أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - المطلوب رأس العرب فقط















المزيد.....

المطلوب رأس العرب فقط


نضال نعيسة
كاتب وإعلامي سوري ومقدم برامج سابق خارج سوريا(سوريا ممنوع من العمل)..

(Nedal Naisseh)


الحوار المتمدن-العدد: 2571 - 2009 / 2 / 28 - 07:38
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


إنجاز مفاعل بوشهر النووي الإيراني، وكونه أصبح حقيقة واقعة، هو الحدث الأبرز إقليمياً، وعالمياً هذه الأيام. وهو التطور الأهم راهناً، والذي من المتوقع، فيما لو استمر فى المضي في مساراته الحالية، وبنفس وتائره، أن يقلب كل معطيات الإقليم الإستراتيجية، ويفرض إعادة قراءة لكل التوازنات الموجودة، والنظر إليها وفق منظور جديد، وطبعاً، بعد إسقاط العرب، وبكل أسف، وألم، من كل الحسابات والمراهنات.

ولكن الأسئلة الساذجة والبريئة المعهودة، لا بد ستراود المرء، تكراراً، وقد لا ينفك من إعادة طرحها على شاكلة أيعقل أن هذا المفاعل العملاق، الذي بات قادراً، كما ينقل، على إنتاج نووي لأغراض عسكرية، أن يكون قد مر هكذا مرور الكرام من أمام وكالات الاستخبارات الأمريكية والإسرائيلية، التي تتابع عبر أقمارها الصناعية التجسسية، كل شاردة وواردة، على مستوى، ولكم أن تتصوروا، ما يجري في غرف النوم، من إيماءات وهمهمات وهمسات وتأوهات، وبنفس القدر الذي كانت تتابع فيه، نفس الوكالات، عمليات تطوير الصواريخ الإيرانية وتجربتها، وإطلاقها الاستعراضي الواحد بعد الآخر، مع تطور آخر، مؤخراً، أكثر أهمية ودلالية ألا وهو قمر صناعي إيراني عبر الصاروخ سفير2 ، للاتصالات أو للتجسس ولا فرق في التسميات، فالأمر سيـّان؟ وأما الضجة المفتعلة حول برنامج إيران النووي فما هو، برأينا، إلا لذر الرماد في عيون العرب، وإظهار قدر من الغضب الزائف، والماكر، والحنق والامتعاض المصطنع من النشاط النووي الإيراني لإيهام "أصدقائهم" وحلفائهم العرب بأن الغرب يتكافل ويتضامن معهم في وجه "أطماع" إيرانية توسعية مزعومة. ولكن هناك ثمة اعتقاد قوي وراسخ حيال هذا التغاضي الغربي عن النشاطات النووية الإيرانية بأنه، ربما، ليس إلا مكافأة على الموقف الإيراني "المتعاون" جداً، حسب البعض، فيما يتعلق باحتلال العراق وأفغانستان، وإدارة الصراع بما يضمن التفوق الغربي الكامل هناك. وفي هذا السياق، فمن الملاحظ تماماً، حتى الآن، أن المؤسسة الفقهية الشيعية، والمرجعيات الأقوى، ذات الفاعلية والتأثير الأكبر في العراق، قد صمتت كلياً عن إصدار أية فتوى "جهادية" ضد الاحتلال. فثمة اعتقاد راسخ وقوي، أيضاً، بأن أية فتوى جدية وحقيقة من هذا القبيل، كفيلة بأن تضع الاحتلال، وآلته الحربية في مهب الريح، وعلى كف عفريت. ومن غير أن يخفى على أحد، بالطبع، ما للتداخل الحيوي، والترابط العضوي الوثيق بين المؤسستين الفقهيتين العراقية والإيرانية. ويبقى هذا الأمر، أو اللغز، في الحقيقة، وبرأينا، واحداً من أكبر أسرار احتلال العراق، المبهمة، حتى الآن.

ولا يمكن أن تنتاب المرء سوى حالات "الطلسمة" والإبهام، وضرب الكف بالكف، حين يعقد تلك المقارنات البسيطة، إياها، عن السبب في منع أي مشروع عربي مشابه في أن يتقدم قيد أنملة، وأن يرى النور على الإطلاق. ولا بد للمرء إلا أن يستذكر على الفور، وتتداعى إلى مخيلته، الصور المريرة لوأد وضرب مشروع تموز النووي العراقي في مهده، وقبل أن يخطو خطواته الأولى، وإغلاق ملفه نهائياً، وبالقوة العسكرية، ودون اللجوء إلى "دويخة" الوكالة الدولية، ودهاليزها، وأحابيلها الدبلوماسية، وبورصة التصريحات، واجتماعات اللجان، ودراسة الملفات، التي لم تكن في الحقيقة، سوى إعطاء الوقت، وإفساح في المجال لإيران لكي تتابع بتؤدة وثبات المضي قدماً في برنامجها النووي الذي أتى أكله اليوم، وصار كل حديث عن فرملته، وإيقافه، من باب تحصيل الحاصل، الذي لا يجدي نفعاً، ولا يقدم ولا يؤخر، البتة، في الموضوع، ولتذهب إلى الجحيم الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومماحكاتها الدبلوماسية الجوفاء. والأمر، بالطبع، لم يتوقف ها هنا، فلقد كان البرنامج النووي الليبي "السري"، ربما، أيضاً وأيضاً، وراء كل تلك الضغوط الأمريكية والابتزاز الذي مورس على ليبيا إلى حين تم تفكيكه كما تفكك لعب الأطفال، و"خفره موجوداً" إلى أمريكا لتثاب ليبيا "المشاغبة" تالياً، بالرضا الأمريكي، والاطمئنان الإسرائيلي، على حد سواء. وكما جرى التعامل مؤخراً مع ما يعتقد بـ"نشاط" نووي سوري آخر في موقع الكبر، حيث تم العدوان الإسرائيلي على الموقع المذكور وبقية القصة معروفة، وبغض طرف أمريكي واضح، لمجرد الشك غير اليقيني عن نشاط نووي سوري تبين لاحقاً أنه غير صحيح. فيما تتبرأ بقية الدول العربية، خوفاً حقيقياً ولا تقية، من سخط وغضب أمريكي وإسرائيلي جدي جراء مجرد التفكير بالقيام بأي نشاط نووي، حتى ولو كان لتوليد الطاقة الكهربائية والاستخدامات السلمية الأخرى. فـ" إيش معنى إيران يا ترى"؟

ويبدو من كل هذه "الهيصة" و"الزيطة والزنبليطة" النووية ومفاعيلها، التي تتراوح بين توسل إيران من جهة، وضرب العرب بلا هوادة من جهة أخرى، أن المطلوب هو رأس العرب فقط، ولا شيء غيره. وإن تقدمهم، ورقيهم، وتطورهم وقوتهم هي خطوط حمراء ممنوع لأي كان الاقتراب منها، والعبث بها، وإلا فسلاح الجو الإسرائيلي بالمرصاد. ومن الضروري، جداً، إبقاؤهم على حالهم هذه التي هم عليها الآن. وكل الحمد والشكر لله عليه، لأن قضاء الله، خيره وشره من عند الله، كما تعلـّمنا من "الشريعة السمحاء".

ومهما يكن من أمر كل تلك الأقاويل والتأويلات والحرتقات، فإن المفاعل النووي الإيراني قد أصبح جاهزاً، وألف مبروك لإيران. ويبقى القول الفصل بأن الضربة العسكرية، وحدها، وهي وحدها، فيما لو جرت، قد تحسم كل هذه المزاعم والتأويلات والظنون والتخمينات. ومع ذلك يمكن القول، لقد أضحى العرب، اليوم، بين الكماشات النووية الإيرانية والإسرائيلية. والحصار والخناق يكاد يطبق عليهم من كل حدب وصوب. والحق، كل الحق فيما وصل إليه العرب من ضعف وهوان واستغفال واستصغار، ليس على أمريكا، ولا على إسرائيل، أو إيران، كلا وحاشا لله، بل كل الحق على المتقاعسين والشاخرين في عسل الماضي التليد ما غيره، وأحلام وأوهام الماضي والأيام الخوالي، وعلى كل من يصدق ويثق بالسياسات والوعود الأمريكية، وكل من سلـّم "رقبته" للآخرين كي يعبثوا بها، ووهب "ذقنه" للبعض كي يعملوا "النتف" بها، ورهن جل مصيره، وكامل وجوده لحفنة من المرابين والمنافقين واللصوص والأشرار الدوليين الكبار.



#نضال_نعيسة (هاشتاغ)       Nedal_Naisseh#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هَذه بَضَاعَتُكُم رُدّتْ إِليْكُم
- هل يتكرر سيناريو العراق في إيران؟
- سنة إيران وشيعة الخليج الفارسي
- رداً على فؤاد الهاشم
- حروب خمس نجوم
- العرب وتركيا: القرعاء وبنت خالتها
- لماذا لا يرحّب العرب بإيران؟
- نضال نعيسة في حوار صحفي عن ادراج اسمة ضمن قائمة الكتاب العرب ...
- هذا هو مقال الخارجية الإسرائيلية!!!
- القوميون العرب: تاريخ أسود وفكر خبيث
- مَن هُم الكتاب العرب الصهاينة ؟
- تعقيب على رؤية إسراطين للعقيد معمر القذافي
- نقد للنظام أم جهل بموقع الذات؟
- الشأن السوري واقتراح حول نظام التعليقات
- الهزيمة الأخلاقية للمعتدلين العرب؟
- هل بدأ أوباما عملية التنظيف -وراء- بوش؟
- ماذا تبقى من المعارضة السورية؟
- بين المخابرات والمغامرات
- خيبة القرضاوي
- لا عروبية و لا اسلاماوية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - نضال نعيسة - المطلوب رأس العرب فقط