أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - كوكو ... كوكو...















المزيد.....

كوكو ... كوكو...


شامل عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 2573 - 2009 / 3 / 2 - 09:37
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


هذه المقالة للاستاذ صلاح الساير ( كاتب كويتي) .. بحثتُ عن الاسم في موقع الحوار المتمدن فلم أجد له مقالات منشورة على الموقع مع العلم أن موقع الحوار يسمح بنشر مقالات الغير .. أتمنى أن تنال رضى بعض القراء .. ولعلي أكون موفقاً في الاختيار ..
سيداتي . آنساتي . سادتي. أكتب عن ال ( كوكو .. كوكو) أو الاستيقاظ الذي حان موعده في لحظة النهوض من مخدع الوهم والاغتسال من الارجاس الفكرية .. حان وقت جرد الذات وجلدها .. حان وقت الصحوة الحقيقية بعد أطول ليل مر على بشر ففي الوقت الذي تصالحت فيه البشرية أجمعها مع العصر .. بقينا نحن .. دون العالمين .. نعصر البداوة في العصر الحديث .. وتعصى مجتمعاتنا العربية على الحداثة .. سنوات طويلة طافت على مدائننا نمضغ الوهم ونلوكه كما يمضغ ( القات) أهل اليمن .. سنوات مرت في سمواتنا نحن أشباه بشر .. نعيش واقعاً إفتراضياً لاواقعاً حقيقياً .. معيشاً تقدمت الامم جميعها .. أما نحن ( ياساتر) فنتراجع من نكوص الى أنكص منه ومن تقهقر الى أقهر منه ومن ليل الى أنيل منه ومن شهاب الدين الى أشهب منه ..شيدنا دور العلم فملاناها بالجهل .. أقمنا الادارات والمديريات فحشدنا فيها تنابلة السلطان .. نشرنا الصحف فاستكتبنا الحَبارين المرتزقة ..افتتحنا المؤسسات وسلمنا مفاتيحها للفاسدين . تلفزنا الفضاء فأتخمناه دجلاً وشعوذة وعويلاً . أشهرنا الاتحادات والنقابات ونصبنا فيها النصابين والموظفين الاغبياء.. جعلنا من فلسطين قضيتنا الاولى فتدهورت أحوالنا وأحوال الفلسطينيين .. أذعنا البلاغ رقم واحد فاكتشفنا انه البلاء رقم واحد الذي جر وراءه سيل البلاءات.. أقمنا البرلمانات وأنتخبنا لها حفنة من البصمجية .. وزعنا المخافر وعهدنا الامن الى وحوش بشرية.. جحفلنا الجيوش وجوقلناها من أجل البلطجة على بعض . كمثل زعران الحواري .. أقمنا من الشعر ديواناً لنا فكتبنا أتفه الاشعار وأحطها قيمة إنسانية .. أستمعنا للموسيقين العرب فادركنا أن أفضل مؤلفاتهم مسروقة .. ملطوشة .. أنتظمت البشرية في طوابير الحضارة وجلست على مقاعد الدرس الديمقراطي أما نحن فلانزال نتشيطن بنزق ومروق وبله .. تلاميذ مشاغبين هوايتهم قفز أسوار المدرسة والتسكع على أرصفة الحياة .. اتفقنا مع أفضل مصنع للسيارات بغرض تجميع سيارة عربية في بلادنا العربية فأنتجنا أسوء السيارات وأسانا الى الاسم التجاري المحترم .. عبثنا بالديمقراطية فافرغناها من محتواها وقُمنا بتعريبها الى ( شورى).. صادرنا الحريات التي وفرها لنا المستعمر فقلنا.. لاصوت يعلو فوق صوت المعركة.. استوردنا الرأسمالية والاشتراكية فشوهنا النظريات الاقتصادية التي اجتهد لوضعها المفكرون المحترمون ..غيرنا أسماء المدن والدول والبشر فأمسى كوفي أنان ( عنان) وتوكيو ( طوكيو) وبي نزير بوتو ( بي نظير) وكرزاي ( قرضاي) وواشنتن ( واشنطن) .. أضعنا العمر بالاوهام .. وتعريب الطب .. فتخلفنا وأختلفنا عن الاخرين في الوقت الذي لم نتفق على لغو واحدة فبعضنا يكتب الانجليزية والبعض الاخر يكتب الانكليزية .. فساعة بالكاف وساعة بالجيم ..أما الساعة البريتانية ( البريطانية) الشهيرة فتدق عند بعضنا بغ بن وتدق عند بعضنا الاخر بج بن فتدور الروؤس العربية مع بندول الساعة ..
