|
دعوى حول: مطلب محاكمة صدام حسين وقادة حزب البعث
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الحوار المتمدن-العدد: 789 - 2004 / 3 / 30 - 09:44
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
تشكل محاكمة صدام وقادة نظامه، مطلباً للجموع الواسعة من جماهير العراق. وهذا المطلب هو في نفس الوقت أحد ميادين النضال لمحو آثار الظلم والاضطهاد والقمع وشفاء الجراح التي خلفها هذا النظام على جسد جماهير العراق والمنطقة. وتحقيق هذا الأمر يساعد في النضال من أجل الحرية والرفاه. نناضل من اجل تطبيق هذا المطلب ونعرض في هذه الدعوى الخطوط الأساسية لأصول وأساليب محاكمة صدام وقادة النظام البعثي:
أولاً: مطلب محاكمة صدام وقادة البعث من قبل جماهير العراق هو مطلب حق ومشروع لأن هؤلاء هم قادة نظام وحشي من أنظمة الحركة القومية العربية في العراق حيث فرضوا سلطتهم القمعية والدموية طوال خمسة وثلاثين عاماً بالنار والحديد على جماهير العراق، فهذا النظام طبق نموذجاً لأبشع أشكال الاستبداد السياسي والحرمان من الحقوق وهناك المئات من الوثائق الموجودة بين يدي جماهير العراق والأحزاب ومنظمات حقوق الإنسان العالمية التي تدين صدام حسين ونظامه بالجرائم التالية:
-الممارسات القمعية ضد الطبقة العاملة وإغراق الحركة العمالية واليسارية والشيوعية بحمامات الدم، والإعدام الجماعي للقادة العماليين والقادة الشيوعيين، وإنكار الحقوق الأساسية للطبقة العاملة.
-القمع الدموي وسحق وانتهاك أبسط الحريات السياسية والمدنية للجماهير وكل حقوقها الأساسية، والتلاعب بواردات المجتمع وسرقتها.
-فرض أبشع أشكال التمييز الجنسي وأكثر القوانين والأعراف والتقاليد الرجعية الدينية وحشيةً وسحق أبسط حقوق المرأة، اغتصاب آلاف النسوة، وتنظيم حملات قتل النساء وقطع أعناقهن.
-ممارسة أكثر الجرائم وحشية ضد الأطفال، وإجبارهم على الأعمال العسكرية والانتظام في الميليشيا وجبهات الحرب وتعريضهم للقتل، تعذيب وإعدام الأطفال، خلق المقابر الجماعية للأطفال، وحرمان ملايين الأطفال من حقوقهم ومتطلبات حياتهم اليومية.
-الإبادة الجماعية والقصف بالأسلحة الكيماوية والإعدام بالجملة. ويشكل قصف حلبجة وعمليات الأنفال الوحشية وعشرات المقابر الجماعية ...نماذج لذلك.
-المشاركة في خلق الحروب الرجعية وتنظيم الحروب القمعية لسنوات طويلة ضد جماهير كردستان وجنوب العراق، حيث كان من نتائجها تعريض مئات الآلاف الى الموت دخل جبهاتها وتدمر إثرها عشرات الآلاف من المساكن وأماكن حياة ومعيشة الناس.
-ممارسة السياسيات الفاشية من قبيل التصفية العرقية والتعريب والترحيل الإجباري والتشريد الواسع للجماهير.
-……………………………..
ثانياً: جرائم صدام وقادة البعث هي جرائم نظام سياسي، جعل الملايين من البشر في العراق ضحايا وقرابين طوال خمسة وثلاثين عاماً كنظام ينتمي للحركة القومية العربية. لذا فإن الهدف من محاكمتهم، هو المحاكمة السياسية للحركة القومية العربية ونظامها الفاشي بغرض كشف وإعلان الحقائق وبيان الممارسات والجوهر المظلم والإجرامي للحركة القومية العربية لجماهير العراق والمنطقة والعالم.
ثالثاً: صدام حسين ونظامه كنظام قومي عربي، وبالفاشية التي مارسها في العراق، له تاريخ دموي. وقد أوجد هذا النظام جرحاً كبيراً في جسد المجتمع الإنساني عموماً والمجتمع العراقي على وجه الخصوص وكل منطقة الشرق الأوسط. محو آثار ممارسات هذا النظام والإغلاق النهائي لملف الحركة القومية العربية، هو ضرورة حياتية لإبقاء جماهير العراق بعيداً عن الصراعات والأحقاد القومية والقبلية وشفاء تلك الجراح التي أوجدها في جسد المجتمع. والمحاكمة العلنية والعادلة لصدام وقادة البعث تفسح المجال أمام وصول الجماهير الى معرفة حقيقة الحركة القومية العربية ونظامها القومي.
