أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 3 ج ) ملامح الفن الدرامى فى سورة يوسف















المزيد.....



تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 3 ج ) ملامح الفن الدرامى فى سورة يوسف


أحمد صبحى منصور

الحوار المتمدن-العدد: 2572 - 2009 / 3 / 1 - 09:48
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


الجزء الثالث:

عرضنا فيما سبق لقصة يوسف من خلال إيقاعها السريع ومشاهدها المتلاحقة من بدايته مع أبيه وأخوته إلى الجب وبيت عزيز مصر ثم إلى السجن ، وتوقفنا معه وقد انتهى بعد المحن إلى عهد جديد أصبح فيه متمكنا في الأرض وعزيز مصر المشرف على خزائنها ..
وتستمر رحلتنا الدرامية مع المرحلة الأخيرة في القصة من خلال ما تبقى في سورة يوسف من مشاهد ولقطات متتابعة تحكي عن الأحداث التي جرت بين يوسف في وضعه الجديد وأخوته القادمين إليه،وذلك الجزء الأخير شديد الصلة بالجزء الأول ، وفيه تفسير الحلم الذي رآه يوسف صغيرا وشهد تحقيقه كبيرا .

أولا : سرد المشاهد الدرامية
المشهد الثاني والعشرون (او مشاهد متعددة ): ( اللقاء الأول بين يوسف عزيز مصر واخوته )
( وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ ) ( يوسف 58 )
تأتي الآية القرآنية بذلك المشهد الذي تدور لقطاته في مصر ، كالأتي:
*لقطة لأخوة يوسف في دخولهم مصر ضمن جموع الجوعى القادمين لمصر . *لقطة أخرى لهم وهم على باب عزيز مصر .. ويتكثف ذلك كله في قوله تعالى " وَجَاءَ إِخْوَةُ يُوسُفَ "
*لقطة الدخول عليه " فَدَخَلُواْ عَلَيْهِ "
*لقطة ليوسف وقد رآهم وعرفهم بينما هم لا يعرفون أن عزيز مصر هو يوسف أخوهم " فَعَرَفَهُمْ وَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ " .
وقد سكت القرآن عن كثير من التفصيلات المفهومة ، ففى ذلك اللقاء الأول طلبوا منه الميرة والطعام ، ولم يذكر القرآن ذلك لأنه مفهوم من السياق في ذلك المشهد وفي المشهد الذي يليه .
وهنا مشاهد أخرى متروكة ، وهى تقع ضمن نقلة فى الزمان وفى المكان بين هذا المشهد وما قبله ، فهنا نقلة زمنية فيما بين تولي يوسف منصب عزيز مصر المشرف على خزائنها إلى زمن جديد حدثت فيه المجاعة في مصر وخارجها، وفيه نقلة أخرى في المكان إلى فلسطين حيث عانى أهلها ومن بينهم أسرة يوسف من المجاعة ، وتلك الفترة الزمنية والانتقال المكاني تركه القرآن الكريم لذكاء القارئ ليفهمه .
ومن الممكن للسيناريست البارع الإبداع هنا بالصورة المعبرة دون حوار ، حيث يصف بالصورة حلول المجاعة فى مصر وفى فلسطين ،من الوادى الى الصحراء ، ولكن مع فارق أساس أن للمصريين مخزون طعام يكفيهم ، ويتم توزيعه عليهم بنظام وعدل ،بينما يتضور الناس فى فلسطين جوعا الى درجة أكل أصول الشجر بعد ذبح وموت كل الأنعام ، ويصور حزن يعقوب وهو يرى أولاده وأحفاده على شفا الجوع ، وأمره لهم بالرحيل الى مصر لشراء الميرة والطعام منها ،ويصوره وهو يحلم بولده يوسف فى مصر وهو مطمئن الى رعاية الله جل وعلا له ، ويصوره وهو يحلم بلقاء أبنائه بأخيهم الغائب .
ومن الممكن للسيناريست أن يبدع فى تصوير صامت للتزاحم بين الوافدين لشراء الميرة و الطعام ، مع وجود نظام فى الشراء والتوزيع ، ويمكنه الابداع فى تصويره لانبهار أخوة يوسف بالعمران المصرى حين يدخلون عاصمتها ، ويزداد انبهارهم وهم يدخلون قصر العزيز بايواناته و ممراته ، وكل ذلك يفسر كيف أنهم لا يمكن أن يتصوروا أن عزيز مصر هو يوسف أخوهم الذى رموه من قبل فى الجب.
ويمكن للسيناريست أن يبدع فى لقطات فلاش باك ليوسف حين رأى أخوته يأتون اليه فى حالة مرزية ، ويسترجع ذكرياته وهم يلقونه فى الجب ،وهو طفل صغير يستغيث بهم فلا يرحموه ، وتضيع صرخاته وهو فى الجب بينما هم يتركونه مبتعدين عنه.

