أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - بطانية الصحاف ؟














المزيد.....

بطانية الصحاف ؟


داود البصري

الحوار المتمدن-العدد: 788 - 2004 / 3 / 29 - 08:13
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


بعد مرور عام على ( حواسم صدام) التي حسمت مصير البعث العراقي نهائيا ومسحته من على وجه البسيطة ، تبدو العودة لتذكر بعض لقطات تلك الحواسم بمثابة إنعاش طريف للذاكرة التاريخية بذكريات أيام بقدر ماكانت مأساوية بالعديد من أحداثها وتداعياتها ، بقدر ماحملت آمال الأحرار في الإنعتاق والتحرر النهائي والحاسم من ربقة أسؤا نظام سياسي فاشي جزار وبلطجي في تاريخ العروبة الحديث! ، فمن المعروف أن حرب ( حرية العراق) كانت نتائجها معروفة ومحسومة قبل أن تبدأ وقد كتبنا عن ذلك في حينه ، وقلنا أنه بمجرد إنطلاق الرصاصة الأولى فإن ذلك يعني نهاية النظام دون الدخول في التفاصيل العسكرية لأن ذلك النظام كان متهدم وآيل للسقوط منذ السادس والعشرين من فبراير 1991 أي في يوم تحرير الكويت ومن ثم إندلاع نيران الإنتفاضة الشعبية العراقية التي كادت أن تطيح بالعفالقة نهائيا وتكنسهم من خارطة العراق وتوفر معاناة إثنا عشر عاما كاملات من القتل والدماء والتدمير والتشريد! ولكن كان للإستراتيجية والمصالح الدولية حساباتها المعقدة التي تتجاوز كل حسابات العقل والمنطق وتضرب عرضا أحيانا بكل مصالح الشعوب وخياراتها ، فتم تعويم النظام وأعطي له الحبل مجددا ليشنق نفسه بشرار أعماله ولتدور الأيام دورتها القاسية، وتحين ساعة الحقيقة ليكون النظام أمام حقائق ومتغيرات لم يتصورها فكره العاجز ولاتصورها رجاله من ( طراطير الأمة) الذين نصب منهم الإعلام المخادع والمرتشي رموزا وقلاعا نضالية شامخة بينما هم في حقيقتهم مجرد ضباع فاشية منفلتة من الأخلاقيات ومن معاني الرجولة الحقة و( يتبولون) في سراويلهم خوفا من غضبة ( القائد الضرورة)!! أي أنهم ( جبناء ومهزومين من الداخل)! فكيف يستطيع الجبناء قيادة معارك الأمة في أوقات المصير؟ وقد كان أبرز أولئك النماذج في العصابة البعثية البائدة هو محمد سعيد الصحاف آخر وزير إعلام وآخر مسؤول بعثي هرب من الميدان وهو يجتر حشيش أكاذيبه التي تعبر عن أكذوبة حزب فاشي عريق ونظام متجذر في الإجرام والإرهاب ، ولقد كان الصحاف والحق يقال أمينا لتراثه التربوي والسلوكي والحزبي ، ومحافظا حتى اللحظة الأخيرة على الرسالة البعثية الخالدة في الغدر والكذب والخداع والمناورة ، وكان أدائه الإعلامي واحدا من أهم محاور تلك الحرب التي إعتبرها الإعلام الغربي حربا طريفة لأنها أبرزت شخصية من طراز الصحاف الذي لم يسيء لنفسه ولنظامه فقط ، بل إعتبرته بعض الدوائر الغربية رمزا للعقلية الإعلامية العربية التي تبحر تصريحاتها في عوالم الخيال والإنقطاع عن الواقع والإصرار على طريق الخطأ وتطبيق مقولة وزير الإعلام النازي يوسف غوبلز بحذافيرها والتي تقول : { إكذب ثم إكذب .. حتى يصدقك الناس أو تصدق نفسك }!، وإلى الدرجة التي أسمت وسائل الإعلام الغربية الصحاف بإسم ( علي الكوميدي)!! رغم أنه لايوجد إسم علي ضمن الإسماء التي يحملها محمد سعيد كاظم الصحاف! ولكنهم ربطوا بين ( علي بابا) ودلالاته الأسطورية وبين مسيلمة البعث العراقي الذي يعيش اليوم هادئا وهانئا وسعيدا على ضفاف الخليج العربي الذي أراد نظامه قبل عام تخريبه بالنفط المحترق! وتلك من تصاريف الزمان العجيبة والغريبة؟ فلم يسلم من قادة الصف الأول من النظام البائد من الأسر والقتل والإعتقال سوى الصحاف! والذي أخرج من مطار بغداد بطائرة خاصة!! وأمام عيون الإخوة الأميركان!، رغم أن الحرب كانت حربه بالصوت والصورة ، وحيث كانت جميع الفضائيات تتابعه وتنقل تصريحاته الهزلية والطريفة والإستفزازية ، وكان دائم الحضور والإختفاء وسط أهل الصحافة والإعلام كما كان حريصا على إبراز ولائه للنظام المنهار من خلال سماحه لإحدى الفضائيات العربية بتصوير مكتبه وإظهار بطانيته الملونة التي يتدثر بها في مكتبه! ثم أضحت تلك البطانية ومعها الملابس العسكرية التي خلعها في اللحظات الأخيرة ليرتدي الدشداشة ويهرب لبيت خالته من ضمن ( الغنائم) التي غنمتها الجماهير العراقية الغاضبة وهي تدمر معاقل الطغيان والظلم ، ولاأدري من إمتلك تلك البطانية التي ستظل الشاهد الصامت على أكاذيب نظام وتفاهة قيادات تعيش اليوم الذل بكل معانيه ولاتمتلك من قيم الرجولة والمسؤولية مايجعلها فعلا في صف الرجال!... ولاعزاء لأئمة الفاشية والحقد والكذب وهم يشهدون اليوم حجم إذلالهم.



#داود_البصري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حينما يكون الإعلامي .. مناضلا ومبشرا ونذيرا ؟ !
- نعال أبو تحسين ... سنة أولى حرية !
- ربيع الحرية الكردي ... إرهاصات التحرير !
- فرسان العروبة ... يخربون العراق ؟
- عواء (الجزيرة ) .. وأسطورة ذبح الشيعة للسنة في العراق ؟
- حقول الموت العراقية ... وحكاية آخر من يعلم ؟
- الإسلام القذافي ... والكوتشينة الأميركية ! الطيور على أشكاله ...
- مصر والعراق .. من عانى من من ؟
- العراقيون والكويتيون ... ضحايا الجريمة .. ووحدة المأساة ؟
- ياقطر ... لماذا كل هذا الإنبطاح ؟
- إستئصال ( البعث ) .. ضرورة عراقية .. وقومية ؟
- مجازر البعث العراقي ... عار الإعلام العربي ؟
- إفلاس البعث ... نهاية لعبة ؟
- قناة الجزيرة ... وفضائح الوثائق ... بين الثورية والبعثية ؟
- بين ألبوم ( عثمان العمير ) .. ودبابة ( طارق عزيز ) .. نزاهة ...
- تراجيديا مابعد السقوط .. جردة حساب قومية ؟
- موت البعث ... وبقايا عفلق ؟
- هزيمة البعث التاريخية .. وإنتصارات ( القات ) القومية ؟
- في الدولة الدينية .. دمار حتمي للعراق ؟
- صدام ... آخر همسة .. وغروب الآلهة ؟


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - داود البصري - بطانية الصحاف ؟