|
الحضارة اسم على غير مسمى
خالد الساعدي
الحوار المتمدن-العدد: 2569 - 2009 / 2 / 26 - 08:11
المحور:
حقوق الانسان
امام انظار وزارة الثقافة!! (الحضارة) اسم على غير مسمى!!
لم يخطر في بالي يوما ان وزارة الثقافة وخصوصا بعد سقوط النظام السابق ان تتحدى الزمن لتعيد تجربة الصحف اليومية المرتبطة بالهيمنة المركزية واقصد في ذلك (الصحف التي تصدرها وزارة الاعلام المركزية) في العهد الصدامي السابق.. فطالما تصدر الوزارة منشورا تابعا لها فهي بهذا تجبره على اصدارات مركزية وبهذا خرج المنشور عن هدفه المركزي ليمثل عامة مثقفي العراق باختلاف ثقافاتهم بل وانتماءاتهم الفكرية والسياسية ان صح التعبير.. فوجئت باصدار جريدة الحضارة وانا خارج العراق وكانت الجريدة على حد علمي على انقاض مجلة اصدرتها الوزارة ايام مفيد الجزائري الذي شغل حينها وزيرا للثقافة تميز بانحيازه الى الحزب الشيوعي وكان السيد الوزير السابق من الثقافة ما يؤهله الى اصدار هذه المجلة والتي وصلتني اعدادا منها وكنت حينها معجبا بطريقة اخراجها بل حتى بما تناولته من رصانه في اختيار مواضيعها ولا انسى تلك الاسماء التي كانت تنشر فيها.. وقد كتبت حينها الى السيد حسب الله يحيى الذي كان يشغل رئيسا لتحريرها ان يحاول الابتعاد قليلا عن المواضيع الاكاديمية التي تبعد عامة القراء من قراءة مجلته الرائده (مجلة دجلة) فمواضيعها كانت فلسفية وتعبر عن فكر رصين يصعب على العامة قراءتها.. على ان أي منشور يجب ان يخاطب العامة دون استثناء مهما كانت درجة ثقافتهم.. رغم ذلك فانا اعترف ان المجلة كانت من القوة ما جعلها تتبادل بين مثقفي العالم حتى اني كنت اطالب كثيرا من اصدقائي وزملائي في العراق ان يرسلوا لي اعدادا منها لغرض قراءتها.. نعود من جديد للـ (الحضارة) تلك الجريدة الخضراء التي طغى اللون الاخضر عليها وهو رمز يعرفه العراقيون جميعا ،والتي تمنيت ان تكون بالمستوى المطلوب الا اني فوجئت باسماء ما نزل الله بها من سلطان وقد ضمت اسماء اعرفها عن ظهر قلب ولهم من الماضي ما يوضع امام هذه الجريدة المئات من التساؤلات بدءا برئيس تحريرها والذي عرفته في محافظة ميسان ايام صدام الدموية وكان يشغل حينها (عضو شعبة) في حزب البعث المجتث فكيف اصبح رئيسا لتحرير هذه الجريدة ؟.... لا اعلم، فليس من المعقول ان ننتظر من بعثيي كان سابقا ان يقود جريدة بافكاره الصدامية السابقة..ونحن في بلد الحرية والديمقراطية اما الاسماء التي تنشر فيها فلم اسمع بها قط!!! اما مواضيعها فغالبا ركيكة ومنقولة من الانترنيت، وكما نعلم فان مثقفينا ليس بحاجة لمثل تلك المواضيع فغالبا ما قرؤوها على الانترنيت خصوصا بعد ان اصبح الانترنيت الزاد والزواد لكل المثقفين.. وعلى ما يبدو ان الجريدة تحاول تطبيق المثل القائل بالاعادة افادة.... وزارة الثقافة بمنشورها الجديد يجب ان تكون واعية لما تفعل وتضع نفسها في تجربة يجب ان تثبت بها للجميع ان بمنشورها (الحضارة) يمثل العامة دون استثناء مهما كان لونه اخضرا او احمرا او ابيضا ونحن المثقفون ننتظر منها ان تبدأ بشكل صحيح بعيدا عن التوجهات الطائفية والحزبية وبعيدا عن المركزية في نشر اخبارها ومواضيعها بان تنشر لمثقفين اصحاب اسماء رنانة معروفين ليفيدوا الجميع ويعرفوهم بتجربتهم من خلال نشر مواضيعهم وان تبتعد عن الاستثناءات في ذلك وان تنتقي من العاملين ما يؤهلهم لخوض تجربتها الجديدة التي تميزت بضعفها مواضيعا واخراجا