أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضمد كاظم وسمي - الاسلاموفوبيا














المزيد.....


الاسلاموفوبيا


ضمد كاظم وسمي

الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 08:11
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بعد احداث الحادي عشر من ايلول.. ساد شعور في الغرب مبتناه كراهية العرب والمسلمين بصفتهم الحامل الفكري والسلوكي للارهاب ونتائجه التدميرية التي باتت تهدد الحضارة الغربية في عقر دارها الامر الذي انتج حمولة سلبية تتغذى من تاريخ الصراع الصليبي / الاسلامي المشبع بايديولوجيا الخوف من الاخر المتآمر والمتوحش والمنجب لفايروس الكوارث والنكبات والخراب .. ولعل من نافلة القول ان اليمين الحاكم في اميركا - المأخوذ بأساطير التوراة والتلمود - قد وجد ضالته في هذه الحمولة ، فراح يستغلها استغلال المهووس بالفكر اللاهوتي وميثولوجياه.. ظناً منه ان مايفعله في الشرق العربي والاسلامي، انما هو تنفيذ لامر الرب.. فها هي الآلهة تبارك بوش الابن وتنقاد بين يديه لمقاتلة الاعداء وتحقق النصر في (طرفة عين) كما يقولون، وما احتلال العراق السريع.. الا تحقيق لتلك الاساطير ونزول آلهتها المباركة في ارض الصراع وقد اصاب الكاتب الاميركي جون كولي بقوله: ((الاساطير الدينية دفعت واشنطن لاحتلال العراق)).. لكن يبدو ان هذه الآلهة قد غسلت ايديها الملوثة من المهمة الربانية الموكلة الى بوش الابن، اذ بعد ثلاث سنوات مضت على احتلال العراق لم تنتج هذه الالهة سوى سيول الدماء التي استشرت في ارض السواد بقضها وقضيضها، سوف لا تترك تلك الالهة بعد رحيلها سوى بضع قطرات دمع ((وتماما مثلما بكى هتلر حينما مات كناريه الاصفر الصغير)) هكذا تفعل الاساطير والرؤى.. فقد كان لتحقيقها على ارض فلسطين من قبل لابد وان يسيل الدم العربي على ايدي الصهاينة، ولكن حينما رأى الفيلسوف الصهيوني احاد هعام- المفعّل والمنشط لتلك الرؤى - تلك الدماء فزع وذعر مما راى وقال قولته المأثورة: ((اذا كان هذا هو الماشيح المنتظر فأني لا اود رؤيته)).يمكن القول ان نبوءة فوكوياما بنهاية التاريخ بعد انهيار الاتحاد السوفيتي المفضي الى نهاية الايديولوجيات .. مع الانتصار الحاسم للفكر الليبرالي كأفق نهائي للتاريخ لم تعد نبوءة قابلة للتحقيق بعد ظهور ايديولوجيا جديدة في العالم الغربي أستهلت الالفية الثالثة ، تلك هي ايديولوجية الخوف من الأسلام (( الاسلاموفوبيا )) التي تماهي بين الاسلام -والمسلمين - والارهاب في عملية ادلجة تضليلية تسوغ التجريم الجماعي ، وتنسب الى الجماعة والفكر مايأتيه الفرد كسلوك .. وهو مايذكرنا بالاساطير والرؤى والايديولوجيات الاحادية والشمولية التي تعتاش من اقصاء الاخر وتغييبه.فنهاية الايديولوجية التي تساوقت مع نظرية نهاية التاريخ الفوكويامية .. هي مؤشر على ان الايديولوجية تعاني من ازمة مفتوحة.. صارت تكسبها صفات مشحونة بدلالة تبخيسية لا تنتج الا ((وعياً كاذباً)) يضاد الوعي الصادق الذي يقيمه العلم وتطوره الهائل الذي قزم الايديولوجية الى حد اعتبرت ما قبل تاريخه .. وهذا ينطبق بشكل جلي على الايديولوجيات الدينية الصارخة في الشرق الاسلامي والغرب الاميركي.. فأذا كان الشرق الاسلامي لم يبرح وعيه الكاذب فليس بأقل من ذلك ما تتخبط به الادارة الاميركية.. لان الدراسات العلمية في المجالات التاريخية والانسانية.. لا يمكنها ان تكون بريئة ايديولوجياً.. خاصة عندما تضطلع بذلك شعوب تراثية تاريخية كالعرب والمسلمين.. لان التضخيم والهوس الدراسي للتراث يكون عادة مسكوناً بالهواجس الايديولوجية التي تطغي على المناهج واللاشعور اما الشعوب غير التراثية.. أي شعوب ما بعد التاريخ - كالشعب الاميركي الذي يفترض انه قد تجاوز التاريخ والايديولوجيا معاً.. فربما صار الان اسير ادارة مؤدلجة بأوهام التاريخ والدين والاساطير الامر الذي يفتح ابواب الردة الايديولوجية واسعاً امامه.. وهذا ما يفسر التخبط والضبابية واللاادارية التي التي تسم السياسة الاميركية التي صارت تنتج وعياً مزيفاً خبلت الادارة الاميركية به.. وتريد تعميمه على الاخرين.






#ضمد_كاظم_وسمي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الديمقراطية في العصور القديمة
- نزيف الصمت
- أسرار المواهب
- الابداع/ تشفير النص .. ومفاتيح المتلقي
- التربية .. وآفاق المستقبل
- مستلهم الاوجاع وحكواتي الامتاع
- الثقافة العربية وكراهية الحداثة
- رهاب المرأة
- العرب والديمقراطية
- الدين والسياسة
- نحن والحداثة
- عين السمكة
- النقد الادبي واشكالية المعنى
- تصفية العلماء والكفاءات
- الابستمولوجيا بين الفلسفة والعلم
- الحداثة .. ومأتمية النهايات
- جدلية الادب والحياة
- قرن الهزائم العربية
- نقد الحداثة / آيديولوجيا النسق المغلق ودينامية التحكم المحاي ...
- اشكالية العقل المتمحور حول المقدس


المزيد.....




- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال
- شولتس يحذر من ائتلاف حكومي بين التحالف المسيحي وحزب -البديل- ...
- أبو عبيدة: الإفراج عن المحتجزة أربال يهود غدا
- مكتب نتنياهو يعلن أسماء رهائن سيُطلق سراحهم من غزة الخميس.. ...
- ابو عبيدة: قررت القسام الافراج غدا عن الاسرى اربيل يهود وبير ...
- المجلس المركزي لليهود في ألمانيا يوجه رسالة تحذير إلى 103 من ...
- ترامب سيرحل الأجانب المناهضين لليهود
- الكنيست يصدق بالقراءة الأولى على مشروع قانون يسمح لليهود بتس ...
- عاجل| يديعوت أحرونوت: الكنيست يصدق بقراءة تمهيدية على مشروع ...


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - ضمد كاظم وسمي - الاسلاموفوبيا