المشهد الثالث والعشرون : ( المساومة على إحضار بنيامين )
( نهارخارجى ـ خزائن الغذاء )
(وَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ قَالَ ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ قَالُواْ سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ ) يوسف ( 59 :62 )

ويبدأ بلقطة حركية ليوسف وهو يشرف على تجهيز الطعام لأخوته .
ثم لقطة حوارية يقول فيها يوسف لأخوته " ائْتُونِي بِأَخٍ لَّكُم مِّنْ أَبِيكُمْ أَلاَ تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَاْ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ " وذلك يعني أن يوسف حين عرفهم لم يجد أخاه الشقيق بنيامين معهم ، وانه قد أكرمهم وأنزلهم في مسكن ملائم لهم .. وذلك بالتبعية يستلزم مشاهد أخرى ـ سكت عنها القرآن الكريم ـ تصور حالهم وقد نزلوا في تلك المساكن وتمتعوا بالإقامة فيها قبل أن يستدعيهم يوسف ليطلب منهم إحضار أخيهم بنيامين معهم ، وهو يعلم أنه قد أجتذبهم إلى صفه بكرمه معهم ، ولا يكتفي بذلك بل يهددهم " فَإِن لَّمْ تَأْتُونِي بِهِ فَلاَ كَيْلَ لَكُمْ عِندِي وَلاَ تَقْرَبُونِ " ويردون عليه بما يشرح صدره " سَنُرَاوِدُ عَنْهُ أَبَاهُ وَإِنَّا لَفَاعِلُونَ " .
وحتى تقوى حجتهم عند أبيهم تأتي اللقطة التالية ليوسف وهو بعيد عن أخوته يأمر أتباعه بأن يضعوا ثمن الميرة التي احضرها أخوته في نفس رحالهم ، " وَقَالَ لِفِتْيَانِهِ اجْعَلُواْ بِضَاعَتَهُمْ فِي رِحَالِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَعْرِفُونَهَا إِذَا انقَلَبُواْ إِلَى أَهْلِهِمْ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ"

المشهد الرابع والعشرون : ( إحضار بنيامين )
(فَلَمَّا رَجَعُوا إِلَى أَبِيهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مُنِعَ مِنَّا الْكَيْلُ فَأَرْسِلْ مَعَنَا أَخَانَا نَكْتَلْ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ قَالَ هَلْ آمَنُكُمْ عَلَيْهِ إِلاَّ كَمَا أَمِنتُكُمْ عَلَى أَخِيهِ مِن قَبْلُ فَاللَّهُ خَيْرٌ حَافِظًا وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ وَلَمَّا فَتَحُواْ مَتَاعَهُمْ وَجَدُواْ بِضَاعَتَهُمْ رُدَّتْ إِلَيْهِمْ قَالُواْ يَا أَبَانَا مَا نَبْغِي هَذِهِ بِضَاعَتُنَا رُدَّتْ إِلَيْنَا وَنَمِيرُ أَهْلَنَا وَنَحْفَظُ أَخَانَا وَنَزْدَادُ كَيْلَ بَعِيرٍ ذَلِكَ كَيْلٌ يَسِيرٌ قَالَ لَنْ أُرْسِلَهُ مَعَكُمْ حَتَّى تُؤْتُونِ مَوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ لَتَأْتُنَّنِي بِهِ إِلاَّ أَن يُحَاطَ بِكُمْ فَلَمَّا آتَوْهُ مَوْثِقَهُمْ قَالَ اللَّهُ عَلَى مَا نَقُولُ وَكِيلٌ وَقَالَ يَا بَنِيَّ لاَ تَدْخُلُواْ مِن بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُواْ مِنْ أَبْوَابٍ مُّتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنكُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِنِ الْحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَعَلَيْهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ) يوسف ( 63 : 67 )
يبدأ برجوع الأخوة إلى أبيهم يعقوب في فلسطين ، ثم يحدث حوار بينهم حتى يسمح لهم باصطحاب أخيهم بنيامين إلى مصر .
واللقطة الأولى لهم مع أبيهم وهم يكذبون عليه يزعمون أنهم لم يحصلوا على الميرة بسبب عدم وجود أخيهم بنيامين معهم وتعهدهم بالمحافظة عليه . ويفهم القارئ أنهم اتفقوا مع بعضهم أثناء العودة على أن يقولوا لأبيهم هذه الكذبة ، ولم تكن الكذبة الأولى بالطبع ،وأبوهم لم يثق فيهم وهو يرد عليهم يذكرهم بكذبتهم السابقة عليه حين زعموا أن يوسف قد أكله الذئب ، فكيف يأمنهم على أخ يوسف الشقيق بعد ما فعلوه مع يوسف من قبل.
واللقطة الثانية وهم قد رجعوا إلى بيوتهم وقد فتحوا أمتعتهم التي حملت المئونة من مصر فيفاجأون بأن ثمنها قد وضعه يوسف لهم في الأمتعة .
واللقطة الثالثة وهم يرجعون إلى أبيهم بالبشرى أو الحجة الجديدة التي وضعها لهم يوسف ، والقرآن يعبر عن اللقطتين معا .
ويوافق أبوهم على أن يصحبوا أخاهم بنيامين معهم بعد أن يعطوه موثقا من الله أن يرجعوا به إلا في حالة الضرورة القصوى التي لا قبل لهم بها . ومع ذلك أوصاهم بأن يدخلوا مصر من أبواب متفرقة ، حتى لا يثيروا الشبهات بسبب كثرتهم .

