أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد














المزيد.....

توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد


عبدالمنعم الاعسم

الحوار المتمدن-العدد: 789 - 2004 / 3 / 30 - 08:13
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


مرة اخرى، العصمة في العقيدة الدينية لم تكن لتمتد، في الزمان والمكان، الى ميدان السياسة يوما، وإذا ما امتدت، في منعطفات موصوفة بالاضطراب، فان ثمة اعتلال في الوعي قد لا يستمر طويلا، والقياس هنا يصلح في موضع آخر : فان فحولة الشعر وعبقرية الاختراع وشهادات الريادة وموهبة التأمل والاستشراف لا تحصن اصحابها من الوقوع في محاذير الخطأ حين يجتازون عتبة الدين والشعر والمخترعات والتأملات الى السياسة، والوجه الآخر من المعادلة يقول ان حق تصويب مواقف(المقامات) أو الاعتراض عليها، من العامة والمشتغلين في الشأن العام حق مطلق طالما الامر في حدود تبادل الرأي السياسي في ما هو اكثر جدوى من الخيارات المطروحة على الطاولة.
والمشكلة ان غالبية الاحزاب الدينية، تسعى الى تمييع الحدود بين فقه الدين وبين فقه السياسة، بين الخلفيات كثابت في العقيدة وبين القراءات كمتحرك في الاجتهاد، لتدفع الجمهور الذي يقع في دائرتها الى التعامل مع منهجها السياسي بقدسية وحذر، والحق ان الكثير من الاحزاب الشمولية، القومية واليسارية، التي حكمت، أو التي لا تزال تحكم، زاولت وتزاول هذه النزعة.. فسياسة الحزب مقدسة، وهي عندها في مرتبة الولاء للوطن، وقد كان الانهيار المدوي للاحزاب الحاكمة في الدول الاشتراكية وهزيمة نظام صدام حسين وتصدع المنظومات القومية التقليدية ومأزق التجربة الايرانية بمثابة رسالة الى العقل العربي والاسلامي بوجوب البحث في تحرير السياسة من الوصاية، والحقيقة من الاحتكار.
والآن، إذ نلتزم مفردات عالم الدين في مجاله، وصبوات الشاعر الفحل في حديقته، ومنجزات المخترع العبقري في معمله، وبراهين الرائد المشهود له بالفطنة في منبره، وانتباهات قارئ اتجاهات المستقبل في أفلاكه- وقد نقلد هذا أو ذاك، وربما نقاتل تحت راياتهم في حدود الاختصاص- فاننا غير ملزمين بالمضي خلفهم حين يخرجون من إطاراتهم كفضاء مقيد الى السياسة كفضاء طليق، ولا يذهبن الظن الى اننا نحض على حرمان (مقامات) المرحلة من حق الخوض في الشأن العام، أو اننا نبشر بالنظرية الارستقراطية العقيمة القائلة بان السياسة للسياسيين، أو أننا نبخس منجزات سياسية هائلة مسجلة باسم علماء دين، ومنهم السيد السيستاني، وشعراء ومخترعين وفلاسفة، فهي شواهد أكبر من أن تتماهى في غمرة الجدل.
واحسب ان السيد علي السيستاني يخوض منذ شهور خارج مفردات المرجعية الشيعية بمسافة بعيدة ليبدو انه يتزعم حزبا سياسيا له برنامجه واولوياته وهيئة اركانه وملاكاته، وقد انشغل في تصنيع المواقف المميزة، موضع جدل بين الاطراف العراقية بما فيها التي تنشط في الملعب الشيعي ، ولا يقلل من أهمية هذه الرؤيا القول بان المرجع الاكبر في النجف لا يتطلع الى مركز حكومي عراقي، وقد كان السيد الخميني يقول الشئ نفسه يوم كان في باريس، كما ان مرشد الجمهورية الايرانية السيد على الخامنئي الذي يمسكن الآن، بدفة القرارات المصرية في بلاده لا يحتل، في الظاهر، مركزا حكوميا، واحسب ان هذا الحزب يعد نفسه لابتلاع سابقيه، الدعوة( الدكتور الجعفري) والمجلس الاعلى(السيد الحكيم) ذات المكانة المرموقة في العملية السياسية الجارية في العراق والاحلال محلهم في صيغة سياسية منهجية تتحد بعجلة مرجعية النجف وتقتفي اثر التجربة الخمينية الاولى وهذا يفسر استعجال حزب منظمة العمل الاسلامي (محمد تقي المدرسي) بالانضمام الى برنامج السيد السيستاني مؤشرا للانخراط في الحزب البديل.
والقراءة المتأتية لخطوات تأسيس حزب السيد السيستاني، الديني، ترصد ملامح نهج مركب لمجاراة المرحلة، فمن جهة يبشر بنصف برنامجه السياسي مشددا على معارضة الوضع القائم بجميع عناوينه( دور الامم المتحدة. الدستور الموقت. مجلس الحكم الانتقالي.الفيدرالية الكردية) طريقا الى الهدف النهائي المتمثل في إقامة دولة على النمط الايراني، دولة المرشد، ومن جهة اخرى لايقدم بدائل واضحة عن ذلك، ولو عملنا تنقيبا في البرنامج سنجد حلولا غامضة للمشكلات العراقية الكبرى ذات الصلة بالاقتصاد والعلاقات الاقليمية ومستقبل الوجود الامريكي والقضية الكردية وقضايا الديمقراطية والعلاقات بين الطوائف، باستثناء خيار الانتخابات المعجلة التي اجمع العالم والعراقيين على شرط التحضير المناسب لها مما يلزم شهورا قد تصل الى عام.
الكثيرون يراهنون على حكمة السيد السيستاني في إدارة دفة الحزب وصياغة سياساته بعيدا عن التوتير، وضمن لعبة الديمقراطية المنشودة، لكن عدد الذين يخشون من دور للاعبين آخرين من وراء الكواليس يتزيد يوميا..دور لا يتصف بالحرص على تجنيب العراق المزيد من الصراع والعزلة، ولا يضع مسافة بين ما هو ديني محدد وما هو سياسي بلا حدود.
ومضة:
"على الحقيقة أن تنتظر حتى تنجلي الغمة عن ذاكرة الامة"
محمد حسنين هيكل



#عبدالمنعم_الاعسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- جملة مفيدة خطا مطبعي في توصيف الارهاب
- نوروز
- الفضائيات العربية وذكرى الحرب تحريف، أم تخريف.. أم كليهما؟
- الحدث الاسباني.. بهدوء
- أسئلة الحرب..في ذكرى الحرب
- عن مشروع السيستاني.. السياسي
- هل كان صدام مغامرا شريفا؟
- آيات قرانية على صواعق
- الاعتراض على فقرات في الدستور: موقف ديمقراطي..لكن انتقائي
- اسرائيل وجيرونوفسكي.. وتفجيرات كربلاء
- وا جاراه.. واجاراه
- رسالة صدام: كوميديا أخرى
- جملة مفيدة - خلافات في مجلس الحكم
- الجمعة - جملة مفيدة - كيف حل (السيد رالف) الخلافات بين العرا ...
- جدوع
- أحرضكم ضد هذه الممارسات
- جملة مفيدة - هل كان نظام صدام علمانيا حقا؟
- لنسد الطريق علي جحافل الظلام
- شارون.. بركة دم أخري


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عبدالمنعم الاعسم - توطئة لمناقشة مواقف السيد السيستاني المرجعية: حزب سياسي جديد