ابراهيم علاء الدين
الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 08:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
ربما لا يحتاج الانسان لبذل المزيد من الجهد لكشف الخرافات التي يزخر بها الخطاب الديني، ولكشف خبث ولؤم حركات الاسلام السياسي، اذ يكفي الاطلاع على ما يقوله كل فريق او جماعة منها ضد الاخرين ليعرف كم هذه الجماعات غارقة في الجهل والضلال، فلما كان اليوم الجمعة وفيه الملائكة مجتمع ها انا اكرر نفس العبارة التي لم تعجب البعض عندما استخدمتها في مقال الاسبوع الماضي، وحتى امارس العبادة التي اتقرب بها الى الحقيقة .. فقد اطلعت على بعض كتابات السلف اصحاب القران والسنة النبوية وهي احدى فروع الحركة الوهابية ومن ابرز رجالاتها بن باز وبن عثميين، وهي مثل غيرها من الجماعات الاسلامية تكفر كل منها الاخر فاخترت من خطابهم ثلاثة محاور الاول حول انتشار الشرك في صفوف الشعب الفلسطيني والثاني انحراف حركة حماس، والثالث الدعوة الضالة للاخوان المسلمين.
فالمحور الاول ينتقد الشعب الفلسطيني ويصفه بضعف التوحيد والشرك فيقول احد السلفيين وقد اسمى نفسه الفاروق فيقول " كلنا يشاهد اليوم مايحصل الآن في فلسطين, والكل يحزن لما يجري هناك, ولكن للأسف ان بعض المسلمين جرتهم عواطفهم مما جعلهم ينقادون للمشاركة فيما يحصل من المفاسد هناك فمنهم من شارك بيده ومنهم من شارك بلسانه ومنهم من شارك بقلمه ومنهم من شارك بدعائه, ظنا منهم إن ما يفعلونه نصراً للإسلام والمسلمين, والكثير يظن إن رفع بلاء اليهود في فلسطين هو بتشكيل الحركات الإسلامية والإنضمام إليها ولكن ليس هو هذا الحل, فالله تعالى لن يغير ما بقوم حتى يغيروا ما في أنفسهم, ومن الأمور التي يجب على إخواننا في فلسطين تغيرها كثيرة, فلو أتينا من أول جانب وأهم جانب وهو التوحيد ستجد إن أهل تلك البلاد ضعاف في باب التوحيد، وتجد الشرك منتشر بينهم, نعم لا تستغرب أخي القارئ, فمن عاشر الكثير من إخواننا الفلسطينين يعلم ذلك بل هناك عبارة والعياذ بالله منتشرة بينهم بكثرة حينما يغضب عليك يقولها ألا وهي (يلعن ربك, ويلعن دينك, ويلعن نبيك) بهذه العبارات يسبك ويشتمك ظننا منه إنه قوي وينتصر لنفسه !!
الأمر الآخر فهو مشاركة المراة في المظاهرات التي يقومون بها ستجد المرأة تلبس إلى نصف الساق والآخرى غضبانة وزعلانة وتهتف وتصارخ وهي كاشفه للرأس, وهي بين الرجال يد بيد معهم!!
انحراف حماس
ويرتبط الكفر والشرك عند الفلسطينيين كما يقول السلف بوجود الحركات الاسلامية بفلسطين وفي مقدمتها حركة حماس " ان الكثير انخدع بالحركات الإسلامية القائمة, ففي الحقبة الماضية انتشرت طوائف وفرق هالكة كثيرة في فلسطين وأصبح لها دعم من المسلمين من بلاد الخليج وغيرها. لكن الكثير انخدع بهذه الحركات ومن هذه الحركات التي انخدع بها المسلمين في فلسطين هي حركة حماس .
وانظروا ماذا يقول "العلامة" هكذا يصفه رعاع السلف يقول العلامة العلامة الشيخ فالح بن نافع الحربي "وإنني أحذر المسلمين من هذه الشبكة الخبيثة المفسدة كما أرى أنه يجب على كل ناصح أن يحذرها، ويحذر منها؛ فقد أصبحت حركة حماس ملتقى لأصحاب الطيش، والجهل وسيئ الأدب " .
ويقول علامة اخر هو الشيخ مقبل بن هادي الودعي ردا على سؤال حول حركة الجهاد الاسلامي وحركة حماس "أما حركة (حماس) فلن تكون نصرًا للإسلام، ففيها الشيعي والإخواني الحزبي، وهي جماعة حزبية لا تأمر بمعروف ولا تنهى عن منكر، وتنكر على أهل السنة.