المشهد الخامس والعشرون : (فى الطريق ) ( نهار خارجى )
(وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم) يوسف ( 68 ) ، ( 82 )
عن عودة الإخوة إلى مصر ، وقد رجعوا طبقا لنصائح أبيهم ،إذ دخلوا من حيث أمرهم أبوهم .
وهناك أشارات في آية ( 82 ) إلى أنهم نزلوا قرية في الطريق ، وأنهم صحبوا قافلة ، وتعاملوا مع أصحاب القرية وركاب القافلة :( وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا) يوسف (82)، ومن هذه الاشارة يمكن للسيناريست أن يبدع فى مشاهد حركية للأخوة وهم فى سفرهم من عند أبيهم الى يوسف وقد نزلوا بتلك القرية وامضوا ليلتهم فى خان وساروا فى سوق يتعاملون مع أهل القرية ،يضحكون ويتسامرون ومعهم أخوهم بنيامين ذاهبين به الى عزيز مصر .
وسيختلف الحال عند العودة لأبيهم بدون بنيامين ، وهم يمرون على نفس القرية ، وقد شاع فى القرية خبر سرقة بنيامين واسترقاقه عقابا على سرقته.
ويستفاد أن هذه القرية كانت محطة للمسافرين المارين بها على طريق القوافل بين مصر وفلسطين ، وكانت تروج فيها أخبار ما يحدث حيث يتناقل المسافرون مع أهل القرية الأنباء ، وكان منها ما حدث لبنيامين واتهامه بالسرقة . تقديم القرية فى وضعين مختلفين مهم جدا فى السرد الدرامى ،والاشارة اليها ضمنيا ومبكرا هنا لفتة رائعة. .
المشهد السادس والعشرون ( أو مشاهد متعددة )
(لقاء الإخوة بيوسف واستبقاء يوسف لأخيه بنيامين)
(وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ وَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَخَاهُ قَالَ إِنِّي أَنَاْ أَخُوكَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ فَلَمَّا جَهَّزَهُم بِجَهَازِهِمْ جَعَلَ السِّقَايَةَ فِي رَحْلِ أَخِيهِ ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذِّنٌ أَيَّتُهَا الْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ قَالُواْ وَأَقْبَلُواْ عَلَيْهِم مَّاذَا تَفْقِدُونَ قَالُواْ نَفْقِدُ صُوَاعَ الْمَلِكِ وَلِمَن جَاءَ بِهِ حِمْلُ بَعِيرٍ وَأَنَاْ بِهِ زَعِيمٌ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ عَلِمْتُم مَّا جِئْنَا لِنُفْسِدَ فِي الأَرْضِ وَمَا كُنَّا سَارِقِينَ قَالُواْ فَمَا جَزَاؤُهُ إِن كُنتُمْ كَاذِبِينَ قَالُواْ جَزَاؤُهُ مَن وُجِدَ فِي رَحْلِهِ فَهُوَ جَزَاؤُهُ كَذَلِكَ نَجْزِي الظَّالِمِينَ فَبَدَأَ بِأَوْعِيَتِهِمْ قَبْلَ وِعَاء أَخِيهِ ثُمَّ اسْتَخْرَجَهَا مِن وِعَاء أَخِيهِ كَذَلِكَ كِدْنَا لِيُوسُفَ مَا كَانَ لِيَأْخُذَ أَخَاهُ فِي دِينِ الْمَلِكِ إِلاَّ أَن يَشَاء اللَّهُ نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ قَالُواْ إِن يَسْرِقْ فَقَدْ سَرَقَ أَخٌ لَّهُ مِن قَبْلُ فَأَسَرَّهَا يُوسُفُ فِي نَفْسِهِ وَلَمْ يُبْدِهَا لَهُمْ قَالَ أَنتُمْ شَرٌّ مَّكَانًا وَاللَّهُ أَعْلَمْ بِمَا تَصِفُونَ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ إِنَّ لَهُ أَبًا شَيْخًا كَبِيرًا فَخُذْ أَحَدَنَا مَكَانَهُ إِنَّا نَرَاكَ مِنَ الْمُحْسِنِينَ قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ أَن نَّأْخُذَ إِلاَّ مَن وَجَدْنَا مَتَاعَنَا عِندَهُ إِنَّا إِذًا لَّظَالِمُونَ فَلَمَّا اسْتَيْأَسُواْ مِنْهُ خَلَصُواْ نَجِيًّا قَالَ كَبِيرُهُمْ أَلَمْ تَعْلَمُواْ أَنَّ أَبَاكُمْ قَدْ أَخَذَ عَلَيْكُم مَّوْثِقًا مِّنَ اللَّهِ وَمِن قَبْلُ مَا فَرَّطتُمْ فِي يُوسُفَ فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي أَوْ يَحْكُمَ اللَّهُ لِي وَهُوَ خَيْرُ الْحَاكِمِينَ ارْجِعُواْ إِلَى أَبِيكُمْ فَقُولُواْ يَا أَبَانَا إِنَّ ابْنَكَ سَرَقَ وَمَا شَهِدْنَا إِلاَّ بِمَا عَلِمْنَا وَمَا كُنَّا لِلْغَيْبِ حَافِظِينَ وَاسْأَلِ الْقَرْيَةَ الَّتِي كُنَّا فِيهَا وَالْعِيرَ الَّتِي أَقْبَلْنَا فِيهَا وَإِنَّا لَصَادِقُونَ ) يوسف ( 69 : 82 )
