|
في الذكرى السبعين لميلاد الحزب الشيوعي العراقي : أول حزب يصوغ برنامجاً واضحاً وثورياً لحل المسألة القومية الكوردية
أحمد رجب
الحوار المتمدن-العدد: 789 - 2004 / 3 / 30 - 08:29
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
يعتبر الشعب الكوردي أحد أكبر الشعوب التي لا يتمتع بابسط الحقوق القومية والانسانية ولا يجمعه إطار دولة وطنية مستقلة، وقد خاض بالأمس كما يخوض اليوم نضالاً دؤوباً من أجل حقوقه العادلة والمشروعة، وممّا لا شك فيه ان جميع الناس الشرفاء على مختلف آرائهم ومشاربهم يجمعون بأنّ الشعب الكوردي قد تعّرض ولسنوات طوال لأشرس وأوسع حملة هيستيرية على يد النظام الدكتاتوري الذي أجاب على تطلعاته المشروعة بتدمير أكثر من أربعة آلاف قرية والعديد من القصبات وعدد من المدن الكوردستانية، وتهجير أكثر من مليوني شخص من أبنائه، وزجّهم في معسكرات قسرية، وسقوط الآلاف من النساء والأطفال شهداء بفعل الأسلحة الكيمياوية السامة والمحرمة دولياً، إضافة إلى آلاف أخرى من المفقودين الذين تمّ العثور عليهم بعد سقوط الدكتاتور الارعن في المقابر الجماعية. وقد خاض الشعب الكوردي منذ أكثر من قرن كفاحاً صعباً دؤوباً ومتواصلاً ودامياً من أجل طموحاته القومية المشروعة والعادلة، لتقرير مصيره كغيره من الشعوب، غير أنّ هذا المطمح كان يصطدم بإستمرار بمطامع السيطرة العثمانية والصفوية، كما واصطدمت فيما بعد بشوفينية الحكام في البلدان التي ألحقت بها وضمّت إليها كوردستان، حيث أغرقت إنتفاضاته وثوراته التحريرية في برك من الدماء وحرّم من أبسط حقوقه القومية والديموقراطية،وفي المقابل وفي خضم هذه المسيرة التاريخية المشرقة حققت الحركات القومية العديد من المكاسب التاريخية الهامّة في هذا الجزء من كوردستان أو ذاك، إرتقت بالقضية الكوردية إلى مستويات أعلى وأرقى بالنسبة لمهامها الآنية وأهدافها البعيدة. ولكن الشعب الكوردي واجه كذلك العديد من المصاعب والأزمات وأصيب بنكسات خطيرة لأسباب وعوامل موضوعية وذاتية مختلفة. وقد لعبت العوامل الاقتصادية والسياسية في العراق مثلاً دورها في دفع الحركة القومية الكوردية إلى إحتلال موقع الطليعة في نضال الشعب الكوردي، وأستطاعت هذه الحركة بالتعاون مع القوى اليسارية والديموقراطية، وفي مقدمتها الحزب الشيوعي العراقي أن تفرض نفسهاعلى الساحة السياسية ، إذ كان الشعب الكوردي على مر التاريخ وعلى الدوام شريكاً فعّالاً وأساساً مع قوميات الشعب العراقي عرباً وتركماناً وكلدوآشوريين وأرمن في النضال من أجل تحرير العراق من سيطرة القوى الاستعمارية ومن هيمنة الامبريالية، ومن أجل بناء عراق ديموقراطي مستقل يتمتع فيه بحقوقه