أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - زمن كتبة التقارير والمخبرين














المزيد.....

زمن كتبة التقارير والمخبرين


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 789 - 2004 / 3 / 30 - 07:45
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


عام مضى بالتمام والكمال على رحيل السلطة الصدامية البائدة لم يأسف لرحيلها عاقل وعراقي نظيف الضمير ، عام مضى و لم نتعرف بعد على أسم واحد فقط ممن كانوا في خدمة السلطة من وكلاء جهاز الأمن العراقي أو جهاز المخابرات أو وكلاء السفارات العراقية في الخارج أو باعة الضمائر , اعضاء الشبكات التي تكتب التقارير ضداخوتنا العراقيين في منافيهم وبلدان هجرتهم ، وعام مضى لم نتعرف بعد على العلاقات الأمنية والسرية التي كانت الأجهزة الأمنية السرية تعقدها مع صحف وصحفيين وأحزاب وحزبيين وسياسيين وأقلام وفنانيين وفنانات تؤجرها لمدد معينة تستعملها في أوقات معينة ثم تقطع عنها الأمداد والرشا فيتوقف عملها وتفاعلها حسب الأوامر فتلتزم الصمت .
عام مضى لم نتعرف بعد على الأسماء الصريحة لعناصر جمعيات المغتربين الذين قبلوا أن يكونوا في خدمة الأجهزة المخابراتية ونقرأ تقاريرهم المرفوعة بحق أخوتهم العراقيين في المهاجر والمنافي .
عام مضى لم نتعرف بعد على العلاقات التي كانت للبعض من المغرر بهم وممن لم يكنوا يعتقدوا بأن نظام صدام سيسقط يوما ما ، ولم نقرأ ماكانوا يرفعونه من تقارير الى السفارات ومحطات المخابرات العراقية التي كانت مزروعة في شتى عواصم العالم تتابع وتراقب العراقيين ، وتقوم بعمليات الأغتيالات والتخطيط لأيذاء وأرهاب العراقيين في أخر المنافي وأبعدها .
عام مضى سقطت أمبراطورية النمر الورقي البشع الذي زرع الرعب في قلوب العرب والعراقيين ، وانتهى به مقبوضاً عليه في جحر لايليق الا بالأرانب والثعالب لم نتعرف على أسم واحد ممن كانوا يضعون أنفسهم وتاريخهم وشرفهم في خدمة الطاغية .
عام مضى ونحن نراقب الأسماء المتهمة بكل هذا وهي تلاقي الأحترام والتبجيل والتقدير والأحتفاء والأقامة واللجوء وسبل الأنتقال والحماية التي ليس لها سبب سوى كون هذه العناصر كانت تعمل في خدمة الشر والطاغية .
عام مضى هربت خلاله بعض الأسماء التي كانت تعمل في أعلام الطاغية الى دول الجوار فما لقيت الأحتقار ، ولالقيت التجاهل والأستصغار ، بل وجدت مالم تتوقع من حسن الأستقبال والتوقير ووضعها في المكان الذي يليق بالشخصيات الوطنية العفيفة والمناضلة وكأنها تريد أن تقول لقد حل الزمان الرديء وأنتصرت قيم الشر والتردي العربي من خلال هذه الأسماء الهجينة والرخيصة والهابطة والسيئة السمعة .
عام مضى وهذه الأسماء المهلهلة والتي تحمل عارها وشنارها العراقي فوق أكتافها تجد من دول الجوار كل المودة والتبجيل أكراماً لأعمالها المشينة وتقديراً لأفعالها الخسيسة .
هذه الأسماء التي تم أخفائها عن أعين الناس ولاخرجت تقاريرها التي طالما أوجعت العوائل العراقية المذبوحة بسكين السلطة الحاد ، وهذه التقارير التي تم أرسالها وتسليمها لمحطات المخابرات العراقية في الخارج من قبل عراقيين باعوا شرفهم وضمائرهم لصدام ولسلطته الباغية بدراهم معدودة أو أعتقاداً منهم بأنه أقوى من أرادة الشعب .
هل سمعتم بمخبر تم احتقاره في الزمن الجديد ؟ وهل وصلكم خبر تقرير مرفوع الى محطة مخابرات تتخذ من السفارات العراقية مقراُ لها ضد مواطن عراقي ليس له علاقة بالمعارضة العراقية ؟ هل قرأتم أسم أعلامي كان يجد ويكذب من أجل تزويق السلطة البائدة ولقي عزوفاً عن الأحترام من الصحافة العربية أو الفضائية التي تمتلأ بأمثاله ؟
ونتسائل لماذا يتم التستر على هذه الأسماء ؟ بل ولماذا يتم تكريمها وتوقيرها مادامت تمتهن المهانة والأنحطاط في أفعالها وتقاريرها التجسسية ضد ابناء العراق الشرفاء ؟
ونتسائل لمصلحة من يتم التستر على تقارير السفارات ومحطات المخابرات وجمعيات المغتربين ووكلاء الأمن والمخابرات والأمن الخاص والأستخبارات ؟
ونتسائل لماذا يتم تلقف هذه النماذج وأحترامها من قبل العرب ؟ هل هو الزمن الرديء أو أشارة الى تبدل قيم العرب في أحترام الرديء وأحتقار الشريف ، الزمن العربي الجديد في محاربة الوطني المناضل وصاحب المباديء وأحترام البذيء الوصولي والجاسوس الرعديد .
هل صار العرب يحترمون من كان يتجسس على أهله وأخوته لصالح السلطة ؟ وهل صار التجسس مهنة وصفة تليق بالأنسان العربي في الزمن الأغبر ؟ ولماذا كل هذا الأنسجام بين الجهات التي تنصب نفسها في دفة السلطة القابضة على الحكم تحت قوة المحتل الأمريكي وبين القوى العربية التي تحترم كلمايمت للسلطة الغاشمة والظالمة البائدة بصلة ؟ ولماذا كل هذا التستر البغيض على هذه الأسماء التي أمتلأت بالوساخة ولم تزل تباهي بنفسها وبأفعالها ، ولم تزل تعارض وتملأ الساحة صياحاً وصراخاً دفاعاً عن جسد السلطة الذي شبع موتاً وماعاد يصلح الا للتعفن في مزابل التاريخ .
أين انتهت الأضابير والسجلات وأرقام الهواتف وصفحات الأنترنيت والرسائل الألكترونية والأسماء السرية والمحطات السرية والعناوين البريدية والتجمعات والجمعيات التي كانت تعمل للسلطة البائدة ، وأين صارت التقارير والمعلومات التي يرفعها الكتبة مع أرقام المبالغ التي كانوا يتقاضونها ؟؟
أين انتهت كل هذه ؟؟