وفيه لقطات لمشاهد متتابعة .
مشهد خارجى لهم وهم يدخلون الحدود المصرية الشرقية ومعهم اخوهم بنيامين ، ومع تعليق للراوى يقول (وَلَمَّا دَخَلُواْ مِنْ حَيْثُ أَمَرَهُمْ أَبُوهُم مَّا كَانَ يُغْنِي عَنْهُم مِّنَ اللَّهِ مِن شَيْءٍ إِلاَّ حَاجَةً فِي نَفْسِ يَعْقُوبَ قَضَاهَا وَإِنَّهُ لَذُو عِلْمٍ لِّمَا عَلَّمْنَاهُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لاَ يَعْلَمُونَ ) ويمكن للسيناريست هنا أن يوضح المشار اليه فى الاية من وجود دولة حقيقية فى مصر فى هذا العصر السحيق ، دولة لها حدود وعلى حدودها بوابات وحرس وجنود تفتش القادمين ، وتستدعى منهم الحذر ، بل تستدعى أن يوصلى يعقوب ابناءه أن يدخلوا من أبواب متفرقة و ليس من با واحد حتى لا يثيروا الشبهة ،بل تستدعى منه كل هذا الحرص مع علمه بالوحى الالهى إن الله جل وعلا غالب على أمره . ومن الطبيعى ان يحتوى هذا المشهد على لقطات متتابعة (فوتومونتاج ) تصف تدافع القادمين على أبواب (أو معابر ) الحدود المصرية ، وقيام الجنود المصريين بالتنظيم والحراسة و التفتيش.
ثم مشهد اللقاء الثانى بين يوسف واخوته حيث راى اخاه بنيامين لأول مرة،وفيه عدة لقطات :
لقطة لقاء يوسف بالإخوة ومعهم بنيامين . ( ولما دخلوا على يوسف).
لقطة لاستدعاء يوسف لأخيه بنيامين وحده وتعرفه إليه: (آوى إليه أخاه وقال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون ).
لقطة ليوسف وهو يشرف على تجهيز المؤونة لإخوته وقد أمر غلمانه بأن يضعوا الميزان في متاع أخيه بنيامين (فلما جهزهم بجهازهم جعل السقاية في رحل أخيه).
لقطة لإخوته راجعين بالمؤن ويناديهم أحد غلمان يوسف يتهمهم بالسرقة " ثم أذن مؤذن أيتها العير إنكم لسارقون "
لقطة للإخوة يستديرون بالحمولة قائلين في دهشة عن ذلك الاتهام :(قالوا وأقبلوا عليهم ماذا تفقدون) ويرد عليهم يوسف يتحدث بوصفه القائد الذى يتكلم بصيغة الجمع :( قالوا نفقد صواع الملك ولمن جاء به حمل بعير وأنا به زعيم )ويردون بنفي التهمة: ( قالوا تالله لقد علمتم ما جئنا لنفسد في الأرض وما كنا سارقين) ، ويسألهم يوسف وهو يعلم جزاء السرقة عندهم:(قالوا فما جزاؤه إن كنتم كاذبين) ، وكان السارق يفقد حريته جزاء سرقته: ( قالوا جزاؤه من وجد في رحله فهو جزاؤه كذلك نجزي الظالمين )،
ويفتش أوعيتهم قبل وعاء أخيه ثم يستخرجها من وعاء أخيه ، وبذلك تثبت التهمة على بنيامين ويصبح عبدا تابعا للملك ، ويردون يتهمون أخاهم يوسف بالسرقة ، وهم لا يعلمون أن يوسف هو الذي أمامهم: ( قالوا إن يسرق فقد سرق أخ له من قبل) ويكتم يوسف الدفاع عن نفسه في نفسه ويقول لهم فى ضميره : (أنتم شر مكانا والله أعلم بما تصفون ). ويستعطفونه : ( قالوا يا أيها العزيز إن له أبا شيخا كبيرا فخذ أحدنا مكانه إنا نراك من المحسنين )،ويرفض رجاءهم:( قال معاذ الله أن نأخذ إلا من وجدنا متاعنا عنده إنا إذن لظالمون)أى يتحدث أيضا بصيغة الجمع. ويلاحظ أنه لم يقل ( أن نأخذ إلا من سرق ) لأن أخاه لم يسرق ، وإنما وجدوا المتاع عنده فقط ..
ثم مشهد لهم بدون بنيامين وقد تصدر المشهد أخوهم الأكبر راءوبين وهو يكلمهم فى اجتماع سريً يتباحثون فيما يفعلون بعد أن يأسوا من سماح يوسف لهم باسترجاع بنيامين ، ويذكرهم بخطيئتهم الأولى مع يوسف ، ويعلن أنه لن يرجع لأبيه إلا بعد أن يأذن له أبوه أو يحكم الله تعالى له ، ويأمرهم بالرجوع لأبيهم يعقوب بدونه ويخبرونه بأن ابنه بنيامين سرق ، ولأبيهم أن يستوثق من صدقهم بسؤال القافلة والقرية التي نزلوا فيها .
كما قلنا فمن الممكن الاختصار بمشهد واحد ، وممكن أيضا ابتكار مشاهد إضافية بلقطات مختلفة للتوضيح .

