أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل














المزيد.....

قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل


عزيز الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 789 - 2004 / 3 / 30 - 07:54
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


إن انعقاد مؤتمر للمصالحة الوطنية هو بحد ذاته أمر وحدث إيجابيان.غير أنه يبدو لي، وبرأيي المتواضع، أن مؤتمر أربيل انطلق من مفهوم خاطئ للمصالحة الوطنية وكأنها لا تعني غير المصالحة مع البعثيين وكيفما كان!

صحيح أن بين توصيات المؤتمر عددا من التوصيات الهامة ضد الطائفية، وعمليات الثأر، وضد المحسوبية في الوظائف، وطلب إعادة النظر في الوزارات، والعناية بالأهوار، وغيرها من توصيات حكيمة وبناءة وهي تسهم دون شك في العمل ضد موجة الأفكار والممارسات الطائفية والظلامية التي راحت تنتشر حتى في الجامعات بفعل الإسلاميين المتعصبين مذهبيا [ بعض الكليات في بغداد تتحول إلى حسينيات، ولبس الملابس السود مفروض حتى على المسيحيات!!!].

غير أن ما استوقفتني بوجه خاص توصيتان أعتبرهما خطرا على أمن العراقيين ومسيرتهم نحو الديمقراطية، وأعني طلب إلغاء قرار اجتثاث البعث، والمطالبة بإطلاق "جميع المعتقلين والمعتقلات من السجون."

إن القرار الخاص باجتثاث البعث كان محددا وواضحا في المقصودين منه، وهم كوادر حزب البعث، والمتهمين منهم بالجرائم ضد المواطنين، وقلع أفكار البعث العنصرية والعدوانية. وقد بين مجلس الحكم مرارا وكذلك اللجنة المختصة أن القرار لا يعني محاربة كل بعثي ولا منع الجميع من التوظيف بدليل أن معظم المناصب الدبلوماسية لا يزال البعثيون شاغليها. كما أدان المسؤولون كل عملية ثأر وكل انتهاك للقانون. فالمتهم تجب محاكمته قانونيا لتثبت براءته أو ارتكابه للفعل الإجرامي. وفي التصريحات الأخيرة للمدير العام للهيئة الوطنية المختصة أوضع أنهم كانوا قد شخصوا حوالي 60 ألف من البعثيين المتقدمين حزبيا، وعزلوا حوالي النصف، وأن المجال في الوقت نفسه مفتوح لمعظمهم .كما أكد أن دعوة المصالحة مع البعثيين "سذاجة سياسية يرفضها الشارع العراقي."[ عن إيلاف عدد 26 مارس الجاري]

لقد جرى التأكيد مئات المرات أن الآلاف من البعثيين كانوا مضطرين للانتماء الحزبي تحت الضغوط وبحثا عن مجال التوظف ودخول الكليات، أو إيمانا بفكر تبين بطلانه وخطره من ممارسات صدام ونظامه. ولا يمكن اعتبار مئات الآلاف ممن سجلوا في ذلك الحزب مجرمين ويجب حرمانهم من حقوقهم المدنية والعيش الكريم. وقد كانت عمليات القتل المجاني في الشوارع والبيوت لبعثيين سابقين في البصرة ومناطق أخرى على أيدي المتطرفين الطائفيين جرائم شنعاء وعدوانا على سيادة القانون وحقوق الإنسان. غير أن على البعثي غير الصدامي الإقرار بما ألحقه حزبه وقيادته من كوارث لمجموع الشعب ، وأن يبرهن على استيعابه لتلك التجربة الديكتاتورية العنصرية والطائفية والدموية.

إن التوصية المذكورة لمؤتمر أربيل، والتوصية الداعية لإطلاق سراح كل المعتقلين والمعتقلات لدى قوات التحالف، لا تتناسبان مع خطر الإرهاب وعمليات التدمير والتفجير المستمرة، ومع واقع تعاون الصداميين وتنسيقهم المسلح والدموي مع مجرمي القاعدة وأنصار الإسلام للمضي في نشر الموت والفوضى الأمنية. لقد كان الواجب هو طلب الإسراع بمحاكمة صدام وشركائه المعتقلين معه، وكذلك محاكمة البقية أيضا. وبدون محاكمات عاجلة وقانونية، فإن إطلاق السراح المجاني للمئات من المتهمين بالقتل وعمليات التفجير ومساعدة الإرهابيين سيكون على حساب أمن المواطنين واعتداء على عائلات الضحايا، وغفرانا أفلاطونيا لمن اعتقلوا بتهمة نسف المنشات الكهربائية وأنابيب النفط والماء، والعدوان المسلح على مقرات بعثة الأمم المتحدة والصليب الأحمر وقوات التحالف الصديقة، وعلى مقرات الأحزاب الوطنية ومنها جرائم أربيل نفسها في العيد، وقتل الشخصيات الدينية والسياسية وموظفي الخدمات وغيرهم من المواطنين. كما كان من الضروري المطالبة بإلغاء قرار إلغاء عقوبة الإعدام. فهل اعتقلت قوات التحالف المئات بعد عمليات التفجير عن عبث أو استهتار بحقوق الإنسان أم كان لكل اعتقال ظروفه ومبرراته؟. ولربما كان بين المعتقلين أبرياء مما يستوجب المحاكمات العادلة والسريعة. والحقيقة أن خطأ قوات التحالف هو في الاعتقال ثم في إطلاق السراح مجانا وقبل أية محاكمة عراقية.

