|
الثقافة التجزيئية في النظرة الى حقوق المراة ....!
ناصرعمران الموسوي
الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 09:39
المحور:
ملف 8 اذار/مارس يوم المراة العالمي- 2009-اهمية وتاثير التمثيل النسبي (الكوتا) في البرلمان ومراكز صنع القرار في تحقيق مساواة المراة في المجتمع
هناك ثمة ثيمة مهمه تُطالع كل متناولٍ بالبحث والتحليل لواقع الحياة الشرق أوسطي والعربي تحديداً،ألا وهي عصرنه النظرة إلى الراهن والتعامل معه على أساس عصرنته وليس على أساس مرجعيات الذات المجمعية،أي ما يسميه الكاتب العراقي محمد عابد الجابري( بمعاصرة الإنسان العربي) ،وهذه العصرنه هي من تهيأ النظرة الصحيحة في التعامل مع الموضوعات والأشياء،وهي بالضرورة ليست بتلك البساطة التي نتحدث عنها ،فمنظومات عدة يجب أن تتكدس عند مندرجات تلاوة نصوص العصرنه، فالعصرنه بحاجه إلى رؤية ومرتكز ثقافي واضح متطابق مع رؤية اقتصادية واجتماعية مهيئه لإدارة التوجهات الجديدة ،شفيعها النظرة بلحاظ التمدن والتطور الحضاري للعالم على حساب تطورنا ،العصرنه كما قلنا تبتدء من الإنسان الفرد والأسرة والمجموع ،وهذا الكل هو الحاضن العصري لما يأت من نظرات تقف النظرة إلى حقوق الإنسان في مقدمتها،وإذا كان الإنسان بالكل يعيش عوز التمتع بحقوقه وحرياته في هذه البلدان فكيف ياترى سيكون الحال مع المرأة..!فرغم العواصف والإحداث السياسية والاجتماعية والاقتصادية الا إن الجانب الثقافي المعول عليه كثيرا لما يزل يعيش سكونه كأنما هو غير معني بالمرة بالاهتزازات التي تشهدها ساحته ومابين عقدة الرجعة إلى الماضي والمراوحة الزمنية أو الانتظار الغودوي ظل راهن الجانب الثقافي يتمدد بمقاساته وأطواله المقدرة له ولم ينتهج لنفسه رؤية جديدة تواكب عصره وزاد الطين بله تجربة التطور الإيديولوجي لاحتراب السياسي العنيف في الكثير منه أو الدكتاتورية الحديثة بجانبه الآخر ،كل تلك الأمور أختطت مساحات وقوف المراة ومقاسات تواجدها وظلت في كنف المتبوع تتطلع من خلاله إلى عصر ترتسم قدرياتها على مزاج التابع ،أن حالة العبودية المقنعة للمرأة في العالم الشرق أوسطي هي نتاج المنظومة الثقافية والإرث المجتمعي بكافة تقاسيمه الاجتماعية والقبلية والعشائرية والمعتقدية ،ورغم ظهور حركات اليسار على كافة الأصعدة سياسيا وثقافيا وحتى ضمن المنظور الاقتصادي فهي ربما سجلت للبعض نجاح مؤشراً لكنه لم يكن بمستوى طموح التغيير كالتجربة الما ركسية والديمقراطية وبعض الأجندات الليبرالية،وفي الوقت الذي تشكلت فيه تجمعات ودعوات نسويه وغيرها إلا أنها لم تكن أصيلة في النظرة الموضوعية للمرأة الكائن الشريك وظلت النظرة إلى المرأة نظرات الآخر والظل والتبعية المبطنه في نواحيها بالجانب البايلوجي الحسي لها كجسد يتماهى مع رغبة أولي الشأن ولم تخرج من ذلك وهو إن دل فإنما يدل على ماطرحناه سابقا من هيمنة الجانب الماضوي والبيئوي المتجذر في النفسية الشرق اوسطية والعربية بعد ذلك ،واذا كانت المرأة قد حققت في نضالها العالمي مسيرة لاتختلف عن نضال الشعوب دفعت من خلاله التضحيات الجسام حتى انتصبت كقامة عنفوانية في الجانب الغربي ،ومثلما كانت هناك دعوات للعودة بها الى الزمن الاول ومفهوم (العورة) والحريم فان دعوات أخرى حاولت وتحت حجة منحها الحريات والحقوق المتاجرة بها وخلق سوق نخاسات تاريخي جديد،واليوم حين