القومية المشروعة العادلة. وقد شهدت كوردستان-العراق انتفاضات وثورات مسلحة متعاقبة على امتدادالثمانين عاماً المنصرمة، هي عمر الدولة العراقية المعاصرة، وكانت من أبرزها ثورة أيلول 1961 ، وانتفاضة عام 1991 انّ الحزب الشيوعي العراقي وقف منذ سنوات تأسيسه إلى جانب الإعتراف الصريح والواضح بحق الشعب الكوردي في العراق بتقرير مصيره، وناضل بإستمرار من أجل وحدة نضال الشعبين العربي والكوردي والقوميات الأخرى من أجل استقلال البلاد الناجز، ومن أجل الحرية والديموقراطية والتقدم الإجتماعي والحياة السعيدة. وقد رأى الحزب الشيوعي العراقي بأن قضية الشعب الكوردي القومية، وقضية تحرره القومي الناجز كمهمة تاريخية كبرى ملقاة على عاتق الشيوعيين، قبل غيرهم. وهو يقر للأمة الكوردية، شأن سائر الأمم حقّها في تقرير المصير، بما في ذلك حق كيان قومي مستقل موّحد، أو اختيار شكل من العلاقة الفيدرالية مع القوميات الأخرى في البلاد. وان مبدأ حق تقرير المصير في العلاقات الدولية يحتوي على أسس منها : جميع الشعوب تملك الحق في الحرية بدون أيّ تدخل، تملك حرية تحديد شعارها السياسي وتحقيق تطّورها الاقتصادي والاجتماعي والثقافي، وعلى جميع الحكومات في العالم أن تحترم هذا الحق، وعلى كل الحكومات عدم إستخدام العنف ضد حريات الشعوب في تقرير مصيرها وحريتها واستقلالها ولا يجوز إخضاع الشعوب لأي إستغلال أو سيطرة، وللشعوب الحق في إستخدام كل وسائل النضال الممكنة في نضالها من أجل الاستقلال. واستند الحزب الشيوعي العراقي على مباديء الماركسية اللينينية التي تقر وتعترف لجميع الأمم والشعوب صغيرها وكبيرها، بحقها في تقرير مصيرها، مؤكداً بان الاعتراف بهذا الحق هو أمر مطلق، وان الفهم الماركسي اللينيني لهذا الحق لا يعني سوى الإعتراف بحق الشعوب والامم في الانفصال، وبهذا الصدد قال فلاديمير لينين : ان المقصود بحرية الأمم في تقرير مصيرها، هو إنفصالها كدول عن مجموعات قومية أخرى، وهو بالطبع تكوينها دولاً قوميةً مستقلة. ان الحزب الشيوعي العراقي الذي يضم في صفوفه العرب والكورد والتركمان والكلدوآشوريين والأرمن وشرائح المجتمع الأخرى يسترشد ويهتدي بالنظرية الماركسية اللينينية، وفي ضوئها يجد ويضع الحلول لكل ظاهرة اجتماعية كانت أم سياسية أم اقتصادية، بما في ذلك حل القضية الكوردية في العراق على أساس حق تقرير المصير للشعب الكوردي، والحقوق الادارية والثقافية للقوميات الأخرى، ذلك ان حرية الامم في تقرير مصيرها لا يمكن أن يكون لها في برنامج الماركسيين من الوجهة التاريخية ـ الاقتصادية سوى معنى واحد، هو حرية تقرير المصير السياسي أي الاستقلال في دولة، أي إنشاء دولة قومية.
