أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد الدين رائف - لبنان: ما قبل أزمتي الغذاء والاقتصاد العالميتين.. وما بعدهما














المزيد.....

لبنان: ما قبل أزمتي الغذاء والاقتصاد العالميتين.. وما بعدهما


عماد الدين رائف

الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 10:03
المحور: الادارة و الاقتصاد
    



يعنى تقرير "الفقر، النمو، وتوزيع الدخل في لبنان" بتسليط الضوء على النتائج الإحصائية والدراسات التي توصلت إليها وزارة الشؤون الإجتماعية منذ عام 1990 بالتعاون مع مديرية الإحصاء المركزي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP). ركزت الوزارة في تقريرها على أن الفقر لا يعتمد على قواعد إحصائية صعبة، بل على أسس معيشية للأفراد يجب وعيها وتنظيمها.
يعتبر التقرير الصادر عام 2007 "الفقر، النمو وتوزيع الدخل في لبنان" الأول من نوعه في لبنان؛ إذ أنه يحدد خصائص الفقر الأساسية مرتكزاً على مقياس الفقر المادي و يحدد خط الفقر الوطني معتمداً على النفقات المنزلية (السكن / المعيشة). بالإعتماد على معطيات المسح الوطني لعامي 2004/2005، تحدد الدراسة نظرة شاملة وعامة لخصائص الفقر وثغراته. وجدت الدراسة أن نسبة ثمانية وعشرين بالمائة من الشعب اللبناني تعتبر فقيرة، ونسبة ثمانية بالمائة تعتبر فقيرة جداً. ذلك على الرغم من التقارير غير الرسمية ترسل أكثر من واحد وستين بالمائة من سكان لبنان تحت خط الفقر، واثني عشر بالمائة تحت خط الفقر المدقع، ويعود ذلك إلى أن التقرير الرسمي قد اعتمد في تحديد الحاجات الأساسية التي ابتنى عليها خط الفقر فيه معايير قدرة الصرف لدى المواطن، لا قدرته على تأمين الحاجات الضرورية الملحة لحياة كريمة، حيث قدّر خط الفقر بالقدرة على الإنفاق اليومي بمعدل 2.4 دولار أمريكي لكل مواطن لبناني.
أما أهم إنجازات الدراسة فكان تحديد الفروقات بين كافة المناطق اللبنانية. فإن نسبة الفقر في العاصمة اللبنانية بيروت "غير محددة" بالمقابل فإنها مرتفعة جداً في مناطق شمال مدينة عكار، بينما مستويات الفقر في مناطق جنوب لبنان تعتبر فوق المعدل وهذا ما لم يكن متوقعاً، والذي سيكون غير ذلك وفق قدرة المواطن على تأمين الحاجات الضرورية لحياة كريمة، فيما لو اتخذت كمعيار.
لخصت إحدى توصيات التقرير الرئيسية بالتركيز على تقنيات الموارد في المناطق الفقيرة من لبنان. وبناءً عليه، يحدد التقرير أهمية تعديل السياسة المالية وذلك بهدف تحريك الموارد بما يناسب زيادة تمويل النفقات المرتبطة بالحماية الاجتماعية والاستثمار الرسمي في الخدمات الاجتماعية التي تعتبر أحد أهم أجزاء برنامج تقليص الفقر في لبنان. كان يتوقع أن تساهم هذه الدراسة بشكل مباشر على عمليات الإصلاح التي أطلقتها الحكومة اللبنانية في مؤتمر باريس 3 في كانون الثاني 2007، فقد اعتمدت الحكومة اللبنانية لأول مرة في برنامج الإصلاح على المدى المتوسط، خطة عمل اجتماعية تهدف إلى الحد من الفقر وتأمين العدالة الاجتماعية كجزء أساسي في عمليات الإصلاح. يتضمن التقرير الصادر بالانكليزية عناوين عدة تطرح مشكلة الفقر، نتائجه وأسبابه مرفق بنتائج إحصائية صادرة عن مديرية الإحصاء. كما أنه مرفق بجداول ونتائج تتناول المستوى التعليمي للفرد، عدد العاطلين عن العمل والعاملين، الحالة الاجتماعية ونسبة الفقر في كل منطقة وقضاء.

