أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سلام ابراهيم عطوف كبة - البراغماتية والمناهج التربوية في العراق















المزيد.....

البراغماتية والمناهج التربوية في العراق


سلام ابراهيم عطوف كبة

الحوار المتمدن-العدد: 2574 - 2009 / 3 / 3 - 09:34
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


"قتل امرئ في غابة جريمة لا تغتفر !
وقتل شعب آمن مسألة فيها نظر !"

التربية في البراغماتية تعني بتثبيت صحة الآراء الغيبية في ذهن المواطن من جهة،ولتأكيد ان كلا الافكار الدينية والعلمية تؤدي الى نتائج مربحة من جهة اخرى،فالبراغماتية كسائر اشكال التفلسف المثالي الذاتي تستهدف التوفيق بين وجهات النظر الدينية والعلمية!ان مهمة التفكير حسب وجهة نظر البراغماتيين هي ليست عكس الحقائق الموضوعية بصورة اكثر امانة وشمولا،بل هي تطوير الافكار والاساليب النافعة والملائمة للاغراض العملية فقط!وتحت ستار مواجهة التفكير المثالي فان البراغماتية في الجوهر تعيد انتاج المثالية التي تنكر ان الفكر يعكس العالم المادي الموجود بصورة مستقلة عن اي فكر كان.فالعلم وفق البراغماتية هو مشروع فكري للقيام ببضعة اعمال وللحصول على بضعة نتائج معينة ولاختطاف بضعة ثمار محدودة،وان تقدمه وتقدم المعرفة يكمن فقط في سلسلة الصفقات التجارية ونجاحها!!
البراغماتية هي منهج البحث العلمي في الولايات المتحدة الاميركية وقاعدة النشاط التربوي والبحثي للجامعات ومؤسسات البحث العلمي في الغرب الرأسمالي،حيث تسيطر عليها الشركات الصناعية الضخمة والدولة الرأسمالية الاحتكارية التي تفرض على مؤسسات التعليم والتعليم العالي والبحث العلمي مهمات معينة لادائها ونتائج معينة لتحقيقها.وليس للاحتكارات اية مصلحة في تعميق وتوسيع نطاق المعرفة بالطبيعة كي تتمكن البشرية من السيطرة عليها!انها تهتم فقط بما تجنيه من الارباح الحدية وبتوسيع امبراطورياتها!فبالمصالح الاحتكارية يجري مسخ العلوم وعسكرتها وشل البحث العلمي وتغليب السرية عليه واخضاع العلماء للضغط العسكري وتقويض حريتهم الفكرية والعملية!
يرى البعض ان مفهوم التربية في الفلسفة البراغماتية يرفض ان تكون التربية"عملية بث المعرفة للتلميذ من اجل المعرفة،وانما ترى بالمقابل ان تساعد هذه المعرفة الطفل،على مواجهة احتياجات البيئة البيولوجية والاجتماعية"(انظر:طريق الشعب/العدد 165 ليوم22/4/2008 حول الملامح التربوية للفلسفة البراغماتية،وكذلك:طريق الشعب/العدد 128 ليوم 24/2/2009 حول البراغماتية واثرها في التربية)...هذا تضليل اعلامي فاضح ان لم يكن قصور في الفهم!فالتربية في البراغماتية تعبر عن نظرة ومطامح كبار رجال الاعمال – البيزنيس والصناعيين باعتبارها"مثالية عملية"باتجاه اقصى الارباح،كما تعبر عن وجهة النظر الطبقية لاشد اقسام الرأسمالية الجديدة في بلادنا عدوانية ورجعية،لانها نظام للتضليل والديماغوجيا موجه للشعب العراقي ومحاولة للتقولب في النموذجين الاميركي والايراني عبر الشعارات الزائفة عن المشروع الحر والديمقراطية الليبرالية ونظام ولي الفقيه!فالبراغماتية فلسفة عاجزة عن اي سلوك معارض لانها تقبل اصلا بالاخلاق الوحشية للرأسمالية!في البراغماتية لم يعد المهم ان تكون النظرية او تلك موافقة للحقيقة بل ان تكون نافعة او ضارة بالرأسمال،مناسبة او غير مناسبة،ترضى عنها الشرطة ام لا ترضى.بدلا عن البحوث المجردة تظهر المماحكات المأجورة،وبدلا عن التحقيقات العلمية يظهر الضمير الشرير والغرض الاعمى للدفاع عن النظام القائم ودولة القانون!!.
ويرى هؤلاء البعض ايضا ان البراغماتية تسعى الى تحويل الاطفال الى براغماتيين صالحين،ولا تسمح المدرسة البراغماتية اطلاقا بوجود اي مكان للنظام الصارم القاسي..لقد فات على هؤلاء ان التنشئة الاجتماعية تربط مختلف مكونات النسق الاجتماعي ببعضها البعض،عبر اعادة انتاج منظومة القيم والمعاني والمعايير الاجتماعية وترسيخها في النفوس.التربية تعبر عن التنشئة الاجتماعية للاطفال والفتوة والشبيبة واشاعة قيم تهذيب التفكير ورسم انماط سلوكيات التوازن الاجتماعي للتفاعل البناء بين المواطن والتنمية،فالاصول الاجتماعية للتربية تستمد من المعتقدات السائدة من قيم ومثل عليا واعراف موروثة ومن التفاعل الحضاري،وتستهدف اشاعة السلام الاجتماعي والتآلف والاستقلالية الشخصية وزرع الثقة في النفس لأكتساب الخبرات الاجتماعية نحو النمو المضطرد السليم والتنمية المستدامة.
