجل تالم لما فعل في حبيبة عمره وسكب دموعه ندما وخزيا علي لحظات متعة ولهو استمتع هو بها مع امراة اخري نافضا حبيبته عن عارضيه كانها ذبابة وهي العابدة الناسكة في محراب هواه ، كم م الرجال كانت لديه الشجاعة ان يقف بصدق ويعترف باخطائه ولم يتفنن في الانكار عندما شعرت امراته بوجود الاخري وصارحته فاصم اذنيه واعتقد انه قادر علي الاختباء والانكار ، كم من رجل لديه القدره ان يقف امام حبيبته ليعتذر ليتاسف ليندم علي اهدار كرامتها وانسانيتها ، كم من الرجال يستطيع ان يقف ويتنازل عما يظن بانها حقوقه المقدسة في النساء مثني وثلاث ورباع وكانما النساء بدل او قمصان تتبدل كيفما يشاء وكله مباح باسم الدين " وكانما الدين حانوت فتحناه لكي نشبع ،تمتعنا بما ايماننا ملكت وعشنا من غرائزنا بمستنقع وزورنا كلام الله بالشكل الذي ينفع ولم نخجل بما نصنع , هذا هو اول الحقوق الانسانية المهدرة وفيها الكثير الكثير وماذا عن الحق في الحياة وسلامة شخصه ،كم من امراة قتلت في العديد من المجتمعات العربيه لمجرد ان شك اهلها في شرفها واكتشف بعد ذلك انها بريئة اهدر دمها دونما ان يحاسب القاتل او كانت عقوبته مخففه ، كم من سيدة فقدت حاتها او عافيتها مقابل ان تلد ولي العهدللملك الذي توجه المجتمع اما عن الحق في التعليم فهل تتمتع به كل النساء ام لازالت بعض المجتمعات تري ان تعليم النساء هي جريمة لا تغتفر في حق المجتمع لان التعليم سيجعل المراة تتمرد وتهرب من الحصار المفروض عليها ولذلك تحرم العديد من الفتيات ان تتعلم واذا سمح لهن بذلك فهو لفتره مؤقته وبقدر ضئيل يتناسب مع الدور المرسوم لها واما في مجال العمل هل تساوي المراة الرجل في هذا المجال ، كم من فرص العمل التي تحرم منها المراة بحجة انها امراة علي الرغم من انها الافضل علما وكفاءه من رجل يتقدم لذات الوظيفة وكانما البعض يري ان عمل امراة واعتمادها علي ذاتها سيساعدها ان تتحرر وتطالب بحقوقها وفي كل ذلك الحرمان والقهر ففتاوي رجال الدين حاضرة لتلغي كل الحقوق وتخضع المراة للقيود ، فالدين عند بعض الشيوخ هو دين حقوق الرجل وواجبات المراة فقط ولديهم القدره العجيبه علي استخراج كل النصوص من الدين التي تناسب هذا الاتجاه فالدين لدي هؤلاء سينتصرر بالقضاء علي المراة فهي الشيطان الاكبر والدين سيسود عندما تتحول النساء الي اناء للرجل يمتعه ويحمل اطفاله الذين يفضل ان يكونوا ذكورا حتي ينتشر الدين فالدين لدي هؤلاء هو حكر علي الرجال بهم يسود وينتصر ولذلك يجب ان يعطي الرجل كل الحقوق وكم من مناد بالحريات والديموقراطيه والمساواة السياسية ويشتكي من قمع الحكومات في ذلك المجال لديه القدره علي ان يطبق ذلك في حياته الشخصية ومع اسرته ، ايقبل هؤلاء ان يحرروا نسائهم من قيودهم ، ايقبلوا ان يطبقوا الديمقراطية ويتقبلون بالراي الاخر ، ايقبلون بالمساواة الانسانية ويقبلون ان يتخلصوا في تعاملهم مع المراة بالتخلص من منطق العبد وسيده ويقبلوا بان تتحول الي علاقة الند بالند والشريك بشريكه ،ايقبل احدهم ان يسرح شريكة حياته بالمعروف ان رفضت استمرار الحياة بينهما ام سيصر علي ان يحتفظ بها كرها وغصبا ايقبل هؤلاء ان يطبقوا تلك الشعارات التي يرفعوها في وجه الاخرين ام انها شعارات ينادي بها بعض الرجال ليحصلوا علي مزيد من الحقوق العامه ولكنها لا تصلح للتطبيق علي انفسنا وعندما ترفع في وجوههم ينكون كل ما فيها وينسون ما كانوا يؤمنون به ويعلنون انه وفقا للقانون الاثيني المطبق في دولة المدينه فالمواطن هو من يتمتع بتلك الحقوق والمواطن وفقا لقانون دولة اثينا هو الرجل والرجل فقط ، اهذا هو مايريده الرجل امراة بلا عقل ولا تمييز حقا انه بلا عقل ولا ادراك فكيف ياتمن من لا تتمتع بالعقل والتمييز علي بيته الا يخشي ان تحرق البيت بمن فيه وتهد المعبد علي راسه وراس كل الرجال لانها بلا عقل ولا تمييز اهذا هو الانتصار الرجولي الي متي ستبقي المراة تعيش في ارض قمعستان ، ان الزمن يمضي ويتقدم ونحن لازلنا في اماكننا نراقب نسائنا ونترصد خطواتهم ،يتقدم العلم ونتاخر نحن فلا وقت لدينا فنحن منشغلون حتي النخاع في اختراع القيود والاغلال ولذلك لا زلنا نعيش في عصور ما قبل التاريخ نحجر علي الكلمات ونخاف حتي من الاحتجاج وكم من امراة حاولت ان تحصل علي ابسط حقوقها فجوبهت بالخيانة وورس ضدهاكل اساليب القمع وانتهاك الحريات واعتبرت بانها خارجه عن الدين والاداب العامة فعنتره العبسي خلف الباب يذبح المراة اذا راي خطاب الاحتجاج ويقطع الراس لو هي عبرت عن العذاب فالشرق يحاصر المراة بالحراب ويطمر النساء في التراب
#سهام_فوزي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكوتا النسائية
-
المجلس والحزب
-
قصة كتكوت الحوزه
-
فاطمة يا حلمي الجميل
-
الاسلام والديمقراطية
-
الزواج العرفي
-
الأمن القومي العراقي
-
شهريار العصري
-
عشق العراق
-
ذنبي اني امراه
-
المجلس الأعلي الإسلامي ومرحلة ما بعد الإنتخابات هل سيبقي شعا
...
-
أبي كل عام وانت في قلبي
-
الهيدروبوليتكس
-
رسالة من العراق
-
معتقل غوانتانامو
-
إنتخبوا العراق
-
قراءة لإنتخابات مجالس المحافظات 2009
-
إنتخابات مجالس المحافظات، هل هي إنتخابات الوحدة أم الفيدرالي
...
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
المزيد.....
|