يحلق علماء الامم المتقدمة في الفضاء الخارجي يميطون اللثام عن اسراره .. ويحلق علماؤنا المعممون في عالم الهذرلوجي والمحسنات البديعية .. وفي غرف البالتوك على الانترنيت يدور مزاد يومي يقوم فيه المسلمون والمسيحيون والسنَة والشيعة بالمزايدة على أسم الله ...حدث ذلك بعد أن أضحت السماء في بلادنا كمثل السوبر ماركت كل يفتش فيها على هواه.. تسلمنا عواصمنا من المستعمر نظيفة منظمة فعثنا فيها فساداً . و لطخناها بالاتربة والقاذورات والادخنة والابخرة ودمامة المعمار فتحولت نظافتها الى وساخة وتبدلت اناقتها الاوربية الى فوضى عربية عارمة .. حتى الافلام السينمائية ( العربية) القديمة التي أنتجها ومنتجها الاوربيون الذين أسسوا السينما في منطقتنا أفضل من الافلام العربية الحديثة رغم التطور الذي لحق بصناعة السينما في العالم ..
وعندما أطلقت الدول المتقدمة ( الستلايت ) تسابقت كل شعوب الارض لبث إبداعاتها الفنية الى جميع أنحاء المعمورة عبر هذا الوسيط المدهش الا نحن الذين حولنا أجهزة التلفزيون العربية الى مساجد ومخافر وصيدليلت ومدارس ومنابر للوعظ وحلبات للعض والرض ونقلنا خناقاتنا الرخيصة واتجاهاتنا المتعاكسة من الارض الى الفضاء ... قرابة نصف قرن من الزمان اندلقت هدراً خارج وعاء العمر بلا طائل وكاننا ايتام خدَج سفهاء قصرَ مات أبونا ( بخروج الاستعمار) فلم يحسن التصرف بالميراث .. رغم الانهار الجارية في الاراضي الخصبة الصالحة للزراعة ورغم النفوط الثقيلة والايادي المتثاقلة والافواه المتثائبة .. رغم كل هذا وذاك وذياك . ضعنا .. وصعنا . وجعنا وتسولنا الخبز ( واخزياه) من الدول الكبرى نرد به غائلة الجوع عن عيالنا حتى جاء اليوم الذي صاح فيه الديك ( كوكو .. كوكو) يهزهز ذيله المزدان بالوان الطيف العراقي .. ديك يؤذن من فوق برج بابل حيث الارض التي خرجت من بين نهريها أول حضارة في التاريخ وأبتكر أهلها الدولاب واخترعوا اول أشكال الكتابة واول محراث للزراعة واول تقويم للزمن .. واليوم يكتب فيها شهادة اول ديمقراطية حقيقية في المنطقة ..هناك في العراق حيث العراقيون اليوم يشاركون المحتل والمحرر الامريكي بكتابة طبعة جديدة من التاريخ العربي .. طبعة منقحة ومزيدة في ورشة حضارية عملاقة مقامة الان في ارض الرافدين .. ورشة مهمتها إعادة هيكلة الذهنية العربية التلفيقية المسحورة .. ورشة تعمل على إعادة صياغة الاقتصاد والسياسة والمجتمع وطرائق التفكير لدينا .. ورشة مهمتها الاذان لكن هذه المرة ليست في مالطا بل بين ظهرانينا ..
ياسادة العرب .. فهل تسمعون .. كوكو .. كوكو..
تنويه : هل سوف تتحقق نبؤءة الاستاذ صلاح الساير ؟؟ ناقل الكفر ليس بكافر..
أتمنى أن تكون الردود في حدود الموضوع ومناقشة الفكرة وليس الاتهامات والطعن . فأنا لست سياسياً في العراق ولست موظفاً في الدولة ولست حزبياً ولااعمل في المنطقة الخضراء ولااعيش خارجها... كما أنني لاأنتمي الى طائفة الاغلبية..





#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الليبرالية ... مرة أخرى
- الليبرالية وغيرها من المفاهيم ...
- الاسلام والمفاهيم الحديثة ..
- مقتطفات أخرى من التراث .. هل من خروج ؟
- الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة ...
- نحنُ أخر أمة أُخرجت للناس ...
- الفكر المخالف ...
- إدريس جنداري ووفاء سلطان ...
- المُثقفون الجُدد ...
- في الرد على مقالتي الاستاذ إدريس جنداري ...
- هل هناك فرق ؟؟
- لكل حادثة حديث ...
- إياكم وعيد الحب ؟؟
- رسائل إسلامية ...
- أليس الاعتراف بالخطأ فضيلة ؟
- الحوار بين الاديان والتقريب بين المذاهب ...
- عبدالله بن سبأ اليهودي ونظرية المؤامرة
- اختلاف الاراء...
- الدكتورة وفاء سلطان والمقال الاخير ..
- ماذا لوآمن الشيطان ؟


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شامل عبد العزيز - كوكو ... كوكو...