المشهد السابع والعشرون : الرجوع للأب بدون بنيامين وبدون راءوبين.
(قَالَ بَلْ سَوَّلَتْ لَكُمْ أَنفُسُكُمْ أَمْرًا فَصَبْرٌ جَمِيلٌ عَسَى اللَّهُ أَن يَأْتِيَنِي بِهِمْ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ وَتَوَلَّى عَنْهُمْ وَقَالَ يَا أَسَفَى عَلَى يُوسُفَ وَابْيَضَّتْ عَيْنَاهُ مِنَ الْحُزْنِ فَهُوَ كَظِيمٌ قَالُواْ تَاللَّه تَفْتَأُ تَذْكُرُ يُوسُفَ حَتَّى تَكُونَ حَرَضًا أَوْ تَكُونَ مِنَ الْهَالِكِينَ قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ يَا بَنِيَّ اذْهَبُواْ فَتَحَسَّسُواْ مِن يُوسُفَ وَأَخِيهِ وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللَّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ ) ( يوسف 83 : 87 )
1 ـ وهنا يتم الانتقال في روعة بالغة بين آخر كلمة قالها راءوبين لأخوته قولوا لأبيكم كذا وبعدها مباشرة يأتي رد الأب ، وذلك يعني أن القرآن الكريم ترك تفصيلات معروفة للقارئ تشمل رجوع القافلة للأب وقولهم رسالة ابنه الأكبر راءوبين ورد الأب عليها ، والقرآن يصل بين هذا وذاك ويتجاوز تلك الثرثرة المفهومة من قول راءوبين " ارجعوا إلى أبيكم فقولوا يا أبانا أن أبنك سرق وما شهدنا إلا بما علمنا وما كنا للغيب حافظين ، واسأل القرية التي كنا فيها والعير التي اقبلنا فيها وإنا لصادقون " والمفهوم رجوعهم وقولهم ذلك ، لذا يأتي مباشرة بعدها " قال بل سولت لكم أنفسكم أمرا ً " وهذا قول يعقوب لأبنائه في فلسطين بعد رجوعهم .
وينسى يعقوب ابنيه بنيامين وراءوبين ويتذكر يوسف على أمل أن يكون يوسف هو العامل الخفي فيما حدث ويأمرهم بالعودة والبحث عن يوسف هناك فربما يكون أخوه بنيامين معه يقول لهم " فصبر جميل عسى الله أن يأتيني بهم جميعا أنه هو العليم الحكيم ، وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف وابيضت عيناه من الحزن فهو كظيم " ويردون عليه " قالوا تالله تفتؤ تذكر يوسف حتى تكون حرضا أو تكون من الهالكين ، قال إنما أشكو بثي وحزني إلى الله وأعلم من الله ما لا تعلمون ، يا بني اذهبوا فتحسسوا من يوسف وأخيه ولا تيأسوا من روح الله .. "

