أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فادي دخان - من أجل المتوسّط.. قمة عصماء لاتحادٍ مريب!!














المزيد.....

من أجل المتوسّط.. قمة عصماء لاتحادٍ مريب!!


فادي دخان

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:03
المحور: السياسة والعلاقات الدولية
    


لم يكن تأسيس "الاتحاد من أجل المتوسط" مجردَ حِراكٍ سياسي، جلُّ غايته جذبُ الإعلام والرأي العام لمستجداتِ التطور الإقليمي فحسب ، إنما كان قضمة أوربية زائدة على الحصة الأمريكية من كعكةِ الشرق الأوسط. ولمَ لا ؟، والعالمُ العربي يتطلع اليوم إلى انفتاح واسع في كلِّ المجالات على العالم الجديد والمتحضّر، ولأن مسألة رسم "شرق أوسطٍ جديد" لم تعد محظورة أو مستهجنة من قِبَل العرب ، أصبح الدبلوماسيون العرب قاب قوسين أو أدنى من الإمساك بقشةِ الايديولوجية الأوروبية بدلا من الغرق في فوضى المصطلحات الجوفاء دون خطةٍ أو مشروع جدير بمنطقة الشرق الأوسط.
لقد تمكن الرئيس نيكولا ساركوزي خلال فترةٍ قصيرة وبوصفه رئيساً للاتحادَين الأوروبي والمتوسطي من التموقع داخل خارطةِ الصراع العربي، ومن أخذ مكان مهمٍّ على طاولة المفاوضات الجارية مع إسرائيل على المسارَين الفلسطيني والسوري.
وبالنظر إلى هذا الاتحاد، فإنه يضمُ سياساتٍ مختلفة، ويحمل أعضاؤه تطلعاتٍ متباينة تلقي بثقلها سلباً وإيجاباً على شعوب المنطقة العربية، خاصة وأن الكيانَ الصهيوني عضوٌ في الاتحاد وبمسعىً فرنسي.. لقد جاء الإسرائيليون إلى المؤتمر وهم أكثر العارفين أنهم أمام رئيس فرنسي لم يأتِ أحدٌ مثله في قربه من الدولة العبرية، أي إنهم جاؤوا مطمئنين إلى أن مصالحهم لن تمَسّ، وهم يعلمون أنه إذا ما تقدَّموا بمطالبَ معينة للاتحاد، فإن ساركوزي سيأخذها بعين الاعتبار، وهم يعلمون أن ساركوزي يمكن أن يدلي بتصريحات في ظاهرها نقدٌ لهم، ولكنها لا تختلف في باطنها عن نظرتهم هم ذاتهم لمطالبهم، فساركوزي مثلا ينادي ويردِّد مطلبه بضرورة تأسيس دولةٍ فلسطينية، ولكنه لا يحدِّد حدود هذه الدولة، وماذا تشمل؛ وهي وجهة النظر الإسرائيلية نفسها.
ولا ننسَ في الوقتِ ذاته معارضة إسرائيل وبشدة لمشاركةِ جامعة الدول العربية في "الاتحاد من أجل المتوسط" وحضورها كافة اجتماعاته بصفة "مراقب".
إن الرهان الفرنسي، أو كما سماه ساركوزي "المخاطرة" في دعوة سورية، والانفتاح عليها ربما تكون له مآربُ أخرى؛ أبرزها فكُّ ارتباطها بحزب الله اللبناني وبحركة حماس وإيران، ولكننا إلى الآن لم نرَ مؤشراتٍ على تغيير إستراتيجي سوري في التعامل مع هذه الأطراف.
إن مشاريعَ مسار برشلونة (للتعاون الأورومتوسطي) واجتماعَها الأخير عام 2005 يؤكد أن المشاريع والنوايا وحدَها لا تحلُ المشاكل الكبرى والعالقة، ففي مسار برشلونة تحدَّث المجتمعون عن المشاكل نفسِها التي تعرَّض لها جدولً أعمال الاتحاد المتوسطي تقريباً، مثل الهجرة التي يضاهي موضوعها في المنظور الأوروبي مسألة الإرهاب في أميركا. وبحثَ موضوع الإرهاب الذي اتخذه الزعيمُ الليبي معمر القذافي ممسَكاً على الاتحاد حين أعلن أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة كان ضربة وُجِّهت للاتحاد من أجل المتوسط، فضلا عن موضوع السلام الذي لا يمكن تحقيقه طالما ظلَّ الانقسامُ في الجانب الفلسطيني قائماً، وطالما غاب وقفٌ شامل للنار بين طرفي النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، ولكن النتائج التي تمخّض عنها مسارُ برشلونة آنذاك كانت ضعيفة جداً. ويبقى السؤال بشأن الاتحاد من أجل المتوسط هو: هل سيذهب هذا الاتحاد أبعد من مسار برشلونة؟ الأمر الذي سيكشفه لنا انتظارُ ما ستحمله السنواتُ القادمة!!.



#فادي_دخان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترويج الفكر الإسلامي المعاصر ( الشيخ أحمد حسون.. مفتي الديار ...


المزيد.....




- الجمهوريون يحذرون.. جلسات استماع مات غيتز قد تكون أسوأ من -ج ...
- روسيا تطلق أول صاروخ باليستي عابر للقارات على أوكرانيا منذ ب ...
- للمرة السابعة في عام.. ثوران بركان في شبه جزيرة ريكيانيس بآي ...
- ميقاتي: مصرّون رغم الظروف على إحياء ذكرى الاستقلال
- الدفاع الروسية تعلن القضاء على 150 عسكريا أوكرانيا في كورسك ...
- السيسي يوجه رسالة من مقر القيادة الاستراتجية للجيش
- موسكو تعلن انتهاء موسم الملاحة النهرية لهذا العام
- هنغاريا تنشر نظام دفاع جوي على الحدود مع أوكرانيا بعد قرار ب ...
- سوريا .. علماء الآثار يكتشفون أقدم أبجدية في مقبرة قديمة (صو ...
- إسرائيل.. إصدار لائحة اتهام ضد المتحدث باسم مكتب نتنياهو بتس ...


المزيد.....

- افتتاحية مؤتمر المشترك الثقافي بين مصر والعراق: الذات الحضار ... / حاتم الجوهرى
- الجغرافيا السياسية لإدارة بايدن / مرزوق الحلالي
- أزمة الطاقة العالمية والحرب الأوكرانية.. دراسة في سياق الصرا ... / مجدى عبد الهادى
- الاداة الاقتصادية للولايات الامتحدة تجاه افريقيا في القرن ال ... / ياسر سعد السلوم
- التّعاون وضبط النفس  من أجلِ سياسةٍ أمنيّة ألمانيّة أوروبيّة ... / حامد فضل الله
- إثيوبيا انطلاقة جديدة: سيناريوات التنمية والمصالح الأجنبية / حامد فضل الله
- دور الاتحاد الأوروبي في تحقيق التعاون الدولي والإقليمي في ظل ... / بشار سلوت
- أثر العولمة على الاقتصاد في دول العالم الثالث / الاء ناصر باكير
- اطروحة جدلية التدخل والسيادة في عصر الامن المعولم / علاء هادي الحطاب
- اطروحة التقاطع والالتقاء بين الواقعية البنيوية والهجومية الد ... / علاء هادي الحطاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - السياسة والعلاقات الدولية - فادي دخان - من أجل المتوسّط.. قمة عصماء لاتحادٍ مريب!!