ان الحزب الشيوعي العراقي هو أول حزب صاغ برنامجاً واضحاً وثورياً لحل المسألة القومية الكوردية في العراق. وقد نصت برامجه في مرحلة الثورة الوطنية الديموقراطية على إقامة حكم ذاتي لكوردستان العراق، وصولاً إلى مضمون هذا الحكم بدقة ووضوح إستناداً إلى المبدأ الماركسي اللينيني الذي يقر لجميع الامم والشعوب بحقها في تقرير مصيرها بما في ذلك حق الإنفصال. وقد دعا الحزب الشيوعي العراقي إلى تحقيق الديموقراطية في العراق كشرط أساسي لحل القضية الكوردية حلاً ديموقراطياً عادلاً، أي من أجل حكم ذاتي حقيقي ضمن العراق يستند إلى سلطة تنفيذية وتشريعية من أبناء الشعب الكوردي، تتولّى إدارة شؤونه إضافة إلى تمثيل الشعب الكوردي بصورة صحيحة ضمن هيئات السلطة المركزية، وإلغاء كل مخلفات سياسة التميز القومي، والتعريب القسري والسعي للنهوض بإقليم كوردستان أقتصادياً واجتماعياً وثقافياً واستخدام اللغة الكوردية في الأقليم وضمان الحريات الادارية والثقافية للقوميات الاخرى من التركمان والكلدوآشوريين وغيرهم. وناضل الشيوعيون العراقيون ضد شوفينية القومية الكبرى، وفي نفس الوقت كافحوا ميول ضيق الافق القومي والتعصب القومي والإنعزالية في المجتمع الكوردي, أمّا بصدد نضال الشعب الكوردي في جميع أجزاء كوردستان ضد الاضطهاد القومي، وفي سبيل تقرير المصير والوحدة القومية، فهو نضال حظي ويحظى بدعم الحزب الشيوعي العراقي الكامل، كما دعم ويدعم نضال الشعب الكوردي المشترك مع نضال الشعوب التي يعيش معها في سبيل الديموقراطية والتقدم الإجتماعي. وانّ نجاح النضال القومي التحرري للشعب الكوردي مرهون بوحدة القوى الديموقراطية والتقدمية، وبتحالفاتها أو تعاونها المتين مع الحركة الديموقراطية في البلدان التي تعمل فيها القوى القومية التحررية الكوردية. وانّ تحقيق الديموقراطية شرط أساسي لأيّ حل ديموقراطي للمسألة القومية الكوردية. وقد أكّد الحزب بأن هذا درس لا ينبغي لأيّ قومي تحرري أي كان أن ينساه. واكد الحزب الشيوعي العراقي ويؤكد بأنّ رصيد التجربة التاريخية للحركة الديموقراطية والتقدمية بنجاحاتها وسلبياتها يؤكد الدور الكبير الذي تلعبه الوحدة الوطنية، والآثار السلبية الضارة التي تنجم عن الإفتراق والإحتراب بين الاحزاب والقوى الوطنية، ممّا يضع على عاتقها بذل الجهود المتواصلة من أجل إرساء أفضل العلاقات فيما بينها واليقظة إزاء الدسائس التي تستهدف إثارة الصراعات في صفوفها والعمل لتكريس التوجهات التي من شأنها تقريب وجهات نظرها، وتنشيط فعالياتها بغية خلق علاقات أفضل وأقوى. ودعا الحزب الشيوعي العراقي إلى تصفية عواقب السياسة العنصرية الهوجاء ضد الشعب الكوردي وتطمين الحقوق القومية العادلة التي يطالب بها وتحريم دعايات الصهر القومي والقيام بكل ما من شأنه تعزيز أواصر الأخوة العربية الكوردية في الكفاح المشترك ضد الاستعمار وأعوانه، وفي سبيل الديموقراطية والعمل لتحقيق المساواة في الحقوق للقوميات الأخرى كالتركمان والكلدوآشوريين والأرمن وغيرها من شرائح المجتمع العراقي. وتجدر الإشارة بأن الحزب الشيوعي العراقي قد بذل جهداً إستثنائياً لتثقيف الطبقة العاملة العربية والجماهير الشعبية الأخرى بإعتبارها جماهير الأمة السائدة بالإعتراف بالحقوق القومية للشعب الكوردي بما في ذلك حقّه في إقامة دولته المستقلة لتعرية الأفكار والإتجاهات الرجعية للإقطاعيين والبرجوازيين العرب الذين يريدون إبقاء كوردستان تحت سيطرتهم ونفوذهم ليتمتعوا بإمتيازاتهم الخاصة على حساب بؤس وتخلف الشعب الكوردي بالقسر والقوة، وإذا ما طالب أو إنتفض من أجل حقوقه القومية والديموقراطيه أجهزت عليه القوات العسكرية الوحشية لتبيد السكان وتحرق قراهم ومزروعاتهم، وتشردهم وتهجرهم وتمارس ضدهم أبشع أشكال الإضطهاد والقهر والصهر القومي. وأكّد الحزب الشيوعي العراقي ضرورة الوقوف بوجه هذا الظلم القومي، وشن كفاح حازم لشجبه وتعريته ومعارضته من جانب الحزب والطبقة العاملة لضمان كسب الشعب الكوردي إلى جانب الحركة الوطنية الديموقراطية.
