|
الاسلام والمفاهيم الحديثة ..
شامل عبد العزيز
الحوار المتمدن-العدد: 2567 - 2009 / 2 / 24 - 04:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
نقرأ كثيراً من المقالات التي تتحدث عن الاسلام وتربطه بجملة من المفاهيم الحديثة وهي مفاهيم شرعنها الانسان عبر تطور الحياة ووصل اليها بعد طول عناء وتجربة إضافة الى انها مفاهيم وضعية .. قديماً كتبوا عن الاسلام والاشتراكية بعد أن ظهر مفهوم الاشتراكية في مجتمعاتنا وأنتسب الى الاشتراكية الملايين وقالوا هولاء الكُتاب المسلمين أن الاسلام فيه اشتراكية ويحقق العدالة الاجتماعية والمساواة ويقضي على الفقر وقد فاتهم في حينه أن النظام الاقتصادي في الاسلام اذا صح التعبير تميل مفاهيمه الى الاقتصاد الرأسمالي وليس الاشتراكي بالاضافة الى أن القصائد تغنت بذلك وقال امير الشعراء احمد شوقي في إحدى قصائده : الاشتراكيون أنت إمامهم ..... يقصد النبي محمد ... وحالياً يكتبون عن الاسلام والديقراطية ويقولون أن الاسلام فيه ديمقراطية وحرية وعدم إكراه وغيرها الكثير... الذي يُحدد المعنى لاي مفهوم من المفاهيم هو التعريف ... مثال : الاشتراكية : هي مجموعة اهداف سياسية وإجتماعية واخلاقية ( إحدى التعاريف). الديمقراطية : إنها من الشعب وبالشعب ومن أجل الشعب ( إبراهام لنكولن). الاسلام : هو الدين الذي أنزله الله على النبي محمد جملة وتفصيلاً ( تعريف المسلمين). هل محاولة هولاء السادة الذين يكتبون عن الاسلام وربطه بالمفاهيم الحديثة ناتج عن حقيقة واقعية وملموسة وهي أن الاسلام اشتراكي .. ديمقراطي .. نظام حر .. إنتخابات.. مساواة .. حقوق إنسان .. مشاركة المرأة... أم أن هولاء السادة أُسقط في أيديهم من جراء تخلف المجتمعات الاسلامية عموماً والعربية خصوصاً فحاولوا جاهدين القيام بذلك ... أم أن هناك أسباب أخرى لدى هولاء السادة وهو عدم الوعي الحقيقي لما يؤمنون به ومايكتبون حوله.. الاسلام جملة من النصوص وردت في القرآن والسنة وكل شيء لم يرد في هذين المصدرين الرئيسين ولم يجمع عليه الصحابة ثم لايقاس عليه يعتبر من غير الاسلام والاسلام منه براء وبالتسلسل اعلاه نصل الى أن مصادر التشريع في الاسلام هي : 1. الكتاب ( القرآن) . 2. السُنة ( الاحاديث النبوية الصحيحة) 3. إجماع الصحابة( الاتفاق على حكم واقعة من الوقائع بانه حكم شرعي).4 .القياس ( الحاق فرع بأصل). فهل تعريف الديمقراطية يتطابق مع مفاهيم الاسلام ولايتعارض مع مصادرالتشريع؟ في الديمقراطية : فترة محددة للحاكم لاتتجاوز 8 سنوات على دورتين ( إن لم تختلف قليلاً في بعض البلدان بالنسبة لعدد السنين)... فهل في الاسلام ( وهذا أهم ركن ) فترة محددة للحاكم وأين نجدها في مصادر التشريع وهل هناك حاكم اختاره الشعب أم أن هناك فئة تُسمى أهل الحل والعقد ( تقتصر على بعض الاشخاص) اختاروا حاكم واحد في فترة ما.. ثم بعد ذلك أصبح الحكم وراثياً ( ملك عضوض وجبرياً) والى الان ومن المحتمل الى الابد... هل هناك في الاسلام يجوز للمرأة أن تكون الحاكم ؟؟ وأين ومتى حدث ذلك ؟ هل يستطيع احدا من المسلمين أن يخالف الحديث الذي يقول ( لن يُفلح قومٌ ولوا أمرهم امرأة )حتى وأن تماشينا مع أهل القرآن الذين يرفضون الاحاديث النبوية فأين نجد دور المرأة في الحكم على إمتداد 14 قرناً علماً أن من يخالف ماورد في مصادر التشريع يُعتبر آثم يستحق اللعنة والعذاب .... في الديمقراطية اذا أساء الحاكم فالويل له من الشعب الذي اختاره... في الاسلام أين حكامنا المسلمين الذين اختارتهم شعوبهم ؟؟ وهل اذا وصلوا الى السلطة يستطيع احداً أن يخلعهم عدا السيد ملك الموت طبعاً؟ هل هناك حاكم وعلى امتداد 14 قرناً جلس على كرسي الحكم وألتفت الى شعبه ؟؟ أقرؤا التاريخ وانظروا ماذا فعلوا بشعوبهم ؟؟ انظروا حجم المؤمرات والقتل والاستبداد والاستعباد؟؟ انظروا ماذا فعلوا بالمخالفين ؟؟ انظروا ماذا فعلوا باخوانهم واولاد عمومتهم ؟ انظروا ماذا فعلوا بالاقربين من أولي الارحام ؟؟ عند ذلك سوف نستطيع أن نقول هل كانوا فعلاً ديمقراطيين أم كانوا جبابرة فاسدين ؟؟ ليست المسألة بالاماني أو إتباع رأي أو هوى حتى يأتي احداً ويقول أن الاسلام هو الاشتراكية وهو الديمقراطية ناهيك عن أن كل هذه المفاهيم هي كفر بواح ماأنزل الله بها من سلطان ومن يؤمن بها فان ماؤاه جهنم وبئس المصير مع هامان وفرعون وقارون حتى وأن كان من أقرباء امير المؤمنين.... أن الياس الذي تملك هولاء السادة هو الذي جعلهم يُحاولون بحسن النية ( ولو أن حسن النية لايكفي) تحسين صورة الاسلام وجعله يتماشى مع متطلبات العصر بالاقوال فقط دون افعال تُذكر... الاسلام نظام يقوم على ماورد في مصادر التشريع فقط وكل شيء خارج عن المصادر يعتبر مرفوض وزندقة ... هذا هو الاسلام وليس غيره .. مهما حاولنا أن نربط ماضينا بحاضرنا بهذه الطريقة فان الجهود ذهبت وستذهب سُدى ... أن الاحباط هو الذي دفع هولاء السادة لكتابة هكذا مواضيع خاصة وأنهم يرؤن العالم الاخر كيف يعيش .. هولاء السادة لم يستطيعوا أن يُصارحوا أنفسهم اولاً وقراءهم ثانياً بان زمن الاسلام كان لوقته وقد مضى وأن العصر الحديث له مفاهيم أخرى ... هولاء السادة يعيشون تناقضاً بين إيمانهم وبين مايتمنونه على أرض الواقع ... لاتنفع هكذا محاولات ابداً فمثلماً أنتهت فكرة أن الاسلام هو الاشتراكية فان فكرة الاسلام هو الديمقراطية سوف تنتهي ايضا عندما تظهر مفاهيم اخرى وهكذا دواليك... أن الاسلام في واد والديمقراطية في واد أخر.. أنهما خطأن مستقيمان لايلتقيان...
#شامل_عبد_العزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مقتطفات أخرى من التراث .. هل من خروج ؟
-
الليبرالية القديمة والليبرالية الجديدة ...
-
نحنُ أخر أمة أُخرجت للناس ...
-
الفكر المخالف ...
-
إدريس جنداري ووفاء سلطان ...
-
المُثقفون الجُدد ...
-
في الرد على مقالتي الاستاذ إدريس جنداري ...
-
هل هناك فرق ؟؟
-
لكل حادثة حديث ...
-
إياكم وعيد الحب ؟؟
-
رسائل إسلامية ...
-
أليس الاعتراف بالخطأ فضيلة ؟
-
الحوار بين الاديان والتقريب بين المذاهب ...
-
عبدالله بن سبأ اليهودي ونظرية المؤامرة
-
اختلاف الاراء...
-
الدكتورة وفاء سلطان والمقال الاخير ..
-
ماذا لوآمن الشيطان ؟
-
هل نحن متعصبون؟
-
تعليق السيد نادر قريط على مقالة الدكتور كامل النجار(اله السم
...
-
الدكتورة وفاء سلطان أولاً وأخيراً
المزيد.....
-
طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال
...
-
آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|