أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - - ما حَكَ جِلدَكَ غيرُ ظفركَ - ..(..!!..)..















المزيد.....

- ما حَكَ جِلدَكَ غيرُ ظفركَ - ..(..!!..)..


سامح عوده

الحوار المتمدن-العدد: 2577 - 2009 / 3 / 6 - 02:04
المحور: القضية الفلسطينية
    



قرى جنوب محافظة قلقيليه ..المعزولة خلف الجدار

بين مطرقة الاستيطان .. وسنديان الجدار ..



ثمة حتمية تاريخية، هي الركيزة الأساسية لبقاء أية أمة، وانتصارها، والحتمية مفادها أن الاحتلال لا بد وأن يزول وإن طال به الأمد، وأن الشعوب المحتلة هي المنتصرة دائماً لأن البقاء لها، لذلك على الشعوب المحتلة أن تبذل كل المستطاع، وتقدم كل ما يلزم من أجل الصمود والبقاء، لذلك فإن على الشعوب المحتلة أن " تحك الجلود بالأظافر " أو بالصخر إن لزم الأمر، هذه الحكمة هي التي يؤمن بها شعبنا الفلسطيني للخلاص من الاحتلال في سائر أشكال الصمود اليومي، والمقاومة التي يبديها المواطن الفلسطيني في تحديه للاحتلال، وتمسكه بالأرض في مواجهة أنياب الجرافات الصهيونية الحاقدة، والاستيطان، والجدار، الذي قسم المقسم وجزأ المجزأ ..!!



العقلية الصهيونية الملوثة بفكر القتل والإرهاب، لم توقف برنامج سلب الأرض ونهبها، لأن الصهيوني لم يجد من يقف أمام سياسته التوسعية سوى المواطن الفلسطيني الأعزل، كنا نظن بأن القانون الدولي الإنساني سيحركُ ساكناً أمام الحملة الإسرائيلية المنظمة بحق كل ما هو فلسطيني، لذلك أبدع الصهيوني، في تهويد القدس، وتدمير غزة، وأقام المستوطنات، وبنى جدار فصلٍ عنصري يتلوى كأفعى داخل الأرض الفلسطينية، هذه الصورة المصغرة لحال فلسطين اليوم بعد مرور ستين عام من الاحتلال ..



قلقيلية المحافظة الفلسطينية المنكوبة، الواقعة على ما يسمى الخط الأخضر، تضم أكثر من ثلاثين تجمعاً سكانياً، خصبة الأرض، معتدلة المناخ، فيها الزرع الكثير، والماء الوفير، لذلك كانت حصتها الأكبر من التهويد، فأقيم على أرضها ثلاث عشرة مستوطنة، ومع بداية العام 2002 م أقيم جدار الفصل العنصري، فسلبها أكثر من خمسين ألف دونم من أخصب أرضها، فجاء الجدار ليقسم المقسم، ويجزئ المجزأ، فقسم المحافظة إلى أربعة " كنتونات " معزولة، منها ستة تجمعات عزلت تماماً خلف الجدار وأصبح التواصلُ بينها وبين باقي التجمعات مستحيلاً، بل ومقيدا بشروط الإسرائيلين، لذلك اخترعوا البوابات، وأغلقوها بأقفال لا تفتح إلا بمزاج الجنود الرابضين عليها، فان كنتَ فلسطينياً من تلك المنطقة، فاعلم أن على البوابات، فصلاً قاسياً من الإذلال، وتفتيشا جسديا، وكلابا بوليسية، والانتظار بالساعات، فكن جاهزاً لذلك، وإياكَ .. إياكَ والتذمر ..!!



قبل أيام أصدرت المحكمةُ العليا الصهيونية قراراً عسكرياً بإعادة تغيير مسار الجدار في القرى المعزولة وهي : رأس طيرة، الضبعة، واد الرشا، عرب الرماضين، عرب ابو فردة، والقرار الإسرائيلي الجديد يعني تدمير مئات الدونمات الأخرى المزروعة بأشجار الزيتون الرومي، وستكون جدراً وأسلاكاً شائكة بين المواطن وأرضه، ما يعني ذلك تهجير المواطنين طوعاً من تلك المنطقة لضمان توسع مستوطنة " الفي منشة " المقامة على أراضي تلك البلدات، والإسرائيليون يسعون من خلال هذا التعديل ويهدفون إلى ضمان توسيع تلك المستوطنة وتواصلها مع المدن الإسرائيلية الكبرى، الأمر الذي سيفتحُ شهية المستوطنين نحو تلك الأراضي، ما يعني مزيداً من المصادرة للأرض، وتهجير السكان، وبناء أحياء استيطانية أخرى على هيئة مستوطنات مستقلة، محاذية للخط الأخضر . .