المشهد الثامن والعشرون : تعارف الأخوة على يوسف
(ليل داخلى ـ مقر يوسف عزيز مصر)
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَيْهِ قَالُواْ يَا أَيُّهَا الْعَزِيزُ مَسَّنَا وَأَهْلَنَا الضُّرُّ وَجِئْنَا بِبِضَاعَةٍ مُّزْجَاةٍ فَأَوْفِ لَنَا الْكَيْلَ وَتَصَدَّقْ عَلَيْنَا إِنَّ اللَّهَ يَجْزِي الْمُتَصَدِّقِينَ قَالَ هَلْ عَلِمْتُم مَّا فَعَلْتُم بِيُوسُفَ وَأَخِيهِ إِذْ أَنتُمْ جَاهِلُونَ قَالُواْ أَإِنَّكَ لَأَنتَ يُوسُفُ قَالَ أَنَاْ يُوسُفُ وَهَذَا أَخِي قَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَيْنَا إِنَّهُ مَنَّ يَتَّقِ وَيَصْبِرْ فَإِنَّ اللَّهَ لاَ يُضِيعُ أَجْرَ الْمُحْسِنِينَ قَالُواْ تَاللَّهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللَّهُ عَلَيْنَا وَإِن كُنَّا لَخَاطِئِينَ قَالَ لاَ تَثْرِيبَ عَلَيْكُمُ الْيَوْمَ يَغْفِرُ اللَّهُ لَكُمْ وَهُوَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ اذْهَبُواْ بِقَمِيصِي هَذَا فَأَلْقُوهُ عَلَى وَجْهِ أَبِي يَأْتِ بَصِيرًا وَأْتُونِي بِأَهْلِكُمْ أَجْمَعِينَ ) يوسف ( 88 : 93 )
وكالعادة يدخل القرآن مباشرة في دخولهم مباشرة على يوسف ، ويتجاوز الحديث عن رحلة العودة إلى مصر . ويدخل الأخوة جميعا - بدون بنيامين ـ ويطلبون الميرة من يوسف ويعتذرون بقلة المقابل المدفوع ويرجون تصدقه عليهم ، ويفاجئهم يوسف بسؤالهم عما فعلوه مع يوسف وأخيه حين سيطر عليهم الجهل ، ويتذكرون ما أشار إليهم أبوهم حين أمرهم بأن يتحسسوا من يوسف وأخيه وحين قال لهم أنه يعلم من الله مالا يعلمون ، ويرون بنيامين مع عزيز مصر الذي يسألهم عن جريمتهم مع يوسف وأخيه ، ويعرفون فجأة أنه لابد أن يكون يوسف " قالوا إنك لأنت يوسف ؟ قال أنا يوسف وهذا أخي قد من الله علينا ، انه من يتق ويصبر فأن الله لا يضيع أجر المحسنين " ويعتذرون إليه ويقبل اعتذارهم .
ويرسلهم بقميصه إلى أبيه ، بدلا من القميص القديم الذي حمل دما ملوثا .. ويخبرهم بأن يضعوا القميص على وجه أبيه ليبصر ، ويأمرهم أن يحملوا معهم إلى مصر كل أهلهم أجمعين .
وما سبق مشهد في لقطة واحدة حوارية ..