البراغماتية لا يهمها ربط التعليم بكل انواعه،وخاصة التعليم العالي والبحث العلمي بحاجات البلاد وامكاناتها وآفاق تطورها،واعادة النظر الشاملة في المناهج التعليمية في مختلف المراحل ضمن منظور وآلية يجعلانها بشكل دائم عرضة للمراجعة والنقد والتغيير ارتباطا بتطور الحاجات المجتمعية وطبيعة المرحلة التي يواجهها.البراغماتية لا يهمها وضع خطط علمية لاستكمال عملية مكافحة الامية وضمان مجانية التعليم في المراحل الدراسية المختلفة والزاميته في الدراسة الابتدائية.البراغماتية لا يهمها ايلاء العناية الخاصة بالبحث العلمي على الصعيدين الأكاديمي والرسمي والشعبي،واعادة تأسيس البحث العلمي المرتبط مباشرة بأعلى الجهات في الدولة العراقية على اسس موضوعية،وتشجيع البحوث العلمية التطبيقية والموجهة والصرفة،واتباع السياسة السليمة العقلانية في توفير الاجواء المعيشية المناسبة للكفاءات العلمية وتقليل مخاطر تسربها الى الخارج.
في البراغماتية يعمل التعليم على قاعدة الربحية،والتعليم المجاني الحر يكون في خبر كان عبر الرسوم التعجيزية على كل المستويات ابتداءا من الكليات والمدارس المسائية،وبدل ان توزع الكتب والقرطاسية مجانا يلزم الطلبة دفع ثمنها،لتشكل المصاريف الجديدة عبئا ثقيلا على اكتاف الفقراء والمعدمين!.في البراغماتية الوضع الدراسي مشوب بالمخاطر والانفلات الامني والمزايدات والطائفيات والعنصريات والجهويات الفئوية الضيقة والمناهج الدراسية المشوشة والمغلقة غبر القابلة للتطور والعطاء والموضوعية وقبول الافكار العلمية والجدل العلمي.الوضع الدراسي مشوب بالمؤسسات والمعلمين والمدرسين والاساتذة والطلاب الذين يصفقون و يهرجون.
يغيب عن اذهان غربان البراغماتية اهمية عدم اقحام الدين في حياة الاطفال في كل الظروف والاحوال وحظر ضرب ومعاقبة الاطفال جسديا وفرض اشد العقوبات على مرتكبي هذه الجرائم بحقهم،ومنع فرض الحجاب وتزويج الفتيات باعمار الطفولة واعتبار مرتكبي هذه الافعال مجرمين يجب تقديمهم الى المحاكمة لتلقي العقوبات دون رحمة،ومنع عمل الاطفال وضمان احسن سبل المعيشة المرفهة لهم وايجاد الحلول الجذرية لمساعدة الأطفال،خاصة الذين يعيشون في الشوارع ويعملون فيها والأيتام والأطفال العجزة والاطفال الذين تتناقض اوضاعهم مع القانون.
يغيب عن اذهان غربان البراغماتية اهمية تأمين الضمان الصحي والاجتماعي والتعليم للاطفال اليتامى وابناء العوائل المعدمة،ولاطفال ذوي الاحتياجات الخاصة والمشردين الذين يتوجب قبل هذا توفير المأوى المناسب لهم،وانشاء محكمة دولية لمحاكمة الانظمة والدول التي تعرض الاطفال الى المهالك وتحرمهم من حقوقهم عن طريق الحروب والارهاب المباشر لهم ولوالديهم والنضال من اجل عالم خال من الحروب والقهر والاستغلال،عالم ترفل فيه الطفولة بالحب والبهجة والرفاه.
يغيب عن اذهان غربان البراغماتية رعاية وحماية ثقافة الطفل باعتباره عضو اساسي من اعضاء المجتمع،وتشريع الفقرات التي تحمي الطفل:حق الطفل في دعم اقتصادي محدد،بغض النظر عن دخل العائلة الأقتصادي،من ولادته الى بلوغه سن الرشد/حق الطفل في الحصول على مكان في دور الحضانة ورياض الأطفال المجانية،الامر الذي يلزم بتوفير دور الحضانة ورياض الطفال،خاصة لاطفال الامهات العاملات/حق الطفل في الحصول على مقاعد دراسية مجانية من الابتدائية ولغاية الدراسة الثانوية/منع الاغتصاب والاعتداء الجنسي لكلا الجنسين واعتباره جناية يحاكم عليها القانون/منع القهرالاجتماعي والضرب في التعامل من قبل العائلة وكل مؤسسات المجتمع/منع التسول وتشغيل الاحداث في كل مؤسسات المجتمع واعتباره جنحة يحاسب عليها القانون.
البراغماتية اداة لأشد الظلاميين والرجعيين تطرفا للتشهير بالحجج العلمية.البراغماتية والفلسفة العلمية على طرفي نقيض،لأن البراغماتية بادعاءها انها تنزل الفلسفة من برجها العاجي لتعالج مشكلات المجتمع،فانها في الواقع تكرس المنهج الروزخوني السفسطائي الذي يبرر الاخلاق الرأسمالية على علاتها وينشر الخرافات والعقائد الجامدة المناهضة للعلم.
جلبت براغماتية البعث الكوارث والمآسي الى الشعب العراقي،والمعضلة الاكبر انه مثلما اتسمت به الصدامية بجدارة من عقلية تبريرية متعصبة ومنغلقة،فان النخب السياسية الحاكمة اليوم لم تتعض من حنقبازيات العهد البائد وسياساته التي تبرر دوغمائية البعث وبراغماتيته بعد ان تعددت عناوينه الاقتصادية التهريجية.وتهدف براغماتية الطائفية السياسية في بلادنا الى تحديد النسل الديمقراطي،لانها تعني اصلا بمتاجرة الأرستقراطيات القديمة والجديدة بالقيم الأجتماعية والأخلاقية عبر العلائق مع المصالح الأميركية والغربية والشركات متعددة الجنسية ونظام ولاية الفقيه الاستبدادي،الألاعيب التجارية والسوق السوداء والغش بانواعه والفساد والافساد،المتاجرة بالتاريخ السياسي النضالي،…الخ.
لقد توسعت ارباح دعاة البراغماتية على حساب افقار الآخرين ونبذ غير القادرين على الصمود وزجهم في سوق العمل وبسبب انعدام الرقابة الحكومية وهشاشة المؤسساتية المدنية،والفساد وعدم النزاهة،وهضم حقوق الآخرين،وتغليب الولاءات دون الوطنية والمصالح الشخصية الضيقة.هكذا يخفق الاداء الحكومي الهزيل للائتلاف الموحد بجامخاناته المتعددة في ايجاد الحلول الصحيحة لأزمات البلاد ليمارس مجددا لعبة التبريرات لترويض مشاعر المواطنين واضاعة الوقت.