رابعاً: تسعى الحركة القومية العربية تعريف صدام وقادة البعث المجرمين أمام الجموع المليونبة للجماهير في العالم العربي والعالم كإبطال "دافعوا عن الأرض والماء وثروات الوطن العربي مقابل المحتلين، وناضلوا ضد تجزئة الوطن العربي، وصانوا المقدسات العربية". وإذا لم تتكشف الحقائق الكامنة خلف هذا التضليل في محكمة علنية وعادلة سيبقى قصة صدام والبعث لسنوات أخرى رأس مال بيد الحركة القومية العربية لتشديد الفاشية وتصعيد الصراعات والأحقاد القومية وذر الرماد في عيون الجماهير.
خامساً: لا أمريكا ولا مجلس الحكم يملكان الحق والصلاحية في محاكمة صدام وقادة البعث. فعدا عن أن سلطتهما في العراق فاقدة للشرعية، فأنهما ليسا بممثلي الجماهير في هذه القضية وليس هذا فقط، بل إنهما شريكان في الجرائم التي جرت بحق جماهير العراق. إنهما متهمان بمساعدة نظام صدام في جرائمه بحق جماهير العراق. فأمريكا نفسها ساندت هذا النظام لفترات طويلة، ونظمت حربين دمويتين ضد جماهير العراق راح ضحية لهما مئات الآلاف من أبناء هذا البلد، وفرضت لثلاثة عشر عام الحصار الاقتصادي والمجاعة على جماهير هذا المجتمع حيث كان سبباً للموت الجماعي وانهيار الحياة المدنية، وخربت البنية التحتية للمجتمع والمرافق الخدمية حيث صار ذلك مصدر حرمان الجماهير من أبسط مستلزمات الحياة وخلق المآسي الإنسانية، وفي خاتمة المطاف خلقت سيناريو أسود وضع المجتمع كله في حالة اضطراب وتخبط خطير.
أما مجلس الحكم وعدا عن أن القسم الأغلب من أطرافه تعاونت في الماضي مع النظام وكان لها دور في ترسيخ سلطة هذا النظام الفاشي، فأنها وقفت طوال الثلاثة عشر عام الماضية الى جانب سياسات أمريكا المعادية للإنسانية لإشعال الحرب والقصف وإبادة جماهير العراق وإدامة الحصار الاقتصادي. لذا فإن ترك عملية محاكمة صدام الى أمريكا ومجلس الحكم، يعني إخفاء حقائق جرائم النظام البعثي والذين ساعدوه. وبهذا الشكل ستجري العملية بعكس ما تريده الجماهير.
سادساً: يجب محاكمة صدام حسين وقادة البعث بشكل علني وعادل ووفق معايير إنسانية في محكمة دولية، وهذه هي شروط كشف الحقائق وشفاء الجراح وإزالة الستار عن الجوهر الفاشي لهذا النظام الذي صورت الحركة القومية العربية قادته أبطالاً في نظر الجماهير. وبهذا الخصوص:
1-يجب أن تتم عملية المحاكمة بشكل علني وبحضور ممثلي جماهير العراق، وبحضور ممثلي الأحزاب والمجالس والنقابات ومنظمات النساء والمثقفين كمدعين ضد جرائم صدام وقادة البعث وتقديم أدلتهم الى المحكمة على الجرائم التي ارتكبت. في نفس الوقت يجب أن يكون بإمكان كل وسائل الإعلام الحضور الى المحاكمة ونقل وقائع عملية المحاكمة الى الرأي العام.
2-يجب أن تتم هذه المحاكمة وفق أرقى المعايير المعاصرة والإنسانية للمحاكمات. وتأمين الحقوق والإمكانيات اللازمة في أرقى مستوياتهان أن لدفاع المتهم عن نفسه وقطع الطريق على كل شكل من أشكال الضغط الجسدي والروحي، كذلك ضمان سلامة أجواء المحاكمة ووجود الأدلة والعدالة. هذا الأمر وفي الوقت الذي بإمكانه أن يكون أساس ترسيخ معايير إنسانية للمحاكمات،سيميط اللثام في أجواء تحظى بالرضى العام لجماهير العراق والعالم العربي والعالم عن الجوهر الفاشي للنظام البعثي وقادته ولن يفسح المجال أمام الحركة القومية العربية للتضليل وتشويه الحقائق كي تصوغ قصص البطولة لصدام وقادة البعث.