تحتفل المرأة بعيدها فإنها لاشك تقف متأمله شانها ووضعها ومقدار ما تحقق من حريتها لاسيما بعد تطبيق اتفاقية (سيداو) التي لما تزل في بلداننا ورغم المسؤولية الدولية كونها بلدان وقعت على الاتفاقية حبر على ورق وان تحقق شيء فهو أطار تختفي وراءه لتاكد تمسكها بنهج الديمقراطية الذي تتسابق البلدان على اعتناقه بصورة شكلية للتاكيد انها بلدان حضارية ،إن احصائية بسيطة في أي بلد عربي وشرق اوسطي للعنف الذي تتعرض له المرأة في المجتمع وفي الاسرة واحصائية نسب القتل الذي يذهل الشعور على امتداد القسوة المستخدمة في ذلك ،ليؤكد وبخاصة إن الأفكار السلفية العنيفة والمتشددة لبعض المعتقدات الدينية مع ما يقابلها من النظرة لحقوق الانسان والديمقراطية ،وما بينهما خلف طابور من جثث وتشويه للمرأة الكائن بل إن نصوص القانون راحت تناغم أعراف ومعتقدات الأقوياء وتشرعن العنف ضدهن ولك ان تقلب أي قانون جزائي للعقوبات ستراه يضج بالانتهاكات للمرأة والدونية في النظرة لها ،إن الدعوة ألان ونحن نستقبل آذار المرأة في عيدها العالمي نطالب بسن التشريعات الموضوعية وتحريك روحها لتكون أكثر إنصافا للعدالة وروحها وتفجيرا ً لدمامل القيح الاسنه في نصوص الشر عنه القانونية ألراهنه ،إن الثقافات لا تتجزء بالاختيارانما تسير ككل وحين توضع موضع التطبيق فإنها توضع بالمجمل دون أي انتقائية والنظرة للمرأة والتعامل معها هي ثقافة مكتمله لا انتقائية لأ نها ثقافة حياة ،وحيث تكون ثقافة المراة مكتمله فانها ستكون بلاشك حياة مكتملة ، فكل آذار والمرأة قامة شامخة تعطر الحياة بعبق الاستمرارية والتدفق.
#ناصرعمران_الموسوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
قراءة في ذاكرة ا لمكان .. (رحلة مدريدية بعبق عراقي)
-
نشيدعلى أوراق العتمه...!
-
ثقافة ألاستقالة في العراق الديمقراطي وكيفية التعامل معها ..
...
-
ودائع الغروب
-
أوراق من نافذة ليلي...!
-
مالم أقلهُ لحبيبة راحلة ....!
-
العراق المتأرجح بين إدارة بوش السابقة وإدارة أوباما الجديدة
...
-
ثقافة الأنتخاب بين التنظير والممارسة...!
-
هذيانات معقلنه...!
-
حظوظ المرأة إنتخابياً...!
-
حظوظ المرأة في إنتخابات مجالس المحافظات العراقي...!
-
العام الجديد واماني العباس بن الاحنف...!
-
الحديث عن الديمقراطية في العراق ..هل غادر الهمس الى الضجيج..
...
-
الحسين ألثائر النبيل.....!
-
ذات هزبع ٍ أخير...!
-
إحتضني وهمي ..!
-
ليس لحقيقتي وهم...!
-
من أول الصحو الى آخر المطر...!
-
أغاني الغجر ..ايقاعات من جمر ورقصات من ألم...!
-
مسكونه باللازورد....!
المزيد.....
-
-عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
-
خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
-
الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
-
71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل
...
-
20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ
...
-
الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على
...
-
الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية
...
-
روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر
...
-
هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
-
عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز
...
المزيد.....
|