جميل محسن
الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:56
المحور:
ملف- دور الفضائيات العربية في تسويق الإعلام وبناء الوعي و توجيه الرأي العام
ترددت كثيرا قبل المشاركة في حوار وكتابة مقال يقرا من اصابع يد واحدة ! وان انتشر واشتهر فبالعشرة عددا ؟! , وذلك عن تجربة سابقة قضيت فيها اكثر من اسبوع قراءة ودراسة ومراجعات , حول موضوعة البرنامج والنظام الداخلي لمؤسسة الحوار المتمدن وكل ماحصل بعدها هو تحويل اسم الموقع الى مؤسسة , ثم طوي الموضوع واستقبلنا الصفحات الجديدة , وما عودتي الى ذكر ماسبق الا لعلاقته بموضوعة مستجدة حول (دور الفضائيات العربية في تسويق الاعلام وبناء الوعي وتوجيه الراي العام ) , والربط بين الموضوعين باختصار هو حدود نشر الفكر بين الناس والطرق الواجب سلكها لعودة شعبية اليسار .
في الموضوعة السابقة كان المطروح برنامج عمل ونظام داخلي للحوار المتمدن , مع طلب مقترحات اضافية من كتاب الموقع , وقد ارسلت وقتها , مقالة بعنوان ( يوتوبيا الحوار المتمدن ) ناقشت المقترحات التي فاقت الوقائع بندا بندا , اضافة لطرح فكرة قناة فضائية يسارية , يمكن ان تبدا مسيرة تشكيلها من مؤسسة الحوار , لتتراكم بعدها احجار البناء , وينهض صرح جديد تقدمي مستقل ذي خبرة يواجه بالصوت والصورة جماهير عطشى لاترى ولا تسمع الا للحكام واعوانهم واهل الثروة والنقود , .
حينما عدت لمقالتي سالفة الذكر , اليوتوبيا بحق , وجدت ان ماتعبت في تدوينه اسبوع كامل لم يقرأه غير (6) اشخاص ! مشكورين على الدرجة التي منحوني اياها كتقدير , كما لم احصل على اي رد لمقترحاتي سلبا او ايجابا من اهل الموقع غير كلمة احد الاخوان من ان الموقع هو جهد افراد وامكانات محدودة لا اكثر ولا اقل , ولا اضيف هنا غير , مشكورين عليه .
موضوعة اليوم حول الفضائيات سابدا بها من العنوان حيث نقرأ , تسويق , بناء , توجيه , وهنا اتفق مع العنوان في حالتي التسويق والتوجيه ولنترك البناء جانبا!!
وفي حيثيات الدعوه يكرر الكاتب ذكر توجهات ثقافة الاستهلاك الراسمالي الطاغية على بث كل فضائيات انظمة العرب مؤسسات وافراد , و افكار اقتصادات الريع النفطي الشرق اوسطية , وهنا لا ارى فائدة من تاكيد وتكرار حقيقة ان تمويل الفضائيات هو نتاج وافرازات انظمة تعادي عموما وباصرار , الديمقراطية وافكار اليسار , او تابعة لدول راسمالية عالمية هي الضد التام علميا للاشتراكية واليسار , وانتقادات ديمقراطيتها واعلامها للانظمة الشمولية العربية السائدة ليس لدرجة التصادم معها او ازاحتها ولكن لتجميل صورتها واعادة تسويقها . ولكن هل سنبقى نراوح في خانة النقد ومحاولات كشف المساوئ والمحاسن لهذه البنى الفوقية التي لاحلول الا في دفعها جانبا وازاحتها , او ايجاد البديل العلمي الفاعل والمنافس لتوجهاتها ؟ .
للان وكما يبدو فان المراوحة هي الحل ! ويظل توجه اهل اليسار هو مواصلة الحديث العاجز عن ايجاد البديل , لا بل حتى تهويل وتعظيم مخاطر وعثرات الطريق نحو الهدف المنشود , لنبقى غالبا عند خانة النخبة ! والكلمة المقروءة التي لايتعدى تداولها بعض متابعي الانترنيت وقراء المواقع الشهيرة والمختارة , مع مناطحات متواصلة تدور كالافلاك حول التساؤل المركزي (ماالعمل؟ ) ثم لا نقترب منه , كما لانقترب من نبض الجماهير المتجهه يمينا حيث الفاشية والعنصرية والطائفية والعشائرية والغيبية والجهل المطبق ! .
ماهي طبيعة الفضائيات الان ؟
تسويق فكر الفئات الحاكمة المثالي الغيبي .
توجيه الجماهير نحو ثقافة التسطيح والاستهلاك .
تدمير وتخريب لا ( بناء ) الوعي للانسان في الدول العربية .
من هنا ننطلق , وليكن اساسنا علماني ماركسي طبقي محلي يتناغم مع مرحلة وواقع تراجع وجمود مفترض , ولكن لا للتحول الى ذيل وبوق لحماسة مستجدة وتشويش فكري يفرض علينا السكون بدل الذيلية , وايجاد البدائل , عوض الاندفاع الاهوج خلف شعاراتهم الجوفاء .
من هم ومن نحن ؟ والحديث يبقى فضائيا .
لناخذ مثلا قناة الجزيرة القطرية .......
