أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد العبد - ايها الشعب ماذا تريد أُريد خبزا وظلا يسترني














المزيد.....


ايها الشعب ماذا تريد أُريد خبزا وظلا يسترني


سعيد العبد

الحوار المتمدن-العدد: 2568 - 2009 / 2 / 25 - 00:54
المحور: حقوق الانسان
    


سأل الشيخ عبده سعيد ، ماذا تريد ؟ اجابه يا محفوظ : كل شيئ ما احتاج بسلامتك غير الجسوة والاكل والظل .
فسعيد عبد الشيخ فرحان لان الظل مهيأ له والطعام من المضيف وجسوته الاسمال البالية التي يتكرم بها الشيخ عليه ، وبالحقيقة عيشته عيشة الظيم ، عندما يأتي ضيف بوقت الجحيل ينزل بالنهر ليصطاد الكَطان للضيوف.
ومع ذلك فهو سعيد أن ،يخدم سيده الشيخ ، وهو احيانا ظالم مثل سيده اذا تولى الفقراء مع السركال يظلمهم .

وحينما يُسأَلْ الشيخ شلونك يا محفوظ ، يجيبهم العايش بالدنيا سعيد فمنهم من يدرك القول ، ومنهم يفوته القول .
على كل حال انا لست ذلك السعيد بل لقبي سعيد وبالصدفة كان اسمي مشابها لسعيد العبد،وياليتني كنته ، لأَنعَم تحت ظل وآكل من بقايا الطعام واكتسي من ملابس الشيخ وان كانت بالية أفضل من اللنكات لي ولأولادي الان.
دخلوا براس سعيد الافندية المتعلمين وحرضوه التمرد على الشيخ والعيشة التي هو فيها ، فلم يستجب لان بعبّة شيئ يجعله يبقى ، الى ان زعلت عليه زوجة الشيخ ووشت للشيخ عليه، فحينما سمع شلع من الشيخ الى البصرة .

هذه الحكاية سمعتها من اصدقاء سعيد العبد رواها لي احد معارفه بالصدفة حينما علم اسمي يشابهه .
وقد استهواني حديثه واصبحت كلما اذهب لناحيته وهو باطراف المدينة اقضي معه وقتا واطلب منه بعض قصص سعيد ؛ قال لما جاء الى البصرة كام يشتغل بالجراديغ هو وبناته واولاده وكانت الاجور لاتزيد على مائة فلس للايدي العاملة ، ونظرا لان سعيد لديه امرأتان وسبعة عشر بنتا وولدا ، ورغم وصوله للتسعين من عمره ولكنه كان قوي البنية ومجموع دخله كان يصل الى دينار ونصف ؛ وكان اكبر تاجر بالاربعينات دخله مقاربا .
فطلبت من صاحبي المزيد من اخباره ، لم يبخل عليّ ، فاخبرني ان احوال سعيد وعائلته اصبحت حال يحسد عليها بعد ان تزوج اولاده وذهب الى الحج وفتح له مضيفا ؛وكان كريما يساعد الناس فاولاد اولاده اصبحوا معماريين وبعضهم مقاولين ومنهم اساتذة جامعة ومحاميين وتغييرت احوال عائلته خلال العشرين سنة لغاية ثورة 14 تموز ؛ وسعيد يزداد ثراءً ويزداد كرما ومضيفه مفتوح للجميع ومن لديه مشكلة لايبخل عليه .
وتوفي سعيد واستمر اولاده على منواله بالكرم ومساعدة المحتاجين ؛ واخذ الناس يشيدوا بهذه العائلة .

انقطعت مدة عن هذا الصديق ؛ وسمعت انه مريض وعلى فراش الموت ؛ فقصدت زيارته وتفقد احواله .
وسألته بطبيعة الحال عن اخبار عائلة سعيد ؛ فتنهد وقال تغييرت النفوس بعد تغيير الاحوال ، سألته بفضول ولهفة كيف تغيير ؟ فقال جيل الحاضر وبالتحديد هذه السنوات الخمس الماضية دخلت براسهم السياسة ولعبت بهم وبنشوتهم للسلطة والمال ، واصبحوا فوق الفوق جاها ومركزا والعديد منهم نواب ورؤساء بالمحافظة ؛ إيههه صارت لفلوس عدهم شكابين ما الها عد ويسموهم بيت المليارديرية ؛ شغلهم بالنفط والعقار والمقاولات والتجارة وما تدري وين ما وين شغلهم يمتد وبلا حساب ؛ وهم تابعين لفلان جماعة ومقربين ونفوذهم وصوتهم مسموع ؛ سألته لماذا تتنهد وتقول وتهمهم بصوت غير مسموع ولا معلوم ؛ كَلّي اسكت وخليني إبدردي يا إبن الحلال ، تركته احتراما له ؛ وبعد ان لف المزبن وشربنا الشاي ؛ قال الفلوس تخرب النفوس ولم يزد على ذلك .

بعد ما فهمت قصده دون تفصيل ؛ قلت له من يدخل السياسة ، لايمكن ان تبقى له مصداقية ، فلا صديق ولا مصداقية له ؛ وبعد ان اصبح الصباح واردت مغادرته ، رأيته مهموما وكمن يريد قول شيئ وهو متردد ، بادرته ابو فلان اراك مشغول البال كمن يريد ان يقول شيئا وهو متردد ؛ تشجع وقال لي قبل يومين ذهبت لاحد احفاد سعيد وهو متنفذ ويستطيع عمل أي شيئ ؛ وطلبت منه مطلبا ، احد احفادي مريض ويحتاج عملية ، والعملية يراد لها مبلغ ، لقد دس في يدي عشرة الاف ، أخذتها مشدوها ولسان حالي يقول ، ياريت جلمتّّي ما طلعت .

وأنا أقول يا مغيِّر الاحوال غيرنا الى أحسن حال ، وغيير نفوس حكامنا بحكامٍ يفوا بوعودهم وعهودهم وقسمهم بكتابه المجيد وأن يرعوا ذمتنا وينظروا لحالنا ؛ وإلا سوف لاننظر بحالهم في الايام القادمات وسوف لانتركهم أخذوا الجمل بما حمل ونحن بهذه الاحوال ، والشعب لايعوزه غير الخام والطعام وظل يستظل به المظلومين آمين آمين يارب العالمين ؛ نشكوكم للواحد الاحد الصمد ، وسوف تلاقون عقابه ؛ وويلكم من دعوة المظلومين .



#سعيد_العبد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أيها المُنْتَخَبْ و المُنْتَخِبْ ماذا تُريد ؟ وَطَنُ حرً وشَ ...


المزيد.....




- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - سعيد العبد - ايها الشعب ماذا تريد أُريد خبزا وظلا يسترني