3-يجب أن تتم المحاكمة في محكمة دولية خارج العراق. وبسبب أن العراق الآن في ظل السلطة العسكرية والاحتلال الأمريكي وهجمات الإرهابيين، وكذلك عدم وجود حكومة شرعية ومحاكم ودستور وقوانين متمدنة، لذا لا يمكن في ظل الأوضاع الراهنة داخل العراق القيام بمحاكمة صدام وقادة البعث وفق الأغراض التي جرى بحثها فيما تقدم. ولهذا السبب ستكون عملية المحاكمة في العراق مصدر إخفاء الحقائق عن الجماهير ووضع العقبات أمام مشاركة ممثلي الجماهير في المحاكمة، كذلك إعطاء شرعية للاحتلال الأمريكي والسلطة اللاشرعية التي تشكلت في ظل أمريكا بعيداً عن دور وتدخل الجماهير.
……………………………………………………….
إننا لناضل من اجل تنظيم نضال جماهير العراق التحررية حول مطلب محاكمة صدام وقادة نظامه على أساس هذه الدعوى. كذلك نؤكد على أن النضال المستقل والموحد لجماهير العراق هو فقط الذي بإمكانه تحقيق هذا المطلب بشكل إنساني وحسب مصالح جماهير العراق. ونناشد جماهير العراق التحررية والأحزاب والمنظمات الجماهيرية للنضال والوقوف خلف هذه الدعوى وتنظيم مساعيها الواسعة بقصد محاكمة صدام وقادة البعث وإماطة اللثام عن الجوهر الرجعي للحركة القومية العربية.
الحزب الشيوعي العمالي العراقي
منظمة حرية المراة اتحاد العاطلين عن العمل في العراق
الاتحاد العام للمجالس والنقابات العمالية في العراق
الفيدراسيون العام للاجئين والمهاجرين العراقيين
مركز حقوق المراة في الشرق الاوسط
مركز الدفاع عن حقوق الاطفال في العراق
اواسط اذار 2004
#الحزب_الشيوعي_العمالي_العراقي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
وثيقة الدفاع عن الحقوق المدنية لجماهير العراق في مواجهة : ال
...
-
بيان تأسيس لجنة ملف أطلاق سراح الأسرى العراقيين في الجمهورية
...
-
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: اغتيال -احمد ياسين-
...
-
في ذكرى مرور عام على الحرب التي شنتها أمريكا على جماهير العر
...
-
عام على شن الحرب على جماهير العراق عام من السيناريو الاسود!
-
سيقود الحزب الشيوعي العمالي تظاهرة سكان المجمعات في بغداد ضد
...
-
بيان الحزب الشيوعي العمالي العراقي حول: الاشتباكات القومية و
...
-
ان اجتثاث الارهاب لهي مهمة العالم المتمدن!
-
ينار محمد ومؤيد احمد وسمير عادل يقودون تظاهرة الثامن من آذار
...
-
إنضموا إلينا، من أجل الدفاع عن قانون المساواة وتشكيل حكومة م
...
-
المؤتمرالسنوي الأول للمرأة في كركوك وجه ضربة قوية للإسلام ال
...
-
الحزب الشيوعي العمالي ومنظمة حرية المرأة في العراق يقودان اع
...
-
الهوية الإنسانية لمدينة كركوك تقطع دابر الإرهابيين في المدين
...
-
يجب اطلاق سراح امناء المصارف واسقاط جميع المبالغ عليهم
-
الحزب الشيوعي العمالي العراقي يدين اساليب وممارسات الادارة ا
...
-
ندوة لكوادر تنظيم بغداد للحزب الشيوعي العمالي العراقي
-
فارس محمود في ندوة سياسية في كوبنهاكن!
-
ينار محمد رئيسة منظمة حرية المرأة في العراق ترعد فرائص الإره
...
-
لن نسمح بفرض العبودية على المرأة العراقية وفق الشريعة والقان
...
-
ينار محمد وسمير عادل في ندوة في بغداد حول رفض قرار 137 الصاد
...
المزيد.....
-
مسؤول عسكري بريطاني: جاهزون لقتال روسيا -الليلة- في هذه الحا
...
-
مسؤول إماراتي ينفي لـCNN أنباء عن إمكانية -تمويل مشروع تجريب
...
-
الدفاع الروسية تعلن نجاح اختبار صاروخ -أوريشنيك- وتدميره مصن
...
-
بوريسوف: الرحلات المأهولة إلى المريخ قد تبدأ خلال الـ50 عاما
...
-
على خطى ترامب.. فضائح تلاحق بعض المرشحين لعضوية الإدارة الأم
...
-
فوضى في برلمان بوليفيا: رفاق الحزب الواحد يشتبكون بالأيدي
-
بعد الهجوم الصاروخي على دنيبرو.. الكرملين يؤكد: واشنطن -فهمت
...
-
المجر تتحدى -الجنائية الدولية- والمحكمة تواجه عاصفة غضب أمري
...
-
سيارتو يتهم الولايات المتحدة بمحاولة تعريض إمدادات الطاقة في
...
-
خبراء مصريون يقرأون -رسائل صاروخ أوريشنيك-
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|