أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - شيء عن بلاد أسمها ( التها بها )...!














المزيد.....

شيء عن بلاد أسمها ( التها بها )...!


نعيم عبد مهلهل

الحوار المتمدن-العدد: 2574 - 2009 / 3 / 3 - 09:24
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


في مسار الابتسامة تفتح الشفاه نافذة للكلام ، وستقول واحدة أنا أريدك كما يريد الألب ثلج الخريف وجسد يتزلج على ذاكرة أمير من أهوار فرات الدمعة السومرية..أمير يرتدي بزته الفلورنسية ويطلب من بائعة اللبن الخاثر قبلة ، فتستحي المسكينة وتهمس بلغة مسمارية من عهد أيوب : أنت لست ابن عمي...

لقد عاشت القبيلة فينا منذ حلم كوديا وحتى الساعة. قبيلة العم وليس الخال أو الأم ، لقد ظلت الأبوة تحدد انتماءنا إلى ما نعتقده إنها أصولنا التي ينبغي أن لا نحيد عنها ، ولا ادري كيف يشعر أحدهم عندما تعطى له جنسية وطن جديد ويطلب منه أن يتخلى عن جنسية وطنه الأول وبالتالي فأنه يتخلى أيضا عن أصله القبلي بموجب توقيع بصمه على ورقة مطبوعة تقول له :لا جنسية لديك غير جنسية بلاد : آلتها بها .

أعتقد أنكم لو بحثتم في خرائط الأرض كلها ، من خارطة الإدريسي وحتى أطلس الجغرافية لوزارة المعارف العراقية فلن تجدون بلادا اسمها ( تها بها ) ..ولكنها موجودة ، ابحثوا قليلا حتى في جيبوكم ودموع المهجر وأغاني حضيري وداخل حسن وزهور حسين وأم كلثوم ستجدونها ، حينها ستعرفون كم هي قريبة إلى القلب بتضاريسها وقراها وجواميسها وذبابها وتلك الهمسات التي تشبه رعشة البط في الماء البارد ، واكثر ما ستجودن هذه التها بها معلقة في رموش العذارى اللائي لم يكملن الثامنة عشر بعد ، واللائى يكون مشيهن موازيا للحن الخالد الذي يطلقه موج النهر هو يرجه المجداف وهنا ساعة السحر كما يقول السياب في أنشودة المطر, البلاد التي تنتخب حلمها من خلال بساطة الفكرة وطيبة القلب وحسن النية وإن كان هذا لا يجوز في عرف الديمقراطيات ،لكن في بلد حمل الزقورات والمدافع وتيجان الملوك على كتف واحدة .هذا جائز...!

قديما ،كانت بابل ذات شأن كوني ، وكان ينظر أليها على أنها واحدة من أعظم مدن الآلهة ،ولهذا كانت جديرة بأن تؤسس ذاكرة متحضرة للعالم من خلال الشرائع ومعادلات الحساب والفلك والبناء كما في الجنائن المعلقة ،وكذلك كانت بابل مملكة للسيف والحصان ولهذا عندما وطأتها سنابك خيل الإسكندر المقدوني قال : الآن يحق لي أن أتفاخر بامتلاك وطن آخر، فلقد كان هذا الملك يشعر بزعزعة الوجود لديه فلم تكن روما أو أثينا تمثل له مستقرا وجدانيا ولم يكن يحلم بتربتها موطنا لنعشه فكان من الأباطرة القلائل الذي كان يبحث في حروبه عن وطن المنفى ليكون موته في بابل وقبره في إسكندرية مصر وهو في هذا يتقابل مع فكرة من يغادر وطنه ليبحث عن قلق آخر يغلفه بسعادة أن يعيش بأمان ولا يهدده ملثم ويهجره من بيته وعاطفته وباب رزقه أو ذلك الذي كان يجبره بانتماء واحد وافتراض واحد وقاطع لمليشيا تذهب الى جبهة القتال فقط لتتعلم كيف تلوك صمون الجيش بين أضراسها ، وفي الحالتين نتملك نحن العراقيون فريضة ازدواجية المكان ليس بدافع من رغبة روحية بل إن الجغرافية والتاريخ يشتركان في التآمر على هذه الذات ليس لحاضر مليشيات خلف السدة أو تنظيمات القاعدة والشرطة المزيفين ، بل إن الأمر يقع كله في خانة الخلفية التاريخية المرتبكة لوقائع ملونة عاشها البلد وبالرغم من هذا ظلت هويته اكبر من أن تختلط في ذاكرته ثقافات الانتماء ،وظلت عاطفته اكبر من حزنه وعشقه أصفى من دمعة الموت التي يسقطها زمن القتلة على براءة طفولته وصباحاته المغردة بكوكوة الديك..