المصادر:
موريس كورنفورث/البراغماتية والفلسفة العلمية.
سلام كبة/ البراغماتية والمنهج الطائفي السياسي في العراق.
سلام كبة/ الفلسفة البراغماتية..ملامح تربوية ام خزعبلات روزخونية.
سلام كبة/الحركة الطلابية العراقية،تاريخ حافل ومهمات نضالية.
سلام كبة/العمل الطلابي المهني ركيزة من ركائز العمل التربوي.

بغداد
2/3/2009

يمكن مراجعة دراساتنا - في الروابط الالكترونية التالية :

1. http://www.rezgar.com/m.asp?i=570
2. http://www.afka.org/Salam%20Kuba/SalamKuba.htm
3. http://www.al-nnas.com/ARTICLE/SKuba/index.htm
4. http://yanabeealiraq.com/writers_folder/salam-kabaa_folder.htm
5. http://www.babil-nl.org/aasikubbah.html



#سلام_ابراهيم_عطوف_كبة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتخابات وتغيير اسم الحزب ام المساومة مع الرأسمالية
- الانتخابات والحثالات الاجتماعية
- الانتخابات والفشل في الاداء السياسي
- البطاقة التموينية والاقتصاد العراقي
- الهجرة والتهجير في الادب السياسي العراقي
- الفكر الرجعي والحط من القيمة التاريخية لثورة 14 تموز في العر ...
- آفاق ومستقبل تطور الصناعات البتروكيمياوية في العراق
- الفقر والبطالة والحلول الترقيعية في العراق
- نوري المالكي وحجي عباس..الى اين يقودون العراق
- المرأة العراقية تدفع الثمن مضاعفا
- الذكرى الستون للاعلان العالمي لحقوق الانسان
- النزعات السياسية الضارة بالكفاح الطبقي العادل
- الاستثمار العقاري والسياسة الاسكانية في العراق
- المقاولون الكبار..تعبئة الجهد الهندسي العراقي ام احتكار المش ...
- انصاف مناطق جنوب العراق..لماذا،كيف ومتى
- الشبيبة العراقية..الواقع والتحديات
- مجالس اسناد وصحوة ام فرسنة وجحشنة
- التجميع التعاوني غير المشوه كفيل بزيادة انتاجية العمل الاجتم ...
- المنظمات غير الحكومية العاملة في كردستان العراق..الواقع والآ ...
- الولاء دون الوطني في الرواية العراقية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - سلام ابراهيم عطوف كبة - البراغماتية والمناهج التربوية في العراق