وانّ ممارسة الكفاح الفكري الواسع من لدن الشيوعيين ومنظمات الحزب في كوردستان هي الحفاظ على وحدة الطبقة العاملة العراقية، وتتجلى هذه الممارسة بالكفاح في الميدان الفكري ضد جميع مظاهر التعصب وضيق الأفق والإنعزال القومي التي كانت البرجوازية الكوردية تجد فيها مرتكزاً فكرياً وسياسياً لتوجيه الجماهير توجهاً قومياً إنعزالياً، كإنعكاس لشوفينية البرجوازيين والملاكين والإقطاعيين العرب الحاكمين، وكوسيلة لوضع الجماهير الكوردية تحت تأثير ونفوذ البرجوازيين والإقطاعيين الكورد واستخدام ذلك ورقة في سوق المساومات من أجل الحصول على بعض الإمتيازات الخاصة على حساب جماهير الشعب الكوردي الكادحة هذه. إنّ التجربة التاريخية لنضال الشعب الكوردي رغم ما اكتنفها من إخفاقات وثغرات جدية، وما أحاط بها من ظروف معقدة تؤكد سمة بارزة هي تصميم هذا الشعب على مواصلة النضال لنيل حقه القومي المشروع والعادل في التمتع بتقرير مصيره بنفسه. لقد مرت الحركة القومية الكوردية بظروف ذاتية وموضوعية بالغة الصعوبة والتعقيد حالت دون بلوغ أهدافها، فقد كانت هذه الحركة تفتقر إلى تنظيمات سياسية ثورية طليعية قادرة على تنظيم وتعبئة وتحريك وقيادة أوسع الجماهير الكوردية ذات المصلحة المباشرة والأساسية في النضال القومي التحرري الديموقراطي في مختلف المراحل ضد السيطرة والإستعباد العثماني والشاهنشاهي، وضد الاستعمار والشوفينية. ولا ريب في انّ التجزئة القائمة لكوردستان بين تركيا وإيران والعراق وسوريا فرضت واقعاً متميزاً على الحركة الكوردية القومية التحررية، نظراً لإختلاف الظروف في كل بلد من هذه البلدان، وتباين مستويات تطور الحركة القومية الكوردية في كل جزء من أجزاء كوردستان. ان الحزب الشيوعي العراقي وفي ظروف النضال الصعبة ومنذ تأسيسه في 31 آذار 1934 اهتم بالقضية الكوردية، وحسب فهمه الخاص لهذه القضية الحساسة ناضل بلا هوادة من أجل تمكين الشعب الكوردي من التمتع بحقوقه القومية. لقد تميزت الحياة السياسية في العراق بعد ثورة 14 تموز 1958 وإلى النصف الأول من عام 1959 بنهوض الحركة الديموقراطية، حيث خطى الشعب العراقي خطوات هامة على طريق التطور الديموقراطي، وفي النصف الثاني من نفس العام بدأت حكومة عبدالكريم قاسم بالهجوم الشامل على القوى الديموقراطية، الأمر الذي أدّى إلى تشجيع القوى الرجعية والعميلة التي تكالبت ووقفت في وجه ثورة 14 تموز التحررية، وأستطاعت أن تجلب لشعبنا العراقي المحن والويلات، وفتحت الأبواب عريضة أمام دسائس الاستعماريين وأعوانهم، وممّا لا شك فيه ان تلك الأعمال مهدت الطريق لإنقلاب 8 شباط الفاشي عام 1963. وان دوائر حلف السنتو وشركات النفط وكل القوى الرجعية واليمينية المتطرفة قد استثمرت لأغراضها الشريرة سياسة إضطهاد حريات وحقوق الشعب الديموقراطية، وشن الحرب العدوانية القذرة في كوردستان، سياسة إطلاق العنان لقوى الردة السوداء وتصفية المنجزات والمكاسب الوطنية التي تحققت، مع تصفية أجهزة الحكم من العناصر الوطنية المخلصة، كما انّها استثمرت بأبشع شكل عواقب إنقسام الصف الوطني الذي جرى في الأساس تحت تأثيرات التهويشات والدسائس الاستعمارية، ولجأت هذه القوى الشريرة، بل وتعمّدت في بداية نشوئها وبروزها إلى تهجير مئات الألوف من المواطنين العراقيين وبالأخص الكورد الفيليين بحجة التبعية الإيرانية، بعد سلبهم أوراقهم