اما الشيخ العلامة ناصر الالباني فيقول " الحركة القائمة اليوم في فلسطين ليست حركة إسلامية شئتم أو أبيتم، لأنَّهم لو أرادوا الخروج لأعدوا له عدّته ، أين العدّة؟ العالم الإسلامي كله يتفرج وهؤلاء بيتقتلوا ويتذبحوا ذبح النعاج والأغنام، ثمَّ نريد أن نبني أحكام كأنَّها صادرة من خليفة المسلمين ، ومن قائد الجيش الذي أمَّره هذا الخليفة، ونيجي بأى جماعة مثل جماعة حماس هذه، نعطيهم الأحكام الإسلامية، ما ينبغي هذا بارك الله فيكم، نحن نرى أنَّ هؤلاء الشباب يجب أنْ يحتفظوا بدمائهم ليوم الساعة، مش الآن".
ويعرض موقع للسلف اسمه الاثير براهين على انحراف حماس بعرض معلومات يقولوا انها " تفضح القوم وخبثهم, لتغلغل البدع في منهجهم وطريقة دعوتهم الضاله المضله".
ومن هذه المعلومات صورا لخالد مشعل وعليها التعليق التالي "خالد مشعل قائد حماس – الضال - يزور ضريح الخميني الزنديق في ايران"
ومن ضمن البراهين على ضلال حماس وانحرافها عن الدين القويم ترشيحها لمسيحيين في قوائمها الانتحابية في انتخابات المجلس ، ومما يدلل على ضلال حماس اختيار نساء على قوائم حماس.
لكن الدلالة الاكثر وضوحا على خروج حماس عن الدين هو استعدادها كما يقول السلف للتفاوض والتعاهد مع اليهود الكفار.
وترتكب حماس معصية تفتح امامها الطريق السريع الى جهنم اصدار توجيه لعشرة من شبابها لارتداء ملابس بابا نويل لتوزيع هدايا عيد الميلاد على الايتام المسيحيين.
ويعيب السلف على حركة حماس ان مؤسسها الشيخ احمد ياسين قال ان سياسة الحركة "اسلامية اولا وفلسطينية ثانيا" ويقولوا ان حماس تحترم حقوق اهل الديانات السماوية الاخرى وتعتبر المسيحيين "الموجودين على ارض فلسطين "شركاء في الوطن. (دققوا النظر بعبارة المسيحيين الموجودين على ارض فلسطين فهي تنكر على المسيحيين انهم فلسطينيون وكانهم موجودون بشكل طاريء وليسوا هم اصحاب فلسطين قبل نزول الدعوة الاسلامية بستمائة سنة.
ويتندروا على اسامة حمدان بوصفه المجاهد الذي قال "انا اعتبر ان كنيسة القيامة بالعهدة العمرية مسؤوليتي تماما كما المسجد الاقصى".
ويدللوا على انحراف حماس عن الدين الصحيح بتصريح لخالد مشعل قال فيه " الغينا اضرابا احتراما لعيد الاخوة المسيحيين".وان بيانا عسكريا لناطق باسم كتائب القسام قال فيه "نحن نعمل من اجل وحدة الشعب الفلسطيني والحفاظ على لحمته ودمه مسيحييه قبل مسلميه". كما ان حركة حماس عزت بوفاة البابا يوحنا بولس الثاني.
وكل هذه الادلة تبرهن على خبث وضلال حركة حماس، وبناء عليه فان السلف يناشدوا الشعب الفلسطيني بالابتعاد عن الكفر والشرك والعودة الى الله والى الايمان حتى لا يكون مصيرهم جهنم وبئس المصير.
اصل الارهاب
اما المحور الثالث فان جماعة السلف الوهابية تعتبر ان جماعة الاخوان المسلمين وهي اصل حركة حماس هي اصل الداء وراس الكفر والارهاب وان راس الفتنة هو حسن البنا البذرة وسيد قطب الثمرة، الذي يصفه السلفيون بانه أستاذ "التكفير" والذي انبثق من فكره كل دعاة الإرهاب المحدثون.
فالبنا " منذ البدايات الأولى حاول – وإن بحذر – أن يضع اللبنات الأولى للمفارقة بين عضو الجماعة والمجتمع حكاماً ومحكومين .. وللمفاصلة التامة بينهما. بل ولتكفير المجتمع .. حكاماً ومحكومين، وويبرهنوا على تغلغل فكر الارهاب في عقل البنا من موقفه من حادثة ضرب بعض مخالفيه من اعضاء الجماعة حين يعترف ويتباهى ويبرر ضرب المخالفين بقوله بأن "المخالفين قد تلبسهم الشيطان وزين لهم ذلك، وأن من يشق عصا الجماعة، فاضربوه بالسيف كائناً من كان" ويتأسف البنا على رفض البعض لضرب المخالفين وردعهم قائلاً : "إننا قد تأثرنا إلى حد كبير بالنظم المائعة التي يسترونها بألفاظ الديموقراطية والحرية الشخصية".
