أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حامد الحمداني - من أجل دمقرطة وتحديث النظام التربوي في العالم العربي














المزيد.....


من أجل دمقرطة وتحديث النظام التربوي في العالم العربي


حامد الحمداني

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:56
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    



المدرسة كما هو معروف هي تلك البيئة الصناعية التي أوجدها التطور الاجتماعي لكي تكمل الدور الذي مارسته الأسرة في تربية وإعداد أبنائها، ومدهم بالخبرات اللازمة لدخولهم معترك الحياة فيما بعد، فهي لذلك تعتبر الحلقة الوسطى والمهمة التي يمر بها الأطفال خلال مراحل نموهم ونضوجهم لكي يكونوا جاهزين للقيام بمسؤولياتهم في المجتمع مستعينين بما اكتسبوه من المهارات المختلفة والضرورية لتكيفهم السليم مع البيئة الاجتماعية الكبرى، ذلك لأن المدرسة ليست سوى مجتمع مصغر، ومنزه، وخالي من جميع الشوائب التي تتعلق بالمجتمع الكبير ،لكي يتمرن فيها الأطفال على الحياة الفضلى، وعلى التعاون الاجتماعي ، والإخلاص للجماعة وللوطن .
ولقد أصاب المفكر والمربي الكبير [ جون ديوي ] كبد الحقيقة عندما عرّف المدرسة بأنها [ الحياة] أو أنها [ النمو ] أو أنها [ التوجيه الاجتماعي ] ورأى أن عملية التربية والتعليم ليست أعداد للمستقبل، بل إنها عملية الحياة نفسها، ودعا المربين إلى الاهتمام بثلاثة أمور هامة لتربية النشء حددها بما يلي:
1 ـ تعاون البيت والمدرسة على التربية والتوجيه .
2 ـ التوفيق بين أعمال الطفل الاجتماعية وبين أعمال المدرسة .
3 ـ وجوب إحكام الرابطة بين المدرسة والأعمال الإنتاجية في البيئة .

ولقد أكد [ديوي] وجوب دراسة الطفل وميوله ورغباته، وضرورة جعلها أساساً في التعليم، كما أكد على التوجيه غير المباشر وغير الشخصي عن طريق الوسط الاجتماعي، وشدد على أهمية التفكير والتحليل ، وفهم معنى الأشياء في حياة الطفل، وإتاحة الفرصة للأطفال لكي يجمعوا الحقائق ويرتبوها، ويستنبطون منها النتائج، ثم يمحصونها ويعرضونها على محك الاختبار حتى تنجلي وتظهر حقيقتها.
فالطفل لا يستطيع أن يكتسب عادات اجتماعية بغير الاشتغال في الأعمال الاجتماعية، والتربية في حقيقة الأمر هي عملية تكوين النزعات الأساسية الفكرية والعاطفية .
لقد قلب التطور الكبير لمفاهيم التربية والتعليم في عصرنا الحالي المفاهيم التي كانت سائدة فيما مضى رأساً على عقب، وبما يشبه الثورة في المفاهيم التربوية فبعد أن كانت المدرسة القديمة لا تهتم إلا بالدراسة النظرية، وحشو أدمغة التلاميذ بما تتضمنه المناهج والكتب الدراسية لكي يؤدوا الامتحانات بها، والتي لا تلبث أن تتبخر من ذاكرتهم، أصبحت التربية الحديثة ترتكز على اعتبار الطفل هو الذي تدور حول محوره نظم التعليم، وأصبح النظام في المدرسة يمثل الحياة الاجتماعية والتي تتطلب الاشتغال في الأعمال الاجتماعية، في الإنسان تلقاء الطبيعة، و تلقاء أخيه الإنسان .
ولقد صار لزاماً على المدرسة أن تشبع حاجة التلاميذ للأمن، وتعطيهم الفرصة لفهم أسرار العالم المادي، والعالم الاجتماعي، وتهيئة فرصة التعبير الحر عن نزعاتهم المختلفة، التي تمكنهم من كسب المهارات العقلية، واللغوية،والاجتماعية.
ولكي تؤدي المدرسة مهامها التربوية على وجه صحيح كان لابد من ربطها بالمجتمع، وهو ما أخذت به المدرسة الحديثة، حيث أصبحت جزءً لا يتجزأ منه، لا تختلف عنه في شيء سوى كونها مجتمع مصغر و مشذب خالي من الشوائب التي نجدها في المجتمع الكبير، وأصبح النظر إلى دور المدرسة في المجتمع هو النظر إلى الثقافة بمعناها الواسع، أي بآدابها وعلومها وفنونها وعاداتها وتقاليدها ،ونواحيها المادية والتكنيكية، وقد تطلّبَ ذلك إعادة بناء المدرسة بحيث تلعب دورين أساسيين في خدمة المجتمع الذي تنشأ فيه وهما:
1 ـ نقل التراث بعد تخليصه من الشوائب .
2 ـ إضافة ما ينبغي إضافته لكي يحافظ المجتمع على حياته، أي بمعنى آخر تجديد المجتمع وتغييره وتطويره بشكل مستمر بما يحقق الخير والسعادة لبني الإنسان.
ولكي تستطيع المدرسة في العالم العربي القيام بواجبها تجاه أجيالنا الصاعدة فإنها بحاجة ماسة وعاجلة إلى ثورة تربوية ديمقراطية ، تتناول كافة المجالات المتعلقة بالعملية التربوية، طلاباً وإدارة ومعلمين ومناهج تربوية وإشراف تربوي، وهذا يتطلب إعادة النظر بإدارات المدارس وإزاحة العناصر الخاملة والمتخلفة عن روح العصر، وتلك التي كان همها الوحيد غسل أدمغة التلاميذ والتمجيد بالرئيس لدكتاتور، وإعادة النظر في المناهج الدراسية، وأخص منها بالذكر المناهج الاجتماعية، وكتب المطالعة العربية، وحذف كل ما يشير إلى الفكر الفاشي الشمولي، والتأكيد على مبادئ الحرية والديمقراطية وحقوق الإنسان في المناهج الجديدة، والتأكيد على بث روح المحبة والتسامح داخل المجتمع، وتقبل الرأي الآخر، ورفض العدوانية والتعصب بكل أشكاله وصوره، وبشكل خاص التعصب الديني والطائفي والقومي .
أما ما يخص المعلمين الذين يمثلون شريحة كبيرة في المجتمع، وذات التأثير البالغ في العملية التربوية، فإن من الضروري القيام بحملة تثقيفية على شكل دورات صيفية تتناول ديمقرطة التربية، وتخليصها من الفكر الفاشي ، وتطهير هذا الجهاز الخطير من العناصر التي تمارس دوراً مخابراتياً وتجسسياً على الطلاب وزملائهم المعلمين ، وتسبب لهم السجن والتعذيب والقتل على أيدي جلاوزة الأنظمة الدكتاتورية ، فمثل هؤلاء لا يستحقون البقاء في سلك التعليم بل ويشكلون خطراً جسيماً على العملية التربوية.