وتمنيت ان تكون بمستوى الطموح. نحن اذ نضع ما نراه في جريدتنا (الحضارة) ليس المقصود في ذلك ان نضع المعرقلات امامها بل نطمح ان تكون وان تكون وان تكون فغايتنا سامية ونطمح ان تكون بشكل افضل لتضاهي كل الصحف بل والمجلات الثقافية التي تصدر في الوطن العربي وحتى بلاد المهجر.. ونحن كذلك ليس ضد اصدار مثل هذه الجريدة من قبل وزارة المثقفين في العراق، بل نرغب بان تكون لها من الاستقلالية ما يجعلها قادرة على الوقوف بذاتها امام هذا الكم الهائل من الصحف والمجلات الثقافية التي تصدر في عالمنا العربي، نحن نطمح ان تكون لها منهجا مستقلا يمكنها من ان تخط طريقها بشكل مميز.. شكرا لوزارة الثقافة في العراق لما تبذله تجاه المثقفين في العراق واتمنى ان لا يكون خطابي هذا لاذعا لبعض الناس ممن عرفوا بالطائفية او الحزبيه، فنحن ننتظر منها الكثير وسنسر جميعا باي شيء مهما كان بسيطا على ان يخدم الحركة الثقافية في العراق بعيدا عن الالوان وبعيدا عن الانتماءات وبعيدا عن كل شيء يفرق هذا الشعب الجريح، لقد عانينا ما عانيناه في الغربة ومن مطاردة ازلام النظام السابق لنا وقد كرهنا كل تلك التكتلات التي لم نستفد منها بعد سقوط النظام الا تفرقة لشعبنا الواحد.. نحن ننتظر من وزيرنا ان يكون موحدا لجميع مثقفينا، فكل مثقف صادق بفكره تجاه العراق يجب ان يكون امينا بايصال افكاره بشكل يخدم العراق وشعبه.. عن طريق منبر حر نتمنى ان تكون الحضارة ارضا خصبة له.. نحن نتتظر من الحضارة الجديد، الرصين، القوي.. وان تكون اسما على مسمى نفتخر به، فهل سننظر طويلا وهل سيطرأ عليها أي تغيير يخدم ثقافتنا ، ربما سيطول انتظارنا قليلا ولكننا نطمح بان تكون لمثقفينا الاعزاء متنفس فيها.. وان نعود الى عراقنا من جديد وقد اختفت به كل المسميات الطائفية وكل الالوان التي من شأنها تقسم عراقنا الواحد عراق الديمقراطية والحرية.. عراقنا الجديد الذي نحلم به جميعا..
#خالد_الساعدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جوتيريش يعلن احترام استقلالية المحكمة الجنائية الدولية
-
العفو الدولية: نتنياهو بات ملاحقا بشكل رسمي
-
مقرر أممي: قرار الجنائية الدولية اعتقال نتنياهو وغالانت تاري
...
-
جنوب السودان: سماع دوي إطلاق نار في جوبا وسط أنباء عن محاولة
...
-
الأمم المتحدة تحذر من توقف إمدادات الغذاء في غزة
-
السعودية تنفذ حكم الإعدام بحق 3 أشخاص بعد إدانتهم بجرائم -إر
...
-
ماذا سيحدث الآن بعد إصدار مذكرات اعتقال بحق نتنياهو وغالانت
...
-
ماذا قال الأعداء والأصدقاء و-الحياديون- في مذكرات اعتقال نتن
...
-
بايدن يدين بشدة مذكرات اعتقال نتنياهو وجالانت
-
رئيس وزراء ايرلندا: اوامر الجنائية الدولية باعتقال مسؤولين ا
...
المزيد.....
-
مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي
/ عبد الحسين شعبان
-
حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة
/ زهير الخويلدي
-
المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا
...
/ يسار محمد سلمان حسن
-
الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
-
نطاق الشامل لحقوق الانسان
/ أشرف المجدول
-
تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية
/ نزيهة التركى
-
الكمائن الرمادية
/ مركز اريج لحقوق الانسان
-
على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في
...
/ خليل إبراهيم كاظم الحمداني
المزيد.....
|