ماجد ساوي
شاعر وكاتب
(Majed Sawi)
الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 09:43
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
حماسة غلبت على بضع مئات من الزوار الشيعة للمسجد النبوي فرفعت الجموع شعارات معينة ادت الى وصول قوات عسكرية انهت التجمع بشكل دموي مخلفة قتيلين وعشرات الجرحى , مما استدعى تكتم السلطات على الاحداث التي وصفتها في اجهزة الاعلام التابعة لها بانها "اعمال شغب" !.
بعيدا عن تفاصيل الحدث قام النظام القائم على الدين هنا بعمل معتاد من نظام قائم على الدين وهو قمع المخالفين فكريا وارهاب المختلفين دينيا فضلا عن انه لا يسمح اصلا بالوجود لاي فرد لا يؤمن بركائز هذا النظام - حيث يمكن الاستشهاد بحالة الطائفة الشيعية هنا - التي لا تكون لها علاقة غالبا بالجنة ولا نار بل بالامتيازات الاقطاعية التي يتمتع بها افراد محددون والسلطات الغير محدودة لهم , التي جعلهم طبقة خاصة ذات "ولاية دينية" على المقدرات والثروات مما يصح معه تشبيههم بالطبقات الحاكمة في القرون الوسطى في الامارات والممالك الاوربية الاقطاعية في عصور الظلام .
الدين - لمن لا يعلم - يبيح لمعتنقيه القيام باعمال لا اخلاقية منافية للحقوق تحت ذرائع كثيرة ومسميات عدة ويضفي عليها طابعا ً حقوقيا ً يجعلها من الاعمال المحمودة , ايضا الدين لا يكتفي بحكر الجنة والنار على افراد قلة ووضع مفاتيحها بين ايديهم بل ايضا يعطيهم حق الوصاية على كل مايحدث في العالم الذي يعيشون فيه وذلك لسبب بسيط وهو جعلهم اداة لانتشاره الذي لا يحدث الا بمنحهم هذه الصلاحيات التي لا يضع لها شروطا ولا ضوابط سوى اعتبارات معيارية غير مقطوع بحدودها ولا مجزوم بمفهومها مثل "المصلحة العامة" التي لا تعني له الا ازدياد انتشاره ونفاذ قوانينه وفرض سلطاته . فالانتشار فضلا عن الوجود يحتكره النظام القائم على الدين .
بنية النظام السياسي القائم على الدين لا تحتمل حريات توصل اليها الانسان الحديث مثل حرية التفكير وحرية الرأي وحرية التعبير حرية العبادة حرية التظاهر حرية الصحافة . لان اسس هذا النظام تقوم على الالغاء الكامل لكل مظاهر الاختلاف والتنوع الموجودان بشكل طبيعي -ومفهوم- في الواقع الذي يعيشه الانسان , لهذا يحارب هذا النظام هذا الاختلاف ويعتبره تهديدا لوجوده .
#ماجد_ساوي (هاشتاغ)
Majed_Sawi#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