الثبوتية ومصادرة أموالهم، ورميهم على الحدود، وإرغامهم على التوجه عبر الأراضي والجبال الوعرة المكسوة بالثلوج والمزروعة بالألغام من قبل عساكر النظام إلى إيران ليعيشوا حياة اللجوء القاسية. إنّ الشعب الكوردي تعرّض ويتعرض ومنذ سنوات طويلة إلى حملة إبادة جماعية، وحرب شوفينية حقيقية، تنطلق خلفيتها من الموقف الشوفيني إزاء حق الشعب الكوردي في ممارسة حقوقه القومية المشروعة، وقد تصاعدت هذه الحرب في العراق على نحو سافر منذ نيسان 1987 متمثلة في الحملات العسكرية التي شنّتها القوات النظامية وأفواج الجحوش المرتزقة، وفي تهجير وتدمير آلاف القرى، وتشريد عشرات الألوف من المواطنين المسالمين، وإزهاق أرواح الآلاف منهم سعياً إلى إخلاء كوردستان من سكانها، ومحو الوجود القومي للشعب الكوردي. ولم تتورع سلطة صدام حسين عن استخدام الأسلحة الكيمياوية والقنابل العنقودية والفسفورية والنابالم ضد السكان الآمنين، واستخدمت منذ ربيع 1987 الأسلحة الكيمياوية ضد أبناء شعبنا وحركته الوطنية، وبالذات في كوردستان في إطار الحرب الشوفينية التي شنها النظام ضد الشعب الكوردي، والتي تحوّل فيما بعد إلى حرب إبادة عرقية، وأبتدأ النظام الدكتاتوري بتصعيد حربه الشوفينية بنقلة نوعية تجسدت في إبادة مدينة بكاملها، حين قصف في آذار 1988 مدينة حلبجة بمادة السيانيد القاتلة والغازات السامة الأخرى، ممّا أودى بحياة أكثر من 5 آلاف مواطن، ومحو عوائل بكاملها خلال دقائق معدودات، وإصابة وجرح آلاف آخرين من الأطفال والنساء والشيوخ، ورغم شجب الرأي العام العالمي لهذه الجريمة النكراء واصل النظام الشوفيني استخدام السلاح الكيمياوي في مختلف مناطق كوردستان. ان استخدام الأسلحة الكيمياوية ضد جماهير شعبنا وقواه السياسية المعارضة كان إمتداداً للنهج الأرهابي الفاشي الذي مارسته الدكتاتورية الحاكمة في البلاد ضد شعبنا العراقي وقواه الوطنية والديموقراطية، وللسياسة الهمجية التي طبقتها ضد الشعب الكوردي منذ سنين طويلة، وهما النهج والسياسة اللذان تفاقما في سنوات الحرب وفي ظل أجوائها. انّ الدكتاتوريات العسكرية التي شهدتها بلادنا كلفت الشعب بكافة طبقاته وأحزابه وفئاته الوطنية ثمناً غالياً إذ حرمته من ممارسة حقوقه الديموقراطية، وأودت بحياة الألوف من أبنائه وانقصت من لقمة عيشه وجلبت له الويلات والكوارث. لقد ناضل اعضاء الحزب الشيوعي العراقي من العرب والكورد والتركمان والكلدوآشوريين والأرمن، ومن المسلمين والمسيحيين والأديان السماوية الأخرى وأصدقاؤهم في سبيل تعزيز التآخي الكفاحي بين العرب والكورد والقوميات الأخرى إدراكاً للروابط العضوية بين الحقوق القومية المشروعة للشعب الكوردي وحقوق القوميات وبين الحقوق الديموقراطية للشعب العراقي كله، كما ناضل الشيوعيون العراقيون وبكل بسالة ضد الدكتاتورية الفاشية وسعوا لتحقيق حل ديموقراطي سلمي راسخ للمشكلة الكوردية في البلاد، ودعوا الأحزاب والقوى الوطنية العراقية والكوردستانية إلى الوحدة النضالية والتلاحم الكفاحي المشترك ورص الصفوف من أجل تحقيق مطامح وأمنيات وأهداف الشعب، وقدموا على هذا الطريق التضحيات الجسام، حيث أريقت دماؤهم وسقطوا شهيدات وشهداءً للشعب والوطن. 28 ـ 3 ـ 2004
#أحمد_رجب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الكورد المنتصرون يستمرّون في النضال وصولاً إلى أهدافهم السام
...