السكان المحليون شبهوا وضعهم الجديد بنكبةٍ جديدةٍ تضافُ إلى سلسة نكباتهم التي عاشوها، وهم يشاهدون أن كل ما زرعوه، وكل ما أنجزوه وكل ما ورثوه عن الأجداد، وكل ما سيورثونه للأبناء رهن لجرافة إسرائيلية ستنفذ القرار الإسرائيلي، ليتحول تعب السنين، وعرق الفلاحين، إلى أرض محروقة، وساحة لتمدد المستوطنات " وتكرشها " على حساب أرضنا، هذه المشاهد بتفاصيلها المرعبة هي حال الناس هناكَ، فهم لا يقبلون حاجزاً عازلاً بينهم وبين أرضهم التي حفروا فيها بالأظافر كي ينبت الزيتون، فسقوا الغرس عرقاً، ودمعاً، أنهم الحقيقة الباقية، والاحتلال هو الزائلُ وإن طالت السنين، لذلك لن يكون سهلا عليهم أن يفصل بين أرواحهم وأجسادهم أي فاصل مهما كان سطوته، فالجسد هم والروح تلك الأرض التي تعبوا كي يحولوها إلى جنات يعيشون منها، ترى هل للجسد أن يحيا بلا روح؟



إنهم عاقدوا العزم على الاستمرار، بكل ما ملكت يمينهم ويسارهم من قوة، فالقبول بسياسة الأمر الواقع فيه الموت والفناء لهم ولمن سيأتي من بعدهم .



ولأنهم معزولون خلف أسلاكٍ شائكةٍ وجدرٍ اسمنتةٍ شاهقة الارتفاع، لذا سارعَ المواطنون في العمل على إيجاد الآليات المناسبة لمقاومة الجرافات التي ترافقها آليات الجيش الإسرائيلي ودباباته إذا ما حاولت تدير تعب السنين، إنهم وباختصار لا يملكون إلا صدوراً عاريةً يواجهون بها بندقية المحتل، يعلمون جيداً أن انتظار قرارات المحاكم الإسرائيلية لن يكون في صالحهم، وأن الهيئات الدولية التي تسعى لتطبيق القانون الإنساني لن تحرك ساكناً، لأن الغطرسة الأمريكية المساندة لإسرائيل ستفشل أي قرار دولي، ففتوى محكمة العدل الدولية في " لاهاي " مازالت مركونة في أدراج تلك المحكمة، وأن الفتوى التي صدرت عن المحكمة بخصوص إزالة جدار الفصل العنصري الذي أقيم في العام 2002 م لم تلقَ التطبيق حتى الآن، والجدار وما تبعه من جدرٍ أخرى في باقي المناطق غير تضاريس المنطقة ..



هم يرون أن المستوطنات من خلفهم والجدار من أمامهم وأن هذا الواقع المأساوي لن يثني من عزيمتهم قيد أمله عن الاستمرار في سلسلة فعاليات مقاومة شعبية واسعة رافضة لأي حل سوى إزالة الجدار عن أرضهم، لإيصال صوتهم إلى العالم، والمواطن في تلك المنطقة وهو والفعاليات الشعبية الذين بدأوا يعدون برنامجاً يومياً لإفشال مخططات الاحتلال، ولأنه ليس لهم إلا الإمكانيات البسيطة فإنهم يوجهون صرخة، إلى وسائل إعلامنا العربي المختلفة، التي ملوا تجاذباتها، وانتقائيتها، كي تغطي ما يجري من تدمير للأرض وتتابع سلسلة الفعاليات التي أعدوها لمواجهة القرار الإسرائيلي الأخير بإعادة ترسيم حدود الجدار من جديد، إنهم وبكل أسف لا يعولون على أحد لأنهم كما يقولون " ما حك جلدك غير ظفرك " هذا هو المثل الشعبي الذي اتخذوه عنواناً لبرنامجهم الشعبي المقاوم ..



#سامح_عوده (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عن التاريخ المزيف .. والصمت .. (..!!..)..
- قناة الجزيرة - وفانتازيا - التضليل الإعلامي ..(..!!..)..
- أي نوع من الإعلام نريد ..(..؟!..)..
- من جيوس الى غزة..(..2..)..
- مروان البرغوثي .. سلمت يمناكَ ..(..!!..)..
- رسائل إلى أطفال غزة ..(..!!..)..
- من جيوس إلى غزة ..(..!!..)..
- كفاكم تباكياً على أوجاعنا ..(..!!..)..
- فإما نكون .. وإما نكون ..(..!!..)..
- مقابلة مع الدكتور زاهر الجوهر حنني ( أدب المعتقلات )
- صباح الخير جيوس ..(..!!..)..
- لِنُضِئْ شَمّعَةً خَيرٌ مِنْ أنّ نَلّعَنَ الظَلاَمْ ..(..!!. ...
- حينما يكون العزل إجبارياً ..(..!!..)..
- حنين ..(..!!..)..
- لله يا محسنين وطن ..( .. !! ..)..
- عندما كنتُ حماراً ..(..!!..)..
- نهركِ .. العذب ..(..!!..)..
- طفولة مُزّمِنةْ - قراءة في مجموعة ناصر الريماوي القصصية ..(. ...
- دلال المغربي أسطورة لن تنسى ..(..!!..)..
- الشهداء .. يرحلون إلى الجنة وتبقى ذكراهم خالدة فينا ...!!


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - سامح عوده - - ما حَكَ جِلدَكَ غيرُ ظفركَ - ..(..!!..)..