أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق التميمي - أيهما يستحق الجنة؟














المزيد.....


أيهما يستحق الجنة؟


توفيق التميمي
كاتب وباحث في شؤون التاريخ والذاكرة العراقية

(Tawfiktemimy)


الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:53
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


في ذروة هزائمنا بمعارك التقدم والحروب والثقافات والحضارة زفت الينا ام كلثوم البشرى بحيازتها لبندقية صدئة تذهب بها لفلسطين لتحريرها من العدو الغاشم (اصبح عندي الان بندقية ...الى فلسطين خذوني معكم )تلك البندقية الصدئة المتهرأة التي حازتها ام كلثوم شعريا كانت تختصر بصدئها وزيفها كل هزائمنا ملوكا ورعايا، دولا ومجتمعات في العالم النائم بأفيون الاغاني والغارق بمصل الشعارات القومية الطالعة والمخدرة بامجاد التراث الذي يقطر من صفحاته نجيع الدماء وزهو الفتوحات العقيمة .
لم تعلن ام كلثوم( ببشارة البندقية )هزيمتنا الحربية في سوح القتال فقط بل كانت بداية لسلسلة من الهزائم المتوالية ابتدأت بتسلط الدكتاتوريات التي قادها جنرالات الهزائم العائدون من حروب التحرير خائبين وقراصنة الشعارات الذين هزمتهم خنادق العدو،فعادوا متفرعنين على شعوبهم المقهورة في ثنائية غريبة مابين غابات السجون التي زرعوها وسط صحراء مترامية والتخلف بكل مستوياته على خزائن النفط المطمورة .
خسرنا الحرب ولم ننتبه لخديعة الانتشاء بامتلاك البنادق المزيفة التي ادخلتنا في زمن المزايدات والشعارات ومحنة السجون الرهيبة ،وكذلك لم ننتبه الى سرطان التخلف الذي امتد من العائلة الى مختبرا ت الجامعة الخاوية .
بعد عقود من السنين من اغنية ام كلثوم اصبح بامكاني ان اتغنى على طريقة ام كلثوم بتغيير بسيط في كلماتها (اصبح عندي الان لابتوبا) وهو جهاز صغير يجعل العالم كله بين يدي..يضعني في لحظة امام فرجة مجانية لمنتجات الحداثة الكونية واخر انباء العالم المحتدم بالصراعات والوقائع والمبتكرات بضغطة زر رقيقة بديلة لضغطة الزناد المرتجفة للبندقية الصدئة واصبح بامكاني من خلال هذا الجهاز الصغير ان اعبر عن افكاري وتواصلي مع بني البشر ولكن هذه المرة بالافكار وحوار الكلمات وليس بخدعة البنادق وصليل سيوف التاريخ واوهامه .
من المفارقة بالامر ان انتشائي باللابتوب وحيازته كان قد سبقني اليهاالطفل الياباني منذ عقود عندما كانت اجيالنا تتسمر على المذياع بانتظار اطلالة ام كلثوم لتزف لهم بشرى البنادق وتنثر عليهم عطور النوم وخدره اللذيذ في مساءات الحروب واستلاب الارادةوتسلط جنرالات الهزيمة ،لااعتقد ان استبدالنا بندقية الهزائم بلابتوب الحضارة الجديدة سيردم الهوة بين زمنين وحضارتين بهذه السرعة الممكنة .
ولااعتقد ان المسافة بين البندقية الكلثومية واللابتوب الحضاري اصبحت ضيقة للدرجة التي تعافينا فيها تماما من زمن الخديعة والاوهام والاكاذيب .
ولكني اتساءل فقط في هذه المسافة الفاصلة بين البندقية واللابتوب ،من يستحق ان يرث الارض ويكون خليفتها بجدارة .. صانع البنادق الصدئة وأوهامها أم صانع اللابتوب ومباهجه ؟
.من يستحق الجنة وخلافة الارض حقا ...ذلك الذي يصرخ باسم الله في بيوته ويسرق وقت العمل وقضاء حاجات الخلق بصلواته الكثيرة وادعيته الطويلة في الوقت الذي لايتورع ان يصادر عقول الناس ويوغل بتسطيحها وينبش روائح التخلف والظلامية من قبورها لعيون سلطته الدينية او الدنيوية ومصالحه الانانية ،ام ذلك الذي يقضي نهاراته في مختبرات العلم ومواقع الاكتشاف لينير ظلمات الارض ويكشف اسرارها المخبوئة ويضعها في خدمة بني البشرية ويصنع من الطبيعة وكنوزها مصادر للسعاة الانسانية دون أن يتكلم نيابة عن الله اوغيره وانما بجدارة منسوب حضارته التي بلغها بالجد والبحث والاجتهاد والمكابدة والاخلاص .
من يستحق وراثة الارض وخلافتها هذا ام ذاك ؟



#توفيق_التميمي (هاشتاغ)       Tawfiktemimy#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فالنتاين عراقي
- العزاء للعراقيين بيوم 8 شباط الاسود
- نريد ثقافة للافراح والميلاد
- مصيدة الشعار الانتخابي
- فتاوى التكفير تلاحق ميكى ماوس الوديع
- الشهيد مصطفى العقاد المقتول قبل آوان فيلم التسامح
- التدين في واد وشبابنا في واد آخر
- من الضحية المقبلة بعد كامل شياع ؟
- من هو الآخر في وطني وكيف أتعايش معه؟
- مؤتمرات عشائرية
- كامل شياع المطرود من الغابة الوحشية
- علاقتي مع يوسف شاهين
- أسمى التهاني والتعازي
- الفنانة والآثارية والروائية العراقية أمل بورتر: جاء أبي ليحت ...
- ملايين الزائريين للمراقد المقدسة يعاملوها معامل المحاكم والم ...
- الجامعة في تلك الايام
- قراءة في كتاب (المرأة في عراق ما بعد التغيير) ترسيم لملامح ا ...
- عنف تتوارثه الاجيال
- عقوق الشعراء
- عرس مائي لكاظم غيلان يؤجل عرسه المنتظر


المزيد.....




- وصول المحتجزين الإسرائيليين أربيل يهود وغادي موزيس إلى خان ي ...
- سرايا القدس تبث فيديو للأسيرة أربيل يهود قبيل إطلاق سراحها
- سرايا القدس تنشر مشاهد للأسيرين -جادي موزيس- و-أربيل يهود- ق ...
- قائد الثورة الاسلامية يزور مرقد الإمام الخميني (ره)
- خطيب المسجد الأقصى يؤكد قوة الأخوة والتلاحم بين الشعبين الجز ...
- القوى الوطنية والاسلامية في طوباس تعلن غدا الخميس اضرابا شام ...
- البابا فرنسيس يكتب عن العراق: من المستحيل تخيله بلا مسيحيين ...
- حركة الجهاد الاسلامي: ندين المجزرة الوحشية التي ارتكبها العد ...
- البوندستاغ يوافق على طلب المعارضة المسيحية حول تشديد سياسة ا ...
- تردد قناة طيور الجنة على القمر الصناعي 2024 لضحك الأطفال


المزيد.....

- السلطة والاستغلال السياسى للدين / سعيد العليمى
- نشأة الديانات الابراهيمية -قراءة عقلانية / د. لبيب سلطان
- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توفيق التميمي - أيهما يستحق الجنة؟