بعد الأزمتين

تأثر لبنان بأزمة الغذاء العالمي بشكل كبير، فقد ارتفعت أسعار السلع الاستهلاكية بشكل غير مسبوق ما أدى إلى تقلص قدرة المواطنين على شراء السلة الاستهلاكية نفسها التي كانت بمتناولهم، وخاصة أولئك الذين كانوا تحت خط الفقر وقت صدور هذا التقرير، وقدّرت بعض المصادر الاقتصادية الأكثر تفاؤلاً أن القدرة الشرائية للمواطن قد تدنت بنسبة تتراوح بين 15 و25 بالمائة. لم تبادر الجهات الرسمية المعنية بشبكات الأمان الاجتماعي المزعومة بتحريك ساكن تجاه الازدياد المضطرد، غير الخاضع لآليات إحصائية مباشرة. إن دراسة "خارطة الفقر البشري وأحوال المعيشة في لبنان" المتضمنة لأرقام 2004، وتقرير "الفقر، النمو وتوزيع الدخل في لبنان" المتضمن جزئياً لأرقام 2007، يعكسان مدى قصور الأجهزة المعنية عن استمداد الأرقام الصحيحة وفق إحصاءات موثوقة يمكن أن تعتمد لبناء شبكات أمان اجتماعية، قد تؤسس لتنمية شاملة في لبنان؛ أما عدم وجود أرقام موثوقة بعد تدني القدرة الشرائية للمواطن بنسب عالية، وخضوعه للاحتكار، ومزاجية التجار الكبار المرتبطين عضوياً بالطبقة السياسية الحاكمة بغض النظر عن تموقعها في الموالاة أو المعارضة، يعكس عقم آليات الجهات الرسمية عن متابعة مراكمة التوثيقات الإحصائية، التي ينبغي أن تصدر دورياً، وليس أن يتم إغفالها لسنوات. أما ما يمكن أن يواجهه لبنان من أزمة حقيقية على صعيد التنمية البشرية، والتنمية الشاملة بعد بداية تأثره بالأزمة الاقتصادية العالمية، سواء على صعيد التقلص الكبير الذي تشهده البرامج التنموية الممولة بالواسطة من قبل دول تأثرت بشكل مباشر وكبير بهذه الأزمة، أو على صعيد النزوح القسري لعدد كبير من أبناء لبنان الذين يفقدون تدريجياً فرص عملهم في دول أكثر تأثراً بالأزمة، ما سيخلق أزمة داخلية جديدة، فمتى يمكن أن تقوم الجهات الرسمية برصدها؟ وأي أرقام سينتج عن هذا الرصد؟



#عماد_الدين_رائف (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- متى ننصف المرأة.. ولو على الورق؟!
- حول أهمية التكييف الوظيفي في دمج الأشخاص المعوقين اقتصادياً. ...
- نساء لبنانيات يروين قصص تعرضهن للعنف والتعذيب
- التمييز القانوني ضد المرأة في لبنان
- بين المجتمع المدني العربي وقمة الكويت القادمة
- ستون عاماً على انتهاكات الإعلان العالمي لحقوق الإنسان
- تشي غيفارا يحتفل في بيروت بألوان عربية
- في يوم الغذاء العالمي: دعوة الى الاستيقاظ دعماً للجياع حول ا ...
- زيادة أجور هزيلة تقدم كإنجاز حكومي
- في الرهان على المجتمع المدني اللبناني
- حراك المجتمع المدني اللبناني .. نحو -وطن لجميع ابنائه-
- المجتمع المدني اللبناني يناقش البيان الوزاري
- أي قانون انتخاب يريده المهمّشون في لبنان
- رسالة المجتمع المدني اللبناني إلى السياسيين
- حول -النداء العالمي لمكافحة الفقر-.. عربياً
- حملة لا للحرب في لبنان... بين السياق والنتائج
- المجتمع المدني اللبناني ينتصر!
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 3-4
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 4-4
- دور المجتمع المدني في الترويج للحقوق عبر التلفاز 2-4


المزيد.....




- إحداها عربية.. تصنيف للمدن من حيث كثافة المليارديرات بين سكا ...
- بيتكوين ترتفع إلى أعلى مستوى على الإطلاق قرب 98 ألف دولار مد ...
- صعود أسعار النفط مع استمرار التوترات الجيوسياسية
- دبي تنتج أكبر سبيكة ذهبية في التاريخ (فيديو)
- مؤتمر -كوب 29-: أنشطة سوكار للطاقة...بين المصالح الاقتصادية ...
- إسراكارد تحت ضغط التضخم وخسائر القروض المتعثرة تفوق 33%
- إسرائيل تفرض عقوبات اقتصادية متعلقة بتمويل حزب الله اللبناني ...
- -أفتوفاز- الروسية المالكة لعلامة -لادا- تحدد هدفا طموحا للعا ...
- أرباح -لولو للتجزئة- ترتفع 126% في الربع الثالث
- سعر الذهب اليوم الخميس 21-11-2024.. اشتري شبكتك دلوقتي


المزيد.....

- الاقتصاد المصري في نصف قرن.. منذ ثورة يوليو حتى نهاية الألفي ... / مجدى عبد الهادى
- الاقتصاد الإفريقي في سياق التنافس الدولي.. الواقع والآفاق / مجدى عبد الهادى
- الإشكالات التكوينية في برامج صندوق النقد المصرية.. قراءة اقت ... / مجدى عبد الهادى
- ثمن الاستبداد.. في الاقتصاد السياسي لانهيار الجنيه المصري / مجدى عبد الهادى
- تنمية الوعى الاقتصادى لطلاب مدارس التعليم الثانوى الفنى بمصر ... / محمد امين حسن عثمان
- إشكالات الضريبة العقارية في مصر.. بين حاجات التمويل والتنمية ... / مجدى عبد الهادى
- التنمية العربية الممنوعة_علي القادري، ترجمة مجدي عبد الهادي / مجدى عبد الهادى
- نظرية القيمة في عصر الرأسمالية الاحتكارية_سمير أمين، ترجمة م ... / مجدى عبد الهادى
- دور ادارة الموارد البشرية في تعزيز اسس المواطنة التنظيمية في ... / سمية سعيد صديق جبارة
- الطبقات الهيكلية للتضخم في اقتصاد ريعي تابع.. إيران أنموذجًا / مجدى عبد الهادى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادارة و الاقتصاد - عماد الدين رائف - لبنان: ما قبل أزمتي الغذاء والاقتصاد العالميتين.. وما بعدهما