#حامد_الحمداني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حساب الربح والخسارة في حرب غزة
- كتاب مفتوح للسيد رئيس الوزراء نوري المالكي
- هكذا نجح انقلاب 8 شباط الفاشي
- ما قبل وبعد العاصفة، كتاب جديد للباحث حامد الحمداني
- من أجل إعادة كامل حقوق الأكراد الفيليين وتعويضهم، وإنزال الع ...
- من أجل انتخاب رئيس للبرلمان بعيداً عن المحاصصة الطائفية البغ ...
- الفيدراليون ورئيس الوزراء المالكي والدستور العتيد!
- المجتمع العراقي تحت وطأة الاحتلال والواقع البائس للمرأة!
- من أجل تفعيل الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- الحوار المتمدن مشعل يضئ الطريق نحو عالم أفضل
- من يتحمل مسؤولية انتشار الإرهاب على المستوى العالمي؟
- واقع الديمقراطية في العالم العربي
- الانتخابات المقبلة والمسؤولية التاريخية لقوى اليسار والديمقر ...
- ماذا ينتظر العالم من انتخاب أوباما؟
- المعاهدة الأمريكية العراقية ومحنة العراقيين
- الأزمة الاقتصادية الراهنة ذات أبعاد خطيرة على مستقبل الرأسما ...
- الأوضاع الخطيرة في الموصل تتطلب أجراءات جذرية عاجلة
- ينبغي وضع حد للجرائم التي يتعرض لها المسيحيون في الموصل
- حرب أكتوبر العربية الإسرائيلية في ذكراها الخامسة والثلاثين
- البرلمان العراقي وديمقراطية آخر زمان حيث القوي يسلب حقوق الض ...


المزيد.....




- السودان يكشف عن شرطين أساسيين لبدء عملية التصالح مع الإمارات ...
- علماء: الكوكب TRAPPIST-1b يشبه تيتان أكثر من عطارد
- ماذا سيحصل للأرض إذا تغير شكل نواتها؟
- مصادر مثالية للبروتين النباتي
- هل تحميك مهنتك من ألزهايمر؟.. دراسة تفند دور بعض المهن في ذل ...
- الولايات المتحدة لا تفهم كيف سرقت كييف صواريخ جافلين
- سوريا وغاز قطر
- الولايات المتحدة.. المجمع الانتخابي يمنح ترامب 312 صوتا والع ...
- مسؤول أمريكي: مئات القتلى والجرحى من الجنود الكوريين شمال رو ...
- مجلس الأمن يصدر بيانا بالإجماع بشأن سوريا


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - حامد الحمداني - من أجل دمقرطة وتحديث النظام التربوي في العالم العربي