المشهد التاسع والعشرون
الرجوع بالبشرى للأب :( نهار خارجى : طريق العودة)
(وَلَمَّا فَصَلَتِ الْعِيرُ) (يوسف :94)
مشهد للقافلة السعيدة وهي تعود للشيخ بالنبأ السار وتحمل معها قميص يوسف .

المشهد الثلاثون بيت يعقوب ، نهار داخلى :
(قَالَ أَبُوهُمْ إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ لَوْلاَ أَن تُفَنِّدُونِ قَالُواْ تَاللَّهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ ) (يوسف 94 : 95 )
هنا انتقال في نفس الزمن الذي تسير فيه القافلة إلى يعقوب في منزله وقد أحس برائحة يوسف قادمة مع القميص ، ويلومه جلساؤه من أسرته بما يعنى عدم توقيرهم له،وأنه كان يصرح لهم باعتقاده بوجود يوسف حيا ،وهم لا يصدقونه.

المشهد الحادى والثلاثون : وصول البشرى للأب :
نهار داخلى ( بيت يعقوب )
(فَلَمَّا أَن جَاءَ الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ قَالُواْ يَا أَبَانَا اسْتَغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا إِنَّا كُنَّا خَاطِئِينَ قَالَ سَوْفَ أَسْتَغْفِرُ لَكُمْ رَبِّيَ إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ ) ( يوسف 96 : 98 )
وتدخل البشرى مع القادمين ويضعون القميص على وجه يعقوب فيبصر ، ويعترفون بذنوبهم لأبيهم ويعدهم بأن يستغفر لهم الله .
المجال مفتوح للسيناريست هنا كى يتفنن فى إظهار الاختلاف بين مشاعر المحيطين بالأب قبل وبعد البشرى.
المشهد الثانى والثلاثون
المشهد الأخير: لقاء الأب بإبنه وتحقق الحلم :
( نهار خارجى ـ الحدود المصرية وقد تزينت لاستقبال القادمين من أسرة يوسف وأهله أجمعين ،أبناء يعقوب أو أبناء (اسرائيل ) وقد أقام سرادقا للترحيب بهم
(فَلَمَّا دَخَلُواْ عَلَى يُوسُفَ آوَى إِلَيْهِ أَبَوَيْهِ وَقَالَ ادْخُلُواْ مِصْرَ إِن شَاء اللَّهُ آمِنِينَ وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّواْ لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَا أَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَايَ مِن قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا وَقَدْ أَحْسَنَ بِي إِذْ أَخْرَجَنِي مِنَ السِّجْنِ وَجَاءَ بِكُم مِّنَ الْبَدْوِ مِن بَعْدِ أَن نَّزَغَ الشَّيْطَانُ بَيْنِي وَبَيْنَ إِخْوَتِي إِنَّ رَبِّي لَطِيفٌ لِّمَا يَشَاء إِنَّهُ هُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنَ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِن تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ أَنتَ وَلِيِّي فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِمًا وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ ) يوسف ( 99 : 101 ):

يوسف يقف أمام السرادق مع أعوانه ليستقبل أبويه وأسرته على حدود مصر.
أسرته تدخل على يوسف في ديوانه وهيلمانه، ويرحب بهم جميعا يدعوهم لدخول مصر آمنين بلا تفتيش .
ويبدأ يوسف بتحية أبويه ، أباه وأمه، ويصحبهما الى أعلى كرسى فى الديوان المنصوب لاستقبال القادمين .( لاحظ المساواة بين الأب والأم هنا ، مع عدم وجود دور للأم فى احداث القصة )
أخوة يوسف مع أبيه وأمه يقومون بتحيته وفق المتعارف عليه من السجود ويكون ذلك تأويل الرؤيا التي رآها يوسف في صباه. ،(ورفع أبويه على العرش وخروا له سجدا ً )، ويوسف يتامل سجودهم له فيتذكر المنام القديم الذى حكاه من قبل لأبيه ، وقد تحقق عمليا ، فيذكّر أباه بذلك الحلم الذى تحقق.
ويدعو يوسف ربه بأن يكتمل له نعيم الآخرة كما أكتمل له نعيم الدنيا .