-
أدعياء الإسلام يختارون المناسبات الدينية لتنفيذ جرائمهم البش
...
-
عندما يقفون ضد الفيدرالية من حق الكورد أن يلجأ إلى المطالبة
...
-
نذرت حياتك أيّها الرفيق جوهر في سبيل الشعب والوطن والحزب
-
جبناء يسمّون المتآمرين على ثورة 14 تموز - ثوّار رمضان !!
-
عصابات الإجرام تقترف جريمة بشعة في أربيل
-
لماذا يلجأ الخائبون والحاقدون إلى الحجج الواهية والأكاذيب ال
...
-
متى يكف أيتام نظام البعث الساقط والظلاميين الأشرار عن إقتراف
...
-
لمصلحة من تصدرون قرارات جوفاء ؟
-
أية فيدرالية يريدها الشعب الكوردي ؟
-
باسم العراق والعراقيين - يدافعون - عن الوحش صدام حسين
-
وأخيراً سقط صرح القومجية العروبية
-
الشوفينيون الحاقدون يصابون بالهيستيريا
-
موقع متمّيز لنشر الوعي والثقافة التقدمية
-
لماذا يخافون من الفيدرالية ؟
-
الأخ العزيز والاستاذ الفاضل زهير كاظم عبود أدعوكم إلى عدم ال
...
-
محاولات مرتزقة النظام البعثي المنهار تبوء بالفشل
-
حدث هذا قبل أربعين عاماً !
-
لماذا تدعو عضو مجلس الحكم سونكول جابوك لنشر قوات تركية في ال
...
-
متى تتوقّف الأعمال الإرهابية ؟
المزيد.....
-
الأكثر ازدحاما..ماذا يعرقل حركة الطيران خلال عطلة عيد الشكر
...
-
لن تصدق ما حدث للسائق.. شاهد شجرة عملاقة تسقط على سيارة وتسح
...
-
مسؤول إسرائيلي يكشف عن آخر تطورات محادثات وقف إطلاق النار مع
...
-
-حامل- منذ 15 شهراً، ما هي تفاصيل عمليات احتيال -معجزة- للحم
...
-
خامنئي: يجب تعزيز قدرات قوات التعبئة و-الباسيج-
-
الجيش الإسرائيلي يعلن تصفية مسؤولين في -حماس- شاركا في هجوم
...
-
هل سمحت مصر لشركة مراهنات كبرى بالعمل في البلاد؟
-
فيضانات تضرب جزيرة سومطرة الإندونيسية ورجال الإنقاذ ينتشلون
...
-
ليتوانيا تبحث في فرضية -العمل الإرهابي- بعد تحطم طائرة الشحن
...
-
محللة استخبارات عسكرية أمريكية: نحن على سلم التصعيد نحو حرب
...
المزيد.....
-
الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات
/ صباح كنجي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو
...
/ الحزب الشيوعي العراقي
-
المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت
...
/ ثامر عباس
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد
...
/ كاظم حبيب
-
لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3
/ كاظم حبيب
المزيد.....
|