وهل يختلف اثنان في مقدار وسعة انتشارها بين الناطقين بلغة الضاد , والمتابعين والمشجعين بلا حدود امام شاشة التلفاز , لامالنا القومية والوطنية , ولناخذ قضية (غزة ) ومأسيها كمثال , اكثر من تابع ورصد وتتبع الاحداث واستمر يتحمس ليلا ونهارا لها هي هذه القناة البارزة في التفوق ضمن هذا السيل الهادر من الاعلام العربي , وكيف سبقت بمراحل الاعلام المبرمج المصري , لتصبح هي البديل معتمدة بالدرجة الاولى على عناصر وصحفيين و(محللين) من المصريين , اساسا ! , ورغم ولادتها من رحم البي بي سي البريطانية وكون اوائل اعلامييها من العاملين السابقين هنالك الا انها نجحت في الاختبار والاقتحام , لتحدثها بلغة وسياسة شعبوية تتفهم ان الشارع ونبضه معادي لمسبب الامه الرئيسي (اسرائيل) ومن يغطي لها عدوانيتها (امريكا ) ولذلك نرى نيران الاطلاقات الاعلامية تنهال عليهما من قطر وقناتها الجزيرة وتلقى الاستماع والاستجابة والمشاهدة من قبل جماهير ال99% موافقون !!
ولا يهم بعدها كون اكبر القواعد الامريكية مقرها هناك , ولا يهم ايضا التواجد الاسرائيلي متنوع الصفات ضمن اراضي شبه الجزيرة القطرية !! فهذا هو التسويق الذي تبرع به هذه لفضائية , كما يبرع ملياردير اخر هو الشيخ الوليد بن طلال السعودي ونفوذه الفضائي الخيالي الممتد بين مصر ولبنان وسوريا وسيطرته تسويقا وتوجيها للثقل الاعلامي والترفيهي الشرق اوسطي لتسطيح وحرف اي ثقافة وفكر جاد وعميق يبتعد عن تحالف المصلحة الراسمالية العالمية واداتها المحلية من رجعية وشمولية والحارس الامين واحتياط المهمات الصعبة (اسرائيل ) .
- كل هؤلاء (هم) من يسيطر على مجمل الفضائيات ولا يهم بعدها الشكل او الالسنة التي ينطقون بها , ولا المساجلات او الخلافات او حتى المعارك التي تدور رحاها بينهم على تقاسم النفوذ والغنائم فلا عدو حقيقي يتهددهم ليتوحدوا ضده , فهل تعي ذلك النخب المتناثرة من اهل اليسار ؟ .
- - البروليتاريا , او النواة الاساسية الصلبة لليسار والتقدم هي الفئات العاملة على الالات والمكائن المنتجة للسلع التي توفر للمجتمع حاجاته المختلفة , وتقدم للبورجوازية اسباب نموها واستمرارها الى حين , ولكن في مجتمعات اقتصاد النفط والريع العربية يتم خنق اي توجه انتاجي لمصلحة الاستهلاك , وهانحن نرى ان الاجيال الجديدة وكما اسلفنا لاتتجه يسارا, لعدم وجود بروليتاريا حقيقية تفرز قيادات طبقية يسارية لها وعي ضرورة واقعي لا مزاجية ونخبوية , وذلك مانجد عليه اغلب المتحدثين بلغة الاشتراكية والتقدم وبالاخص من كان خارج وطنه في دول يمتلك فيها حرية التعبير الذاتي بدون مسائلة او رقيب , هي اذن جزر متفرقة تمتلك الروئ ولا تملك الحزب الذي يجمع ويقود .
- ونعود للفضائيات المتواجدة وباختصار هي شركات تجارية لديها التمويل وتعبر عن مصالح الفئات والطبقات الحاكمة المتفاهمة والمتحدة ضمنا وفي مختلف الدول الناطقة بالعربية على استمرارها في السلطة الى ان يحين الاجل وقيام الساعة .
- يسار ما العمل ؟ يقال بدل ان تلعن الظلام اشعل شمعة , ولنركز على مؤسسة الحوار المتمدن , حيث احس واتيقن بوضوح , وجود محور فاعل , شخص يستطيع التوجيه والقيادة هو السيد رزكار عقراوي , ولكن هل يريد الاقتحام ؟؟ ذلك مااتمناه ولكن لا ارى اشارات اليه , ربما لبعد المسافات , الاقتحام والاندفاع والمبادرة الذي تمارسه التيارات المحافظة بكل اشكالها افراد ومؤسسات , لتفهم بالفطرة احيانا قبل الوعي , فائدة الاعلام المرئي والمسموع مرورا بالسي دي والاقراص , لتحقيق الانتشار , ولتكن هذه دعوة اخرى لمؤسسة الحوار المتمدن وراسها المفكر , على الاقل لمناقشة فكرة تشكيل فضائية حتى بشكل شركة مساهمة لها اسهم , واعتقد ان مايتواجد من الكتاب والاقتصاديين ضمن الموقع , يستطيعون اكثر مني تقديم دراسة جدوى متكاملة لفضائية يشارك في تكلفتها من يستطيع .
- اليسار بضاعة كاسدة !! اذا بقي في السوق نفس التجار , لذلك نقول ان علينا حك جلودنا باظافرنا , فمتى ستبدا الخطوة الاولى في مسيرة الالف ميل ؟
- لو ابتدانا بحملة تضامن من اجل انشاء (فضائية الحوار المتمدن) فكل استطاعتي الشخصية هي 100 دولار سارسلها للموقع متى بدات الفكرة تخرج من الحلم الى الحقيقة .
- وياويلي ثانية ان لم يتجاوز قراء المقال والمعلقين عليه اصابع اليدين !! هل انا متفائل ؟ حسنا اصابع اليد اليسرى !! .
جميل محسن
#جميل_محسن (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