|
فلوس العراقيين و فلوس الأميركان
زينب الخزاعى
الحوار المتمدن-العدد: 2575 - 2009 / 3 / 4 - 00:11
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
فى برنامج نقاشى بثته قناة البغدادية مساء يوم السبت ( 28/2/2009 ) و شارك فيه عدد من النواب العراقيين و منهم النائب كمال الساعدى كان الحديث يدور حول وزراء فاسدين أتهموا بسرقة و أختلاس مئات الملايين من الدولارات و منهم على سبيل المثال لا الحصر فلاح الشعلان و أيهم السامرائى و لكن السلطات الثلاث ( التنفيذية و التشريعية و القضائية )تجاهلت الأمر و كأن شيئا لم يحدث حيث لم تقم بأتخاذ الأجراءات المطلوبة لمحاسبتهم و تقديمهم للعدالة و أسترداد المال العام الذى أختلسوه علانية فى وضح النهار رغم وجود مستمسكات دامغة لدى مفوضية النزاهة تدينهما و تدين مسؤولين فاسدين آخرين يحتلون مناصب عليا فى العهد الجديد . و لا شك أن سبب هذا التجاهل واضح و معروف لكل عراقى و عراقية و هو أن معظم المسؤولين فى العراق الديمقراطى الأسلاموى الجديد – ان لم يكن كلهم - لا يختلفون كثيرا عن الشعلان أو السامرائى من حيث النزاهة و الحرص على المال العام.
و كان رأى النائب الساعدى رأيا غريبا و عجيبا يدل على الأستخفاف بعقول المشاهدين كما يدل على معدن بعض من أتت بهم رياح الطائفية الى مقاعد مجلس النواب . قال هذا النائب المبجل أن المال الذى سرقه هؤلاء هو فلوس الأميركان و ليس فلوس العراقيين ، و بمعنى آخر أنه يجوز سرقة أى مال غير عراقى و لو كان مخصصا لأعمار العراق .أى منطق أجوف هذا !
ان المنح الأجنبية التى تمنح للعراق لمساعدته فى النهوض من كبوته و أعمار البلد من المفترض أن تخصص لتنفيذ مشاريع البنى التحتية أو المشاريع التنموية عموما أى أنها تصبح اموالا عراقية و سرقتها كسرقة الأموال العراقية و حتى لو لم تكن مخصصة للعراق ، فأن سرقتها جريمة و ليس مالا حلالا كما يزعم هذا النائب الأسلاموى .
أن القول بجواز نهب الأموال الأجنبية ،لا يمكن أن يصدر الا من انسان متخلف فكريا و اجتماعيا يستخف بالقوانين النافذة و الأعراف و التقاليد الأجتماعية السائدة للمجتمع العراقى ولا يحترم متطلبات المنصب الذى يحتله و هو كلام لا يجرؤ حتى شذاذ الآفاق من حثالات المجتمع أن يتفوهوا به ، فكيف ببرلمانى ينتمى الى ائتلاف يرفع الشعارات الدينية و يطالب بتطبيق الشريعة الأسلامية . و ما دام لدينا نواب ومسؤولون من هذا النمط الذى يبيح نهب و سرقة المال العام ، فليس غريبا ما نشاهده و نلمسه يوميا من مظاهر الفساد المستشرى فى كل مفاصل الدولة العراقية . و السؤال الجوهرى هنا الى متى يظل العراق أسير هولاء المتخلفين الفاسدين و المفسدين .؟ الى متى يتحكم فى مصائر العراق و العراقيين أناس مجردون من أبسط القيم و المعايير الأخلاقية و الأجتماعية ؟ هل يبيح الدين الأسلامى سرقة اموال الآخرين أو الغرباء ؟ هذا النموذج الأسلاموى الذى طغى على سطح الحياة االسياسية فى العراق نموذج شائع و يمثل طبقة من السياسيين الذين لا يهمهم سوى مصالحهم الخاصة و اكتناز الثروات سواء اكان على حساب الشعب العراقى و امواله ام على حساب الدول المانحة و هم سواء أكانوا معممين أو غير معممين السبب فى كل ما يعانيه الشعب العراقى من أهوال و مشقات و آلام . فهم الذين نهبوا ثرواته و حولوا الوزارات الى بؤر للفساد و المحسوبية و هم الذين قادوا الميليشيات و فرق الموت التى ذهب ضحيتها مئات الآلاف من العراقيين الأبرياء و هم الذين شردوا ملايين العراقيين الذين أرغموا على ترك وطنهم للنجاة بأنفسهم من الذباحين و القتلة .وهم الذين سرقوا لقمة عيش الأرامل و اليتامى . و ما دام هؤلاء الذين أبتلى بهم الشعب العراقى هم الذين يقودون ما بسمى العملية السباسية فى العراق، لن يشهد و طننا و شعبنا المنكوب أى استقرار أمنى و لا أى ديمقراطية حقيقية و لا رفاهية او ازدهارا . ان هؤلاء الساسة من ذوى العقل المنحرف وراء كل كوارث العراق ، و كلما أسرع العراقيون فى رميهم الى مزبلة التأريخ كان ذلك أفضل .
#زينب_الخزاعى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
رئيس الوزراء الفرنسي يدعو النواب لـ-التحلي بالمسؤولية- وحكوم
...
-
سوريا.. مدى تهديد فصائل المعارضة وتحركاتها السريعة على بقاء
...
-
أكبر صندوق ثروة سيادي في العالم يعاقب إسرائيل
-
هل فعلا يجب شرب 8 أكواب من الماء يوميا؟
-
نصائح لتعزيز منظومة المناعة في الشتاء
-
مصر ترفع اسم ابنة رجل أعمال شهير من قائمة الإرهاب
-
عيد البربارة: من هي القديسة التي -هربت مع بنات الحارة-؟
-
من تاباتشولا في المكسيك إلى الولايات المتحدة.. مهاجرون يبحثو
...
-
منطقة عازلة وتنازل عن الأراضي.. كيف يخطط ترامب لإنهاء الحرب
...
-
رغم العقوبات على موسكو.. الغاز الروسي مازال يتدفق على أوروبا
...
المزيد.....
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
المزيد.....
|