عزيزي محمد غانم

مشعل التمو

الحوار المتمدن-العدد: 789 - 2004 / 3 / 30 - 07:51
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    

لم نلتق يوما , لقاء اعتياديا , ولكننا التقينا دائما لقاء إنسانيا , لقاء تفاعليا , تضامنيا , التقينا في حقول لا تنضب وفي ميادين محاطة بأسلاك شائكة ومعابر حدودية .
صحيح كانت تجمعنا ذات البقعة الجغرافية , وذات مسمى نحمله لمضامين مختلفة , ساد وخيم حتى بات مزرعة أو غابة أو مسلخ ؟ فليسموه ما شاءوا , لكنه باق كوطن وان اختزلوه , باق كواحة حب وان زرعوه سجونا ومعتقلات , باق كحاضنة وئام وتعايش وان كانت عمليات الاخصاء مستمرة ومستديمة ؟
فوضى وارتباك مريب , وتعامل امني يعاود إنتاج ذاته المنكمشة , ليعمل فتكا آخر في واقع سياسي هو أصلا مفكك ومنسي ومدان ؟
نحن يا عزيزي محمد غانم , في مكان وزمان , يجمعنا الغياب , فقد اغتالوا فينا الحضور , خنقوا في دواخلنا الإنسان , وبتنا مدانين وان صمتنا , أصحاب شبهة وان سكن العقل فينا , نزلاء معتقلات أن تحرك الإنسان لدينا , ضيوف مقابر أن طالبنا بوجودنا ؟
كنت واحدا ممن تجاوز المًعبر وأسلاكه , وهم كثر , اخترقت المنطوق وصولا إلى نسبية الحقيقة , أطحت باليات اللجم وطقوس الرهبة والرهاب , تعاملت عقلانيا مع ما ورائيات الشعارات وجدلها العقيم .
اعتقالك يا صديقي رهن باللاءات المتعددة ومحاولات خنق واقع متحرك كان دوما ضحية كوجيتو الشعارات , التي رهنت نفسها بحجب الحقيقة وفك ارتباط الإنسان بالوجود , وكنا نحن وإياك والكثير من إنسانيي الأسلاك الشائكة , نُرحل إلى أموات مقابر أو أحياء مقابر , ولكننا معا نبقى نمتلك القدرة على افتضاض مكونات اللعبة وخلق روابط جديدة تؤطر وجودنا , وتجمع أوصالنا , وأوصال وطن , لا يحمل من مواصفاته سوى الاسم ؟
نحن الإنسان يا صديقي , وهي ضريبة الإنسان , وعلاقتنا تبقى هي حبل صرة وجودنا , ووجودنا وتكاتفنا يرتبط بالحقيقة ؟
حقيقة وطن , وحقيقة شعب , وحقيقة مطلب , وفوق هذا وذاك حقيقة إنسان , يسعى ليكون إنسان في ميدان تتوافر فيه الأشياء إلا الإنسان ؟
محمد غانم , أنت منا , ونحن منك , وكلنا ننتمي إلى وطن قيد التأسيس ؟
تحية إنسانية لك ولكل من يتحرك داخله الإنسان ؟


القامشلي
29/3/2004

كاتب كوردي – ناشط في لجان إحياء المجتمع المدني في سوريا

#مشعل_التمو (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات