خالد ديمال
الحوار المتمدن-العدد: 2570 - 2009 / 2 / 27 - 09:05
المحور:
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
دفعت الدولة المغربية باتجاه إجراء مصالحة مع رموز السلفية، وقد أثمر هذا التوجه الجديد لقاءا جمع كلا من "الفزازي"، " أحد أبرز رموز التيار السلفي الجهادي بالمغرب"، والمندوب العام لإدار ة السجون" حفيظ بنهاشم"، دام اللقاء 15ساعة، وتضمن، كمحور رئيسي له" مشروع مصالحة" دفعت الدولة باتجاه تفعيله من خلال وساطة يقوم بها" الفزازي" بين سجناء " السلفية الجهادية" لفائدة الدولة. حمل اللقاء رسائل عمل الفزازي على نقلها إلى كل من الشيخ"حسن الكتاني" و "أبي حفص"، كان من بين مضامين تلك الرسائل، العمل ، ولو مؤقتا، على تأجيل إضراب كانت الجماعة قد هيأت نفسها لخوضه. وقد أثمرت الرسالة نتائجها، حيث أبدى الشيخين" حسن الكتاني" و "أبو حفص" عن رغبتهما الشديدة للحوار مع الدولة، والإعراب عن استعدادهما للقاء العلماء الرسميين للمملكة، أكثر من ذلك، تأكيدهما على " ضرورة هذا الحوار"..
في اللحظة التي أطلع الفزازي الدولة على مشروعه المتعلق بحل مشكلة الحوار بين الدولة والمعتقلين في ملف السلفية الجهادية، أعرب" الكتاني" عن عدم وجود أية رغبة لديه في فتح النقاش في مواضيع ليست محط خلاف عنده، من مثل موضوع" الملكية"، و"العنف"، فهي مواضيع لايريد التطرق إليها، لأنه، بحسب ما جاء على لسانه أكثر من مرة،" لا مشكلة لديه مع الملكية"، زيادة على ذلك، فهو لم يسبق له، من خلال كتاباته" أن دعا إلى ما يتعارض مع الطاعة والولاء لأمير المؤمنين".. ولذلك قال" لماذا أتحاور على موضوع محسوم بالنسبة لي؟"..
وبخصوص" العنف"، أكد الكتاني أنه "لم يكفر يوما المجتمع"، وأنه " كان دوما معارضا لكل أشكال العنف والتكفير"، مستدلا بكتابه الأخير الذي ألفه داخل السجن، والذي سماه" الأجوبة الذكية"..
وكما جاء على لسان كل من "الكتاني" و "أبي حفص" و"عمر بن مسعود الحدوشي"، أنه من دون تكليف من أحد، قاموا جميعهم ب" إجراء جلسات حوار طويلة مع معتقلي أحداث16 ماي الإرهابية، وخاصة منهم المتورطون في أعمال عنف"، وكما جاء على لسانهم، أنهم فعلوا " ما يجدونه يدخل في باب المسؤولية"..
ويعد الفزازي، أحد كبار شيوخ" السلفية الجهادية"، وهو محكوم ب30 سنة سجنا نافذة.
#خالد_ديمال (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