وإضافة لكل هذا، فإن من الغريب عدم الإشارة لما تعانيه المرأة من عدوان عليها حتى في الكليات والجامعات، وفرض الحجاب قسرا حتى على المسيحيات والأجنبيات كما يجري في البصرة مثلا، حيث طغيان الأحزاب والجماعات الدينية، وحيث نجد من بين الشرطة الجديدة نفسها من يطلبون من الأجنبيات لبس الحجاب كما أكدت التقارير الأخيرة. ولا أدري هل توقف المؤتمر عند المنشورات الدينية المتطرفة التي توزع في جامعات بغداد واللافتات التي تعتبر السفور "فجورا"، وهل عالج ظاهرة اضطهاد المسيحيين وقتل عدد منهم، ومنع المطاعم في بعض مناطق الجنوب من بث الأغاني وتدمير محلات بيع الخمور، أم أن المؤتمر يتجاوز كل هذه الانتهاكات باسم المصالحة والتوفيقية؟

إن الصمت المطبق لمجلس الحكم وتوصيات المؤتمر عن انتهاكات كهذه ليس مصالحة وطنية ولا تسامحا إنسانيا، فالتسامح مع أعداء التسامح خطأ كبير.

ولي عودة للموضوع بعد الاطلاع على تفاصيل أوفى عن مناقشات المؤتمر وتفاصيل توصياته.



#عزيز_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مجموعة مقالات
- هل أصبح مجلس الحكم أسير الإسلاميين ورجال الدين؟
- تجمع ديمقراطي عراقي متميز في وضع سياسي معقد..
- بعض الملاحظات عن مواقف المسؤولين العراقيين
- معركة الحجاب المفتعلة في فرنسا...
- لا لقوات التحالف! عاشت قوات فرنسا وروسيا وسوريا في العراق!
- فرنسا طبيبة العراق!
- الجريمة الكبري والخسارة الفادحة، مسؤولية التوعية ضد التطرف و ...
- شهيد الاعتدال والوحدة الوطنية
- من أجل ديمقراطية علمانية
- الحقد المسعور على الشعب العراقي
- اول رئيس وزراء في العهد الجمهوري.. كان وسطياً دفعه الشارع وا ...
- أوقفوها في مهدها الوافدة الطالبانية في العراق !!
- أمريكا والعراق بعد صدام
- هل يريدونها طالبان عراقية؟
- العراق بين التدخل الإيراني ومخاطر التخريب الصدامي
- وقفة تحليلية لمسائل عراقية ملتهبة
- لقاء الأضداد حول العداء لأمريكا بحجة العراق!! لا للحرب.. أجل ...
- شباط 1963 : دم وعبر!
- الإسلام و العلمانية


المزيد.....




- أين بوعلام صنصال؟.. اختفاء كاتب جزائري مؤيد لإسرائيل ومعاد ل ...
- في خطوة تثير التساؤلات.. أمين عام الناتو يزور ترامب في فلوري ...
- ألم الظهر - قلق صامت يؤثر على حياتك اليومية
- كاميرا مراقبة توثق لقطة درامية لأم تطلق كلبها نحو لصوص حاولو ...
- هَنا وسرور.. مبادرة لتوثيق التراث الترفيهي في مصر
- خبير عسكري: اعتماد الاحتلال إستراتيجية -التدمير والسحق- يسته ...
- عاجل | نيويورك تايمز: بدء تبلور ملامح اتفاق محتمل بين إسرائي ...
- الطريقة المثلى لتنظيف الأحذية الرياضية بـ3 مكونات منزلية
- حزب الله يبث مشاهد استهداف قاعدة عسكرية إسرائيلية بصواريخ -ن ...
- أفغانستان بوتين.. لماذا يريد الروس حسم الحرب هذا العام؟


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - عزيز الحاج - قراءة أولية في توصيات مؤتمر المصالحة في أربيل