اما سيد قطب فقد كفر المجتمعات الاسلامية كلها بقوله " إنه ليس على وجه الأرض اليوم دولة مسلمة، ولا مجتمع مسلم قاعدة التعامل فيه هي شريعة الله والفقه الإسلامي " [ الظلال : 4/ 2122{ .
وايضا قوله " ان البشرية بجملتها بما فيها أولئك الذين يرددون على المآذن في مشارق الأرض ومغاربها كلمات لا إله إلا الله بلا مدلول، ولا واقع، وهؤلاء أثقل إثماً وأشد عذاباً يوم القيامة، لأنهم ارتدوا إلى عبادة العباد من بعد ما تبين لهم الهدى، ومن بعد أن كانوا في دين الله " [ الظلال 2/1057].
وفي تعليق للشيخ يوسف القرضاوي على افكار سيد قطب يقول " في هذه المرحلة ظهرت كتب سيد قطب ، التي تمثل المرحلة الأخيرة من تفكيره ، والتي تنضح بتكفير المجتمع ، وتأجيل الدعوة إلى النظام الإسلامي بفكرة تجديد الفقه وتطويره ، وإحياء الاجتهاد ، وتدعو إلى العزلة الشعورية عن المجتمع ، وقطع العلاقة مع الآخرين ، وإعلان الجهاد الهجومي على الناس كافة، ورميهم بالسذاجة والهزيمة النفسية أمام الحضارة الغربية ، ويتجلى ذلك أوضح ما يكون في تفسير (( في ظلال القرآن )) في طبعته الثانية ، وفي (( معالم في الطريق )) ومعظمه مقتبس من الظلال ، وفي (( الإسلام ومشكلات الحضارة )) وغيرها [أولويات الحركة الإسلامية : ص 110 ] .
الكل كفارا
هكذا اذن المسالة بمنتهى السهولة فها هي جماعة اسلامية تكفر حماس وتكفر الاخوان المسلمين، والاخوان المسلمون يكفرون كل الدنيا وكل المجتمعات وفق افكار المؤسس الثاني "سيد قطب" وفي مقال سابق عرضنا وجهة نظر جماعة السلفية الجهادية التي تكفر الاخوان وكافة الحركات الاسلامية وتعتبر نفسها هي وحدها التي تتمسك بالعقيدة الصحيحة، وبالامس كنت في اجتماع مصغر وكانت سيدة مغربية ضمن الحضور فاذ بها تعتبر ان الحركة الاسلامية الوحيدة الصحيحة بالمغرب هي جماعة العدل والاحسان، وحزب التحرير الاسلامي يعتبر نفسه هو الحزب الاسلامي الوحيد الذي يتمسك بصحيح العقيدة، ونعيد للتذكير ان معظم فرق السنة يكفرون الشيعة ويسمونهم روافض ومرتدون، كما ان الشيعة يعتبروا السنة نواصب كفرة قتلة احفاد الرسول، وما زالوا ينتظروا الوقت المناسب كي يأخذوا بالثأر من السنة ويعيدوا بناء الدولة الاسلامية تحت حكم احد احفاد الحسين.
ومع كل هذه المأساة نجد ان كل طرف وكل فريق وكل جماعة من الجماعات الاسلامية تبشر بالمجد القادم وبدولة الخلافة القادمة .. وبالحياة السعيدة والخير الوفير والامن والطمأنينة .. !!!
علق احد الاخوة على مقال لنا قبل يومين فقال " ان الخلاص من هذا الواقع المزري لن يتحقق الا بعد ان يتقل كل فريق فريقا اخرا لياتي الفريق الثالث فيقتل فريقا رابعا وهكذا سوف تشتعل ارض هذه الشعوب المعذبة برجال دينها مائة عام حتى يقتنع يضطر الشخص الى حمل حذائه ويركض خلف رجال الدين ليوسعهم ضربا ويلقي بهم في مزبلة التاريخ" هل تصدق نبوءة هذا الاخ، ام نتمكن من اكتشاف وسيلة تنقذنا من هذه البربرية..؟؟
#ابراهيم_علاء_الدين (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
اليوتيوب
لينكدإن
تيلكرام
تمبلر
بلوكر
الموبايل