وأثناء سعادتهم باللقاء يأتي صوت الراوى بالتعليق النهائي على القصة يخاطب خاتم النبيين عليهم جميعا السلام ، ويستمر التعليق ليؤكد أن الغرض الأساس من القصص القرآنى هو العبرة و العظة.
ونسمع ونقرأ قوله جل وعلا فى خاتمة السورة و نهاية القصة : ( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ وَمَا تَسْأَلُهُمْ عَلَيْهِ مِنْ أَجْرٍ إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ لِّلْعَالَمِينَ وَكَأَيِّن مِّن آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُونَ وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُم مُّشْرِكُونَ أَفَأَمِنُواْ أَن تَأْتِيَهُمْ غَاشِيَةٌ مِّنْ عَذَابِ اللَّهِ أَوْ تَأْتِيَهُمُ السَّاعَةُ بَغْتَةً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَاْ وَمَنِ اتَّبَعَنِي وَسُبْحَانَ اللَّهِ وَمَا أَنَاْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ إِلاَّ رِجَالاً نُّوحِي إِلَيْهِم مِّنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُواْ فِي الأَرْضِ فَيَنظُرُواْ كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ لِّلَّذِينَ اتَّقَواْ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ حَتَّى إِذَا اسْتَيْأَسَ الرُّسُلُ وَظَنُّواْ أَنَّهُمْ قَدْ كُذِبُواْ جَاءَهُمْ نَصْرُنَا فَنُجِّيَ مَن نَّشَاء وَلاَ يُرَدُّ بَأْسُنَا عَنِ الْقَوْمِ الْمُجْرِمِينَ لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ) ( يوسف 102 : 111)
* والقارىء المؤمن حين يصل الى نهاية السورة ونهاية القصة يتذكر ما قاله رب العزة فى بداية السورة وبداية القصة عن القصص القرآنى وتلك القصة بالذات :
( آلر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ ).
* ويتدبر فى قوله جل وعلا فى نهاية القصة :( ذَلِكَ مِنْ أَنبَاء الْغَيْبِ نُوحِيهِ إِلَيْكَ وَمَا كُنتَ لَدَيْهِمْ إِذْ أَجْمَعُواْ أَمْرَهُمْ وَهُمْ يَمْكُرُونَ ).
* ثم يتأمل ما قاله جل وعلا فى نهاية السورة : (لَقَدْ كَانَ فِي قَصَصِهِمْ عِبْرَةٌ لِّأُولِي الأَلْبَابِ مَا كَانَ حَدِيثًا يُفْتَرَى وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ ).
* وأى إنسان عاقل يعلم إن الاتيان بهذا القصص الرائع فوق إمكانية رجل من قريش كان يعيش فى القرن السابع الميلادى فى شبه الجزيرة العربية بعيدا عن المناطق الحضارية فى هذا الوقت.
* وأى إنسان منصف يقارن بين قصة يوسف فى القرآن الكريم ومثيلتها فى العهد القديم يجد فارقا هائلا ..لا نريد الخوض فيه .. ونكتفى بالايمان بالله جل وعلا لا اله غيره وباليوم الآخر وبما أنزل من كتاب وبما أرسل من أنبياء ، لا نفرّق بين أحد منهم ، عليهم جميعا السلام.







#أحمد_صبحى_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 3 ب ) : ملامح الفن ال ...
- تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 3 ا )ملامح الفن الدرا ...
- هل إلى هذه الدرجة يحب الرئيس مبارك الجندى الاسرائيلى شاليط ؟
- الفاتحة للنبى ..!!
- صفحات من كتاب ( العظات و العبر فى تاريخ القرن التاسع عشر..ال ...
- منهج البخارى فى تصوير النبى محمد عليه السلام
- حوار مع تلميذ سابق
- جماعات الفتوة وصفحة من تاريخ المسلمين الاجتماعى
- من خرافات الدين الأرضى (5 ) تحول علم الحرف فى القرآن الكريم ...
- الاحتراف الدينى يناقض الاسلام
- بيان : المركز العالمى للقرآن الكريم يستنكر حجب موقع (اهل الق ...
- هذه الكراهية المقدسة للغرب .. لماذا ؟
- فى الكفر السلوكى : قيمة العمل فى الآخرة (3 د )
- الفردية فى الاسلام ( Individualism in Islam)
- دموع الإف بى آى ..!!
- بين الرئيس أوباما والملك عبدالله آل سعود
- فى رثاء ضحايا غزة: لعن الله ثقافة القطيع
- (3 ) الفزع الأكبر وقيام الساعة
- أولاد حارتهم ..!!
- ( 3 : ج )الجزاء على قدر العمل :


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....


الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد صبحى منصور - تأملات فى قصة يوسف فى القرآن العظيم ( 3 ج ) ملامح الفن الدرامى فى سورة يوسف