هذه البلاد هي بلادنا ..شئنا أم أبينا ...ولزاما علينا أن نكون لها قبل أن تكون لنا ..وهي حتى في ازدواج البطاقة المدنية قد ترضى ولكن على مضض ..

هذا المضض احمله تساؤلا الى أولئك الذين يمسكون الصلوجان من طرف حدبة البعير..أما كفاكم تفكيرا بصكوك الغفران وصكوك المصارف ونوعية خشب نعوش الضحايا .....؟!



زولنكن / في 26 شباط 2008



#نعيم_عبد_مهلهل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح إلى مدينة العمارة .. ومعدانها أجداد هيرقليطس...
- شيوعيو مدينة الناصرية بين الانتخابات ومتحف لفهد....
- مقدمة ٌلتاريخ ِمدينةِ الناصريةِ .....
- جلجامش وملوك ورؤساء الجمهوريات ..
- البارسوكوليجي 2009
- انظر إلى غزة ...أنظر إلى العربي....!
- قراءة الباطن الروحي ( للمغربي ) شكسبير وتنظيم القاعدة...
- عيد ميلاد مجيد يا أهل ناحية الحَمارّْ ....
- طالما .. العراق حيٌ ..فأنت الحي وليس فلوريدا...
- قيصر والعراق وحبة التين
- الحسين ( عليه السلام ) ، وغاندي ( رحمهُ الله ) ، وكارل ماركس ...
- أشراقات مندائية
- شيء عن السريالية ، والغرام بالطريقة التقليدية...
- الفصيحُ لايشبه الصفيح .. وحنيفة لايشبه الصحيفة ....
- من أمنيات الترميذا يوشع بن سهيل
- الصابئة المندائيون وسوق الشيوخ وتشريفات القصور الرئاسية...
- ميثلوجيا العدس
- التاريخ الوطني لشركة أحذية باتا...!
- الانتحاريُ الجَميلْ ..وجَنتهُ التي عَرضُها السَمواتُ والأرضْ ...
- طلبان كابول ، وشرطي من أهل السويج ...


المزيد.....




- عزيز الشافعي يدعم شيرين ويوضح موقفه من إصدار أغنيتها الجديدت ...
- أمريكا تجدد دعوتها لسوريا للإفراج عن الصحفي -المختطف- أوستن ...
- قصف مدفعي إسرائيلي من العيار الثقيل يستهدف مجرى نهر الليطاني ...
- متهم بالعمالة للحكومة المصرية يتوصل لصفقة مع السلطات الأميرك ...
- في ختام اليوم 313 للحرب على غزة.. آحدث تفاصيل الوضع الميداني ...
- مصراتة الليبية تعلن إعادة تفعيل المجلس العسكري ردا على نقل ص ...
- السلطات الفرنسية تمنع دخول الفرقاطة الروسية -شتاندارت- موانئ ...
- العاصفة إرنستو تضرب بورتوريكو وسط تحذيرات من تحولها إلى إعصا ...
- ماكرون يعلن مقتل طيارين فرنسيين جراء تصادم مقاتلتي -رافال-
- -حزب الله- ينشر ملخص عملياته ضد مواقع وانتشار الجيش الإسرائي ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - نعيم عبد مهلهل - شيء عن بلاد أسمها ( التها بها )...!