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رحيل الكاتب والباحث العراقي أدهام عبد العزيز حسن الولي
- الفرح في الزمن الحزين
- ولكن من يحاسب الأمم المتحدة ؟
- الشهداء يحضرون نوروز هذا العام
- القوات الامريكية تستخف بحقوق الأنسان في العراق
- تحية الى الشاعرة الفلسطينية سلافة حجاوي
- الى انظار السيد هوشيار الزيباري – وزير خارجية العراق المحترم
- الموت العراقي الجميل
- الذبح على الطريقة الأسلامية
- الدعوات المريضة للنيل من الأيزيدية
- الكتابة بعيداً عن الحقيقة
- ملاحظات سريعة على نصوص قانون أدارة العراق للمرحلة الأنتقالية
- وصايا أيلي زغيب الى صدام حسين
- من المسؤول عن الأرهاب في العراق ؟
- أصرار أم أسرار
- المسؤولية الجنائية في مذكرات حازم جواد
- مسيلمة العراقي وروائح النفط
- صكوك النفط التي لم تحترق
- من يوقظ الحاكم الظالم ؟
- تنشيط الذاكرة


المزيد.....




- -أخبرتني والدتي أنها عاشت ما يكفي، والآن جاء دوري لأعيش-
- لماذا اعتقلت السلطات الجزائرية بوعلام صنصال، وتلاحق كمال داو ...
- كيم جونغ أون يعرض أقوى أسلحته ويهاجم واشنطن: -لا تزال مصرة ع ...
- -دي جي سنيك- يرفض طلب ماكرون بحذف تغريدته عن غزة ويرد: -قضية ...
- قضية توريد الأسلحة لإسرائيل أمام القضاء الهولندي: تطور قانون ...
- حادث مروع في بولندا: تصادم 7 مركبات مع أول تساقط للثلوج
- بعد ضربة -أوريشنيك-.. ردع صاروخي روسي يثير ذعر الغرب
- ولي العهد المغربي يستقبل الرئيس الصيني لدى وصوله إلى الدار ا ...
- مدفيديف: ترامب قادر على إنهاء الصراع الأوكراني
- أوكرانيا: أي رد فعل غربي على رسائل بوتين؟


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - زهير كاظم عبود - زمن كتبة التقارير والمخبرين